أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صادق البلادي - ثمانون ثمانون عاما من النضال في سبيل التحرر القومي العربي















المزيد.....



ثمانون ثمانون عاما من النضال في سبيل التحرر القومي العربي


صادق البلادي

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 17:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الوقت الذي يتباهى كثيرون في أنهم ليبراليون، يهيمون في فضاءات الشيوعية ، ويجهرون معلنين بعالي الصوت انهم تخلصوا ، بل تجردوا وتعروا من دروع العقائدية، التي أطلقوا عليها الستالينية ، وأنهم ليسوا سوى مثلُ ماركس ، الذي لا يعرف شيئا سوى أنه ليس ماركسيا، أقر وأعترف علنا أن إنهيار معسكر الإشتراكية وما حصل في ربع القرن الذي تلاه ، خاصة منذ أن أعلن بوش الأب " النظام العالمي الجديد" وهو يفتتح عملية تدمير العراق،- أهلا و أرضا - في حرب الخليج الثانية عام 1991، أسماه نظاما وفي بال راسمي خطط الإمبريالية ما أسموه بعدئذ بـــ " الفوضى الخلاقة"، جعلني أزداد قناعة وإيمانا بما تعلمته من الماركسية- اللينينية ، دون الزعم بأني استطعت دراسة، بل ولا حتى قراءة ، كل ما سطرته الماركسية – اللينينة، وللإتحاد السوفييتي السابق الفضل الكبير في جمع و نشر وترجمة مؤلفات الكلاسيكيين.
بدون النظر الى التناقض الرئيسي في العالم ، مع الإمبريالية، وحليفتاها في منطقتنا ، الصهيونية و الرجعية العربية، بأي لبوس تسترت، لا يمكن فهم ما يجري من صراع ، ولا يمكن تحقيق أي تقدم. وبدون حزب طليعي ثوري، لا يمكن تعبئة القوى الضرورية لفرض المجتمع المدني الديمقراطي و العدالة الإجتماعية. وأن المثقف هو الذي يدرك أن ليس التلفلسف في تفسير العالم يمنحه قدره و قيمته ، بل الإسهام في التغيير، عبر التوعية والتعبئة، عبرالعمل التنويري ، وكشف التضليل و التعمية، بالسعي لتحقيق مهمة إخوان الصفا وخلان الوفا : إيقاظ الغافل من غفلته ، كي يحررنفسه و يحقق ذاته. ولكن دون أن ننسى في ذات الوقت ان لا وجود للملائكة لا في السماء، فكيف في الأرض ، مما يدفعنا أن نفتح عيوننا و نشدد من خناق رقابتنا على القادة ، إذ بغياب هكذا رقابة ، يتحقق ما رواه لنا ، محذرا ، شيخ المعرة ابو العلاء :
إنما هذه المذاهب اســـبـــا ب لجذب الدنيا الى الرؤساء
غرض القوم مُتعة،لا يرقو ن لـد مـع الشماء و الخنسا ء
كا لذي قام يجمع الزنج بالبصـ رة ، والقرمطي بألأحســا ء

لم يستثنِ المعري لا صاحب الزنج و لا القرمطي، مثلما لم استبعد الفساد عن الشيوعيين عندما قلتُ غب إنهيار المعسكر الإشتراكي، وسقوط دكتاتورية البضعة نفر في المكتب السياسي للأحزاب الشيوعية ، التي صارت بديلا عن الديمقراطية: " أن كل سياسي فاسد حتى يُثبت لنا نزاهته "، فسألني واحد من الكوادر : حتى من الشيوعيين؟ فسألته : هل رأيت في حياتك أحدا قدموه فقال : لا ، الرفيق فلان أفضل مني. هذا شكل من أشكال الفساد." ومن هذا الواقع كان لينين يردد كثيرا المثل الألماني : " الثقة جيدة ولكن الرقابة أفضل."
ومن هذه القناعات التي ترسخت كذلك أن التقدم في عراقنا، للعرب وللأكراد، مرتبط شديد الإرتباط بحركة التحرر الوطني الديمقراطي العربي، وحقبة الخمسينات من القرن الماضي كلها دروس وعبر، ومن هنا جاء إختياري للمساهمة في ذكرى الثمانين للحزب الشيوعي موضوع " ثمانون عاما من النضال في سبيل التحرر القومي العربي " ، وما دفعني لهذا هو أن جماعة بريمر ارادت عزل العراق عن عالمه العربي، ولكن أكثر ما استطاعوا اليه هو النص في الدستور، إضطرارا ، أن" العراق..عضوٌ مؤسسٌ وفعال في جامعة الدول العربية وملتزمٌ بميثاقها " ، بدل التأكيد على أنه جزء من العالم العربي.
