أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - موسكو بكين.. القضاء على هيمنة القطب الواحد















المزيد.....

موسكو بكين.. القضاء على هيمنة القطب الواحد


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن العلاقات الروسية ـ الصينية تُعد واحدة من أهم العلاقات الاستراتيجية على مستوى العالم، نظراً لما تحتله الدولتان من أهمية كبرى، فهما عضوان في النادي النووي، ومن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي تملك حق النقض (الفيتو)، والأقدر على منافسة الولايات المتحدة على المستوى الدولي. فروسيا تسعى لاستعادة مكانته التي فقدنها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ولديها من الإمكانات والقدرات السياسية والاقتصادية والعسكرية ما يؤهلها لتكون لاعباً فاعلاً ومؤثراً في النظام الدولي، بعد أن استفادت من تجربة الحقبة السوفيتية وأعادت بناء نفسها من جديد، ولكنها اصطدمت بعالم أحادي القطبية سمته الأساسية الهيمنة الأمريكية. وهي تتفق مع الصين على ضرورة إعادة هيكلة النظام العالمي ليكون متعدد الأقطاب، بعيداً عن هيمنة دولة واحدة. أما الصين، التنين الصاعد في شرق آسيا، المنطلق بقوة نحو قمة النظام الدولي، والقوة المتنامية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فهدفها تحقيق النهضة والتقدم والوصول إلى مكانة لائقة على المسرح الدولي.
مُحددات العلاقات بين موسكو وبكين
1ـ المستوى الدولي: تهدف الدولتان إلى رفض سياسة الأحادية القطبية، مع ضرورة العمل على تشكيل نظام دولي جديد يتسم بتعدد الأقطاب، يعكس التنوع الثقافي والاجتماعي وتعدد النظم السياسية فيه، في إطار من التعاون وتبادل المنافع والعمل معاً من أجل احتواء مصادر التهديد الجديدة التي فرضت نفسها على العالم، مع الحرص على الاستمرار في لعب دور عالمي متزايد اتجاه القضايا الدولية، وذلك عن طريق العديد من الآليات، منها اتخاذ مواقف أكثر مرونة تجاه القضايا الدولية التي تتبنى فيها الولايات المتحدة موقفاً متشدداً، خاصة أن السياسات الأمريكية تدور في فلك مصالحها الخاصة، الأمر الذي يؤدى دائماً إلى معارضة الرأي العام الدولي لها، وكذلك عن طريق اتخاذ مواقف معارضة للولايات المتحدة في مجلس الأمن، وعدم جعله أداة طيعة في يد واشنطن لتغليف سياستها العدوانية تجاه العديد من الدول وإكسابها الشرعية الدولية، أو لمنع إصدار قرارات تؤثر بالسلب على مصالح الدولتين أو حلفائهما.
2ـ المستوى الإقليمي: تسعى الدولتان إلى حفظ الأمن الوطني والإقليمي وسيادة قيم السلام والتعاون، ومنع اختراق واشنطن للإقليم، خصوصاً في آسيا الوسطى والشرقية، التي تعد الحديقة الخلفية لموسكو، لذا فهي تحتل مكانة مهمة في سياسة روسيا الخارجية أما بالنسبة للصين، فهي تشترك مع دول آسيا الوسطى في حدود تصل إلى سبعة آلاف كيلو متر، إلى جانب غنى آسيا الوسطى بالموارد الاقتصادية والنفطية والمواد الخام وفى هذا الإطار، جاءت فكرة منظمة شنغهاي، التي تم تأسيسها عام ،1996 وضمت كلاً من الصين، وروسيا، وطاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزستان، ثم انضمت إليها أوزبكستان عام 2001 وتهدف هذه المنظمة إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء ومواجهة الأخطار المشتركة وتنسيق الحرب على الإرهاب والتطرف، ومواجهة الاضطرابات الداخلية والنزعات الانفصالية، وترسيم الحدود بين روسيا والصين من جهة، وبين بقية أعضاء المنظمة من جهة أخرى، و ذلك لتعزيز أمن الحدود وإجراءات الثقة والعمل على إخراج الأفعى الأمريكية من القميص الآسيوي، في إشارة غير مباشرة إلى القوات العسكرية الأمريكية وقواعدها في المنطقة.
3ـ المستوى الثنائي: تسعى الصين وروسيا إلى توسيع مجالات التعاون فيما بينهما اقتصادياً وتجارياً ونفطياً وتكنولوجياً وعسكرياً، وفى المجالات الأخرى كافة استناداً إلى مبادئ التكافؤ الحقيقي، والمنفعة المتبادلة، ووحدة المصالح.
