أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كمال عبد اللطيف أبو سفاقة - مشاهد من الأسر














المزيد.....

مشاهد من الأسر


كمال عبد اللطيف أبو سفاقة

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 16:35
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مشاهد من الأسر
مشهد زنزانة
لا يهم ما هو رقم الزنزانة التي تُلقى بها . ولا تأبة ما هو لونها , كل ما تعرفة أنك ستُقلى بها هنا ستفكر كم ستُمضي بها، أيام شهور، سنين. سريعآ سينتهي التفكير ماهي الفترة الزمنية التي ستقيضيها داخل هذا القبر .في اليوم الأول سيكون لونها أسود شديد الظلام . ستُمضي أسبوعك الأول تتأملها وتتفحص مترين من الأسمنت المسلح ، وباب أزرق داقن اللون , وبه فتحتين صغيرتين في أسفل الباب وأعلاه , وفي الأسبوع الثاني سيتلاشى اللون الأسود شديد ظلام وترى زنزانتك لونها رمادي . وستفكر! كيف سترتب بيتك الجديد ، ستنقل البطنية من زاوية الى أخرى وتقول هنا المكان مناسب . وتعيد الكرة في زاوية أخرى وتقول هنا المكان المناسب . وفي الأسبوع الثالث سترى زنزاتك قد أصبحت بيضاء اللون وستفكر في أي زاوية ستبني حمامك الجديد وهو الجردل ستعيد الكرة مرة وأثنتين أو ثلاث ستجلس في زاوية تتأمل كيف سيكون مشهد الجردل في زنزانتك . الى أن تهتدي الى المكان المناسب . وجدتها! سأضعه مقابل باب الزنزانة لهدف . لإستقبل ضيوفي اللقادمين من ضباط التحقيق وحراس السجن ,، فلا بد أن أستقبلهم بما يليق بهم ....

