أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - صناعة النجوم فى الميديا المصرية















المزيد.....

صناعة النجوم فى الميديا المصرية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 15:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل يوليو1952 لم يكن فى مصر وزارة للثقافة ولا وزارة للإعلام. ورغم وجود الاحتلال الإنجليزى والحكم الملكى ، ورغم وجود جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1928، فإنّ شعبنا لم يتخلّ عن ثقافته القومية. ولم يستسلم للأصولية الإسلامية التى كانت تسعى لتقويض دعائم الدولة العصرية الحديثة التى بدأتْ منذ عهد محمد على (1805) ولكن بعد يوليو52 تغيّر الموقف بفضل سيطرة الدولة على (الثقافة) و(التعليم) و(الإعلام) ومن هنا بدأتْ آلية صناعة النجوم على الطريقة الأمريكية. وقرأ الانتهازيون توجهات (الريح) الناصرية. فـأخرجتْ المطابع كتب اليساريين عن (الإسلام والاشتراكية) وعن (محمد رسول الحرية) وعن (اليمين واليسار فى الإسلام) وعن (القومية العربية) و(الوحدة العربية) وبالتالى أصبحوا نجوم المرحلة الناصرية. مات عبد الناصر الذى عيّن خليفته الرئيس المؤمن السادات. ومات السادات الذى عيّن خليفته مبارك . رحلتْ أجيال وتغيّرت وجوه ، ولكن ظلتْ الآلية مستمرة (صناعة النجوم) وهؤلاء النجوم – بغض النظر عن النوايا- ينطبق عليهم قول شعبنا الحكيم فى أهازيجه البديعة- ما ترجمته من المصرى للعربى : يعرفون من أين تؤكل الكتف .
أحد هؤلاء النجوم الطبيب مصطفى محمود (1921- 2009) الذى روّجتْ الميديا (خاصة فى عهد السادات) أنه انتقل ((من الإلحاد إلى الإيمان بالإسلام)) وكان المقصود (بالإلحاد) كتابه (الله والإنسان) والكتاب ليس فيه أى (إلحاد) وإنما مجرد أفكار وجودية عن العلاقة ببن الإنسان والله ، تأثرًا بالأفكار التى كانت سائدة قبل يوليو52. واستغلّ هو تلك الدعاية (المجانية) فمشى مع (رياح) السلطة ، خاصة بعد أنْ أعلن السادات أنه ((رئيس مسلم لدولة إسلامية)) وأنّ دولته ((دولة العلم والإيمان)) ومن هنا جاء برنامج مصطفى محمود الشهير (العلم والإيمان) الذى وصل عدد حلقاته 400حلقة. ورغم أنّ المادة العلمية أبدعها العلماء الأوروبيون ، فإنه لم يخجل وهو يصفهم بأبشع الأوصاف . وكان يتعمّد السخرية من ثلاثة علماء على وجه الخصوص : تشارلز دارون بسبب كتابه عن التطور الطبيعى للكائنات الحية. وتركــّزت سخريته على مقولة أصبحتْ (شعبوية) أنّ الإنسان أصله قرد ، فى تجاهل تام لنشأة الخلية الواحدة التى انقسمتْ إلخ.
