أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يوسف رزين - كفاح بن بركة















المزيد.....



كفاح بن بركة


يوسف رزين

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 05:28
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


تقديم :
لا يمكن للباحث في تاريخ المغرب الراهن إلا يتوقف عند سيرة بن بركة . لقد طبع هذا الزعيم الاتحادي مسار المغرب الحديث بطابع خاص .. بل لا نجانب الصواب إذا قلنا: طابع دائم . ان هذا الشخص هو ظاهرة بكل معنى الكلمة . اقل ما يمكن ان يقال في حقه هو انه سبق عصره بمراحل ..لقد كان يتقدم مجتمعه المغربي البسيط و المتخلف بمسافات ضوئية . و لكونه شخص غير عادي ، فإنه عاش حياة غير عادية و اختفى عن عالمنا ايضا بشكل غير عادي ..ربما ليؤكد لنا انه لم يقل كلمته الاخيرة بعد و انه اجلا ام عاجلا سيعود ليتمم نضالات شعبه من اجل الحرية و الديموقراطية . فمن يكون هذا الزعيم؟
I- النشأة:
ولد بن بركة حوالي سنة 1920 بالرباط في عائلة متواضعة . كان والده يدير دكانا لبيع المواد الغذائية . كان رجلا تقيا ، شديد التدين حريصا على ان يحفظ اولاده القرآن عن ظهر قلب في الكتاتيب القرآنية الصغيرة المسماة " المسيد" كما هو الحال لدى جميع الاسر التقليدية بالمغرب آنذاك ، حيث كان اغلبية الشبان المغاربة يكتفون بحفظ القرآن عن ظهر قلب قبل ان يلتحقوا بمهن آباءهم في عمر صغير دون المرور عبر المدرسة .
لم تكن الاسر المغربية تحرص على تعليم ابنائها لعدة اسباب اهمها خوفها من تعرض ابنائها لعملية التنصير كما كانت تظن . فقد كان الاساتذة من جنسية فرنسية و ديانة كاثوليكية و كانوا يدخنون و يشربون الخمر و يأكلون لحم الخنزير بالإضافة الى ان هؤلاء الفرنسيين لم يكونوا يتحكمون في ابنائهم او نسائهم بل يعطونهم حرية واسعة الشيء الذي جعل الاسر المغربية تقف منهم موقف التحفظ .
لذلك كان المهدي و اخوه الاكبر محظوظين لكونهما كانا من تلك القلة النادرة التي اكملت تعليمها الى حدود الباكالوريا . لأجل ذلك قام والدهما بعدة تضحيات على جميع المستويات من بينها انه كان يتلو ما تيسر من الذكر الحكيم في العديد من المساجد مقابل راتب بسيط خصصه لنفقات تعليم ابنيه . و يوضح عابد الجابري في العدد 6 من سلسلة مواقف ان المهدي لم يكن من اولئك المحظوظين الذين يعمر شبابهم عالم الدراسة و فراغ العطل و لهوها بل كان يقضي العطل في كسب اسباب العيش ففي منتصف الثلاثينات و عمر المهدي حوالي الخامسة عشر كانت تجربته في الحياة اكبر من قامته و من عمره بكثير . قلة موارد العائلة دفعته للعمل في الصباح الباكر في سوق بيع الخضر بالجملة ب " باب الحد" و في العطلة الصيفية اشتغل في بدال التلفون (ستاندر) و في عطلة صيف اخرى اشتغل المهدي في " الترتيب " و هي مصلحة الضريبة الفلاحية التي تخصص للعطاشة من شباب الثانويات بالرباط و سلا عند نهاية الموسم الفلاحي و احصاء ما يتوجب على الفلاحين و الكسابين من رسوم و جبايات .
هذه كلها وظائف مكنت المهدي من التعرف على واقع المجتمع المغربي ، ليس مجتمع المدينة المحصور داخل اسوار الرباط و حسب بل ايضا واقع المجتمع القروي و احوال الفلاحين . و هذه ملاحظة يجب اخذها بعين الاعتبار ذلك ان النهضة بالعالم القروي تشكل حجر الزاوية في مشروع المهدي .
