أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - المالكي ومسعود ........وفخ نفط كوردستان















المزيد.....

المالكي ومسعود ........وفخ نفط كوردستان


علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي ينشغل فيه العراقيون بالإنتخابات ونتائجها نتفاجأ إعلان حكومة إقليم كوردستان بتصديرها الشحنة الأولى من النفط عبر تركيا وإيداع العوائد في بنك تركي،وبالرغم من معرفة الجميع إن إلإقليم يصدر النفط منذ سنوات بل إن كلا من الحزبين (البارتي والإتحاد ) يصدران النفط بشكل مستقل عن بعضهما وإن العوائد لا تدخل لخزينة الإقليم بل يتقاسمها الحزبان مع صمت القوى الكوردستانية والكورد الذين إستطاع البارزاني إشغالهم بل وتكبيلهم بالحلم القومي بإعتباره الهدف الوحيد والأسمى لحل مشاكل الكورد بدلا من التفكير بالتنمية والحكم الرشيد كبديل لحكم العشيرة.
هل جاء الإعلان صدفة أم نتيجة تهور البارزاني أم إنها خطوة محسوبة بدقة ؟
في تقديري لم يكن الإعلان صدفة أبدا ، خاصة و المؤشرات تشير إلى إن المالكي سيخسر منصب رئيس الوزراء بعد أن إنفض عنه الشيعة والسنة وإن الأجواء السياسية تسير في نفس السياق الذي يدعى الكورد إنهم يعملون من أجله وأعني به إبعاد المالكي عن الولاية الثالثة، وبالتالي كان من المفترض أن يهدىء الكورد اللعب(كما يقال) ويقللون من الضغط السياسي لحين مجيء رئيس جديد للوزارة يكون أكثر مقبولية من الشيعة والسنة والكورد،إلا إن إلإعلان يؤدي إلى العكس تماما،فما الهدف ؟ في تقديري إن السيد البارزاني سارع إلى الإعلان لأنه شعر بأنه سيخسر المبرر للإنفصال لذلك فهو من أشد المتمنين بقاء المالكي في الحكم لأن الأخير أصبح مكروها من جميع القوى السياسية الفاعلة والذين يحملونه أسباب الإنقسام السياسي والمذهبي والقومي وبالتالي فإن أي رد فعل كوردي سيفسر على كونه نتيجة لتصرفات المالكي وليس رغبة يسعى لها البارزاني لأهداف شخصية لاعلاقة لها بحلم الشعب الكوردي.حينئذ ستكون القوى السياسية في موقف صعب إذ هي تقر بأخطاء المالكي الكارثية ولن تستطيع لوم الكورد أو على الأقل سيكون رد فعلهم مرتبكا وضعيفا وهو مايريده البارزاني.
إعلان البارزاني فيه إحراج كبير للمجلس والتيار الصدري القريبين من البارزاني والساعين لإبعاد المالكي ،فقد أضغف البارزاني موقفهم خاصة في قضية يتفق العراقيون ولنقل العرب على إعتبارها جريمة بحق العراق وأعني بها تصدير النفط دون علم الحكومة الفيدرالية وهو إجراء لايمكن أن يحصل في أي فيدرالية في العالم.
هنا البارزاني يقامر مرة أخرى بمصير الكورد كما فعل والده في 1975 وكما فعل عام 1996 وكما إعتاد أن يفعل هو منذ 2003 حتى بات الكثير من عرب العراق سواء من القوى السياسية أو من المواطنين يراجعون مواقفهم في دعم القضية الكوردية وهو الموقف الذي كان له أثر كبير في إنتصار الكورد مقارنة بكورد إيران وتركيا حيث يجمع مواطنو الدولتين على عدم أحقية الكورد بالحكم الذاتي ،هنا لاننكر صمود الشعب الكوردي بوجه الإضطهاد طيلة عقود من الزمن.
البارزاني يكره المالكي ولكن وجود المالكي في السلطة يصب في مصلحة البارزاني ولايوجد تفسير على إعلان التصدير إلا رغبة البارزاني بإبقاء العراق ضعيفا مشتتا ليبرر له الإنفصال.إنهما وجهان لعملة واحدة وقد قيل قديما (عدو عاقل أفضل من صديق جاهل)
