أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد حميد الجبوري - عمنا المالكي و الولاية الثالثة














المزيد.....

عمنا المالكي و الولاية الثالثة


رعد حميد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 15:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد . ربما ، في نهاية مطاف تشكيل الحكومة الجديدة ، قد تكون هذه العبارة هي اخر عبارة يسمعها السيد رئيس الوزراء نوري المالكي من قبل حلفائه ، وهو يحاول ترميم اطراف نجاحه التي حُطمت ، كي يتمكن، سياسيا ، من الوقوف على قدميه، وايضا ، كي يتمكن من تحريك يديه ذات اليمين وذات اليسار . ولكن لماذا المقولة الشهيرة التي ذكرت في بداية المقال انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد ، اذ يبدو انها اخر جملة سترن في مسمعيه ، بمعنى ، ان في ختام المشهد سوف تسيطر الواقعية على المشهد السياسي العراقي ، وهو في عدم اهداء ولاية ثالثة للمالكي . اذ يعتقد الكثير من السياسيين والمراقبين للشأن العراقي ان اي ولاية ثالثة للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي معناها ان يستمر العراق معطلا لاربعة اعوام قادمة على كافة الاصعدة لا سيما الامني والخدمي ، اذ فشلت الحكومة التي يراسها في تقديم الخدمات للمواطنين من ماء صافي و شبكات مياه الصرف الصحي والكهرباء وايضا التنمية الاقتصادية والقضاء على البطالة والفساد المستشري كالسرطان في جسد مؤسسات الدولة العراقية ، والنهوض بواقع القطاع الخاص ، هذا من جانب ، ومن جانب اخر، الفشل الامني خلال الاعوام الثمانية الماضية ، لا سيما الاعوام الاربعة الاخيرة منها ، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية، وبالتالي كان الملف الخدمي والامني بيده خلالها ، ولم يتمكن ان يقدم شيء يذكر . اذ الدلالات كلها تشير الى ان العراق كان بحاجة الى زعامة تحمل كارزمية وطنية مشبعة بالحكمة والعقلانية والتروي في اتخاذ القرارات ، لاسيما المصيرية منها . وهذه الزعامة تكون ـ جزء من الحل وليس جزء من المشكلة ـ تعبر عن طموح العراقيين كافة ، في العيش بسلامة ورفاهية من دون استثناء او اقصاء كمواطنين وليس اقلية او خصماء شخصيين يتم النيل منهم . لكن الذي جرى هو العكس من ذلك ، فعلى مدار السنوات الماضية ، من حكم السيد المالكي ، تعامل مع الملفات الساخنة بسخونة اكثر مما هي عليها اصلا ، بالرغم من انها كانت بامس الحاجة الى التهدئة والتبريد ، مثل ملف اقليم كردستان وكيف توجهت فوهات الدبابات باتجاه الاقليم وصنفوا بانهم اعداء ، وايضا ملف المكون السني فقد تعامل معه باندفاع وانفعال، تحت مسوغات غير مقنعة ، وبشكل واضح ، وافشل ، متعمدا ، السياسيين المعتدلين منهم والمشاركين بالعملية السياسية ، واطبق الخناق على اغلبهم ،وسخر من مطالب مئات الالوف من المعتصمين في تلك المحافظات الست، وهذا كله ساعد في جعل هذا المكون يشعر بالتهميش والتنكيل ، مما شجع عودة بعض العناصر المسلحة والمؤمنة بالمواجهة العنيفة الدموية ، بعد تغييب اصوت المعتدلين وافشالهم ، بصور ممنهجة ومقصودة واضعاف كفتهم ،لتعلو كفة المتشددين ، كي يبرر استخدام القوة المفرطة من قبل القوات المسلحة الحكومية ضدهم باعتبارذلك ردة فعل طبيعية للتعامل مع هذا المكون، والذي طالب ابنائه، مرارا وتكرار ، من رئيس الوزراء والذي هو في ذات الوقت القائد العام للقوات المسلحة بالتعامل مع مشاكلهم ومطالبهم باعتبارهم مواطنين من الدرجة الاولى وليس من الدرجة الثانية . وهذا ما شعر به الكورد ايضا من خلال تاجيج الخوف من تغول حكومة المركز وبسط ارادتها بالعصا وليس بالجزرة. و لا ننسى ،ان رفقاء ، التحالف الوطني الشيعي ، ايضا تم تهميشهم في عملية ادارة ملف التحديات التي تواجهها الدولة العراقية ، وفي بعض الاحيان الغاء وجودهم كشركاء في التحالف الذي كان بمثابة السلم الذي اوصله للحكم . اذا ارادها السيد رئيس الوزراء ولاية ثالثة له فعليه ان يدفع ثمنها الباهض جدا هذه المرة ، اذ معناه الرضوخ لمطالب شبه تعجيزية للاطراف التي سترضى بالمشاركة في حكومة يرأسها، اذ ينبغي ان يتم تقديم تنازلت كبيرة جدا ، وقد تسيء للسمعة الوطنية لكتلة دولة القانون، والتي بدورها سوف تحجم وتقيد فرصته بالحركة وبالمناورة حد الشلل السياسي في ادارة الحكومة ، وبالتالي سيكون مصيرالولاية الثالثة هو الفشل الذريع . فالخصوم السياسيين لن يسمحوا له بتكرار سيناريو التهميش والتهديد والتنكيل، الذي عانوا منه في الدورة البرلمانية والحكومية المنتهية ولايتها . لذا فان الموافقة على تسنم ولاية ثالثة ، يكون فيها ، سياسيا وتنفيذيا ، مكتوف اليدين ، مقيد القدمين ،عاجز عن تحريك رقبته ، تشبه عدمها. وهنا سيسمع هذه الجملة من اقرب اقرب حلفائه من دولة القانون يقولها له وقد تملكه اليأس والحيرة والوجوم ....انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد.



#رعد_حميد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي جرى وما الذي يدور في العراق ؟
- عمنا المالكي والخطأ الدونكيشوتي
- الاخونة والخونة والوطن.. واشياء اخرى
- الاخون والخونة والوطن.. واشياء اخرى
- اطلالات عمنا المالكي .. وانتظارات غودو!
- مسلسل موجة حارة ..كسر للمحرم ( التابو ) العربي
- المالكي رئيس حكومة مؤسساتها منخورة ؟
- ماذا علمنا درس مصر ؟
- بين العالم و السياسي .. الثرى و الثريا ؟
- من هو سيد القرار الامني في العراق
- ابتسامة عمنا المالكي
- السياسي العراقي يبض الديك
- قبضة المالكي الفولاذية
- الزمن الديمقرا - طي -
- السياسي الدمية و هز( الوسط)
- الوعي الليبي والافيون المصري
- عشوائيات حب الوطن
- الحاكم...والمسرح السياسي الطائفي
- العراق .. والخطاب السياسي الطائفي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد حميد الجبوري - عمنا المالكي و الولاية الثالثة