عبدالله خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 11:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أي تكريم لشخص ظل بلا إنتاج طوال حياته، ولم تجد الخطب العصماء عنه أي مادة حقيقية؟
وكيف يحتفون بالمفكر وقد طلق النقد وتعرية الواقع وصار من المستفيدين؟ فهو يريد تقييماً خلاباً عنه ويريد سيرة عطرة خالية من تقلباته وتخليه عن نضالاته؟
يقدمون عنه سجلاً زائفاً ويغدو هو الاحتفاء بالمفكر.
ويحصل على ذلك مادامت الجامعة موجودة، فالجامعة صارت هي حشدا للجموع من الانتهازيين وصانعي الأبحاث الزائفة وميداناً للابتعاد عن تحليل الواقع وصراعاته وإبعاد التيارات النقدية فيخرج الطلبة مفرغين.
لماذا لا يكون الاحتفاء بالمفكر صراعاً مع تقلباته ومواقفه المترددة وترشيداً للفكر الذي تهاوى ثم اختفى من ساحة البلد؟
رجل لم يكتب شيئاً فجعلوا منه أسطورة وألف صديق له كتاباً عنه ورفعه للسماء، وقد اعتاد هذا تزييف الثقافة وتلميع أصدقائه وشكل لجنة من جماعته للاحتفاء بصديقه فحصل هو على جائزة مالية كبيرة من الكتاب الزائف ومن نشر الثقافة الزائفة، فكان هذا ختاماً لحياة ثقافية.
ويحتفون بالسياسي الانتهازي الذي كانت شغلته ركوب الموجات السياسية الطافحة بالجماهير، وحين صارت جماهيرهم هذه هي مالئة البلد بالتخلف والعودة إلى الوراء صار هو المحتفى به دوماً، رغم غياب إنتاجه وتحليله للظاهرات اللاعقلانية الكارثية التي سببتها هذه الجماعات.
ألم يكن لمطبوعة أن تحتفي بالعقلانية وتكشف خواء التيارات السياسية وأضرارها بالبلد وتطوره، ولكن هؤلاء ليسوا ليبراليين حقيقيين، بل هم خدم للملالي ومساعدوهم في بقاء الجهل الجماهيري الذي يعطيهم الملايين.
الاحتفاءات الأدبية والفنية هي تزوير للنتاجات وتزكية اصحابها للجوائز المشتركة، وخلق رغوة ملونة زائفة عنها وعن أصحابها وخلق فنون مشوهة للذوق.
وعلى ماذا يحتفون بصحف مات النقد فيها، وأصابها الخرس تجاه كل الظاهرات الرهيبة التي تتفجر في المجتمع، وتجمع الانتهازيين وتصفهم على سطورها ليكذبوا كل يوم، ثم ينتقدوا الناس الذين يهربون باحثين عن معرفة ما يجري في مجتمعهم في أي مكان سواء منشورات أو مواقع؟
ويحتفون بالمؤسسة المالية الاقتصادية العظيمة التي كدست الربح لديها وسربته للخارج تنمي بلداناً أخرى وتفقر البلد الذي احتضنها وتوظف الأجانب وتقيم حزاماً من الفقر حولها لكي يصير ناراً.
#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