أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رزاق عبود - عبد الفتاح السيسي فرعون مصر المختار!















المزيد.....

عبد الفتاح السيسي فرعون مصر المختار!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 18:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يومي الاثنين، والثلاثاء(26و27 ايار/مايس) يتوجه اكثر من خمسين مليون مصري يحق لهم التصويت من اصل 80 مليون مصري، "لانتخاب" رئيس مصر الجديد. لكن كل الاستفتاءات، والاستطلاعات، والتنبؤات، والترتيبات تشير الى فوز المشير بنسبة كبيرة. فاز مؤخرا باصوات 90% من مصريي الخارج! والمحتمل، ان تزيد هذه النسبة، او تقل قليلا. المراقبون المشاكسون يتوقعون عودة النسبة المرتبطة بانتخابات صدام حسين، وحسني مبارك 99.99%. المعروف، ان شباب مصر يشكلون 60% من السكان، وقد اعلن ممثليهم مقاطعتهم للانتخابات، لانهم يريدون حكما مدنيا، وكونهم واثقين، بان النتيجة معدة سلفا لحاكم عسكري. في كل المقابلات الصحفية، والتلفزيونية، والخطابات، والتصريحات يتحدث المشير، وكأنه الرئيس الحالي، والقادم. كل الصور، واللافتات، والبوسترات، والدعايات تسميه رئيس مصر، او الرئيس المصري. امريكا تتعامل معه كأنه الرئيس المصري. تنتطر فقط، ان تمنحه الانتخابات الشكلية الشرعية كاملة، لتبرر التعامل مع الانقلابي، الذي صار رئيسا. وزير الدفاع، والقائد العام للقوات المسلحة، الذي حنث اليمين، وانقلب على رئيسه. وخان العهد مع شعبه، وسرق ثورته، واعتقل قادتها. لكن، وكما يبدو، فانه حتى لوغاب الشعب المصري كله، ليس فقط الشباب، فان السيسي هو فرعون مصر الجديد. ففي الاستفتاء على الدستور العسكري، لم يشارك سوى 38.6% ومع هذا، فان الدستور، الذي يضمن هيمنة عسكرية على المجتمع المصري اقر ويعمل به. المشير الذي قتل 600 من معارضيه بدم بارد في ساحة رابعة العدوية. ثم اصدر حكما بالاعدام الجماعي على 520. ثم لحقها قبل ايام حكم باعدام بحدود 300 شخصا بمحاكمات صورية تشبه المحاكم العسكرية في زمن الاحتلال. ففي الوقت، الذي تلغى فيه عقوبة الاعدام في كثير من دول العالم المتحضر يستمر المشير بقتل معارضيه بالجملة: محاكم صورية، او اغتيالات، او حوادث طرق، او انفجارات. الشعب المصري ثار من اجل سلطة مدنية متحضرة، لاسلطة عسكرية همجية متجبرة. تحول مبارك الى ملاك قياسا بجرائمهم. الاجرام، لا يقابل بالاجرام، والارهابيون، لا يقابلون بالارهاب. ربما يتهم "المنافس" الوحيد في الانتخابات حمدين صباحي بالارهاب، فيعتقل، او يعدم اذا اعترض بعد الانتخابات على نتائجها، او تزييفها. نأمل ان لايكون صباحين جزء من لعبة العساكر لمنح الشرعية لانتخابات مفبركة، ومعروفة النتائج. فلا زالت التهمة لكل من يعارض المشيرهي الجهل، اومناصرة الاخوان. في نفس الوقت الذي يعول فيه على الجهلة، والاميين، والذين اصابهم الخوف من الرعب الذي نشره المشير، واجهزة امنه، ومخابراته، بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الشعب المصري.