تحالف استراتيجي غير معلن
رغم مرور ستة عقود على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وبكين، إلا أنها كانت دائماً متقلبة ومتوترة. والغريب في الأمر أنه بالرغم من الخلافات العديدة بين البلدين طيلة الحقبة السوفييتية، وعدم وجود تنسيق بينهما في السياسات الخارجية، إلا أن مواقفهما من القضايا الدولية كانت دائماً متفقة إلى حد كبير.
ولم تمنع الخلافات بين روسيا والصين من وجود تعاون بينهما في مجالات حيوية واستراتيجية. فقد ساعد الاتحاد السوفييتي الصين في بناء قوتها العسكرية ومدها بأحدث الأسلحة، وساعدها أيضاً في تنفيذ برنامجها النووي السلمي والعسكري، ولم يتوقف تبادل البعثات العلمية بين البلدين على مدى سنوات الحقبة السوفييتية حتى الآن، إلا أنه لم يكن هناك أي شكل من التخطيط الاستراتيجي أو العسكري المشترك بين البلدين.
وقد ظل التوتر في العلاقات بين البلدين قائماً حتى انهيار الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي، فقط في عام 1996 وعقب إقامة شراكة التعاون الاستراتيجية بين الصين وروسيا، طورت الدولتان العلاقات الثنائية بينهما، وأقامتا آلية للقاءات الدورية عالية المستوى، يستطيع زعماء البلدين من خلالها الاتصال فيما بينهم بشكل فعال، وفهم كل طرف منهما الآخر من خلال الاجتماعات والمحادثات المتكررة.
موقف موسكو وبكين من الأزمة السورية
للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة تتبع العاصمتان سياسة تجاه قضية دولية تختلف جذرياً عن سياسات القوى الغربية تجاه تلك القضية. ولأول مرة أيضاً تصر العاصمتان على هذه السياسة بصرف النظر عن الضغوط الغربية عليهما والإغراءات العربية المقدمة لهما. فموجة الثورات الملونة التي ضربت دول أوربا الشرقية والقفقاس، وهبوب عواصف (الربيع العربي) على منطقة الشرق الأوسط، جعلت الدولتان تسعيان لتدشين نظام عالمي جديد، يعمل على الحفاظ على مفهومي سيادة الدولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول (معاهدة وستفاليا 1648). فقد أدركت الدولتان أن ما يحدث في سورية يتجاوز مسألة الإصلاح السياسي والديمقراطية إلى محاولة تسليم المنطقة برمّتها إلى تيارات الإسلام السياسي، وإذا نجح المشروع في سورية، فإنه سيؤثر بلا شك على الحركات الإسلامية في روسيا والصين. ويمكن القول إن هذه الدوافع كانت موجودة أثناء اندلاع الأزمة الليبية، ولكنها لم تؤثر في السياستين الصينية والروسية، إذ سمحت الدولتان بمرور المشروع الغربي، ولكنهما اعترضتا عليه في الحالة السورية، لأن حلف شمال الأطلسي وسّع من مفهوم قرار المجلس ليوظفه في تدمير البنية التحتية الليبية، ووجدتا في هذا التدخل سابقة دولية خطيرة قد توظّف فيما بعد في أقاليم قريبة منهما. وبتعبير آخر، إن روسيا والصين خُدعتا في الملف الليبي وأرادتا ألا تتكرر الخدعة في مكان آخر.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لبعض بنود بيان الحزب الشيوعي السوري الموحد الذي صدر تح ...
- مخاطر مزج الدين بالسياسة
- النازية ... الفاشية أصل كل الشرور
- مذابح -سيفو-... إحدى الفصول المنسية من تاريخ شعوب ضُحِّيِ به ...
- ترشّح المشير عبد الفتّاح السيسي ... بين المؤيد والمعارض ... ...
- امّرُؤ القيس ... التُرّكي
- الأرمن يُهجّرون من جديد
- المسألة الأوكرانية ... والصراع على شبه جزيرة القرم
- نار تقسيم ... توقد الصراع بين قابيل وهابيل في تركيا
- تصّدع في البيت الخليجي ... قطر تُغرّد خارج السرب
- أحاديث شرقية
- الأزمة الفنزولية
- رقعة الشطرنج الأوكرانية
- حكومة المائة يوم في لبنان
- الصراع في جنوب السودان
- الصراع على أوكرانيا
- جنيف 2 في مرآة الصحافة العالمية
- قراءة حول مؤتمر جنيف 2
- مصر ... نحو إقرار خارطة طريق ترسم مستقبل البلاد
- المعركة الأخيرة لأردوغان


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - موسكو بكين.. القضاء على هيمنة القطب الواحد