أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي المدهوش - يافرنكشتاين ما الذي فعلته بي ؟















المزيد.....

يافرنكشتاين ما الذي فعلته بي ؟


علي المدهوش

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 13:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بعد أن وصل كائن أحمد سعداوي العجيب الى أعتاب مملكتي ، وهدم أسوارها وأستباحها، وعبث بها كما يحلو له!!، لم يكن بوسعي ألا أن أقف مذهولا لهذه المباغته ، وأنقاد اليها من حيث لا أشعر ، وأتتبع أثره وأستكشف مكامن قوته وضعفه ،وأثناء محاولتي لاستقصاء نشأة هذا الكائن العجيب والاجواء التي أحاطت به ، ووضع اليد على تلك البيئة التي ترعرع في كنفها وأشتد عوده ، وأكتسا لحمآ ودمآ، عرفت أن هذا الكائن هو من نتاج الاديب والروائي العراقي أحمد سعداوي والثمره الفكرية والخيال الخصب والفانتازيا الخلاقة التي أثمرت هذا الكائن المدجْن ، والذي سمي بفرانكشتيان ، وتحت مبدأ (لاوجود لنص مغلق )،كان للتناص أثرآ واضحآ ،في حركة الروائي سعدواي تحت هذه المظلة المفاهيمية والفكرية في أقتباس الشخصية الخيالية لفرانكشتاين من الارث الادبي والثقافي العالمي وهو يستظل تحت خيمة المفاهيم والاجتماعية والانسانية للواقع الذي عاشه الروائي بكل تفاصيله واحداثة الدامية وتناقضاته التي جرت في العراق بعد عام( 2005)، وهذا الكائن الذي ولجت فيه الروح وتمرد على كل شئ، كان أحد أبطال رواية ( فرانكشتاين في بغداد)، والتي حازت على جائزة عالمية أسمها البوكر وهي من الجوائز ذات الرصانة والاهمية الكبيرة لدى الاوساط الادبية والثقافية العالمية، ومن هنا أصبح لزامآ علي أن أبحث وأشتري هذه الرواية المهمة والمميزة وبأي ثمن والتي أثارت أهتمامي وفضولي كثيرآ، فقررت التوجه الى مركز مدينتي البصرة وبالتحديد الى منطقة ساحة أم البروم في العشار، حيث محط ومأوى ومركز كل شئ وكأن السماء أوصت بأن لا نشاط تجاري مميز الا في مركز العشار دون سواه!!، فلا يمكن لا أحد كائنآ من كان من يريد الاستطباب أو الترفيه او التبضع ولكافة المنتوجات الالكترونية منها أو غيرها الا أن يضع له قدما في ساحة أم البروم لكي يجد ضالته،!!وكأن الارض لم تنجب سوى ساحة أم البروم،أو أنها أصبحت عقيمة بعد هذا المولود الوحيد!!، وبعد أن تجاوزت الزحام بمشقة وتدافع ،تنفست الصعداء حين دخولي الى أكبر مكتبة هناك وفيها مختلف الكتب والعناوين والموضوعات وعلى كافة المجالات والاختصاصات، وفي ذات اللحظة التي أمتلات فيها رئتي من رائحة الكتب التي تتناثرت على رفوف وأروقة وجدران المكتبة وكأنها عبير زهور الياسمين في أيام الربيع الأيراني الخلاب، بادرت المكتبي بهذا السؤال: هل توجد لديك رواية فرانكشتاين في بغداد؟. فكان الاستغراب والذهول مرسومآ على محياه، وكأنه يقول لي :( ياجاسم!!).
لم يسمع بذلك العنوان سابقآ ولم يعرف ما الذي أعنيه، وماهو نوع ومضمون الكتاب الذي نطق به أسمي، لدرجة أنه قال لي ممكن أن تعيد الاسم رجاء!!، فقلت له أنني أبحث عن رواية فرانكشتاين في بغداد للروائي أحمد سعدواي والتي حازت مؤخرآ على جائزة البوكر العالمية، وهي الان محط أنظار واهتمام كافة الوسائل الادبية والاعلامية والثقافية،الم تسمع بها!! معقولة، فقال لي نعم للاسف لم اسمع بها!!،
فقلت في سري ،يجب علي عدم الاستغراب ، لأحتمال أن تكون هذه المكتبة الكبيرة جدآ غير معنية أو متخصصة في مجال الرواية أو الادب ، فقلت له هل توجد لديكم روايات محلية أو عالمية، فأشار بيده وقال : الجناح المقابل لك هو جناح ينفرد بالكتب في مجال الادب والرواية والقصة والشعر!! .
