أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - تبادل الأفكار وتوالدها














المزيد.....

تبادل الأفكار وتوالدها


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 14:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يقول آرنولد توينبي: استسلم الشرق في القرن التاسع عشر إلى التكنولوجيا الصناعية ولم يستسلم للتكنولوجيا الاجتماعية, وبصراحة السبب هو عدم قبول الشرق لعملية تبادل الأفكار كما سيأتي بعد قليل.

تبادل الأفكار أهم من تبادل المنتجات الزراعية والصناعات المعدنية والإلكترونية, تبادل الأفكار يؤدي إلى توالد أفكار جديدة , وفي كل عملية تبادل يؤدي إلى زيادة في الأفكار وليس إلى النقصان, فالفكرة التي تعطيها لإنسان آخر لا تؤدي إلى ذهابها من عقلك نهائيا, إن العقل يبقى محتفظا بأفكاره كلها...والشعوب العربية تفتقر إلى السلام بين الجماعات والأفراد لأنها في الأصل لا تحب مشاركة الآخرين في أفكارهم ومعتقداتهم وطريقة حياتهم فهي لديها في مجمل الوقت فكرة واحدة لا تحب تسويقها ولا تحب أن تتبادل فيها مع غيرها من الشعوب الأخرى, وحتى نؤسس لعملية السلام في الدول العربية يجب علينا أن نقوم بتدريب الناس على تبادل الأفكار مع الآخرين, فأنت لديك فكرة وأنا لدي فكرة فتعال وهلم بنا لنتبادل أنا وأنت في الأفكار, عندها سنتطور أكثر وسنتبادل أيضا في المشاعر والأحاسيس , وسنقترب من بعضنا أكثر, نحن بعيدون جدا عن هذا العالم القريب منا أصلا, لأننا لا نبادله في أفكارنا ومعاشنا ومشاعرنا وأحاسيسنا , نحن نعيش في خوف دائم لأننا لا نملك أفكارا جديدة نطور فيها أنفسنا وطريقة حياتنا.

مرة من ذات المرات سألت رجلا قديما في السوق كم مضى عليك في هذه الدكان التي تديرها مع أولادك؟,قال : أربعون عاما, فسألته عن الرجل الذي يلبس ملابس رثةً متسخة جدا جدا جدا ويمشي حافيا وشعر رأسه مثل الغوريلا أو الغربال, فقال: إيه يا ولدي!!!من قبل أن أفتح الدكان, قلت:وما السبب في سلوكه؟ : قال: سمعت من أقاربه بأنه كان ذكيا جدا والذي أذهب عقله عدم قبول الناس لفكرته, فقلت متطفلا : وما هي فكرته؟ قال: أنت مثلا لديك دجاجة أو أرنبا ورجل آخر لديه مثل ما لديك, فإن أحببت أن تتبادل معه في الأرنب أو الدجاجة فلن يقدم الموضوع شيئا ولن يؤخره, يعني سيصبح لديك دجاجة واحدة أو أرنبا واحدا, وعملية التبادل لن يستفيد منها أحد, فقلت له: أمممم هو يقصد فكرة (برناردشو), فسألني الرجل المُسن عن برناردشو,فقلت له: هو صاحب مصنع للأفكار في لندن,وابتسمت ابتسامة خفيفة.

المسكين يبدو أنه كانت لديه أو في رأسه فكرة عن تبادل الأفكار والخبرات الثقافية والعلمية,ولأن الناس لم تستمع له جن جنونه أو أنهم اتهموه بالجنون وأسقطوه وهو أيضا زاد من عملية سقوطه.. ولكن هل نحن العرب المسلمون لدينا فكرة عن هذا الموضوع؟ هل نرغب حقيقة في تبادل الخبرات والثقافات بين الأفراد والجماعات والدول؟ وكم لدينا من الأفكار المستوردة؟ هنا كل فكرةٍ أجنبية محترمة يقولون عنها بأنها أفكار مستوردة, ويقصدون الذم بكلمة مستوردة وليس المديح,الناس هنا لا ينظرون إلى فكرة تبادل المعلومات والأفكار إنهم يتحسسونها بأصابع يديهم وكأنها سلك كهربائي عاري يصيب كل من يلمسه بصعقة, وفكرة برناردشو تقول:

لو كان عند كل واحدٍ منا تفاحة وتبادلنا في التفاحتين مع بعضنا فسيكون عند كل واحدٍ منا تفاحة واحدة,وهذا واضح ومفهوم,ولكن لو كان عند كل واحدٍ منا فكرة واحدة وتبادلنا الأفكار كأن أعطيك أنا فكرتي وتعطيني أنت فكرتك, فسيكون عند كل واحدٍ منا فكرتان,انتهت مقولة برناردشو, والآن جاء دور رغبتنا نحن بأن نستورد من الشعوب الأخرى أفكارهم عن الدين والحياة والمعتقدات, يجب أن نتبادل مع المسيحيين في نظرتهم إلى الله, كيف ينظرون إلى الله؟ كيف يتصورونه؟ كيف يتعاملون معه, أين هي حدوده الجغرافية؟ومع من يتكلم ومن هو الذي يقبله في ملكوته, لا يمكن أن يقنعني بعض الناس بأن فكرة المسلمين عن الله هي نفس فكرة المسلمين,لا الطريقة مختلفة جدا والنظرة مختلفة والتشريع مختلف, والدليل على ذلك طريقة الحياة والنظرة للمرأة والنظرة للفرد, والمسيحية تطورت وتبادلن في الأفكار مع المصلحين الاجتماعيين ومع الفلاسفة والمنظرين لعلم الاجتماع , وكيف نتقرب نحن إلى الله؟وكيف يتقربون هم منه؟ فكرتان من الممكن لنا أن نصنع بهما أشياء كثيرة, وتخيل معي لو كان أيضا عند كل واحدٍ منا سيارة وتبادلنا السيارتان كأن تعطيني سيارتك وأعطيك سيارتي فسيصبح عند كل واحدٍ منا سيارة واحدة وليس سيارتان, وسيصبح عند كل واحد منا بيتا واحدا وليس بيتان إذا ما تبادلنا بالبيت, لكن لو كان عند كل واحدٍ منا فكرة أو فكرتان أو عشر أفكار, وتبادلنا بالأفكار فسيصبح لدينا عدة أفكار مطروحة على ساحة العمل الثقافي والفكري.

هذا الفعل يدهشنا على الصعيد الفكري الفردي ويلملم جراحاتنا , ولكن على المستوى الجماعي ستكون ردة الفعل كبيرة جدا, وسنتعلم على كيفية تبادل الأفكار وأيضا المشاعر والأحاسيس, فبتبادل الأفكار نتعلم على طريقة لذيذة في حب التشارك مع الآخرين في حياتهم الفكرية, ونتعلم على كيفية تشبيك العلاقات الفكرية والعقائدية مع بعضنا البعض, نتبادل في الأفكار بين الشرق والغرب والشمال والجنوب, وبين الشخص والشخص والمرأة والرجل والطفل والعجوز, لتسأل نفسك:كم مرة تبادلت فيها بالأفكار مع غيرك من الناس؟ ومتى كانت آخر مرة تبادلت فيها الأفكار مع غيرك؟ وكم لديك الآن من الأفكار الجاهزة؟ وهل أضفت خبرات غيرك من المفكرين إلى خبراتك؟ لماذا أنت تكره أفكار الآخرين ولا تعيرها انتباهك بالمرة, جرب أن تتبادل معي في الأفكار لنقترب مع بعضنا ولتزداد الأفكار في عقولنا وقلوبنا,ما هي آخر فكرةٍ أخذها غيرك منك؟ومتى أثرت في حياة الآخرين؟وما هو الشيء الجديد الذي أضفته إلى الآخرين؟هل استفاد منك أحد؟وهل استفدت أنت من أفكار الآخرين؟متى وأين وكيف تم ذلك؟,كيف تستجيب لأفكار الآخرين وكيف يستجيبون هم لك؟كم فكرة الآن لديك؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدة سويدية تتحدث عن مسلمي السويد
- موشح من أيام زمان
- ملاحظات على زيارة البابا فرنسيس للأردن
- شي بحير العقل!
- الرجل المسلم مريض أخلاقيا
- لكل كلمة معنى
- عشاق يسوع
- صناعة السلام في الديانة المسيحية وصناعة الحرب في الديانة الإ ...
- أين أنت يا مريم!
- موعظة المسيح على الجبل
- أنا أتألم إذن أنا مسيحي
- يوم ميلادي يوم السلام
- قطتي البيضاء
- لا تبتسم إلا وأنت ميت
- الإنسان هذا المخلوق
- الجنس والسلام
- حول الإسلام السياسي
- ملاحظتان على أسماء الله الحسنى
- الإسلام هو الحل!!!
- السلام والحرية السياسية الفردية


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - تبادل الأفكار وتوالدها