و اهتم المهدي باللغة العربية بوصفها مجالا من مجالات تأكيد الهوية و ممارسة الوطنية . ففي احدى حفلات نهاية الموسم الدراسي " اختارت ادارة كوليج مولاي يوسف الشاب المهدي ليلقي نص خطاب بالفرنسية اعدته الادارة للمناسبة ، و لكن التلاميذ فوجئوا بكون المهدي كان ينظر الى نص بين يديه كتب بالفرنسية بينما هو يردد كلاما بالعربية . يقول المهدي بصدد العربية : " اننا و نحن اطفال كنا ننظم الاضرابات في المدارس الفرنسية المفروضة علينا من اجل المطالبة بحصة في الدروس العربية ".
هكذا اذن من خلال المدرسة الحديثة المرتبطة بواقع المجتمع و المشروع الوطني و من خلال الدراسة العلمية التي يقودها عقل رياضي سيكون اتصال المهدي الشاب بالحركة الوطنية . اذ ان انتخابه كرئيس لجمعية قدماء تلاميذ كوليج مولاي يوسف سنة 1943 كان هو المدخل الرسمي الذي قاده الى صفوف القيادة في حزب الاستقلال .
استطاع المهدي بعد حصوله على الباكلوريا و بفضل منحة مقدمة من السلطان محمد بن يوسف ان يكمل دراساته العليا بجامعة الجزائر حيث حصل على الاجازة غي الرياضيات و عند عودته الى المغرب سيمارس مهنة استاذ الرياضيات في ثانوية غورو بالرباط و التي ستتحول الى ثانوية الحسن الثاني في 1961 ثم في المدرسة المولوية بالقصر الملكي حيث كان من بين تلاميذه ولي العهد مولاي الحسن ملك المغرب مستقبلا.
حرص بن بركة في ثانوية غورو على ارتداء الملابس التقليدية من جلباب و طربوش و بلغة . هكذا صار المهدي مشهورا في محيطه . في بداية الاربعينات كان زملاؤه يتضايقون من هذا " المدرس الشاب ، القصير القامة الذي له مظهر المهرج بسبب ملابسه" و لكن كان الجميع مجبرا على احترامه كباقي الاساتذة الفرنسيين لأنه فرض وجوده بكفاءته و جديته و عدم تغيبه و نزاهته و ثقافته العامة و تربيته و دماثته .
II- الانتساب الى الحركة الوطنية و مقاومة الاستعمار :
كان المسرح السياسي في الاربعينات في المغرب يسيطر عليه حزبان سياسيان هما : الاستقلال بقيادة علال الفاسي و الشورى و الاستقلال بقيادة محمد بالحسن الوزاني . كان لهذين الحزبين مسؤولون من جميع المستويات و رجال سياسة كان اغلبهم ينتمي الى بورجوازية فاس و مراكش .
بدأ بن بركة بالاهتمام بالسياسة منذ العشرين من عمره ، بالانتماء الى شبيبة حزب الاستقلال . كان هؤلاء الشباب يحضرون لاجتماعات سرية يؤطرها الوطنيون الحقيقيون و المزيفون ايضا ، الذين لم يترددوا في التعاون مع اجهزة الاستعلامات الفرنسية . لقد كان هدف الوطنيين الصادقين هو مقاومة الوجود الفرنسي على ارض المغرب للحصول على الاستقلال ، أما الطينة الاخرى من المناضلين المزيفين فكانت مكونة من مجموعة من الانتهازيين الذين استخدموا النضال السياسي كوسيلة للدفاع عن مصالحهم بغية الاغتناء .
في بداية 1944 ، وقع قياديو حزب الاستقلال " عريضة المطالبة بالاستقلال" و قدموها للسلطات الفرنسية و نشروها في وسائل الاعلام للمطالبة بشكل رسمي بالاستقلال . و قد كان من بين الموقعين عليها المهدي بن بركة الذي صار له ملف مفتوح لدى مصالح RG الفرنسية منذ 1940 . بالإضافة الى ان مكاتب SDECE الاستخباراتية الفرنسية كانت بدورها قد فتحت ملفا ببن بركة منذ 1948 باعتباره اطارا استقلاليا يشكل خطرا على المصالح الفرنسية . و قد وصفته بكونه شابا وطنيا يأخذ الكلمة في جميع اجتماعات الحزب لانتقاد الوجود الفرنسي بالمغرب و دعوة المغاربة للاتحاد و مقاومة هذا الوجود بجميع الوسائل لإجبار فرنسا على الرحيل عن المغرب في اقرب الاجال . و قد كان بن بركة في جميع اجتماعات حزب الاستقلال على المستوى المركزي بالرباط او الجهوي في باقي مدن المغرب ينتقد البؤس و الامية التي عليها غالبية الساكنة المغربية و ثروات المغرب المركزة في ايدي اقلية فرنسية ممثلة في الاراضي الخصبة المستغلة من طرف المعمرين و الابناك و الشركات و المؤسسات المسيرة من طرف الفرنسيين الخ ..