ثمانون عاما من النضال في سبيل التحرر القومي العربي


لم تنجح القوى الرجعية والإمبريالية في إستغلال شعار لشق صفوف المناضلين في الحركة الوطنية العراقية وفي حركة التحرر العربية، مثلما نجحت في إستغلال شعار قضية القومية العربية، قضية فلسطين وقضية الوحدة العربية، متلاعبة بالمشاعر القومية والدينية، المشاعر العاطفية التي تغلب الهوى على العقل فتخدر، بل تشل التفكير. فنشرت كثيرا من الأباطيل والأكاذيب عن موقف الشيوعيين العراقيين تجاه القضية العربية، وسعت لاستغلال أممية الحزب الشيوعي، ووقوفه المبدئي ضد كل تعصب قومي او ديني أو طائفي، واختياره الرفاق القياديين وفق قدراتهم و كفاءاتهم ، وليس وفق انحداراتهم القومية أو الدينية أو المذهبية. وحاولوا توظيف هذا الموقف لاثبات مزاعمهم في أن الشيوعيين العراقيين يناوؤن القضية العربية لكونهم امميين، و ما يفقه أعداء الشيوعية أن الشيوعي بأمميته يزداد إعتزازا بوطنيته وقوميته، وقد عبر الرفيق فهد عن هذه الحقيقة أمام القضاة في المحكمة وهو يرد على رئيس المحكمة عام 1947 عندما اتهم بالخيانة قائلا " لقد انغمرت في النضال الوطني قبل أن أكون شيوعيا وبعد أن اصبحت شيوعيا صرت اشعر بمسؤولية أكبر أمام وطني". ومن المعروف أن القضاء العراقي ثبت هذه الحقيقة بقراره الذي صدر بعد انتصار ثورة 14 تموز 1958 واعتبر فيه :
" الأفعال التي لجأ اليها المواطنون يوسف سلمان يوسف " فهد" و رفقاؤه ابتغاء تحرير الوطن وإصلاح نظام الحكم..هي من أعمال الكفاح الوطني التي تستأهل تقدير الوطن." لجنة العفو العام 4/1/1959.
كما أن محكمة بداءة الكرادة في بغداد قد أصدرت في 15/4/1220 حكما جاء فيه
"ان الانتماء إلى الحزب الشيوعي ـ وهو اعرق حزب معارض في العراق نظرا لما يحمل من افكار تجاه حاجة الشعب - فيكون مجرد الانتماء الى صفوفه صورة من صور المعارضة [ لنظام البعث الفاشي]، فضلا عن كون ذلك الانتماء لم يوفر مكاسب مادية او وعودا اخروية وانما كان يعلم من ينتمي اليه ان ذلك الحزب لم يكن حزب سلطة وانما حزب معارض."
وقد انطلت تلك الأكاذيب على عدد غير قليل من القوميين ، عراقيين وعرب ، فاختاروا الإنتماء الى الأحزاب القومية، ومنها البعث، رغم أنهم كانوا، كما يقولون ، اقرب الى الحزب الشيوعي، ولكنهم ذهبوا الى الأحزاب القومية بسبب ، ما أشاعه الحكام الرجعيون، عن مواقفه المعادية للقومية العربية ، خاصة القضية الفلسطينية والوحدة العربية.
ففيما يخص القضية الفلسطينية كان موقف الحزب الشيوعي العراقي و قبل صدور قرار التقسيم في تشرين الثاني عام 1947 موقفا واضحا ومعروفا، إنه موقف محاربة الصهيونية باعتبارها حركة قومانية، عنصرية. وكان لدراسات ونشاطات مؤسس الحزب الرفيق فهد دور كبير في تعرية الصهيونية ، والتعبئة ضدها، دون الإنزلاق الى مواقف قومانية عروبية، وتعصب عنصري.فقد حدد طبيعتها الفاشية و مخاطرها على العرب و اليهود، فكتب قائلا :
" الفاشية والصهيونية توأمان لبغي واحدة ، هي العنصرية محظية الاستعمار.. وكل منهما نصبت نفسها منقذة وحامية لعنصرها، فالأولى بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفوضى في أنحاء المعمورة وورطت شعوبها وأولعت بهم نيران حرب عالمية لم تتخلص أمة من شرورها، والثانية، الصهيونية، بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفتن والإرهاب في البلاد العربية وغررت بمئات الألوف من أبناء قومها وجاءت تحرقهم على مذبح أطماعها وأطماع أسيادها المستعمرين الإنكليز والأمريكان، فتشعل بهم نيران الاضطرابات في البلاد العربية. وقد كان من أعمالها الإجرامية أن حولت فلسطيننا إلى جحيم لا ينطفئ سعيره ولا تجف فيه الدموع والدماء وتهددت الأقطار العربية بأخطارها و بأخطار القضاء على كيانها القومي جراء بقاء وتثبيت النفوذ الاستعماري فيها وجراء المشاكل العنصرية التي تسعى لإثارتها".