انه ينفذ تعليمات كتابي "الامير" لميكافيلي، و"كفاحي" لهتلر بحذافيرهما. التفت حوله نفس المجموعات من الابواق، والانتهازيين، والوصوليين من عسكريين، ومدنيين. نفس العصابات، التي كانت فاعلة، ونافذه في زمن مبارك تتصدر المشهد السياسي من جديد. فلول نظام مبارك يمسكون بكل مقاليد السلطة. كل معارص، ومختلف: صحفي، مثقف، متنور، فنان، كاتب..الخ، يهمش، او يغيب، او يعتقل، وابسطها يتهم بالارهاب. سياسة مزدوجة "يحارب" ثلة من الارهابيين، ويرهب الشعب المصري كله. العقلية العسكرية، والمخابراتية، والامنية هي المسيطرة. خلع البدلة العسكرية لا يجعله مدنيا، لا بتفكيره، ولا بسلوكه. سبقه الى ذلك السادات، ومبارك، وقبلهما عبد الناصر. الجيش، العسكر هم من حكموا، ولا زالوا يحكمون. السيسي، والعسكر معه لم ينسوا هتاف الجماهير المصرية، خاصة الشباب، والقوى المدنية، واليسارية، والديمقراطية: "يسقط، يسقط حكم العسكر"! السيسي، وجماعته، لن يغفروا ذلك، وجاؤوا ليعاقبوا المتظاهرين. وهاهم مرددي الشعار، تتوزعهم السجون، والمنافي، والمقابرعلى ايدي العسكر. وهو مستمر في معاقبتهم لرفضهم حكم المجلس العسكري، الذي كان يتنمي اليه. منع منظمات الشباب، وفي مقدمتها حركة 6 ابريل التي ساندت اضرابات عمال المحلة الكبرى، واشعلت الثورة ضد مبارك. كما اصدر قانون تعسفي يمنع التظاهر وهي مقدمة لنظام قمعي يحتقر الجماهير، ويحارب حرية الراي، والتعبير عىن الاراء، والافكار، ويعتقل الان كل شباب الثورة، ومناصريها، ومناضليها بتهم التجسس، وتشويه سمعة مصر. هكذا ككل الطغاة في العالم يربط الوطن بنفسه فهو الدولة، والدولة هو. من ينتقد السيسي ينتقد مصر، فكل ما يفعله "المنقذ المخلص" صحيحا. ادعى في حديث الى "الاهرام" انه راى وحيا كلفه بحكم مصر! بالضبط مثل فرعون ادعى الالوهية. وهاهو المشير السيسي "عليه السلام" يقول للمصريين "انا ربكم الاعلى فاعبدون".
المراقبون الاجانب يتسائلون اين المعارضة؟ وياتيهم الواقع بالرد السريع: المعارضة في السجون، او مهمشة، او مهددة، او مطاردة، او مهجرة. حسب منظمات حقوق الانسان يقبع في سجون المشير اكثر من 20000 معتقل سياسي. فهو الحاكم الفعلي لمصر اما الرئيس عدلي منصور(طرطور) فهو واجهة لا غير. هل هي صدفة، ان الرجلين عملا في السعودية، التي وعدت بدفع نقص الميزانية لاسناد حكم العسكر في مصر؟! لقد حولوا مصر الى ساحة صراع بين غربان قطر، وجرابيع ال سعود. باع وزير الدفاع شرفه العسكري، وباع الرئيس طرطور شرفه القانوني. حرامي يكفل حرامي. حريات الصحافة، والرأي تنتهك يوميا. قتلة خالد سعيد يبرؤون، ويعتقل المحامي الذي يقود المظاهرات لدعم قضيته. زوار الليل ينتهكون حرمة البيوت، ويفتشونها بدون اوامر قضائية، وباساليب همجية، واعتقالات عشوائية، وكما يقول الناشطون المدنيون في مصر، فان العسكر "اطلقوا ماكنة الموت" لتحطيم الديمقراطية، التي ثار من اجلها المصريون، وقمع حرية الراي، التي ثبتها الدستور. زرعوا الخوف، والموت في كل مكان مثلما زرع صوره، التي زاد عددها عن الاعمدة، والجدران، والطيور. ابتسامتة الماكره، ونظرته الجامدة تطلان على المصريين في كل زاوية يتوعدهم بالويل، والثبور، والاعدام لكل من يقول لا!