هكذا اذن اعتبر بن بركة منذ سنة 1950 لدى المصالح الاستعمارية العدو رقم 1 للوجود الفرنسي ، و قد صار في نظرها المسؤول الاستقلالي الذي يجب تحييده و شل فاعليته في اقرب الاجال قبل فوات الاوان . و لهذا تلقى مكتب SDECE بالرباط تعليمات بتوريط بن بركة في احدى الفضائح حتى يقبل بالتعاون معها . لذلك عمل ضباط هذا المكتب مع ضباط RG بإعداد بحث سري و مدقق للإجابة عن 150 سؤال المتعلق بالتقرير الخاص بالشخص المعني . و لكن مادام ان سيرة بن بركة لم تتضمن اي شكل من اشكال الضعف فإن ضباط الاستعلامات الفرنسية لم ينجحوا في " اقتناصه" . فقد كان بن بركة من سنة 1940 الى سنة 1950 يحيا حياة عادية بسيطة و كتومة ، دون سجائر دون كحول دون عادات سيئة ، بصداقات قليلة مع حرصه على اداء صلواته الخمس في وقتها و الذهاب الى المسجد حالما يسمح وقته بذلك ، لانه كان مشغولا على الدوام بالسياسة و بنشاطاته داخل حزب الاستقلال.
لذلك لم تجد السلطات القضائية الاستعمارية بدا من سجنه لمدة عامين مباشرة بعد الاعلان وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944 . و قد حكمت عليه المحكمة بالتخابر مع العدو الالماني اثناء الحرب العالمية الثانية. و في سنة 1951 قام المقيم العام الجنرال جوان بوضعه في الاقامة الجبرية في الجنوب المغربي لعزله عن مجريات الاحداث بالعاصمة الرباط و عن حزبه الذي قرر الشروع في انشاء خلايا المقاومة المسلحة بالمدن الكبرى . و قد دامت هذه الاقامة الجبرية حتى سنة 1953 ثم جاء المقيم العام الجنرال كيوم الذي خلف المقيم العام جوان و مدد اقامته الجبرية بالأطلس حتى سنة 1954 لا لشيء إلا لعزله و جعله بعيدا عن حزبه و خلايا المقاومة المسلحة بقيادة المقاوم محمد الزرقطوني .
يجدر بالذكر ان ضباط الاستعلامات الفرنسية لم يكونوا يتقبلون رؤية رجل سياسة مغربي جيد التكوين ، كفؤ ، يجيد تناول مواضيعه و فخور بوطنيته المغربية الى درجة التباهي ،فهو لم يكن يسلم عليهم اثناء حضورهم اجتماعات الحزب لتدوين تقاريرهم الاستخباراتية على عكس رفاقه بالحزب . لذلك ظل هدفهم الاول على الدوام .
III- الاستقلال و الاستعمار الجديد :
في سنة 1955 ، قررت حكومة ادغار فور مفاوضة المغرب مع نخبة مغربية مشكلة من سياسيين من جميع الاتجاهات . كانت تشكيلة هذه النخبة معدة من بعناية من طرف ضباط SDECE-Maroc بتعاون مع مصالح RG لكي تضم العديد من المتعاونين مع الاستعمار و لتشكل الغالبية العظمى في هذه التشكيلة. هذه النخبة هي التي فاوضت فرنسا على استقلال المغرب في ايكس ليبان سنة 1955 و قد ضمت المهدي بن بركة و بضعة سياسيين شباب من جيله و هم الذين سيؤسسون معه سنة 1959 حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية .
بدأت مفاوضات اكس ليبان في 20 غشت 1955 بعد سنتين من نفي السلطان سيدي محمد بن يوسف ، و دامت ثلاثة اشهر و انتهت باتفاق حول استقلال لم يراع المصالح المغربية ، بل كان كارثة على الشعب المغربي ، و لم يستطع بن بركة و رفاقه الشباب فعل شيء حياله لانهم كانوا يشكلون اقلية صغيرة داخل هذه الهيئة المعينة للتفاوض مع فرنسا.