وقد لعب الرفيق فهد، انطلاقا من خبرته وتجربته في النضال من أجل مصالح ومهمات النضال الوطني _ القومي، ومستفيدا من مواقف ماركس من المسالة اليهودية وضد الصهيونية، ومن موقف لنين في صراعه ضد البوند ، المنظمة الصهيونية للعمال اليهود في روسيا، ومواقف الكومنترن، لعب الرفيق فهد دورا كبيرا في النضال ضد الصهيونية من أجل الشعب الفلسطيني، وكذلك في تعبئة اليهود العراقيين ضدها.فنشرت جريدة كفاح الشعب في عددها الثاني الصادر في آب 35 مقالا يعبر عن التضامن مع قضية الشعب الفلسطيني ، ودعا الرفيق فهد في جريدة القاعدة عدد تشرين الأول 43 إلى تأسيس منظمة يهودية لمكافحة الصهيونية، للوقوف بوجه دعايات المنظمات الصهيونية التي تزايد نشاطها في العراق وفي البلدان العربية الأخرى يومذاك.
وفي أيلول عام 45 قُدم طلب تأسيس عصبة مكافحة الصهيونية، والتي كانت أهدافها، كما وردت في منهاجها " مكافحة الصهيونية وفضح أعمالها ونواياها بين جماهير الشعب العراقي لا سيما بين اليهود. بهدف القضاء على نفوذ الصهيونية ودعايتها، وفضح عملاء الصهيونية أمام جماهير اليهود، ومحاربة النفوذ الاقتصادي الصهيوني الذي يحاول السيطرة على البلاد العربية اقتصاديا، والقضاء على الصناعة الوطنية الناشئة فيها".
وجاء في العريضة المقدمة لطلب تأسيس العصبة " ان الصهيونية خطر على اليهود مثلما هي خطر على العرب ….ولما كانت قضية فلسطين هي قضية البلاد العربية بأسرها ، فلا يمكن الا أن نقف إلى جانب عرب فلسطين.. والدعوة لحل قضية فلسطين على أساس منع الهجرة اليهودية وإيقاف انتقال الأراضي العربية إلى أيدي الصهاينة وتأليف دولة ديمقراطية عربية مستقلة استقلالا تاما تضمن فيها كافة حقوق المواطنين عربا ويهودا".
ولكن لم يتم إجازة العصبة إلا في آذار 1946 ، قبيل قيام لجنة التحقيق الدولية حول القضية الفلسطينية بزيارة العراق، ومنحت امتياز إصدار جريدة باسم " العصبة ". وكتب الرفيق فهد في العصبة سلسة مقالات ضد الصهيونية، نشرت فيما بعد بعنوان " نحن نكافح من أجل من؟ وضد من نكافح؟ " تناول فيها جذور الصهيونية، وطابعها العنصري، والعلاقة العضوية بين الصهيونية والإمبريالية، ومؤامراتها على شعب فلسطين وحركة التحرر الوطني العربية، تواطؤ الرجعية الحاكمة مع المؤامرة، ومستلزمات التصدي لها. فبين الرفيق فهد" أن الصهيونية ليست سوى رأسمالية استعمارية .. وأداة مسخرة بأيدي الاستعمار الإنكليزي والأمريكي وحارسه الأمين . تعمل لتنفيذ الخطط الاستعمارية في البلاد العربية لغرض تثبيت وبسط السيطرة الاستعمارية. لقد تبناها الاستعمار البريطاني لغرض أيجاد حليف له في قلب البلاد العربية، في فلسطين لغرض شطرها عن البلاد العربية الأخرى واتخاذها قاعدة حربية، تسهر على مصالحه ضد الحركات التحررية في البلاد العربية والشرق الأدنى والأوسط لغرض إشغال الشعوب العربية بصد الهجوم الصهيوني وحرفها عن النضال من أجل استقلالها……..وان المصالح الأمريكية الناشئة في البلاد العربية ورؤوس أموالها المستثمرة بالاشتراك مع الرأسمال الصهيوني في فلسطين ، ووعد الصهاينة بتوظيف رؤوس أموال أمريكية كبيرة جدا، وتطلع أمريكا لاستخلاف الاستعمار البريطاني في فلسطين واتخاذها قاعدة لحماية مصالحها في البلاد العربية، كل هذه حملت الولايات المتحدة على استخدام نفوذها كاحتياطي للصهيونية ". وبين فهد دور الحكومات الرجعية العربية المتواطئة مع الاستعمار، مبينا العلاقة بين الديمقراطية والنضال ضد الإستعمار والصهيونية ، فشخص أن "القواعد البريطانية الحربية والمدنية في البلاد العربية وما يتبعها من أرتال خامسة وحكومات لا تقوم على أساس انتخابات ديمقراطية شعبية صحيحة هي من احتياطي الصهيونية." وأكد على العلاقة العضوية بين النضال من أجل الديمقراطية في البلاد