لايهمه امن مصر، بل امن امراء الخليج، وطواغيت بني سعود. اما بطالة الشباب، وعطالة المتخرجين، وازمة السكن، وغلاء الاسعار، وانقطاع الكهرباء، وانتشار الاوبئة، والامية ف"المنقذ" يطالبهم بالصبر، والواقعية، فهبات ال سعود توزع على الضباط الكبار اولا، وقدي لايبقى منها شئ لدعم الفقراء. على خريجي الجامعات بيع العيش، والخضروات على الارصفة. وتغليف بضاعتهم بنسخ من شهاداتهم. هذا ما يعدهم، ويطالبهم به فرعونهم الجديد.
ان المقصود من وراء منع التظاهر، بعد ان اغتصب العسكر ثورتي شعب مصر هو التحسب لثورة ثالثة، بعد ان ينكشف الوجه الحقيقي لحكم العسكر، الذي يمنح كل الامتيازات للقادة الكبار، يفرط بامن مصر، ويحمي حدود اسارئيل، يبقى مصر مظلمة، ويبعث الغاز الى اسياده في تل ابيب. لكن الاغلبية الصامتة لن يطول صمتها، فلقد اسقطت مبارك، ومرسي، وستسقط الفرعون الجديد. سيتظاهرون ضد السيسي بعد ان ينتهي فعل مخدر البدلات العسكرية، والوجوه الصارمة، والمخابرات، والشرطة الامنية، والوعود الفارغة. عندما يرى الشعب المصري مظطهديه، قبل الثورة يحكمون، من جديد برعاية، وحماية العسكر، سينتفض من جديد. لقد ثار الشعب المصري ضد السادات، الذي وعده بأن الاستسلام، وبيع كرامة مصر، وتحويلها الى محمية امريكية سيجلب الرخاء، والنعيم. لكنهم لم يروا غير القطط السمان، والجوع فاتهمهم الرئيس العسكري المؤمن بالحرامية، وهو زعيم اللصوص. كما يتهم السيسي اليوم كل معارضيه بالارهاب، وهو الذي سلط الارهاب، والقمع، والخوف، والرعب على الشعب الوديع، وحول مصر الى محمية اسرائيلية.
ان الخيار الان هو بين جمال عبدالناصر، وانور السادات. فهل تخرج الجماهير لاستعادة عزة، وكرامة، وهيبة مصر في زمن عبدالناصر، مع كل ملاحظاتنا عليه واختلافاتنا معه، ام تختار السلدات، الذي اذل المصرين، وجوعهم؟! مصر، وشعب مصر يستحقان الافضل فهي بلد الخير، والفن، والادب، والثقافة، والسياحة، والحضارة، والتسامح.
نامل ان لا يسمحوا للعسكر التحكم برقاب اهل الكنانة من جديد!
رزاق عبود
كاتب عراقي
23ـ5ـ2014



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة انتخابات الخارج. السويد نموذجا!
- قتلة، لصوص، وخونة يريدون تمثيل الشعب العراقي!
- آلهة سومرية في شوارع المدن العراقية!
- مختار العصر ام جزار العصر؟!
- فتوى المرجعية العليا للشعب العراقي: انتخاب الاسلاميين حرام!
- جاموسة اسلامية تقتحم قاعة فنية!
- المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث. نظرة عامة!
- الشمر اللعين ومختار العصر يتحالفان ضد المرأة العراقية!
- دولة العراق والشام الصهيونية!
- بوش الابن استقدم القاعدة، ونوري المالكي يستقدم داعش!
- فؤاد سالم فنان اصيل في زمن عليل!
- ام توثية
- المندائية اول دين -سماوي- موحد وليس -طائفة- منشقة!
- مأساة بغداد
- الجيش المصري سرق ثورة الشعب المصري للمرة الثانية!
- حزب الدعوة احنه يلوگ الّنه، نوري يا علّه وضيم الّنه!
- رحل مانديلا الافريقي فمتى يظهر مانديلا الفلسطيني؟!
- من -سيدي- ابو عداي الى -مولانه- ابو حمودي، نفس النفاق، نفس ا ...
- عيد الاضحى، وفيروس الحج!
- حاضر البصرة: لوحة صحراوية لمدينة حضرية!


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رزاق عبود - عبد الفتاح السيسي فرعون مصر المختار!