أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - من هم المجاهدون في مشارق الأرض ومغاربها ؟














المزيد.....

من هم المجاهدون في مشارق الأرض ومغاربها ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 21:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اعتاد أئمة المساجد وخطباء الجمعة أن يختموا الصلوات والخطب والمواعظ بالدعاء "المأثور" (اللهم انصر المجاهدين في كل مكان .. في مشارق الأرض ومغاربها ، اللهم ثبت أقدامهم ، اللهم قوي عزائمهم ،
اللهم من أراد للمجاهدين خيراً فوفقه في عمله .. اللهم اخذل من خذل الإسلام ..) . فهل يعلم الخطباء والأئمة من هم المجاهدين الذين يدعون لهم بالنصر والتمكين ؟ وهل يعلم الخطباء والفقهاء أن المجاهدين في سوريا والعراق واليمن والصومال وليبيا ومصر وتونس ومالي ونيجيريا هم المتطرفون الجهاديون أعضاء التنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة ، وجند الشام وأنصار الشريعة وبوكو حرام وفروع تنظيم القاعدة في مشارق الأرض ومغاربها ؟ هل يعلم الخطباء والأئمة أن الدعاء للمجاهدين هو تسويق للجهاديين وتحبيب فيهم وسط جموع المصلين ؟ هل يعلم الوعاظ والخطباء أن تحبيب الجهاديين للمصلين هو تحبيب في كل جرائمهم الوحشية وتطبيع معها ؟ هل يعلم الخطباء والأئمة أن الدعاء للمجاهدين وتحبيب جرائمهم القذرة هو خلق الاستعداد في نفوس المصلين لارتكاب نفس الفظائع وإقناعهم بأنها شريعة من الله وفريضة على كل المسلمين ؟ هل يدرك الخطباء والوعاظ أنهم بالدعاء للمجاهدين/الجهاديين يحببون للنشء مشاهد القتل وجز الرقاب وأكل القلوب وسبي النساء ويحرضونهم على فعلها مادامت أرض الإسلام هي أرض الجهاد والقتال ؟ إن الخطباء ، عن وعي أو بدونه ، يبثون ثقافة القتل باسم الدين ويهيئون الأنفس للجهاد في صفوف التنظيمات الإرهابية التي يقدمونها نماذج "مشرقة" للغيرة على الدين والدفاع عن المسلمين . فجميع الأئمة ينطلقون من تكريس "مسلمة" أن كل عرى الإسلام نُقضت ، مستندين في هذا إلى حديث نبوي يسيئون فهمه وتأويله (لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة ) . هكذا يوهمون النشء أن كل الأنظمة الحاكمة في بلاد الإسلام أنظمة "كافرة" لأنها لا تطبق أحكام الشريعة ، وأن النظام الوحيد الذي يصلح للمسلمين هو النظام الذي يجمع بين القرآن والسيف على طريقة "داعش" . نظام لا يسمح بالاختلاف ولا يقبل بالمعارضة . نظام الحاكم فيه فرد وليس الشعب ، والعلاقة بين الحاكم والشعب علاقة طاعة وخضوع مطلق ، ودونهما السيف والسبي . فالإسلام ، كما يقدمه الخطباء والأئمة في مواعظهم وأدعيتهم ، هو إسلام الكراهية لكل البشر غير "المسلمين"، إسلام "الجهاد" والقتل والسيف ضد غير "المؤمنين" بما يؤمن به الجهاديون . وبسبب هذه العقائد الضالة المضللة ، صار المسلمون للمسلمين أعداء وأهدافا مطلوبين في دمائهم وأعراضهم وأموالهم . هكذا انقلبت العلاقة بين المسلمين من "البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا" إلى عداء وقتل وسبي ودمار . فلم يعد الجهاد مطلوبا لتحرير المسلمين من استعمار شرد شعبا واغتصب أرضا ودنس مقدسا وهوّد تراثا ، وإنما صار الجهاد تخريب العمران وتشريد الآمنين وتمزيق الشعوب وتفتيت الأوطان في بلاد الإسلام . لم تعد صرخات نساء