العربية و النضال ضد الصهيونية،وكان يؤكد على مسألة الديمقراطية في كثير من المناسبات والمواضيع، ففي دراسته عن الوحدة والاتحاد العربي المنشورة في أيلول 1943 كتب أنه " لو كان للشعوب العربية حقوق ديمقراطية لأمكنها تنظيم أحزاب شعبية جماهيرية ولاستطاعت أن تعبر عن شعورها القومي-الوطني تعبيرا عمليا ولاستطاعت أن تؤثر بنضالها على السلطات الحاكمة في بلادها للتدخل في شؤون قطرهم الشقيق فلسطين وحل مشكلته وإنقاذ الشعب العربي هناك من الورطة التي أوقعه فيها الاستعمار، لكن فقدان التنظيمات الديمقراطية وحبس الشعور العام داخل كل قطر من الأقطار العربية كانا السبب في أضعاف الحركة التحريرية العربية ". وما زال الحال في البلاد العربية اليوم كما كان عليه يومذاك ، بل أشد سوءا وقتامة.. وتظل قضية الشعب الفلسطيني في مركز نشاط الرفيق فهد في الكثير مما يكتب ويناقش، فتكاد لا تخلو معالجة له عن الأوضاع في العراق و الأقطار العربية من التطرق الى القضية الفلسطينية، فعندما يفضح صراع أقطاب العهد الملكي من أجل كراسي الحكم، وهم يتسترون على أغراضهم ومصالحهم الشخصية تحت شعارالمصلحة العامة ، يقول : " مثل هؤلاء في تباكيهم على المصلحة العامة كمثل محطة برلين[ النازية ] في تباكيهاعلى القضية القلسطينية "ص 137 ، وعندما تمنع الحكومة الملكية دخول الصحف والمجلات التقدمية العربية الى العراق يكتب " أن ممثلي الإستعمار هنا ومحتكري الحكم الوطني لا يتحملون الصحافة العربية الحرة التي تعالج القضايا العربية- وخصوصا القضية الفلسطينية - … فعمدوا الى منع دخول تلك الصحف ( صوت الشعب ومجلة الطريق اللبنانيتين) " ص 139. ويفضح في مذكرة رفعها بإسم الحزب الى رئيس الدولة العراقية ومجلس الأمة، والى رؤساء الدول الكبرى ورؤساء الدول العربية عام 45 موقف الحكومة العراقية تجاه القصية الفلسطينية. وفي بحثه عن الوحدة والإتحاد العربي عام 1943 يربط بين ضرورة توفر الديمقراطية في البلدان العربية ونضال الشعوب العربية من أجل القضية الفلسطينية، ويشير في نفس البحث الى( الخطر الإقتصادي المتأتي من الصهيونية إذ أن البضائع المصنوعة في تل أبيب أخذت تغزو تدريجيا الأسواق العربية خارج فلسطين).
وعند فضحه لسياسة الدولية الثانية الإنتهازية يقرر أن " سياسيي الدول الإمبريالية وجدوا في نظريات أبطال الدولية الثانية ينبوعا لا يجف اغترفوا منه، ففكرة الوطن القومي الصهيوني انبعثت من البوند (أحدى فصائل المنشفيك). ص375 " وعندما يكتب عن لبنان يطالب بوجوب شمول حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وان يبدأ بتشكيل حكومة وطنية، وأن يفسح المجال للشعوب العربية في العراق ومصر وفلسطين وغيرها بممارسة حقوقها الديمقراطية، مؤكدا هنا أيضا على الترابط العضوي بين الإستقلال الوطني والديمقراطية. هذا الترابط إختلّ في سياسة الحزب الشيوعي أزاء حكومة قاسم الوطنية ، فإعتبر الأولوية هي للدفاع عن الحكم الوطني.، الأمر الذي أدى الى الفصل بين الوطنية والديمقراطية .، ولم تقتنع جماهير الحزب وأصدقاؤه بصواب الفصل بين الوطنية والديمقراطية ، وتكشف خطأ هذه السياسة الكارثية في نجاح انقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي. ثم تكرر خطأ الفصل هذا في سياسة الجبهة مع البعث في السبعينات وتشكيل الجبهة الوطنية القومية التقدمية، التي كان يطلق عليها عدد من الشيوعيين : الجبحـة.
وكانت عصبة مكافحة الصهيونية قد لفتت بنشاطاتها أنظار الوطنيين في فلسطين والبلدان العربية إليها، فأرسل إليها السيد جمال الحسيني عميد اللجنة العليا في فلسطين برقية يدعوها للمشاركة في الإضراب العام الذي تقرر عقده في البلاد العربية يوم 10 حزيران 46 احتجاجا على قرارات لجنة التحقيق الدولية المنحازة إلى الصهيونية.