هكذا استطاعت فرنسا ضمان استمرارية مصالحها الاقتصادية في المغرب ممثلة في احتكارها لقطاع الابناك و المالية و الصناعة و الفلاحة و المناجم و التجارة و العقار الخ .. و قد شعر بن بركة بقبوله المشاركة في مفاوضات ايكس ليبان بأنه ارتكب خطأ سياسيا فادحا ، لذلك فإنه بعد شهور من الصمت و التفكير العميق و المعمق سيعبر علانية عن ندمه عن هذا الخطأ السياسي . في هذا الوقت كان حزب الاستقلال و حزب الشورى و الاستقلال يهللان لهذا النصر التاريخي حسب زعمهما .
IV- استمرارية النضال :
كان داخل حزب الاستقلال تياران احدهما يمثله الزعيم علال الفاسي ذو النزعة المحافظة و اليمينية و الاخر يمثله الزعيم بن بركة و رفاقه و هو ذو نزعة تحررية يسارية . فمنذ سنة 1956 لم يتوقف بن بركة عن القول بان المغرب بحاجة الى ملكية دستورية يسود فيها الملك و لا يحكم و ان الحكومة يجب ان تتوفرعلى الصلاحيات الكاملة لتؤدي دورها على احسن وجه بعد ان تكون قد شكلت من برلمان منتخب من طرف الشعب و ان الحكومة عليها ان تكون مسؤولة امام الشعب و ليس امام الملك . كما تحدث عن فصل السلطات و استقلالية القضاء و وجوب بقاء الملك على الحياد بعيدا عن السلط الثلاثة.
لذلك كان محتما ان يحدث الانفصال بين الجناحين (المحافظ و التقدمي) داخل حزب الاستقلال اجلا ام عاجلا . و هو ما حدث في 8 شتنبر 1959 بتأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية من طرف بن بركة و رفاقه . و من بين هؤلاء الرفاق كان هناك عبد الرحيم بوعبيد و عبد الرحمان اليوسفي و الفقيه البصري و المعطي بوعبيد و النقابيين المحجوب بن الصديق و محمد عبد الرزاق و عبد الله ابرهيم .
و بتأسيسه لهذا الحزب فإنه أفزع الدوائر المخزنية ، لذلك صدرت التعليمات لمدير الامن الغزاوي بالعمل على افشال حكومة عبد الله ابراهيم و تدمير هذا الحزب الجديد. و هكذا تم اتهام مؤسسي هذا الحزب و مقاومي درب غلف بالدار البيضاء بمحاولة اغتيال ولي العهد في دجنبر 1959 ، فتم اعتقال كل من الفقيه البصري و عبد الرحمان اليوسفي دون محاكمة في حين افلت بن بركة من الاعتقال بمغادرته للبلاد في يناير 1960 و في ماي 1960 تمت اقالة حكومة عبد الله ابراهيم ثم توالت الاعتقالات بالعشرات في حق مناضلي حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية .
و تتالت الاحداث بوفاة الملك محمد الخامس في 26 فبراير 1961 اثر عملية جراحية بسيطة ، فوجه بن بركة من منفاه بباريس رسالة عزاء للملك الحسن الثاني دعاه فيها لمتابعة العمل الذي بدأه والده لتأسيس مغرب حر و ديموقراطي . و قد تعين عليه الانتظار حتى 16 ماي 1962 ليستطيع العودة الى المغرب من جديد بعد غياب دام ثلاثين شهرا . لقد كانت هذه العودة بمثابة انتصار كبير نظرا للشعبية الكبيرة التي لم يتوقعها القصر او مصالح الكاب 1 او حتى الطبقة السياسية . لقد تشابهت العودة المظفرة لبن بركة مع عودة السلطان محمد بن يوسف من المنفى حيث تجمهر مئات الالاف من المغاربة على طول الطريق المؤدي لمطار الرباط – سلا مرددين عبارة : " الاتحاد الوطني للقوات الشعبية". ثم توالت في الايام التالية الزيارات لمنزل بن بركة بدون انقطاع . و منذ هذا التاريخ صار بن بركة العدو رقم واحد للحسن الثاني الذي صار في هذه الاثناء يتوفر بمساعدة الامريكيين على اجهزة مخابرات قوية ، على رأسها الكاب1 .