مشهد إضراب
قبل التفكير في خوض إضراب منظم عن الطعام عليك ممارسة بعض الطقوس , و تهيأة الأجواء لكي تكون مناسبة . من هنا تبدأ التحضر لجلسات شحذ الهمم . وإستنهاض العزم الثوري لزملاء في قسم السجن ، وستكتب الكثير من الرسائل الى السجون الأخرى لكي يكونوا على إطلاع بما يحدث . سننتظر البوسطة المتوجه صباحاً الى سجن عسقلان، لكي تهرب بعض الرسائل مع الزملاء الأسرى الى عسقلان , حينها سيسألك ضميرك ماذا لو أستشهد أحد المناضلين من شدة الإضراب ؟ ماذا لو لم تعد أجسام الأسرى الى سابق عهدها ؟ ماذا لو لم تستجب إدارة السجون الى مطالبنا ؟ الى متى سيستمر الإضراب ؟ لم يكن لدينا جواب عن هذة الأسئلة أبدآ , تبدء مشاورات سرية بين قيادة الأضراب عن بعض العقبات وبعض الصعاب يتوصلون الى أتفاق مبدئي، وهو خوض الإضراب ، بعدها سيأتي الخبر الحاسم والقرار الصعب ، لقد وصلت رسالة من سجن عسقلان تقول "على بركة الله" ، فنقول جميعآ فليكن ما يكون ، وأقول "فليكن ما يجب" . بعدها مباشر تسأل يا أخون من سيصيغ بيان الإضراب ؟ الجميع سيشارك في صياغة التعميم القاسي .
تبدء مرحلة التعبئة للإضراب ويتلى التعميم القاسي . تعميم الحرية نحن على أعتاب مرحلة جديد مرحلة خطر لوقف أستهتار إدارة السجون بحياتنا . على الجميع الألتزام بتعلميات حفاظًاً على سلامة الأخوة المناضلون، على الجميع ألتزام مكانه حتى ساعة الصفر ولا يسمح للأسير من القيام من برشة ( البرش )، هو المكان المخصص لنوم الأسير حتى لا يستنزف طاقتة بسرعة الحركة محسبوبة والكلمة محسوبة .الأخوة المعفيون من الإضراب وهم كبار السن الأسرى المرض فقط . نهاية التعميم تأتي العبارة الشهير " شد الأحزمة على البطون ". ستكون واجبة واحدة، تقسم على ثلاث وجبات بحيث يتم تهيئ المعدة على قلة الطعام لمدة أسبوع ، وتبدء مجموعة أخرى تقيم جلسات ثورية لكل المناضلين داخل القسم ، ومجموعة أخرى تنشد أغاني الثورة ، وتعلن حالة من الأستنفار السري . ومن الأناشيد (نشيد الأنتفاضة نحن عصف الرياح نحن نار الكفاح نحن نبع العطاء إن تعز السماء ) ومن أجمل القصائد كانت قصيد كتبها أحد الأسرى منذ زمن بعيد عن سجن النقب ( يا نقب كوني إرادة كوني مجدآ و ريادة أرادوكي لنا قبرآ و قلبنا القبر زهرآ . يا نقب كوني سيف كوني درسآ من دروس الأنتفاضة ). نهاية الأسبوع التعميم الأخير الأضراب المفتوح ستُعين قيادة للأضراب للأشراف على سير الأضراب بشكله الصحيح لكي نحقق الأهداف المرجوه من الأضراب .أما أن يكون هذا التعميم أعلان إستشهادنا أو يكون أعلان إستقلالنا ، على جميع المناضلين التعاون التام . اليوم الساعة الحادية عشر ظهرآ سنقوم بإبلاغ إدارة السجون عن خوضنا الإضراب المفتوح عن الطعام دون سابق إنذار . وسيتم أرجاع أول الوجبات ، المرحلة الأول على الجميع الألتزم في برنامج الإضراب في:
اليوم الأول: شرب الماء قدر المستطاع وقليلآ من الملح . وعدم النهوض من البرش ألا في حالة الضرورة القصوى لكي لا نستنزف طاقتنا بالسير، الملح جاهز وماء جاهز أيها المناضلون أنها وجبة الكرامة الأساسية . أنها ثمن الحرية . أنها وجبة لخير أمة أخرجت للناس . فلسطين تنظر لكم . أعيدوا المجد يا صناع المجد . أعيدوا الكرامة يا صناع الكرامة , أعيدوا الشرف لإمةٍ فقدة شرفها الثوري .
اليوم الثاني : المناضلون أشربوا الماء وأكثروا من الملح لكي تشربوا أكبر قدراً من الماء لكي لا تتعفن المعدة , ستشعربألم ومغص شديد في البطن لا تقلق , أنها الحالة الطبيعية للثورين أمثالكم .
اليوم الثالث: سيختفي المغص والألم لأن الزائر الجديد للجسم هو الصداع والدوار . لا تفكر كثيراً أعتبر أنك تزور بحر عكا وأصابك دوار بحرها .
اليوم الرابع: لن تعشر بجوع ستشعر قليلآ بالشبع لأن معدتك بدأت بأكل نفسها .
في اليوم الخامس: لا ألم ولا صداع . فقط تتقيئ ما أكلته معدتك في اليوم الرابع .
في السادس: لا شيء نشط في جسدك سوى حاسة الشم لأن إدارة السجن ستبدء بنشر رائحة الطعام بين الأقسام ويأكلون أمامك ما لذ وطاب لكي يفشلوا إضرابك .
في اليوم السابع والثامن: قيادة الأضراب تزحف أرضآ على بطونها . تحث الأبطال على الصمود وإن نصرنا بصبرنا وجوعنا .
في اليوم التاسع والعاشر حياة الأسرى مذياع متقطع الصوت ، ليسمعوا عن حجم التضامن في الخارج . وبعض الأغاني الثورية . لأنهم فقدو القدرة على الغناء والكلام .
في اليوم الحادي عشر والثاني عشر يبدأ الجسم بالإنهيار بشكل سريع و مفاجئ .
اليوم الثالث عشر يرفض الجسم إستقبال الماء والملح . وتعجز أذنيك عن السمع . من هنا إن أستطعت أن تكتب وصيتك الأخيرة قل للذاكرة شكرً ,,,



#كمال_عبد_اللطيف_أبو_سفاقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسد المرأة مصدر التشريع
- ودعآ صديقنا الطيب
- جهاد النكاح والحقيقة الغائبة
- تسعة أعوام على رحيل رفيق دربي


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كمال عبد اللطيف أبو سفاقة - مشاهد من الأسر