ودعت لجنة من الأحزاب الوطنية العراقية المجازة الخمسة، لم تضم لا عصبة مكافحة الصهيونية المجازة ولا حزب التحرر الوطني الذي لم يجز بعد، دعت تلك اللجنة إلى الإضراب العام. لكن الحزب الشيوعي وحزب التحرر الوطني وعصبة مكافحة الصهيونية كانوا قد دعوا إلى القيام بالتحشد والتظاهر مع الاٌضراب العام ، الأمر الذي لم يرق للأحزاب المجازة فهاجمت بعنف هذه المحاولات معتبرة إياها تشويها لقدسية الإضراب، ولكن فهد دافع في جريدة العصبة عن هذه الأساليب منطلقا من أن إهمال شأن تدريب الجماهير الشعبية على مختلف أشكال الكفاح السياسي أضاع ويضيع الفرص المؤاتية. وتطبيقا لمثل هذه الدعوات وتدريبا على أساليب الكفاح الجماهيرية " جرت مظاهرة صاخبة من جانب الرصافة من بغداد يوم 28 حزيران 1946 قام بها حزب التحرر الوطني غير المجاز، وعصبة مكافحة الصهيونية، اللذان يمثلان واجهة الحزب الشيوعي السري وذلك احتجاجا على المظالم الجارية في فلسطين." كما يذكرعبد الرزاق الحسني في تاريخ الوزارات العراقية. ويذكر بطاطو في سفره الضخم عن العراق هذه التظاهرة، نقلا عن ملفات التحقيقات الجنائية أن عدد المشتركين فيها حوالي 3000 من الطلاب والعمال،[ لنتذكر أن سكان العراق يوم ذاك لم يصل 5 ملايين نسمة بعد، والأمية كانت إحدى الآفات الثلاث المتفشية : الفقر والجهل والمرض ]. وبعد عبورها إلى الكرخ، واقترابها من السفارة البريطانية ، أطلقت الشرطة النار عليها، فقتل شاوؤل طويق، الطالب اليهودي عضو الحزب الشيوعي العراقي وجرح أربعة آخرون، فكان أول شهيد للحركة الوطنية العراقية بعد الحرب العالمية الثانية في نضالها من أجل التحرر الوطني ـ القومي وفي سبيل الديمقراطية. هذا الشاب الشيوعي، اليهودي، المشارك في تظاهرة من أجل فلسطين، ضد الصهيونية، عدوة العرب واليهود، قتل بأوامر صادرة من حكومة العهد الملكي ، المدعي زورا تبنيه القضية الفلسطينية،. ويعتبر بطاطو هذه المظاهرة حدثا تاريخيا يؤشر لانفتاح التيار الذي وصل ذروته في وثبة كانون الثاني عام 48. وكان ذاك النشاط ينطلق تنفيذا لما سطره الرفيق فهد في الميثاق الوطني للحزب الشيوعي، من أهداف، بينها " النضال في سبيل التقارب و التعاون السياسي بين الشعوب العربية، بين أحزابها وجماعاتها السياسية الديمقراطية من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية لفلسطين والأقطار العربية المستعمرة والمحمية، ومن أجل استكمال استقلال العراق وسوريا ولبنان ومصر، ضد الصهيونية وضد الدول المستعمرة …. ونناضل ضد الهجوم الصهيوني والإقتصادي".
فهد وقرار تقسيم فلسطين
لقد تباينت الروايات حول موقف الشيوعيين العراقيين من القضية الفلسطينية، فكثير من القومانيين العراقيين والعرب يجعلونهم كأنهم المسؤولين عن التقسيم وأقامة دولة إسرائيل، وكان شعارهم المفضل هو الصراخ : " فلسطين عربية فلتسقط الشيوعية" ورغم الوبال الكبير الذي حل بالشعب الفلسطيني وبحركة التحرر العربي بعد انهيار المعسكر الاشتراكي لم يعيد القومانيون ولا الاسلاميون النظر في مواقفهم من معاداة الشيوعية
من المعروف أن موقف الاتحاد السوفييتي تجاه القضية الفلسطينية، قبل قرار التقسيم، كان هو نفس موقف الحركة الشيوعية في البلاد العربية، إدانة الصهيونية كحركة عنصرية استعمارية، في خدمة الاستعمار البريطاني والأمريكي، موجهة ضد الشعب الفلسطيني وحركة التحرر العربية، وأن الحل هو ، كما ذكرته عصبة مكافحة الصهيونية في طلب تأسيسها عام 45 " منع الهجرة اليهودية وإيقاف انتقال الأراضي العربية إلى أيدي الصهاينة وتأليف دولة ديمقراطية عربية مستقلة استقلالا تاما، تضمن فيها حرية المواطنين كافة عربا ويهودا". ولذلك فان موافقة الاتحاد السوفييتي على قرار التقسيم في تشرين ثاني 47 نزلت نزول الصاعقة على الشيوعيين العراقيين، كما يصف ذلك الرفيق زكي خيري في " صدى السنين في ذاكرة شيوعي عراقي مخضرم" ص137. ويشير إلى دهشة فهد من موقف الاتحاد السوفييتي هذا بقوله، الذي أسره به على انفراد: " لا أدري كيف اعترف الاتحاد السوفييتي بدولة لليهود." وكان ممثل الاتحاد السوفييتي في الأمم المتحدة تسارابكين، قد أعلن يوم 13 تشرين أول47 أن الوضع في فلسطين صار الى درجة من التوتر بين العرب واليهود أصبح فيها مشروع التقسيم هو الحل الأفضل القابل للتحقيق، فكتب الرفيق فهد من السجن في1 تشرين ثاني 47 رسالة إلى المسؤول الأول في بغداد حول تبدل موقف الاتحاد السوفييتي من التقسيم جاء فيها:
" ان موقف الاتحاد [ السوفييتي] جاء نتيجة محتمة للأوضاع والمؤامرات والمشاريع الاستعمارية المنوي تحقيقها في البلاد العربية وفي العالم.فالمهم في الموضوع هو وجوب إلغاء الانتداب وجلاء الجيوش الأجنبية عن فلسطين وتشكيل دولة ديمقراطية مستقلة كحل صحيح للقضية ومن واجبنا أن نعمل لهذا حتى الأخير ولكن إذا لا يمكن ذلك بسبب مواقف رجال الحكومات العربية ومؤامراتهم مع الجهات الاستعمارية فهذا لا يعني اننا نفضل حلا آخر على الحل الصحيح ونرى من الأوفق أن تتصلوا بإخواننا في سورية وفلسطين وتستطلعوا رأيهم في تحديد الموقف." وينشر بطاطو في كتابه توجيها داخليا صادرا من قيادة الحزب في شهر كانون أول47 بعد صدور قرار التقسيم في29 تشرين ثاني 47 يعلن فيه رفض الحزب للقرار، يبين التوجيه أن موقف الاتحاد السوفييتي قد قدم فرصة للصحف وعملاء الاستعمار للتهجم ليس فقط على الاتحاد السوفييتي وانما على الحركة الشيوعية في البلاد العربية، وتحدد التوجيهات موقف الحزب انطلاقا من كون الصهيونية حركة عنصرية ، دينية ورجعية، وأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين لا تحل مشاكل يهود أوربا، بل تشكل غزوا منظما توجهه الوكالة اليهودية، واستمراره بالشكل الحالي يعرض للخطر حياة وحرية السكان الأصليين، وأن تقسيم فلسطين مشروع إمبريالي قديم قائم على افتراض استحالة التفاهم بين العرب واليهود، وأن شكل حكومة فلسطين يحدده بصورة مشروعة سكان فلسطين، القاطنين فيها فعلا، وليس الأمم المتحدة ولا أية منظمة أخرى أو دولة أو مجموعة دول، وأن التقسيم يقود إلى إخضاع الأكثرية العربية للأقلية الصهيونية في الدولة اليهودية المقترحة، وأن التقسيم واقامة دولة يهودية سيشدد العداوات العنصرية والدينية، وسيؤثر جديا على آفاق السلام في الشرق الأوسط ، وتعلن التوجيهات الداخلية أن الحزب الشيوعي العراقي لكل هذه الأسباب يرفض رفضا قاطعا مشروع التقسيم.(بطاطو). وإن أخذنا بنظر الاعتبار الصلات التي كانت قائمة بين الرفيق فهد في السجن وقيادة الحزب في الخارج، والتي وجدت تعبيرها في رسائل الرفيق فهد إلى المسؤول الأول ببغداد، المنشورة في " كتابات الرفيق فهد " يمكننا القول أن هذه التوجيهات صادرة باستشارة الرفيق فهد ، وتعكس موقفا استقلاليا عن الإتحاد السوفييتي حتى في تلك الأيام بعد الحرب العالمية الثانية ، و بطولات الجيش السوفييتي في دحر الفاشية، الأمر الذي عمق عبادة ستالين، والنظر الى عصمته النظرية والسياسية. ولكن لم يجري التوصل بعد الى النظر الى الإتحاد السوفييتي كدولة كبرى تسعى وراء مصالحها ، ولو تعارضت في تلك اللحظة مع مصلحة الحركة التحررية.
وانعكس استمرار تبني الحزب الشيوعي العراقي لسياسته تجاه القضية الفلسطينية على صفحات جريدة الأساس التي صدرت علنية ابتداء من 18 آذار 48. ويصف الرفيق زكي خيري في صدى السنين موقف جريدة الأساس تجاه القضية الفلسطينية بالقول: " عندما أعدت الدول العربية قوات مسلحة لتحرير فلسطين بعد أن رفضت البديلين المعروضين عليها دولة مشتركة بين العرب واليهود أو دولتين منفصلتين واحدة للعرب وأخرى لليهود، بدأنا في جريدة الأساس الحملة تأييدا لحرب التحرير تحت شعارات مدوية ومنها " كل شئ للجبهة"…واستمرت الحملة…حتى أعلان قيام " الدولة الإسرائيلية" واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي بها فأخذنا على عاتقنا تغيير موقفنا من الحرب بحيث ينسجم مع موقف الاتحاد السوفييتي. وبعد عدة أيام من الاعتراف لم تعد الأساس تنشر الشعارات الحربية، وكتبت مقالا افتتاحيا ينتقد الدول العربية لأنها أهملت الحل السلمي." ويشير بطاطو إلى العدد الصادر في 24 أيار 48 الذي بدء فيه تغيير الموقف، والى الصادر في 22 أيار 48 الذي كان شعاره المرفوع " " يا أبناء شعبنا! ناضلوا من اجل الحفاظ على عروبة فلسطين ولإفشال مشروع الدولة الصهيونية".