لكن و رغم الشعبية الجارفة التي تمتع بها بن بركة فإنه كان عليه ان يواجه خلافات عميقة مع رفاقه في الحزب و على رأسهم النقابي المحجوب بن الصديق. لقد عاش بن بركة غربة داخل حزب الاتحاد الوطني بسبب عدم امكانية تعايشه مع المحجوب بن الصديق الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل بسبب التناقض الحاصل بين الشخصيتين بالإضافة الى ان المحجوب كان مساندا من طرف طرف عبد الله ابراهيم و الفقيه البصري لا يمكن ان يقطع مع عبد الله ابراهيم (و بالتالي مع المحجوب) و اليوسفي لا يمكن ان يقطع مع البصري و عبد الرحيم بوعبيد و ان كان اقرب الى المهدي الا انه يتجنب المواقف الحدية و يجنح للمواقف الوسط و بالتالي لم يكن من الممكن ترجيح كفة المهدي . ذلك انه رغم مظاهر الترحيب التي حظي بها عند عودته الا انه ظل معزولا داخل الحزب عند حضوره المؤتمر الثاني له ، فقد حجب التقرير النقدي الذي ارسله ليكون من بين وثائق المؤتمر بل حجب هو نفسه كزعيم للاتحاد . لقد ظل الجهاز النقابي اثناء الاعداد للمؤتمر و حين انعقاده يمارس سياسة الابتزاز من خلال فرض "المناصفة" في التمثيل سواء على المستوى المؤتمرين او على مستوى الهيئات المسؤولة "المنتخبة" في المؤتمر الشيء الذي تسبب في قطيعة صامتة بين الجهاز النقابي و القيادة السياسية.
و لم تتوقف متاعب بن بركة عند هذا الحد بل تعين عليه ان يواجه تهديدا حقيقيا بالتصفية الجسدية . لقد كان العدو رقم واحد للحسن الثاني و هذا الاخير كان يريد تمرير دستوره الممنوح ، لذلك تمت قنبلة مطبعة جريدة المحرر و الاعتداء على العديد من القيادات الاتحادية كعمر بن جلون و المكناسي و الهاشمي بناني و حرق سيارة المحجوب . اما المهدي فقد تعرض لمحاولة اغتيال حقيقية في 16 نونبر 1962 على صورة حادثة سيارة ما بين الساعة الثانية و النصف و الثالثة بعد الزوال قرب بوزنيقة . فقد طوردت سيارته التي تغادر الرباط يوميا للالتحاق بالدار البيضاء و التي كان يركبها معه اضافة للسائق مولاي المهدي العلوي عضو اللجنة الادارية للاتحاد من طرف سيارة من نوع بوجو 403 بيضاء اللون تابعة للفرقة الخاصة للبوليس بريكاد سبيسيال و هي نفس السيارة التي كانت واقفة طوال صباح امس امام منزله. و طاردت هذه السيارة سيارة المهدي و زاحمتها في منعرج قرب بوزنيقة حتى اخرجتها عن الطريق فانقلبت و ألقت بالمهدي خارجها ، فاصيب بجروح و رضوض في عنقه ، اما سائق السيارة فقد كان في حالة خطيرة و اصيب المهدي العلوي بجروح كذلك .
و بعد اسبوع من حاثة محاولة اغتيال المهدي نشرت جريدة " التحرير" (يوم 24 نونبر) شهادة لاحد السفراء الغربيين ورد فيها : " انه كان وراء سيارة البوليس الذي طارد المهدي و ان شرطيين نزلا من سيارته و اطلا على المهدي و صاحبيه و لم يقدما لهما اية مساعدة ثم انصرفا . و قد اثبت الفحص الطبي الذي اجري للشهيد المهدي ان فقرات عنقه قد اصيبت مما يستلزم العلاج في الخارج". و فعلا سافر المهدي الى المانيا للعلاج ليعود يوم 8 يناير 1963 بعد غياب شهر و نصف ، اي بعد انتهاء حملة الاستفتاء على الدستور و التصويت عليه بما شاءت وزارة الداخلية التي كان على رأسها رضا كديرة .