فلسطين ومشاهد تدمير بيوتهم واقتلاع أشجار الزيتون المباركة وتجريف الأراضي ومصادرتها تلقى صدى لها في نفوس وضمائر "الجهاديين" الذين استجابوا لفتاوى الشيوخ والأئمة "للجهاد" في سوريا "ونصرة" السوريين على السوريين وتحرير سوريا من شعبها وإجلائهم خارج حدودها . لا عذر "للجهاديين" وكل الشيوخ والأئمة المحرضين على الجهاد في "مشارق الأرض ومغاربها" وهم يستدبرون أرض الأقصى ويمرون بمحاذاة الجولان المغتصب دون أن تساورهم "غيرة" الإسلام و"نخوة" العرب أو استغاثة الملهوف ودمعة الثكلى . جماعة "أنصار بيت المقدس" التي تحمل اسم القدس زورا وبهتانا ، تركت أولى القبلتين سليبة وولت وجهها شطر سيناء مصر لترويع أهلها وتخريب عمرانها واستهداف أمنها . لم تعد الشهادة ، إذن ، مطلوبة على أرض فلسطين ومن أجل المقدسات ، بل "الشهادة" و"الاستشهاد" على أرض سوريا صارا أعظم أجرا ؛ وكيف لا يكونا وقد أفتى أمراء الدم وشيوخ التطرف أن "العدو القريب أولى من العدو البعيد" . لم تعد المساجد بيوت الله يُرفع فيها ذكره وتُعلم فيها شريعته السمحة ، بل تحولت إلى مراكز التهييج والتحريض على الكراهية والقتل باسم "الجهاد" في "مشارق الأرض ومغاربها" . كما لم يعد همّ كثير من الخطباء والأئمة سوى "التعبئة العامة" للجهاد والالتحاق بمناطق التوتر والصراع السياسي والمذهبي لإطالة أمده .
بعد كل المآسي التي تسببت فيها فتاوى "الجهاد" ونصرة "المجاهدين" في مشارق الأرض ومغاربها باستثناء فلسطين ، حان الوقت ووجب التدخل لمنع التحريض على القتال تحت أي مسمى كان وفي أي مكان من العالم . لقد انتهت الحروب الدينية منذ الحروب الصليبية ، وصارت مصلحة الأوطان من مسئولية شعوبها ؛ إذ لا وصاية لشعب على آخر إلا ما تقتضيه الاتفاقيات الدولية من تعاون بين الدول والحكومات . لنرحم شعوبنا وشبابنا من هذا الدمار الذي تحدثه فتاوى "الجهاد" و"الاستشهاد" . ولتتدارك الحكومة والوزارة الوصية على الحقل الديني أمر العبث بالدين وبالنفوس فتوقف العابثين بهما عن الإفتاء بالجهاد وتمنعهم عن اعتلاء منابر الخطابة ، قبل أن يتحول وطننا إلى "أرض جهاد" تأتيه الغربان من كل مكان تنشر الموت والخراب .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة بنكيران :الشعب في خدمة الدولة .
- الحكومة المغربية مسئولة عن تنامي فقدان الأمن والخوف من المست ...
- حرمة الإنسان أولى من حرمة البرلمان .
- حرية المعتقد بين المصادقة والدسترة .
- دلالات صلاة الملك خلف الفيزازي .
- الحركات الإسلامية تفقد بريقها .
- البيجيدي والبيدوفيليا الحلال .
- مطالب النساء في ظل حكومة بنكيران .
- وماذا بعد اعتماد برنامج -مسار- ؟
- حوار حول المرأة والنص الديني
- بين -الربيع العربي- والربيع ألأوكراني انفصال دون اتصال .
- مالي بوابة المغرب إلى إفريقيا ومجاله الحيوي .
- عقائد التطرف على أمواج إذاعات خاصة .
- دول الربيع العربي بين الفتنة والكارثة.
- متى يتحرر العقل العربي من سلطة التقليد ؟
- جماعة العدل والإحسان في الذكرى 1 لرحيل المرشد.
- رأس السنة ينعش فتاوى التطرف والكراهية .
- لماذا حركة -ضمير- ؟
- الخصوصية إلغاء لكونية حقوق الإنسان.
- مانديلا المسلم الحقيقي .


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - من هم المجاهدون في مشارق الأرض ومغاربها ؟