أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -القنبلة التاريخية- التي قد تُفَجِّرها الولايات المتحدة!














المزيد.....

-القنبلة التاريخية- التي قد تُفَجِّرها الولايات المتحدة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنَّها لبديهية أنْ تقول "الكلُّ أكبر من الجزء"؛ لكن، بمعنى ما، وبحسب مقاييس معيَّنة، يمكن أنْ يكون الجزء أكبر من الكل، أو أنْ يبدو هكذا؛ والولايات المتحدة (القوَّة العظمى في العالم) هي، أيضاً، هذا الجزء الذي يبدو أكبر من الكل، وهو العالَم.
"القوَّة العالمية النسبية" للولايات المتحدة هي اليوم دون ما كانت عليه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ فثمة قوى عالمية تُنافِس (وتُصارِع) الولايات المتحدة، في مقدَّمها "روسيا بوتين"، والصين، والاتحاد الأوروبي، واليابان؛ وفي عالَمٍ كهذا يَصْعُب على الولايات المتحدة أنْ تعيش كما تريد؛ وينبغي لها أنْ تعود، عودةً مؤقَّتةً، إلى "المَصْدَر التاريخي (والقديم)" لقوَّتها العالمية، ألا وهو "العزلة (عن العالَم، وإلى حين)"، تاركةً العالَم يَسْتَجْمِع بنفسه أسباب "انفجارٍ عالميٍّ جديدٍ"، يشبه "حرباً عالميةً ثالثةً"، لا تتورَّط الولايات المتحدة في خوضها إلاَّ في فَصْلِها الختامي، كما فَعَلَت، مِنْ قَبْل، وفي الحرب العالمية الثانية على وجه الخصوص؛ فالتجربة التاريخية علَّمتها أنَّ انعزالها (عن العالَم، وإلى حين) مع تحرير كل صراعٍ كبير فيه من القيود، ومن قيودها هي في المقام الأوَّل، وتَرْكِ دوله، وتكتُّلاته الدولية والإقليمية، وشعوبه، وأُممه، نَهْباً لحروب (قومية وعرقية ودينية وطائفية..) وحشية مدمِّرة، يَنْحَلُّ فيها، ويتفكَّك، كل "مُركَّب"، وتنشأ بعض المُركَّبات الجديدة، هو ما يكسبها مزيداً من الطاقة والحيوية والقوَّة، ويؤسِّس لها هيمنة عالمية جديدة، تستمر زمناً طويلاً؛ فالقرن الحادي والعشرين تريد له أنْ يكون قرنها وحدها، شاءت الصين أم أَبَت!
عزلتها الجديدة (والتي تشبه انسحاب جيشٍ انسحاباً تكتيكياً منظَّماً) لن تكون تامَّة؛ ولن تشبه عزلتها القديمة إلاَّ قليلاً؛ فهي ستُزاوِج بين العزلة وبين الاحتفاظ بما يشبه مواقع استراتيجية عالمية متقدِّمة؛ وبدلاً من سياسة "إدارة الأزمات (والنزاعات والصراعات) والتَّحكُّم فيها"، والتي انتهجتها زمناً طويلاً، ستَنْتَهِج سياسة مدارها "تحرير الأزمات" من كل قَيْد، وتَرْكها تنفجر، وتَرْك العالَم، من ثمَّ، نَهْباً لـ "الفوضى الخلاَّقة"، التي مِنْ رحمها سيُوْلَد عالَم جديد، بدولٍ جديدة، وخرائط جديدة.
الولايات المتحدة ستعود إلى الاحتماء (من الحرائق العالمية) بذاك الدِّرْع الطبيعي القوي، وهو المحيط الأطلسي؛ وستحتمي الآن بترسانتها النووية الهائلة، وبنُظمها الدفاعية الجديدة التي تبقي أراضيها بمنأى عن مخاطر الصواريخ العابرة للقارات؛ أمَّا اقتصادياً فهي تستطيع، وإنْ عاشت في عزلة عن العالَم، إنتاج كل ما يلبِّي احتياجاتها؛ وهي الآن لديها من مصادِر الطاقة (ومن النفط والغاز) ما يفيض عن حاجتها؛ ولديها القسم الأعظم من احتياط الذهب في العالَم؛ ولن تَخْسَر إلاَّ ديونها الهائلة إنْ هي انعزلت اقتصادياً عن العالَم، تاركةً له تلالاً من "الورقة الخضراء"، وأشباهها؛ وقد يَسْتَبْدِل المتحاربون أسلحة تصنعها الولايات المتحدة بتلك التلال من "الورقة الخضراء"؛ فالحرب هي أكبر مستهلِك للسلاح. وبعد ذهاب الاتحاد السوفياتي ما عادت الولايات المتحدة تخشى إمبراطوريات في مقدورها تجميع قوميات وأعراق وطوائف دينية شتَّى في إقليم دولة واحدة، ولو بالإكراه؛ فَلِمَ لا تَشْرَع الولايات المتحدة تتصرَّف عالمياً بما يُسهِّل ويُسرِّع انحلال وتفكُّك "المُركَّبات" في أوروبا وروسيا الاتحادية والصين والعالَم الإسلامي (والعربي)؟!
ويبدو أنَّ ما يشبه "الانفجار (الكوني) الكبير" Big Bang قد وَقَع، متَّخِذاً من العالَم الإسلامي والعربي مركزاً له؛ وتراقبه الولايات المتحدة (وهي تنسحب انسحاباً تكتيكياً منظَّماً) قائلةً: دَعْهُم يتبادلون الهلاك والدمار والتَّفَتُّت..؛ ولسوف نعود لنَحْكُم العالَم (الجديد) بلا منازِع!

جواد البشيتي



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسياً سَقَط.. انتخابياً فاز!
- -قطاع غزة-.. في ميزان -الحل النهائي-
- -النسبية العامَّة- في -رحلة إلى الشمس-!
- ما أَحْوَج شبابنا إلى هذه التجربة!
- ومضات 3
- -الربيع العربي-.. ثورةٌ مغدورة!
- روسيا والصين تُعْلِنان الحرب على الدولار!
- ومضات 2
- وَمَضات!
- مُفارَقَة كوزمولوجية!
- إلى أين يتمدَّد الكون؟
- العيش في الحرب على -الآخر-!
- في فكرة أنَّ الكون -ثقب أسود-!
- -نهاية التاريخ-.. عربياً!
- هل تتغيَّر قواعد اللعبة بين الفلسطينيين وإسرائيل؟
- -المرئي- من كَوْننا يتضاءل و-اللامرئي- يَتَّسِع!
- ماركس و-طبقته- في -يوم العُمَّال-!
- المادة -مُرَكَّبَة- ولو كانت -بسيطة-
- مفهوم جديد ل -الوطن- قَيْد التأسيس!
- كيف يحتال الدِّين على الفيزياء


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -القنبلة التاريخية- التي قد تُفَجِّرها الولايات المتحدة!