V- المهدي خارج الوطن .. حركة لا تهدأ :
شكل المهدي كابوسا للحسن الثاني سواء داخل المغرب او خارجه . لقد اعتقد الحسن انه بدفع المهدي لمغادرة المغرب سيخفت بريقه و يطويه النسيان ألا ان هذا الاخير كان ذا قدرة لا تنضب على الخلق و الابداع . لم يكن بن بركة يناضل من اجل تحرير المغرب فحسب بل كل الشعوب الواقعة تحت سيطرة الامبريالية، لذلك حضر في القاهرة يوم 13 مارس 1961 المؤتمر الثالث لتضامن الشعوب الذي خصص للبحث في تعزيز الوحدة و التضامن في افريقيا و اسيا و دراسة ظاهرة الاستعمار الجديد و لتلافي الصراع بين الصين و الاتحاد السوفياتي على الهيمنة على منظمة التضامن الافريقي الاسيوي . و لتوسيع دائرة الكفاح ضد الاستعمار الجديد تقرر توسيع حركة التضامن لتشمل امريكا اللاتينية ، و قد دشن العمل في ذلك في اوائل مارس 1961 بعاصمة المكسيك حيث انعقد مؤتمر حركات التحرر بجنوب امريكا و في 14 – 11 يناير 1963 انعقد في موشي بطانزانيا مؤتمر لمنظمة التضامن تقرر فيه بكيفية رسمية بإلحاح من المهدي الشروع في توسيع المنظمة لتشمل امريكا الجنوبية . فتقرر حينئذ تشكيل لجنة تحضيرية اسندت رئاستها للمهدي بن بركة . ثم في سنة 1964 صار خادم الثورة المتنقل ، فهو يقوم بمهمة المستشار شبه الرسمي للرئيسين الجزائري "بن بلة" و المصري " جمال عبد الناصر" و واكب قضايا افريقيا (الكونغو و جنوب افريقيا ..) و قضايا الشرق الاوسط كما توجه الى آسيا (فيتنام) و اطلق المجلة الافريقية و اقام في الجزائر مدة ستة اشهر و انشأ فيها مدرسة للاطر ليؤمها مناضلو العالم الثالث و شارك في مؤتمر دول عدم الانحياز المنعقد في اكتوبر 1964 في القاهرة ثم عاد الى الجزائر للمشاركة في ندوة لبلدان افريقيا و اسيا في فبراير 1965 و هناك التقى " تشي غيفارا" .
ثم بعد ذلك شرع المهدي في الاعداد لمؤتمر القارات الثلاث في هافانا بكوبا و هو الامر الذي راى فيه النظام المغربي خطرا عليه لذلك عمل الحسن الثاني على ارجاع بن بركة الى المغرب و منعه من الذهاب الى هذا المؤتمر . فاتصل سفير المغرب بباريس قبل هذا المؤتمر ببضعة اشهر بالمهدي بن بركة و تحادث معه حول رجوعه الى المغرب و قد نشرت جريدة " المحرر" يوم 2 نونبر 1965 في اسفل الصفحة الاولى ان الاوساط الاجنبية تذكر ان سفير المغرب بباريس سبق له ان اتصل رسميا بالمهدي بن بركة خلال شهر مايو الاخير مبلغا له تدابير العفو التي اتخذت و طالب منه الرجوع الى المغرب . بالإضافة الى ذلك فإن الامير مولاي علي حاول بدوره اقناع بن بركة بالعودة الى المغرب و عدم المشاركة في مؤتمر القارت الثلاث . و في المقابل فإن بن بركة كان يفكر في العودة الى المغرب و لكن بعد المؤتمر و ليس قبله ، و المقرر عقده في هافانا في الاسبوع الاول من يناير 1966 .فما كان من الحكومة المغربية إلا ان طلبت من كوبا ألا تسمح للمهدي بن بركة بالدخول الى بلادها في نطاق التحضير لمؤتمر شعوب القارات الثلاث. يجدر بالذكر ان هذا المؤتمر كان سيدين الاستعمار و الامبريالية العالمية ممثلة في الولايات المتحدة الامريكية و حلفاءها و من بينهم فرنسا.
اذن في الوقت الذي توقع فيه الحسن الثاني ان بن بركة ستنخفض اسهمه بنفيه الى الخارج فإن العكس هو الذي حدث فقد تحول الى زعيم اممي ضد الامبريالية و عملاءها . فإذا كان تشي غيفارا هو ايقونة النضال المسلح ضد الامبريالية فإن المهدي بن بركة صار هو ايقونة النضال السياسي لتحرر الشعوب ، الشيء الذي جعل النظام المغربي يشعر بالتضايق الشديد منه . لقد صار بن بركة بالنسبة للمخزن معادلة غير قابلة للحل سواء كان في المغرب او خارجه .
و مما زاد الطين بلة ، اندلاع حداث 23 مارس 1965 التي عرفت انتفاضة تلاميذية تطورت الى انتفاضة شعبية ضد النظام الذي اخمدها بشكل دموي . لقد كان النظام في هذه الاثناء في وضع لا يحسد عليه . لقد اكدت هذه الاحداث المأساوية على فشل سياساته العمومية و ادعاءاته بوجوب وجود حكومة قوية كما كان يدعي رضا كديرة في وسائل الاعلام الموالية للمخزن لإسقاط حكومة عبد الله ابراهيم . في المقابل فقد اظهرت هذه الاحداث صواب ما كان يدعو اليه بن بركة من وجود تفكيك بنية الاقطاع و التحرر من الاستعمار و عملاءه .
