يوتوبيا السياسيين فى المحروسة

محمد رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 04:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

اليوتوبيا أو المدينة الفاضلة او بمفهوم فكرى أوسع الأفلاطونية هى مذهب المثالية الفكرية .. مثالية فى كل شيئ .. حتى أن اتباع هذا المذهب الفكرى يرون النفس البشرية عبارة عن مجموعة من النوايا الحسنة التى تحدد أفعالة وأقواله .. وأن هذة النفس بعيدة تمام البعد عن الانانية والمصلحة الذاتية التى تجعل افعال الانسان تميل للشر .. ولكن فى مصر المحروسة هذه اليوتوبيا تقتصر على النخب السياسية عبر العصور المتعاقبة من دكتاتوريات مختلفة الأيدلوجيات الفكرية .. والحقيقة أننى لا أعرف هل هذا التفكير المثالى لدى النخب حقيقى أى انه يتولد من شعور نفسى لديهم بالمثالية التى يعيشون فيها وحدهم ..أم أن هذا من قبيل الكذب على الشعوب .
لقد مر على مصر ف العقود الأخيرة العديد من النخب السياسية ذات المذاهب والاحلام بل والوقائع الوردية .التى ترى فى مصر أم الدنيا بل وأنها قادمة بسرعة الصاروخ على طريق التنمية كما أعلنها المبجل أحمد نظيف عندما تحدث عن معدلات نمو اقتصادى فلكية لم يرى الفقير أو المواطن محدود الدخل كما كان يحلو لمبارك أن يسميه . وكان كل من يعارض هذة النظرة اليوتوبية فى نظر نظام مبارك هو إما خائن أو عميل أو فى أفضل الاحوال ينظر لنصف الكوب الفارغ والحقيقة انة لم هناك كوب لننظر الية من الاساس
واستمرت هذة اليوتوبيا السياسية فى مصر بعد الثورة فما بين نخب سياسية أخذت ترسم وتوهم الشعب بتطور اقتصادى سريع فى غضون 3 او 4 سنوات . او بعودة مليارات سرقت .أو حتى بخطط مئوية ليست فى السنين بل فى الايام لتطور وتغيير محتوم. او حتى بتقشف لا أعرف من سيطبقة فى دولة يعيش 45% من سكانها تحت خط الفقر وحوالى 40% أخرون مهددون بأن يقعوا تحت وطأه الفقر فى القريب العاجل . دولة تعج بالشباب الذى لا يجد عمل . شباب كفر بالتغيير .يحلم بالهجرة .يبحث عن أى مخرج من هذة الدولة الافلاطونية التفكير العفنة الواقع فى كل شيئ .
إن الواقع الاقتصادي الذي تعيشه مصر الآن والذي هو إرث مرير لعقود من رأسمالية الاستغلال . وتحالف هذة الرأسمالية مع السلطة فى كل زمان ومكان . هذا الواقع لا يدعو لان ننظر نظرة مثالية لمستقبل مشرق لن يتحقق إلا بعد عملية تغيير عميقة فى مؤسسات دولة فسدت من استمرارية فساد مؤسسى فى جميع المجالات . فسدت وتعفنت جوانبها من بيروقراطية قديمة الأزل
نحتاج الآن من الشعب أن ينظر نظرة واقعية بل ميكيافلية لكيفية أن يستولى على مقاليد حكمة من أيدى هذة النخب العقيمة بأى وسيلة كانت لتحقيق غايتة فى تقدم نرجوة جميعا أن يكون قريبا لأننا تحملنا الكثير من أجله . إن هذا الشعب يستحق أكثر من أن يفكر فى قوت يومة ..يستحق أكثر من أن يتلقى مساعدات إقتصادية من دول الخليج العبرى
يستحق أن يفتخر بأن بلدة تتقدم فعلا . بأن بلدة لا تحتوى على فقراء يعيشون فى المقابر . لا تحتوى على شباب يفكر فى الانتحار فى كل لحظة من حياتة .
أعتقد أن مصر الآن لاتحتاج ن شعبها لأن يوهم نفسة بمصطلحات مزيفة يعتقد أنة يعيشها ولكنة فى وهم أكبر بكثير من تلك المصطلحات السياسية التى تطلقها علينا النخب السياسية فى الاعلام كل دقيقة .
فما بين أعراس ديمقراطية يوهموننا أننا نعيش فيها منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وفى الحقيقة أنه لم تكن هناك أعراس بل زيجات عرفية والأدهى أنها كانت تحت أعين ومباركة بل وبصمات هذا الشعب الذى اوهموة أنة يستطيع أن يغير عبر عملية انتخابية ليس فيها أضعف الضمانات للديمقراطية
لقد عمدت هذة النخب منذ عقود على تجهيل متعمد لهذا الشعب تحت إشراف أجهزة الاعلام المختلفة . لقد محوا ثقافتنا حتى لا نقدر على التفكير النقدى لهم .حتى نسلم بحقائقهم وليست الحقيقة . فقد أقنعونا أننا لا يجوز إلا أن نحكم بالسوط حتى صدقنا هذة الكذبة . أقنعونا أننا نعيش تطور .أن العالم كلة يخاف مننا ومن بأس جيشنا العظيم . يقنعوننا فى وسائل الاعلام أن الرأى العام المصرى واع مفكر قادر على التفكير والحقيقة أنة على العكس تماما من ذلك ..
لقد مارست هذة النخبة بمساعدة وسائل الاعلام إرهابا فكريا مبنى على التجهيل المتعمد للوعى السياسى لدينا .بل وقتل كل من يفكر خارج صندوقهم السياسى العفن .
فى النهاية إننا فى هذة المرحلة العصيبة التى تمر بها مصر نحتاج لان نستخدم عقولنا . نحدد معاركنا . نستوعب الواقع كى نصنع حقا مستقبل مشرق يليق بهذا الوطن .

#محمد_رمضان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات