أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صلاح نبهان - ليالى ألف ليلة وليلة














المزيد.....

ليالى ألف ليلة وليلة


محمد صلاح نبهان

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 22:39
المحور: الادب والفن
    


ملك ظالم أو كان كذلك ولازالت خطاه متعثرة بين الحقيقة والوهم والشرف والفضيلة ورعية تتنوع حكاياتهم وتتشابك فى نسيج قوى يسرد بحيادية قصة الإنسانية .
رواية ليالى ألف ليلة وليلة للعظيم نجيب محفوظ والذى لازالت كتاباته رغم مضى الأعوان تجعلنى أغوص فى بحر لجى من الدهشة والإكبار لذلك الرجل الفذ الحكيم .
لن أخوض فى مجريات الرواية وذلك لأن الخوض فيها قد يمس بروعتها ولن يعدو كونه سردا رديئا لأحداثها ولكنى سأقتبس من بهائها بعض ومضات أشير إليها على عجل فى مواطن لا يجوز فيها العجل :
1 - استخدم الروائى لنسج روايته خطوطا عامة وجوهرية من قصص ألف ليلة وليلة تلك الأيقونة التراثية الأصيلة وبرع فى الخروج بالشخصيات من دائرة الخيال والفانتازيا إلى واقعية سحرية ، وآية ذلك أن النسج القصصى لم يقدم العفاريت - وإن استعان بها - كأساس للعنصر السردى فى الرواية وإنما استخدمها كعناصر جانبية شأنها شأن اللوحة المعلقة فى جانب الكادر السينمائى .. تجمل الصورة ولكنها ليست فاعلة فى الحدث أما عن الفاعل الأساسى فى الرواية هو الإنسان ذاته بتناقضاته ومطاحناته الدائمة مع الخير والشر وعلى هذا جاءت الرواية حافلة بشخوص على قدر بالغ من الشذوذ والعادية فى آن وكأنها تكريس للطبيعة الإنسانية وليس تنصيص لأحوال شخوصية نادرة الوجود فكلنا نجد أنفسنا فى الرواية بشكل أو بآخر .
2 - كثر فى الرواية ذلك الوهج الصوفى الداعى لهجرة الخطأ والالتزام بالأخلاق كسبيل أوحد للنجاة من الشرور وهى وسيلة عرفت عن محفوظ فى المرحلة الثالثة من أدبه وتجسدت فى روايات كالحرافيش والعائش ورحلة بن فطومة وغيرها وروايتنا احدى تلك الروايات التى عاصرت مرحلة الوصول أو اليقين لدى محفوظ نفسه والذى جاهد سنوات طوال لأجل الوصول إليه وللحق فإن ذلك الزخم الصوفى بأشعاره وهدوئه الحليم كان أجمل مافى أدب محفوظ الأخير .
اللغة عند الأدباء سلاح ذو حدين إما إعلاء شأنها وإما الانحدار بها أما عند محفوظ فقد كان بارعا فى استخدام اللغة وتطويعا بشكل فذ يمضى بوتيرة واحدة يتضح فيها تأثر محفوظ بالقرآن الكريم واللغة التراثية القديمة واستطاع أن يضع لقارئه الجملة ويصنع لديه أكثر من احتمال للتفسير والتصور وتلك قدرات حفى برجل عاش لأجل اللغة أن تعيش له .
4 - عرض الراوى بعض الإشكالات السياسية والدينية والتى تدخل فى إطار المسكوت عنه واستطاع أن يقتحمها بجسارة لم تخل من عقلانية يحسد عليها كالخوض فى الواقع السياسى وعلاقة الحاكم بالمحكومين ومايجب عليها أن تكون ومراحل صلاح الحاكم والعكس ولم يفته الخوض فى الأديان والهدف منها وماهو مقدس ولامقدس ومن أين تكتسب الأشياء والشخوص قدسيتها ؟ واستخدم فى التعبير عن ذلك بعض الخرافات كتناسخ الأرواح وتجسيد الموت وأوضح أيضا رؤيته لمنابع الخير والشر فى البشر وكيفية الوصول للعدالة مستخدما فى ذلك رؤية ماضوية واسقاط رمزى على المقدسات الإسلامية كالذات العليا والأنبياء والملائكة والشياطين .
5 - تتشابه لدى تينك الرواية برواية لنفس الكاتب وهى الحرافيش فغير التشابه فى الإيقاع السردى واللغوى هناك تشابه فى الرؤية الكونية والتى اكتسى بها أدب محفوظ فى مراحله الأخيرة فى ظل الظروف السياسية التى مرت بها البلاد فى السبعينيات وماتلاها وبدء ظهور مفهوم حداثى يدعى العولمة واكتشاف أن الحيز الأرضى لم يعد مقتصرا على الوطن الصغير الأوحد واتساع ذلك الحيز ليشمل العالم كله ويربط فيه الإنسان بالآخر ليتوحدا تحت راية مصير واحد .
6 - الوصف عند الروائى يخرج دوما من دائرة المحسوس إلى دائرة المتخيل ومن القراءة الأولى تكشف انعدام المكان والزمان ويكون الطرح للقارئ وهو اتجاه معروف عند محفوظ خاصة فى تلك المرحلة وكأنه بهذا يكرس لفكرة اختلاف العالم الروائى عن الواقعى فالروائى لديه يرى فيه باطن الأشياء وليس ظاهرها وكأنه مرآه كاشفة للواقع المستتر تحت مظلات مخلقة من الزيف .
للحق لا أستطيع الإلمام بكافة جماليات الرواية ؛ فالخوض فى أدب محفوظ يجرنى للحديث عن محفوظ ذاته وهو مايتطلب كتبا للحديث عنه وليس مجرد مقالة ولهذا فإن خاتمة القول أن الأدب والفن يصبحان قرآنا للأمم إذا استخدما بشرف وأن الهموم الإنسانية لاتفنى واللبيب من كرس حياته لفهم الحياة وان مضت حياته ولم يخرج سوى بحكمة واحدة .فنعم الفوز .



#محمد_صلاح_نبهان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صلاح نبهان - ليالى ألف ليلة وليلة