قلنا ان الحسن الثاني كان في وضع حرج بعد احداث 23 مارس 1965 ، فحاول الخروج من ازمته بعقد لقاء مع عبد الرحيم بوعبيد في افران لبحث اسباب تلك الحوادث و طريقة معالجتها ثم في منتصف ابريل بحلول مناسبة عيد الاضحى اعلن الملك عن العفو العام و اطلق سراح الذين اعتقلوا في 16 ماي 1963 ، ثم في 22 ابريل بدأت الاستشارات الرسمية مع الاحزاب و المنظمات الوطنية لتشكيل حكومة ائتلافية . لكن الاتحاد الوطني رفض مقترح تشكيل حكومة تشارك فيها احزاب تتحمل مسؤولية الازمة و اعلن انه مستعد لتحمل مسؤولياته الوطنية في اطار برنامج وطني متفق عليه تتولى تطبيقه حكومة منسجمة تتوفر لها الوسائل الضرورية . و قدم الاتحاد اقتراحا بمراجعة الدستور و تبني خيارات جديدة لمواجهة المشاكل الاقتصادية و المالية و التجارية و العدول عن التزوير في الانتخابات .
أما عن بن بركة فقد كان رده على هذه الاحداث بنشره " الاختيار الثوري" على العموم لاول مرة و هو التقرير النقدي الذي كان قد بعثه الى المؤتمر الثاني للاتحاد عام 1962 و تم حجبه عن المؤتمرين آنذاك . و تبدأ مقدمة هذا التقرير بالقول : " إن هذا التقرير الذي يذاع لاول مرة كتب منذ ثلاث سنوات ، و إن الحوادث الدامية التي كان المغرب مسرحا لها في مارس 1965 و ما تلاها من تطورات كانت هي الدافع الى نشره كمحاولة للاجابة على بعض التساؤلات التي ترددت اثر هذه الحوادث حول الاختيارت التي تطرح على منظمتنا ، الاتحاد الوطني للقوات الشعبية " ..." فما هو الحل الذي نراه صالحا في الظروف الراهنة ؟ " و يجيب " سوف يجد القارئ في تقرير 1962 الشروط التي كنا نعتبرها ضرورية لتسوية ممكنة مع القصر على اساس تحقيق ديموقراطية سليمة و تطبيق اصلاح زراعي جذري ...و ان هذه الشروط ما تزال قائمة في الوقت الراهن رغم ان الظروف التي سننطلق منها قد زادت تدهورا بعد ثلاث سنوات من الاخطاء و التلاعب في الميادين السياسية و الديبلوماسية و الاقتصادية و الاجتماعية " .
VI- اختطاف المهدي ..الدوافع الحقيقية :
تم اقتياد بن بركة من امام مقهى ليب بباريس من طرف شرطيين في 29 اكتوبر 1965 الى فيلا بوشيش حيث عذب هناك حتى الموت ليلة 29 و صبيحة 30 اكتوبر بأيدي اوفقير و الدليمي اللذين قدما بشخصيهما لأجل ذلك الغرض . و قيل بان جثمانه نقل الى المغرب عبر مطار اورلي على متن طائرة عسكرية مغربية و هكذا اصبحت هذه القضية جريمة دولية شديدة التشابك و التعقيد .و عم الاستنفار فرنسا مساء 30 اكتوبر و ما هي إلا ساعات حتى صارت قضية بن بركة قضية دولة حيث قام اخ الضحية عبد القادر برفع دعوى قضائية و تكلف بالملف القاضي " زولينجر" الذي شرع في تحقيق طويل المدى و صدر حكم غيابي في حق الجنرال اوفقير بالسجن المؤبد .
و الى يومنا هذا لا زال غير معروف كيف اغتيل بن بركة و من هم الفاعلون الحقيقيون و ماذا كان مصير جثمانه ؟ لقد تعددت الاراء بشأن الدوافع الحقيقية وراء اختطافه فهناك من يتهم الدول الامبريالية كاميركا و اسرائيل لانه شكل تهديدا حقيقيا على مصالحهما و هناك من اتهم اوفقير بتجاوز اوامر الحسن الثاني باحضاره حيا و عمل على قتله لان بقاء بن بركة حيا و تصالحه مع الحسن الثاني سيدفع باوفقير الى الظل الخ من التأويلات و في هذا الصدد نورد ما قاله الجابري في ركن بصراحة بجريدة المحرر حيث ذكر ان الذين لهم مصلحة في اختطاف المهدي هم خصوم الديموقراطية بالمغرب و المصالح الاستعمارية الفرنسية و الامبريالية العالمية التي كان مؤتمر القارات الثلاث الذي كان المهدي مقرره العام موجها ضدها .