يعتقد البارزاني إن رد الفعل على تصرفه سيكون إنصياع الكتل الشيعية لرغبة المالكي في البقاء في الحكم بإعتباره المتصدي لرغبة الكورد في الإنفصال وستلعب إيران هذه الورقة أيضا وسيصبح المالكي بطلا شيعيا وعراقيا بحكم خلافه مع الكورد،وعلى الأغلب سيكون هذا هو رد الفعل الشيعي وسيرضخون لبقاء المالكي،ولكن ماذا لو ظهر في الوسط الشيعي لاعب سياسي ذكي (وهم قليلون) وإستطاع إقناع المالكي إن وجوده في السلطة لن يعزز من وحدة العراق بل سيكون الحجة لتقسيمه وإذا إفترضنا إن المالكي المعروف بسذاجته القرويه وجهله السياسي صحا فجأة وتنازل عن رئاسة الوزارة وإستطاع الشيعة الإتفاق على رئيس وزراء يكون مقبولا من جميع الشيعة ومن الأغلبية العظمى من السنة حينئذ (عدا النجيفي المرتبط بعلاقات إقتصادية مع الكورد) سيكون الكورد في موضع صعب للغاية،إذ سيتحول خلافهم بدلا من المالكي إلى خلاف مع الشعب العراقي وبالتالي سيخسر البارزاني جولة القمار التي لاأعرف إلى أي رقم وصلت لو عدها الشعب الكوردي.فلو جاءت حكومة يرأسها رئيس وزراء عاقل ومقبول فلن يكون أمام الكورد حلا سوى العودة للمفاوضات والإلتزام بالدستور الذي وافقوا عليه ولن يمكنهم مخالفته وإذا حدث خلاف سيكون موقفهم أصعب لأن رئيس الوزراء الجديد لن يحصر المفاوضات معهم به شخصيا( كما فعل المالكي بغباء) بل سيلجأ على الأغلب إلى تشكيل فريق عمل متنوع وبالتالي ستظهر المطالب الكورديه على إنها مخالفة للدستور وسيتأجل الحلم (المسعودي) بدولة بارزانية يخلفها لأولاده بعد أن يتخلصوا من إبن عمهم نجيرفان.
المحزن إن البارزاني وعائلته الحاكمة لن تخسر شيء فالأموال بالمليارات والحدود التركية قريبة وأولاده موجودن ليعيدون الكرة كما فعل هو بعد والده. صحيح إن الكثير من الكورد قد لا يتفقون مع هذه الرؤية ولكن المتبحر بتاريخ العائلة البارزانية يكتشف إن ضررها على الكورد لايقل عن ضرر (صدام) فقد آن الآوان للشعب الكوردي أن يعي إن الحلم القومي ليس هم الحل الأمثل دائما بل إن الحل التنموي والإنساني وبناء الإنسان وضمان تقدم الشعوب لايحدده علم ونشيد وطني بل إن بناء مجتمع متحضر وغير عشائري والإندماج بركب الحضارة هو الهدف الأسمى وأستغرب كثيرا على شعب مجاهد كالشعب الكوردي كيف يرضى بحكم العائلة وسرقة ثرواته بهذا الشكل المفضوح دون أن يبادر لفعل معاكس ولكن مرة أخرى أجد التبرير فقد مررنا نحن العرب بمثل هذه الحالة لعقود عندما كان حلم الوحدة يبرر إضطهاد القوى الوطنية حتى إنتهينا إلى مانحن عليه ،أعني به أمة خارج التاريخ.
أخيرا هل ينتبه المالكي والشيعة والسنة العرب للفخ البارزاني وهل يصحو الكورد من غشاوة الحلم القومي الذي يختلف تماما عن الحلم البارزاني المتمتع بالوضع الحالي لأنه الأمثل له والذي يريد دولة كوردية بارزانية وليس الدولة الكوردية المبنية على أسس العدالة والحكم الرشيد الذي لن يسمح للبارزاني أن يحكم هو وأولاده بهذه الطريقة .



#علي_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهر ودلالات سقوط المالكي وحزبه
- أغاني المالكي !!!
- آهات عراقية (4) / مالكيات !!!!!!
- لغز المالكي في العراق !!!!!!
- آهات عرقية (3)
- أهات عراقية (2)
- آهات عراقية(1)
- الوطنية العراقية ......آن أوان الحقيقة والمواجهة
- أحداث الأنبار :شرارة ثورة سنة العراق ضد رموزهم
- مالم يدركه ويقوله زعيم الحزب الشيوعي العراقي في قناة الإتجاه
- إنتخابات مجالس المحافظات في العراق
- القسام الشرعي للمرحوم العراق
- عذرا ..أيها الشهداء لقد أخطأتم الطريق
- إستباحة مدينة الثوره ..نموذج لأزمة الحكم في العراق
- ألعمامه .....والسلطه
- ساسة العراق....وتعظم في عين الصغير صغارها
- إياد علاوي......ألأصرار على ألأنحدار
- ثرثره عراقيه على دجله /ح 2
- ثرثره عراقيه على دجله...ح/1
- الخدعة الكبرى...في العراق


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - المالكي ومسعود ........وفخ نفط كوردستان