وفي رسالة للرفيق فهد من سجن الكوت غير مؤرخة، ولكن يبدو أنها أثناء حرب فلسطين يكتب : " يلاحظ أن الرجعية الإستعمارية والمحلية في ورطة في قضية فلسطين وانها تفتضح أكثر فأكثر وأن السخط الشعبي الجماهيري أخذ ينعكس في الصحف المحلية حتى الرجعية منها لذلك ينبغي التهؤ التنظيمي والمباشرة فورا بتعبئة جماهير الشعب ." وأغلقت جريدة الأساس بعد أيام، وقامت جريدة الوطن، جريدة الأستاذ عزيز شريف، في نشر مقالات ضد قرار التقسيم، فانبرى زكي خيري للرد عليه في صحافة الحزب السرية، التي أخذ فيها كامل حريته، كما يقول. وفي بيان للجنة المركزية بتاريخ 6 تموز 48 أعلنت عن قبولها وتبنيها للموقف السوفييتي بالمطالبة" بإقامة دولة عربية ديمقراطية في القسم العربي من فلسطين"، وتكرس هذا الموقف بعد بضعة أسابيع بقيام الحزب في آب 48 بنشر كراس " ضوء على القضية الفلسطينية" الذي أرسلته " اللجنة العربية الديمقراطية في باريس، والذي يبرر قيام إسرائيل مع إضفاء صفة "التقدمية" عليها، فأساء نشره للحزب وسمعته النضالية الطويلة في سبيل القضية الفلسطينية واستغلت الحكومة ذلك ودفع الحزب الثمن غاليا، وعرف فيما بعد أن د.إبراهيم كبة كان من المعارضين لهذا الكراس عند مناقشته في اللجنةالعربية التقدمية في باريس.ورغم تبني الحزب لمواقف الضوء فانه جوبه بعدم القبول ليس فقط من خارج صفوف الحزب، مثل عزيز شريف، بل وكذلك من بين صفوف الحزب أيضا، إلى درجة قيام البعض من رفاق الحزب بترك صفوف الحزب. ويروى أن الكراس لما وصل للسجن وبدأ أحد أعضاء لجنة السجن في قراءته بالقاووش أمره فهد بالتوقف بعد قراءة بعض المقاطع، وحتى أن كتاب ( أضواء على الحركة الشيوعية ) الملئ بالأكاذيب والتشويهات يعترف ان ألرفيق فهد " لم يخف، وهو في سجن الكوت، استغرابه مما ورد فيه من أمور مشوهة ومعلومات مضللة "(ج1 ص118) ، الأمر الذي يعكس عدم قبول الرفيق فهد بتبني موقف الكراس هذا. ومن المعروف أن الحزب الشيوعي العراقي كان قد أعاد النظر في تقييم هذا الكراس في الكونفرنس الثاني للحزب، الذي عقد في أب 56، معتبرا أن ما ورد فيه يشكل تسريبا لمفاهيم خاطئة عن الحركة الصهيونية إلى صفوف الحزب.
وإزاء الموقف الواضح لفهد من القضية الفلسطينية، ليس من العجب ان يكون الشيخ أسعد قدورة مفتي صفد، والشيخ جمال الدين السعدي، امام جامع الجزار في عكا من بين الذين شاركوا في الاحتجاجات العالمية على صدورحكم الاعدام على فهد قبل سبعة وستين عاما ،في حزيران 1947.
وبقي الحزب الشيوعي يؤيد القضية الفلسطينية فشارك شيوعيون عراقيون في فصائل المقاومة القلسطينية، وشارك في تأسيس فرق ألأنصار للشيوعيين العرب مشاركة في المقاومة الفلسطينية. وفي البرنامج الذي أقره المؤتمر التاسع العام الماضي دعا فيه الى "الاسهام النشيط في النضالات المشتركة بشأن القضايا التي تواجهها هذه الشعوب والبلدان العربية ،و إسناد الجهود والمساعي العربية والإقليمية والدولية المشتركة والهادفة لحل الصراع العربي/ الإسرائيلي على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وتحرير جميع الأراضي العربية المحتلة. والى دعم كفاح الشعب العربي الفلسطيني لنيل كافة حقوقه الوطنية المشروعة بما فيها تقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة على أرض وطنه وعاصمتها القدس."
وفيما يخص الموقف من الوحدة العربية يكفي الإشارة الى أن أول بيان شيوعي صدر في العراق،و كان البيان الذي علقه الرفيق فهد في مدينة الناصرية في اواخر كانون الأول عام 1932 ضمن النشاط الوطني الذي اشتد آنذاك في ظروف الدعوة الى مقاطعة الإنتخابات الى مجلس نواب ، شهدت مدينة الناصرية يوم 14 كانون الأول 1932 منشورا مكتوبا بخط اليد في 18 مكانا مختلفا من المدينة كتبه وعلقه فهد ليلة 13 كانون الأول. حمل المنشور شعار البيان الشيوعي: يا عمال العالم إتحدوا وشعار : " عاش إتحاد جمهوريات العمال و الفلاحين في البلاد العربية "
وكتب في القاعدة لأالعدد الثامن ايلول 1943 دراسة عن الوحدة والإتحاد اشار الى " أن مندوبين من مختلف الأحزاب الشيوعية العربية اجتمعوا في خريف 1935 ودرسوا هذه القضية من جميع وجوهها فتبين للمجتمعين ان شعار الوحدة العربية غير عملي لما بين الأقطار العربية من فروق في التطور وشكل الحكم و الظروف الداخلية الخاصة ... كما أن ملوك العرب و امراءهم الحاليين ليسوا مستعدين للتنازل عن ملكهم لواحد منهم ولإدماج اقطارهم في دولة واحدة كبيرة، لذا ارتأى مندوبو المؤتمر الشيوعي العربي عدم الأخذ بشعار الوحدة العربية و استبداله بشعار عملي ممكن التطبيق و مناسب للظروف التي كانت تجتازها آنذاك البلاد العربية (سنة 1935) وهذا الشعار هو الإتحاد العربي ". وفي الميثاق الوطني الذي اقره الكونفرنس الأول عام 1944 جاءت الدعوة للإتحاد عبر الدعوة الى النضال في سبيل التقارب و التعاون بين البلاد العربية.