لكن بالعودة الى شريط الاحداث نرى ان النظام المغربي بعد انفجار احداث 23 مارس 1965 كان في وضع حرج زاد من تأزيمه نشر بن بركة لتقريره – الاختيار الثوري- ثم بتخطيطه للذهاب الى مؤتمر القارات الثلاث بهافانا كان سيكتسب اشعاعا دوليا كزعيم اممي يكافح ضد قوى الامبريالية الشيء الذي سيزيد من مكانته إن على الصعيد الدولي او الصعيد الوطني حين عودته مما سيجعل الحسن الثاني عاجزا عن التعرض له و مضايقته و إلا تعرض للإدانة الدولية و الوطنية و لهذا رأى الحسن الثاني ان ذهاب بن بركة الى هذا المؤتمر هو بمثابة تهديد حقيقي لنظامه فعمل بكل الوسائل لمنع هذا الامر من الحدوث. يسانده في ذلك التقاء مصالحه بالمصالح الامبريالية لكل من فرنسا و امريكا و اسرائيل فتم اختطافه من قلب العاصمة الفرنسية مع ما شكله ذلك من احراج شديد للحكومة الفرنسية مازالت تعاني منه لحد الان .و بذلك يظل بن بركة ظاهرة عصية على الضبط سواء في حياته او مماته .
خاتمة:
يمكن القول ان تاريخ المغرب الراهن يتنازعه قطبان ، بن بركة و الحسن الثاني، الاول ناضل ضد الاقطاع و الثاني ناضل لأجل تثبيته و رعايته . لذلك فكل الاحداث التي عرفها المغرب بعد اختفاء بن بركة من انقلابات و انتفاضات و توترات هي نتاج للسياسات الاقطاعية التي حذر منها بن بركة و ان كل التنازلات التي اقدم عليها الحسن الثاني على مضض طوال فترة حكمه من الغاء لحالة الاستثناء و تعديلات دستورية طفيفة و تناوب سياسي ثم المسار الذي دشنه ابنه محمد السادس من تأسيسه لهيئة الانصاف و المصالحة و الاصلاحات الدستورية الاخيرة ..كل هاته التغييرات هي اعتراف ضمني بحتمية مشروع بن بركة السياسي و ان مسألة تفتت الاقطاع المخزني و قيام دولة مغربية عصرية ديموقراطية هي مسألة وقت لا غير .
_______________
هوامش :
محمد عابد الجابري ، سلسلة مواقف ، العدد 6 ، المهدي بن بركة، الجزء الاول،مسؤوليات الاستقلال و مهام بناء المجتمع الجديد .
محمد عابد الجابري ، سلسلة مواقف ، العدد 7 ، المهدي بن بركة ، الجزء الثاني، النقد الذاتي ، مؤتمر شعوب القارات الثلاث ..و الاختطاف .
جاك درجي ، فرديرك بلوكان ، خفايا اغتيال المهدي بن بركة ، كشف جريمة دولية .
المهدي بن بركة ، الاختيار الثوري بالمغرب .
Ahmed Boukhari , Raison d’états ..Tout sur l’affaire Ben Barka et d’autre crimes politiques au Maroc.













#يوسف_رزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الدولي : النشأة و التطور
- الحركة الوهابية النشأة و التطور و المآل
- الجزائر الفرنسية ..حكاية تطور مجهض
- عبادة الماء في المغارب القديمة
- سوسيولوجيا الأعيان
- حيرة شيخ - قراءة في مقال لعبد السلام ياسين -
- أحداث 23 مارس 1965
- الكتابة على الجسد..بحث في الدلالات
- وداعا نابليون
- أنثروبولوجيا الحرام
- تاريخ المطبخ الفرنسي
- شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة
- الحرية الجنسية في الإسلام
- نشأة علم التاريخ عند العرب
- فلسفة التاريخ بين هيغل و ماركس
- تاجر البندقية .. إعادة تفكيك
- إشكالات بخصوص التاريخ الإسلامي
- أنثربولوجيا الأضحية ..محاولة للفهم
- الاحتلال الروماني للمغرب
- وليلي مدينة إقامة يوبا و الحكام الرومانيين


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يوسف رزين - كفاح بن بركة