أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد عبد الكاظم العسكري - وراء كل رأي حر سكاكين قاتلة















المزيد.....

وراء كل رأي حر سكاكين قاتلة


عماد عبد الكاظم العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 01:20
المحور: الصحافة والاعلام
    


وراء كل رأي حر سكاكين قاتلة
يعتبر الرأي الحر في العراق بعد سقوط النظام في 2003 ولحد الان مثلبة على الاشخاص الذين يبدون ارائهم وأفكارهم وينقلون الحقائق للمواطن عبر القنوات الاعلامية المختلفة المرئية منها والمقروءة والمسموعة وهذا الامر لا يروق لبعض الاطراف في الحكومة عموماً ، لأنها تعتبر نفسها مثالاً للديمقراطية التي جاءت بعد سنوات حكم النظام السابق ومن ينتقدها او يحاول ان يطرح افكاراً ورؤى تختلف عن طروحات الاحزاب والحركات المتنفذة او الحاكمة في العراق يعتبر من وجهة نظرها حاقداً وكارهاً لتوجهاتها ويصنف كعدو يجب التعامل معه بمختلف الوسائل المشروعة منها وغير المشروعة لان الاخر الذي جاء الى السلطة يعتبر نفسه نموذجاً ديمقراطياً والطعن فيه يعتبر خيانة ومؤامرة لإجهاض العملية الديمقراطية وعلى الجميع ان يكونوا بمستوى من هم في الحكم وان يراعوا المسؤولين المتصدين للمسؤولية وعليهم ان يطبلوا لهم وللديمقراطية التي يريدون ان يفصلوها على هواهم في العراق بعد عام 2003 اما اذا قمت بأعداد تقرير صحفي او تلفزيوني ينتقد المسؤولين والعملية السياسية والإجراءات الامنية غير الصحيحة والممارسات الغير منطقية لبعض الاجهزة في البلاد فأنك تكون معرضاً للإقصاء و التهميش والاعتقال والقتل احيناً ، كونه يعتبر جزءاً من اللعبة الديمقراطية ، نعم القتل بدم ٍ بارد هو جزء من هذه اللعبة الديمقراطية القذرة ، فتصفية الخصوم وقتل المناؤين وإزالة العوائق التي تعترض طريق الديمقراطية في العراق بعد عام 2003 هو جزء مهم في بناء الديمقراطيات الديكتاتورية في العالم العربي الجديد وهذه الديمقراطيات هي ديمقراطيات الحكام والسلاطين فبإمكانك التعرض لكل شيء وانتقاد كل شيء ولكن ليس من حقك ان تتعرض للحكام والساسة والمقربين من دفة الحكم لأنك في هذا النقد تعتدي وبشكل صارخ على الديمقراطية في البلد ، وان كنت راغباً في العيش بسلام وأمان وتكون حراً وتمارس الديمقراطية بكل صورها عليك ان لا تتعرض للسلطة ومؤسساتها وان تطبل للحاكم وتنقد المحكومين ( الشعب ) ! ، نعم ، يجب ان تنتقد الشعب لأنهم يأرقوا افكار وتطلعات السادة الحكام من خلال التقارير التي يقوم بأعدادها جيل من ابناء الشعب اختاروا مهنة الصحافة ونقل الحقيقة وعرضها في البرامج السياسية او الاخبارية التي تعبر عن الجماهير المسحوقة واذا كنت غير قادراً على المواجهة وتحمل الصعاب فما يلزم منك هو بسيط جداً ، وهو غض النظر عن الحقائق وعدم تسليط الضوء على مواضع الخلل الحكومي والفساد المالي والإداري ولا تقدم تقاريراً صحفية او اعلامية جريئة جداً تنتقد افعال المسؤولين لأنك بهذه التقارير الاعلامية ستكون عرضة للعداء المعلن والمخفي في تلك المؤسسات الحكومية التي اثبتت فشلها وسوف تكون العدو رقم واحد في معادلة القضاء على التوجهات المعادية للحكومة وهذا ما حدث مع الكثير من الصحفيين والإعلاميين والكتاب والأدباء الذين ابدوا ارأئهم بصراحة ، ولم يقتصر ذلك على هذه الفئة المثقفة من المجتمع بل طال اغلب الاوساط السياسية التي تنتقد اداء وعمل الفاشلين في الحكومة على مدى ثمان سنوات بينما نجد الذين يطبلون للفشل ويقومون بدعم الفاشلين على مختلف مسمياتهم وتوجهاتهم في مقدمة الصفوف ويتم تكريمهم ومنحهم امتيازات متنوعة بينما الاشخاص الذين يتعاملون مع الواقع ويحاولون اظهاره للمتلقي بماسيه الحقيقية يعتبر خرقاً دستورياً للمبادئ الديمقراطية وللحريات الاعلامية والصحفية ويمكن ان يدرج او يصنف كنشاط معادي يرتقي الى مرتبة الخيانة العظمى فعلى سبيل المثال مراسل البغدادية حسام العاقولي الذي تعرض للطعن بالسكاكين وهو مثال واحد من امثلة كثيرة بارزة في عالم الحقيقة تعرض فقد تعرض للضرب والإهانة والطعن بالسكاكين وهي جريمة ينص عليها القانون وتصنف ضمن جرائم الشروع بالقتل لكونه مازال على قيد الحياة اما لو توفي لا سامح الله نتيجة الطعنات لتي تعرض لها لصنفت جريمة الفاعلين بالقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد تصل فيها العقوبة الى الاعدام لان هذه المجموعة تربصت به ورصدت تحركاته وقامت بتنفيذ فعلتها علناً جهاراً نهاراً ، امام مسمع ومرأى من الجميع فهل هو من الإرهابيين الذين يصنفهم البعض بالدواعش ؟ ام هو من المليشيات التي تقتل العراقيون بدمٍ برد ؟ ام ان جريمته في هذا الاعتداء هو نقل معاناة ابناء منطقة زراعية في احدى المحافظات العراقية وحاول تسليط الضوء عليها لعل المسؤول يراعي الظروف الانسانية لتلك العوائل ويعود الى صوابه ولا يهدم دور شيدها مجموعة من الفقراء لإيواء ذويهم ، فلو كانوا هولاء الناس قادرين على بناء بيوت من الطراز الفخم ويمتلكون امكانيات الشراء والبناء ما كان لهم حاجة في بناء دور بسيطة من البلوك على اراضي زراعية ولأنهم لو كانوا يملكون امكانيات مادية لبنوا تلك البيوت بالطابوق والحديد المسلح وانفقوا عليها الملايين كما يفعل البعض ولكنهم ليسوا قادرين على بناء فلل فارهة وشاليهات فخمة وهذا ما افصحت عنه الحقيقة التي قدمها حسام العاقولي للعراقيين وحاول نقل معاناتهم الى المسؤول ولكن سوء معالجة الاوضاع المتردية لأبناء الشعب العراقي من قبل المسؤول جعلت منه اضحوكة لأبناء الشعب فمن جهة يستجدي عطفهم قبل الانتخابات ومن جهة اخرى يهدم دورهم بعد الانتخابات هذه التناقضات جميعها هي اساس فشل المؤسسة الحكومية لان القائمين عليها يريدون من وجودهم في هذه المؤسسات تحقيق المصلحة الشخصية والحزبية وليس مصلحة الشعب فالأشخاص الذين هدمت اساسات البناء التي شيدوها من قبلهم على الاراضي الزراعية لو ان الحكومات المحلية في المحافظات كافة انصرفت نحو منح الفقراء الحقيقين من أبناء الشعب قطع اراضي سكنية ضمن مبادرة السكن التي اطلقتها الدولة وأخذت ما اخذت من الاعلان لها قبل الانتخابات وبعدها ما لجأ هولاء الفقراء الى شراء اراضي زراعية وشيدوا عليها بيوتاً بسيطة لعوائلهم وذويهم اما اذا كان القائمين على المبادرة في المحافظات كافة يمنحون تلك الاراضي حسب المصلحة كالقرابة والمنفعة والحزبية والعلاقات الشخصية فمن حق المواطن ان يشتري لنفسه وعائلته قطعة ارض زراعية لبناء منزل متواضع له ولعائلته كحق مشروع في هذا الوطن بل ان الدستور العراقي في المادة (30) منه تنص على ان المواطن لابد ان يحصل على بيت او قطعة ارض من الحكومة وبحسب الدستور العراقي فأن الدولة هي التي تؤمن للفرد وللأسرة السكن الملائم مما يتطلب دعوة الجهات المختصة سواء أكانت حكومية أم غير حكومية لدراسة واقع الإسكان في العراق والتشريعات الخاصة به بغية وضع خطط وطنية نموذجية كفيلة بتوفير السكن اللائق لكل أسرة عراقية وتؤمن السكن وسبل العيش وما قام به مراسل قناة البغدادية حسام العاقولي من نقل لمعاناة ابناء قرية الشنابرة هو جزء واقعي من معاناة كبيرة يعيشها ابناء الشعب على طول وعرض البلاد نتيجة عدم قدرة المسؤول على البناء الحقيقي وهدر مقدرات العراق بغير الامكان الصحيحة وهدر الاموال العامة ايضاً نتيجة سوء التخطيط والادارة في اماكن غير صحيحة مما تسبب في ضياع الكثير من الوقت والجهد والأموال بدون ادنى فائدة وعلى رأي المثل القائل ( ضاع الخيط والعصفور ) وهذا المثل سينطبق على العراق وطناً وشعباً اذا ما ضل يراوح في نفس المكان وبنفس الشخوص الفاسدة التي تعتلي سدة المسؤولية وهم لا يصلحون لها.



#عماد_عبد_الكاظم_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولاية الثالثة ... ضرب من ضروب الخيال
- العبودية لله والدين للجميع
- القائد كنوص ( قصة قصيرة)
- انا الخيال للمهرة ( شعر شعبي )
- هكذا عشقت الحياة (قصة حقيقة )
- اغازلها


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد عبد الكاظم العسكري - وراء كل رأي حر سكاكين قاتلة