معقولة هل يمكن ذلك ؟، شعرت في حينها أنني ممكن أخطأت في وجهتي ولم أدخل معرضآ لبيع الكتب، وأعتقد أنني دخلت محلأ للبقالة أو الحلاقة مثلا، فلايمكن له أبدآ أن يبرر لي عدم معرفته في الحراك والنشاط الثقافي والفكري على الصعيد المحلي والعالمي، وهذا من صلب ومرتكزات عمله ونشاطه وتجارته، لاسيما هكذا أعمال ادبية وثقافية أحدثت أثرآ وضجة وأهتمام على كافة المستويات ، لدرجة أن الالسن أخذت تتناقلها على مستوى العامة والبسطاء كون هذا الحدث المهم، يتعلق بالنجاح الذي تحقق علي يدي أنسان لايمتلك الا قوت يومه، وأن مهنة ( العمّاله)، التي زاولها طوال حياته كانت هي المعين له على أبداعه!!!،في ظاهرة نسفت كل الادبيات والنظريات التي تقول: بأن كفة الثقافة والرصانة الادبية لمن هو في خارج العراق هي أرحج من تلك الكفة التي يقبع فيها المثقفين داخل العراق، لأعتبارات ومعايير عدم الانفتاح والاحتكاك والتواصل لفترة طويلة مع مايجري من تطور في المنظومة الانسانية وعلى كافة مستوياتها في العالم الخارجي، خرجت مسرعآ من محل البقالةأو الاسماك سمها ماشئت ،لافرق في المسمى لان المعنى واحد، وبيقت أجدُ السير والخطى لعلي أبحث عن مكتبة هنا وهناك، في مدينة الخليل بن احمد الفراهيدي والسياب ومحمد خضير وبريكان،بعد أن أختفت الواحدة تلو الاخرى على مر الايام والليالي ، نتيجة التدهور والانحراف الخطير في مسار القراءة والمطالعة والثقافة بشكل عام ،وأذا بي اقف على بائع للكتب مفترشآ للأرض، ولديه من الكتب النزر القليل ، فكنت مترددآ في حينها لسؤالي له، لان فيه ضياعآ للوقت، كوني لازلت مذهولآ من ذلك المكتبي الجاهل صاحب أكبر مكتبة لبيع الكتب في العشار، فكيف بهذا الذي يفترش الأرض وحاله وأمكانياته هي الادنى والاقل من صاحبي الاول!!، تفحصت عناوين ما كان معروضآ من كتبة القلائل ،وبلمحة سريعة قرأت كل العناوين للكتب التي أفترشت الأرض ، لقلة عددها الذي سهل علي المهمة، ولم يكن لظالتي وكتابي الذي ابحث عنه أي وجود، فقال لي تفضل استاذ، هل تبحث عن عنوان معين؟، أدرت بوجهي نحوه، وأبتسامه صفراء تعلو ثغري، وبنبرات تمتزج فيهامشاعر السخرية قلت له: لايوجد لديك ما أبحث عنه ، الكتب أمامي تفتقد لما اسعى اليه،
-قال لي ما أسم كتابك؟
-فقلت فرانكشتاين في بغداد؟، هل سمعت فيه من قبل؟
فقال وهل يوجد أحد لم يسمع بهذا المنجز الادبي الذي ذاع صيته وشغل الناس؟،
وانتشر في أوساط المجتمع كالنار في الهشيم، واًنسترسل بالحديث قائلا، للاسف نفدت لكل النسخ التي كانت لدي، قبل أعلان فوزها بالجائزة، وأنا الان على تواصل مع دار الجمل للنشر وهي المؤسسة التي لها الملكية لطبع الكتاب، وأما في شارع المتنبي فأن أغلب النسخ قليلة جدآ، والطلب كبير عليها، ولكنني على موعد مع أحدى دور النشر لترسل لي عدد من النسخ لهذه الرواية في الاسبوع القادم ان شاء الله،!!!، وأستمر في الحديث عن بعض الموضوعات والمؤلفات وشحتها والعرض والطلب عليها، وما تحتوي عليه بعض الكتب من أفكار ومتبنيات وووالخ ..وأنا استمع اليه بأنصات ،ومذهولآ من هذا البائع ومعرفة الرائعة لحركة ونشاط المطبوعات والمؤسسات رغم أمكانياته البسيطة وعديد كتبة المعروضة، وهو بهذا الوعي والتماس والتواصل والمتابعة بأخر النشاطات والاحداث الثقافية، بشكل يجعل المقارنة في الاصل معدومة بينه وبين ذلك البائع الذي لايعرف من الاحداث الثقافية الجارية أي شئ!!،
رجعت للبيت وعيني ترمق شارع المتنبي من بعيد وليس لدي حليه سواه، وكلي أمل في الحصول على هذه الرواية التي أتعبني البحث عنها، بعد أن أوقفت البحث في مدينتي التي كانت تضج بالكتب والمكتبات ،ولكنها استبدلت بالالبسة والديكورات !!،





#علي_المدهوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي المدهوش - يافرنكشتاين ما الذي فعلته بي ؟