الثانى كان المفكر الكبير كارل ماركس بسبب دوره فى ترسيخ تعبير (المادية الجدلية) ومُـتجاهلا دور ماركس فى إثراء الفكر الفلسفى (بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف) ومُـتجاهلا أحد كتبه المهمة (المسألة اليهودية) الذى انتقد فيه التوجه الأيديولوجى للأصوليين اليهود المـُتمسكين بتراثهم العبرى وبفكرة وطن خاص لليهود فكتب أنهم (يُعارضون القومية الحقيقية (لصالح) قومية وهمية. وأنهم ((يظنون أنّ من حقهم الانفصال عن سائر البشرية)) لذلك كما كتب ماركس فإنّ ((التحرر من الدين هو الشرط الذى يوضع أمام اليهودى الذى يُطالب بتحرره السياسى)) وأنّ الدولة التى ((تفرض الدين مُسبقــًا ليست دولة واقعية حقيقية)) وكتب ((نحن نمنح التناقض بين الدولة ودين معين من الأديان – اليهودية مثلا – نمنحه تعبيرًا بشريًا ، بإيجاد التناقض بين الدولة والدين وعناصر علمانية معينة. وبتحويل التناقض بين الدولة والدين ، إلى تناقض بين الدولة وفرضياتها بصورة عامة)) وبالتالى فإنّ ((التحرر السياسى لليهودى وللمسيحى ، وبتعبير موجز- للإنسان إنما هو تحرر الدولة من اليهودية ومن المسيحية ومن الدين بصفة عامة)) وبناءً عليه ((ينبغى إلغاء كل امتياز دينى ، لذا ينبغى إلغاء الاحتكار الذى تملكه الكنيسة. وبذلك تكون الدولة قد تحرّرتْ من الدين ، حتى لو كانت الأغلبية متدينة)) ويؤكد ذلك أنّ ((الدولة الديمقراطية - الدولة الحقيقية - ليست فى حاجة إلى الدين لاكتمالها السياسى)) وأنّ ((التحرر اليهودى – فى معناه الأخير- يقوم فى تحرير الإنسانية من اليهودية)) وأنّ ((قومية اليهودى الوهمية هى قومية التاجر. قومية رجل المال)) خاصة أنّ المال ((هو إله إسرائيل المطماع. ويعتقد اليهود أنه لا ينبغى معه لأى إله أنْ يعيش معه. إنّ المال يخفض جميع آلهة البشر ويجعلهم سلعًا. المتاجرة بالمال ، هذا هو الإله الحقيقى لليهود)) لذلك ((فإنّ التحرر الاجتماعى لليهودى إنما هو تحرير المجتمع من اليهودية)) هذا هو ماركس الذى نال الهجوم القاسى من مصطفى محمود الذى لم يجرؤ على كتابة أى (نقد) عن خطورة توظيف الدين لأغراض السياسة. ومع مراعاة أنّ ماركس الذى انتقد الديانة اليهودية هو يهودى الديانة. وإذا كان اليهود يعتقدون أنه لا ينبغى وجود أى إله بجانب إله إسرائيل ، أليس هذا ما يعتقده المسيحيون والمسلمون؟
والثالث الذى نال هجوم مصطفى محمود هو العالم سيجموند فرويد الذى أفاد البشرية بتحليلاته فى علم النفس، وامتلك شجاعة انتقاد بنى إسرائيل فى كتابه (موسى والتوحيد) وكتب أنهم هم الذين خلقوا التوراة. وكتب ((ليس بوسع أى مؤرخ أنْ ينظر إلى القصة التى ترويها التوراة عن موسى والخروج بأكثر من أنها أسطورة دينية ، قلبتْ إحدى الروايات البعيدة لمصلحة اتجاهاتها)) وأنّ ((الله أو موسى باسمه لم يمل من ترديد تفضيل بنى إسرائيل وأنهم شعبه المختار)) وبكل شجاعة العلماء – رغم ديانته اليهودية- وصف جدودنا المصريين القدماء ب (الودعاء) ووصف الساميين (بما فيهم اليهود) ب (الهمج)
