أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - قصة حب سريالية














المزيد.....

قصة حب سريالية


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 11:37
المحور: الادب والفن
    



لم يكن يمتلك دليلا ضدها، دليله الوحيد انها تكرهه، والدليل الثاني انها تكذب ببساطة، ولاجل اي شيء، منذ اليوم الاول لاقترانه بها احس بخطئه الفادح، الذي ارتكبه بعد خروجه من قصة حب فاشلة، وخروجها ايضا، لم يكن يمتلك الشجاعة للانفصال عنها، فعاش طويلا وسط دوامة من الشكوك القاتلة، في كل مرة يتخيل لها عشيقا بشكل معين، وكل هواجسه انها تخونه، لكنه لايمتلك اي دليل على هذا، فهي من اصدقاء الله المخلصين، لديها انواع الصلوات وانواع العبادات، تقضي الليل في الصلاة هروبا منه، الى ان احس هو بهذا ففصل فراشه بعيدا، فانقطعت علاقتها الليلية بالله.
هذا الرجل الذي يقرأ انواع الروايات ويطلع على احدث المنشورات ويعطي رأيه صريحا بها، هو مختلط المشاعر تجاه نهلة التي ارعبته، تمتلك مظهرا يوحي بالسذاجة والمسكنة، لكنه متأكد انها غبية بما يكفي، فهو قد اختبرها باكثر من اختبار، بعض الاحيان يفكر انها تصطنع الغباء، واخرى يسلم انها طبيعتها، فيحمد الله ان ابناءه جميعهم متفوقون دراسيا، لقد جلد ذاته في اوقات كثيرة وقرر ان الذنب ذنبه، فهو نزق ، ضجر ، ملول، لاتمضي على صداقته مع اي امرأة او رجل ايام طويلة حتى يسأم فيها منهم ومن احاديثهم، اصدقاؤه يعلمون بهذا وطالما صارحوه، حتى عمله في الصحف كان يتسم بالضجر والملل وكثرة الاعداء، على الرغم من طيبته، لكنه ثائر دائما ولاتفه الاسباب، حتى غدى اصدقاؤه يخشونه ويخشون الاختلاط به، عواطفه متأججة بلا اية علاقة تذكر، كان يخاطب السراب ويحب السراب، وبغضه لزوجته صور له ان اية امرأة ممكن ان تكون عوضا عنها، يوميا يتزوج واحدة بشكل معين وطعم معين، يعيش معها للحظات في خياله السارح، هن كثيرات من حوله وهو يمتلك اسلوبا جذابا في الحديث يستطيع من خلاله ان يكسب الى صفه الكثيرات، ويستطيع ان يقنع الآخرين ان زوجته هي سبب امراضه المتعددة والتي تبدأ من الصداع ولاتنتهي بالقرحة والسكر والضغط.
دائما يكرر انه يعيش سهوا، وان عمره سقط سهوا من جيب الله فتلقفته القابلة، يتصور ويحسب حسابا للسنة المقبلة، فهو مجنون ومن الممكن ان يكون بعيدا عن كتبه وبيته في نزوة جنونية او شطحة من شطحاته الصوفية، ومع هذا يتراجع بقوة، قبل سنة تعرف على امرأة حقيقية ليست من فتيات الفيس بوك، وبادلته الحب بقوة، ولكنه هرب منها سريعا لانها كانت تكره زوجها وتريد الانفصال عنه والارتباط به، يشعر دائما ان الزواج علاقة غير مقدسة علاقة مليئة بالكذب والخداع، وينصح اصدقاءه دائما بعدم الدخول في هذا القفص المجنون الذي يصادر اول مايصادر العواطف، ليترك الانسان كالثور المعصوب العينين يدور يدور يدور الى مالانهاية، دائما كان يتوقع ان مستقبله ليس مع الشعر او الرواية او كتابة الاعمدة، مستقبله مع المجانين وهذا ماتريده المرأة من الرجل، هي واسطة لفقدانه عقله والتحول الى حيوان اليف، كانت تتعمد ان تظهر الجفوة امامه ليزداد غيظا فيهرب الى كأس تطفىء غضبه، ويعود ثانية من الكأس فيرى وجها متجهما غليظا، لم تعتد ككثير من النساء ان تريحه، فهي لاتمتلك ماتمتلكه النساء، من النون الى الهمزة، وقد علم ا ن اباها كان يناديها قديما انها رجل، لانه احس بعدم امتلاكها لاية عاطفة، اسعد ايها المسكين لماذا اقحمت نفسك وسط هذا الجنون، الجنون نعم الجنون، وهل انا مجنون، قابله خضير بنصيحة: يا اخي اما ان تصدق انك في مستشفى الامراض العقلية ، او انك ترسل الى واحد من اخوتك يخرجك من هنا، فانتفض اسعد: واين اذهب اعود الى البيت كلا ، ان المجانين ظرفاء وهم اجمل كثيرا من زوجتي، كان خضير فيلسوفا ولذا يحاول دائما استفزاز اسعد، ما رأيك ان وراء كل عظيم امرأة، استخرج اسعد سيكارة من جيبه وقال: لو كنت عظيما فامي ورائي، اتعرف آخر قصيدة كتبتها، تقول ان : ان النساء جميعهن مخادعات وغادرات ماعدا امي، وانني مهما بحثت لن اجد شبيهة بها، لقد كنت ازور قبرها قبل ايام وشكوت لها انني مهموم، هي تعرف، فكان خضير بالمرصاد: انت لم تغادر المصح فكيف زرت قبر والدتك، لقد زرتها خرجت وانت لاتدري، ضحك خضير وهز يده: وهو يردد: وراء كل مجنون امرأة.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ الجلاسْ
- فرنكشتاين ماري شيلي خارج حدود الزمن والمكان
- سهوا اتخذت طريقي
- قداس جنائزي جدا
- الليل ينام ايضا
- اغنيات من زمن مملوء بالبكاء
- شيرازيات
- لافتة رقم 20
- قصيدة الى امرىء القيس
- الا انت وبلقيس
- فائق بطي رائد الصحافة والفكر الجزء الثاني
- فائق بطي رائد الصحافة والفكر
- التمويه في كتابة السيرة الذاتية ( بلقيس حميد حسن انموذجا)
- انا وقلبي لن تنتهي حربنا
- حين تكون الحياة فخا حزينا في رواية انطون تشيخوف عنبر رقم 6
- بين الماء والنار
- عندما تحكم فتح الباب
- يوميات الطائر نحو الشمس
- هو ميت
- كبرنا ولم يكبر الليل


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - قصة حب سريالية