وليست بعيدة أيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 و نضال الحزب الشيوعي العراقي في سبيل الإتحاد الفدرالي مع الجمهورية العربية المتحدة ( مصر و سوريا) ، والتي أفشلها البعث بقيادة عفلق، والتي انفضحت ألأهداف التي وراء رفع شعار الوحدة الفورية، الذي أصر عفلق على طرحه، رغم معارضة قيادة
قطر العراق.
وليست بعيدة تلك الأيام التي سبقت غزو العراق حيث جرت التهيئة لمحاولة عزل العراق عن العالم العربي في مرحلة بعد صدام، بأستغلال واقع ضعف أو حتى إنعدام التضامن مع شعبنا العراقي ليس فقط من جانب الأنظمة العربية، بل وحتى من منظمات التحرر العربية.و التأييد الشعبي الواسع لصدام من قبل الجماهير المُحبَطَة واليائسة في البلدان العربية مأسورة بالخطاب البعثي عالي النبرة ضد الإمبريالية والصهيونية ، واليوم والأخطار تشتد سعيا وراء تنفيذ خطة ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد ، الساعي الى تفتيت وتجزئة الأقطار التي أنشأت وفق إتفاقية سايكس- بيكو بعد الحرب العالمية الأولى،وإثارة حرب طائفية، ولإسرائيل دور كبير في هذا المخطط كي تخفت الأصوات الداعية الى تضامن ووحدة حركة التحرر العربي ولكن الدراسة الموضوعية تثبت صواب و راهنية ما أدركه الراحل عبد الفتاح ابراهيم في خلاصة دراسته القيمة على طريق الهند ، المنشور عام 1932 ، " أنه حري بأهل العراق أن ينتبهوا بوجه خاص الى المكائد التي دبرها الإستعمار لهم و لشعوب الشرق على حد سواء ..وأن يتذكروا دائما وأبدا أن خلاصهم من الإستعمار منوط بتعاون شعوب الشرق كافة ."
ومن كل هذه التجارب والمحن التي مرت بها شعوبنا العربية دعا برنامج الحزب الشيوعي ، الذي أقره المؤتمر التاسع الى :
"تعزيز روابط الانتماء واللغة ووحدة الأرض والثقافة والوشائج الروحية وتهيئة المقومات الاقتصادية/ الاجتماعية والسياسية المتنوعة بين بلدين عربيين أو أكثر وصولاً الى أشكال متطورة من الاتحاد أو الوحدة، من دون قهر أو قسر، وعلى أسس ديمقراطية، في سياق متدرج، يأخذ في الاعتبار الواقع العربي الملموس وتبايناته الفعلية". و "تنشيط العمل المشترك بين الأحزاب والمنظمات السياسية والثقافية والجماهيرية الوطنية التقدمية في العالم العربي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا المجتمع المدني والتقدم الاجتماعي."



#صادق_البلادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية ليوم الأول من أيار ، يوم التضامن العالمي
- شكر و امتنان
- شيوعيون من بيوتات و عوائل دينية
- الشيوعيون من تجمع في تأبينية الى تجمع للعمل؟
- آزاد أحمد ... شهيد في إجازة قطع القتلة إجازته
- كامل شياع.. بقلم كامل شياع
- من جريمة القنبلة الذرية الى احتلال العراق
- الإتفاقية الستراتيجية و الثلاثون من حزيران 1920
- نداء و مناشدة لجمع رسائل الشهيد كامل شياع
- القرضاوي و زيارة كردستان العراق
- من ايام وثبة كانون اينعت ثمار 14 تموز
- دعوة المالكي لإنتخابات مبكرة
- عامل شيوعي يعلق بيانات ليلة عيد الميلاد
- بإتحاد الجماهير الوطنية يتحقق الإستقلال و التقدم
- وثبة كانون الثاني 65 عاما على انتفاضة شعبية أحبطت معاهدة ا ...
- الذكرى الرابعة لإغتيال كامل شياع
- إهدار الأموال على طائرات بدل توفير الخدمات
- ثورة الرابع عشر من تموز ثمرة النضال الوطني الديمقراطي
- التيار الديمقراطي ومقترحات للعمل
- في كشف الدمة رد للتهمة


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صادق البلادي - ثمانون ثمانون عاما من النضال في سبيل التحرر القومي العربي