فلماذا اهتمتْ الميديا ومعها الثقافة المصرية السائدة والبائسة ، ب (تلميع) مصطفى محمود ومنحه صفات : المفكر، الأديب ، العالم ، الفيلسوف؟ كان المقابل هو أنْ يرد الجميل ، فيهاجم الديمقراطية لأنها ((من صناعة الغرب)) ليكون البديل هو (الشورى الإسلامية) أما الهدف الحقيقى فهو ابتعاد شعبنا عن ثقافة الغرب وعن آلياته فى السياسة ، لنغرق فى الثقافة العربية بآلياتها المُـتخلفة. وعندما فتحتْ له صحيفة الأهرام ليكتب مقالا أسبوعيًا على مساحة أكثر من نصف صفحة ، شنّ هجومًا حادًا على الثقافة الغربية تحت المُسمى الذى ردّده الإسلاميون والعروبيون (الغزو الثقافى) وبالتالى كانت رسالته هى أنْ يمتنع شعبنا عن قراءة الفلسفة والأدب وكافة العلوم الإنسانية التى أبدعها العلماء الأوروبيون (على سبيل المثال مقالتيه فى الأهرام 6، 20/7/91) فإذا كان الغرب شريرًا وعلينا أنْ نتجنـّبه حتى لا تغزونا (قيمه الفاسدة المُـنحلة) فما هى القيم التى يجب علينا أنْ نتبناها ؟ إنها قيم البداوة وعقلية مجتمع الرعاة. وقد عبّر عن تلك العقلية التى يريد لنا أنْ نقتنع بها- من خلال موقفه من المرأة- فكتب ((نسمع هذه الأيام صيحات التمرد التى يُطلقها نصفنا الآخر اللطيف . وأكثرهنّ زوجات لرجال أثرياء يُطالبنَ بالخروج من البيوت للعمل ويلقينَ بأولادهنّ إلى الشارع . وتصرخ الواحدة فى وجه زوجها بأنها تريد أنْ تـُحقق ذاتها ، وأنّ رأسها برأسه سواء بسواء. ويُحيرنى هذا المنطق ، فأى تحقق للذات تريد أنْ تـُصبح هذه المرأة أو تلك ؟ سكرتيرة لفلان أو مهندسة للمجارى أو صرّافة بنك أو بائعة فى سوبر ماركت؟ إنّ (الذات المفقودة) هى فى كل تلك الوظائف. إنّ تحقيق الذات هو كلام روايات وطلب للتغيير والصرمحة)) (نقلا عن د. سامية صالح- أهرام 12/5/92) مع ملاحظة أنّ كلمة (صرمحة) المصرية والتى يصعب ترجمة معناها إلى اللغة العربية ، إلاّ بشرح هذا المعنى ، فهى تعنى الإنسان الذى بلا عمل ، والإنسان الذى بلا فائدة ، والإنسان الذى يقتل وقته فى أى أعمال غير مفيدة إلخ. وكما امتلكتْ د. سامية صالح شجاعة الرد على مصطفى محمود ، فعلتْ نفس الشيىء المخرجة المُبدعة أنعام محمد على فى ندوة نشرتها مجلة روزا ليوسف 29 يونيو92. إذن فإنّ الأمهات فى رأى مصطفى محمود والجدات الشريفات اللائى عملنَ فى الغيط والمصنع والمدرسة والمعمل ، فى التمريض والهندسة. فى الزراعة والبناء، لا يمكن لهنّ- مهما عملنَ - أنْ يُحققنَ ذاتهنّ . وأنّ (الذات المفقودة) روايات وصرمحة. وإذن فالبديل حتى نـُحافظ على (شرف حريمنا) هو أنْ تبقى المرأة فى البيت تطبخ وتتزيّن فى انتظار عودة البعل (البعل = الزوج فى اللغة العربية. والبعل اسم صنم لقوم إلياس عليه السلام- مختار الصحاح- المطبعة الأميرية بمصر- عام 1911ص 71- والبعل اسم مدينة كان يُعبد فيها الإله (بعل) قبل الإسلام . والكلمة تعنى رب أو سيد – د. جواد على – تاريخ العرب قبل الإسلام- ج2- هيئة قصور الثقافة - عام2010 ص216- وهو ما أكده القرآن فى آية ((أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)) الصافات/125) ورغم هذا المعنى الصريح فى القرآن فإنّ اللغة العربية أبقتْ على استخدام تلك الكلمة (البعل) إشارة إلى الزوج) وتلك هى اللغة العربية التى دافع عنها مصطفى محمود ، لدرجة أنه خصّص حلقة من برنامج العلم والإيمان ليُثبتْ فيها (بطريقة بائسة ومُضحكة) أنها أصل كل لغات العالم القديم والحديث. وإذا كان مع اللغة العربية ، فهو مع المرأة العربية التى لا تعرف (الصرمحة) وليس لها أنْ تعرف إلاّ بيت أبيها وبيت بعلها و(قبرها) ولو أنّ شعبنا تبنى تلك الدعوة فى العهود التى كانت السيدة المصرية (تتصرمح) لما سمعنا عن عالمات فى الذرة (سميرة موسى نموذجًا) والهندسة الوراثية والأبحاث النووية والطب. ولما سمعنا عن مصريات فى مجالات المحاماه (نعيمة الأيوبى التى لبستْ روب المحاماه عام1932 نموذجًا) ولما سمعنا مصريات فى مجال الأدب والفن ، ناهيك عن ملايين الفلاحات اللائى (يتصرمحنَ) فى الغيطان منذ آلاف السنين لمساعدة أزواجهنّ . فلو قــُدّر لشعبنا وبلع الطـُعم وانتصر (الغزو الثقافى) الرعوى البدوى الوهابى ، أفلا يحق طرح هذا السؤال : وماذا تريد الرأسمالية العالمية أكثر من ذلك؟
ومن الذين امتلكوا شجاعة نقد مصطفى محمود ، كان الراحل الجليل د. فؤاد زكريا الذى خصّص فصلا لكشف تناقضاته فى كتابه (الصحوة الإسلامية فى ميزان العقل) فبينما هاجم مصطفى محمود الماركسية ودافع عن الإسلام الذى سبق البشر فى تحقيق الاشتراكية. ليس ذلك فقط بل إنّ الإسلام ((عرف المنطق الجدلى أو الدياليكتيكى واستخدمه)) (الماركسية والإسلام- ص 70، 71) وهذا الكتاب مولته السعودية وتم طبعه أكثر من مرة وكان يُباع بقروش زهيدة ، فكان تعليق د. فؤاد زكريا أنّ هذا الكلام يجعل حملة مصطفى محمود الضارية على الماركسية أمرًا لا معنى له ((ذلك لأنه إذا كان الإسلام قد تضمّن كل هذه المبادىء التى دعتْ إليها الماركسية ، فلا معنى للحملة على الماركسية ووصفها بأقبح الصفات . وإذا صحّ ما يقوله فإنّ مهاجمته للماركسية تـُصبح مظهرًا من مظاهر ضعف الإيمان وتزعزع العقيدة. ومن ناحية أخرى يُشفع للماركسية وجود هذه المبادىء فيها ، لأنها حسب رأيه اتفقتْ مع الإسلام)) وهذه واحدة من تناقضاته العديدة خاصة الإحالة إلى النص الدينى فى كل شأن من أمور الدنيا لأنه ((لو كان النص الدينى قد أودع كل شىء من ماضى البشر وحاضرهم ومستقبلهم ، لما عاد البشر فى حاجة إلى جهد أو فكر أو علم ، واكتفوا بقراءة النص وتطبيقه حرفيًا . ولذلك فإنّ الاعتقاد بوجود كل ما يحتاج إليه الإنسان حاضرًا ومستقبلا فى النص الدينى معناه قعود الإنسان عن الحركة وعن التطور والتطلع إلى المستقبل)) وأنّ الكتابات السوقية عن الماركسية مثل كتب مصطفى محمود ، شاع فيها القول بأنها مذهب يجعل الإنسان عبدًا للمادة . وأنّ الماركسية لا تعترف إلا بالماديات وتـُسقط كل العوامل الروحية والقيم الأخلاقية. والقائلون بهذا التفسير المُبتذل إما أناس يُردّدون ما قرأوه فى كتب رخيصة دون أنْ يُـكلفوا أنفسهم عناء البحث فى الموضوع بطريقة علمية ، وإما أناس لهم مصلحة فى هذا التشويه. وقد انساق مصطفى محمود وراء هذا الاتجاه . ومن المُستبعد أنْ يكون قد قرأ مرجعًا أصليًا واحدًا فى الماركسية. وكم فى أوروبا من نقاد للماركسية يُـناصبونها أشد العداء، ولكنهم يُـناقشونها على مستوى متعمق يدعو للاحترام. أما قصة جرى الماركسية وراء الماديات فلم يعد أحد يُرددها إلاّ فى البلاد المتخلفة.
وماركس فى نظر مصطفى محمود يقول ب ((بهيمية التاريخ)) وخطأ الفكر المادى أنه ((تصوّر أنّ ثلاث وجبات ومصروف يد وكساء ودواء يمكن أنْ تكون عزاءً كافيًا لإنسان يعلم أنه وُلد ليموت)) وفى كل صفحة من صفحات كتاب مصطفى محمود يُردّد الخلط الشائع بين لفظ (المادية) كما أطلقه ماركس وانجلز، وبين السعى إلى الماديات والانقياد إلى البهيمية والحرص على إشباع البطن والغرائز. فى حين أنّ ماركس هو الذى كتب ((الإنسان يُصبح ثريًا بقدر ما يكون لا بقدر ما يملك)) وماركس هو الذى كتب أنّ الإنسان أصبح فى المجتمع الرأسمالى (شيئـًا) يُباع ويُشترى (وكان ذلك فى عصر ماركس- القرن19) فكيف أباح مصطفى محمود لنفسه ترديد الأحكام المُبتذلة عن دعوة الماركسية إلى إشباع البطون ؟ وبالتالى يستحيل على من قرأ ورجع للمصادر الأصلية أنْ ينقاد لهذه التفسيرات المُبتذلة. وبينما أشاع مصطفى محمود وأمثاله مقولة أنّ (الدين أفيون الشعوب) للهجوم على ماركس ، فإنّ د. فؤاد زكريا ترجم النص كما ورد فى كتاب ماركس (مقدمة لنقد فلسفة الحق أو القانون عند هيجل) فكتب ((إنّ العذاب الدينى تعبير عن العذاب الفعلى . وهو فى الوقت ذاته احتجاج على هذا العذاب الفعلى . إنّ الدين هو زفرة المخلوق المُضطهد وهو بمثابة القلب فى عالم بلا قلب . والروح فى أوضاع خلتْ من الروح . إنه أفيون الشعب)) وأنّ ماركس استخدم كلمة (الشعب) وليس (الشعوب) ولم يهتم أحد بذكر ما كتبه عن أنّ ((الدين زفرة المخلوق المُضطهد إلى آخر الجملة)) وإذا كان مصطفى محمود انتقد الماركسية فى كتابه (الماركسية والإسلام) فهل كان يجرؤ على أنْ يكتب كتابًا عن الرأسمالية والإسلام؟
ومصطفى محمود كما هاجم الماركسية فى كتابه (الماركسية والإسلام) هاجمها من جديد فى كتابه (الإسلام ما هو؟) وأنّ البديل هو تطبيق تعاليم الإسلام الذى يُحقق العدالة من خلال الزكاة والصدقات ، ورغم ذلك كتب ((والصدقات أوساخ الناس كلما أنفقتَ منها تطهّرْتَ وصفتْ نفسك من تعلقاتها المادية الأرضية)) (كتاب اليوم- الصادر عن دار أخبار اليوم- عام2008- ص20) ومثله مثل كل الأصوليين يُردّد ما ورد فى الديانة العبرية (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) عن ((جبروت فرعون الطاغى فى مواجهة موسى عليه السلام)) (ص154) وإذا كانت الصوفية تسعى لتعميق الجانب الروحى لدى الإنسان ، فإنّ مصطفى محمود تعمّد تشويهها فكتب أنّ الاستعمار (الخبيث) هو الذى شجّع بعض الطرق الصوفية (ص155) ويرى أنّ (المعرفة) معناها الإيمان بالله وبالآخرة (ص24) وهو نفس كلام كل الشيوخ ، أما (المعرفة) بمعناها فى العلوم الإنسانية من فلسفة وتاريخ وعلم لغويات إلخ فلا شأن له بها.
هذا هو مصطفى محمود أحد الذين صنعتْ منهم الميديا المصرية نجمًا ، فهبط على مبنى ماسبيرو وعلى جريدة الأهرام بدون فرقة مظلات ، أو فرقة صاعقة ، إنما دخل (رضى الله عنه) برضا السلطة الحاكمة لأنّ تعليقاته التليفزيونية على جهود العلماء الأوروبيين ، وكتاباته الصحفية هى (البضاعة) التى يسعى كل نظام مُـستبد على ترويجها ليقمع بها جماهير البسطاء المخدوعين والمُـنبهرين بكل من يتحدث باسم الدين . ويبيع لهم الوهم على أنه حقيقة.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتعلمون المصريون و(الورم) العروبى
- الزواج الثانى للمسيحيين المصريين
- الُمُتنبى بين الشعر والنفاق
- رد على الأستاذ يحيى توتى
- تحرير فلسطين وتحرير إسبانيا
- الصحابة الأثرياء : المال والسلطة
- ماذا فعل الصحابة ببعضهم البعض ؟ (3)
- ماذا فعل الصحابة ببعضهم البعض ؟ (2)
- ماذا فعل صحابة محمد ببعضهم البعض ؟
- مجابهة الأصولية الإسلامية (2)
- مجابهة الأصولية الإسلامية (1)
- شجاعة الشيخ على عبد الرازق وتناقضاته
- العداء الإسلامى/ العروبى للقومية المصرية
- الفرق بين (الجهل) و(الأمية)
- المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف
- قتل الفلاسفة بين المُحرّض والمُُنفذ
- مصر وكيف كانت البداية
- تيارالقومية المصرية قبل يوليو1952 (4)
- تيار القومية المصرية قبل يوليو1952(3)
- تيار القومية المصرية قبل يوليو1952 (2)


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - صناعة النجوم فى الميديا المصرية