أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - لعمي موسى ..لكرَمه















المزيد.....

لعمي موسى ..لكرَمه


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 15:05
المحور: الادب والفن
    


(لا آكل وحدي) يقولُ..
يرى شجرا في البعيدِ..يمد الخطى..
أنتَ يا شجري ماءُ ليلك عندي..
تصير الفواكه نارا لقدر( مناصبها)* الضاحكه..
وحصيرُ العشية فوق التراب على ظل أحلامه يتردد غيمتَه الشاهقه..
هكذا يترجل موسى مياه يديهِ..ويفتح أبوابه الحاذقه..
هكذا يجمع الأهلَ فيهِ..
يضم إليه المدى شجرا ، وخيوط السماء مساء دفيئا له..
هكذا هو عمي الذي كان موسى ..
هكذا كان....
أذكره الآن في السهو حين امتطى خطوَهُ..
وأذكر كفيه في السنبله..
وأذكر أيضا عصافيره حين يعطي لها دقلة النورأوغرسها في ندى السوق، ثم يزقزق فيها ابتسامتَه العاشقه... ***
لموسى صهيل الخيول التي ألفت يده وهْي تحضن أوجاعها..
وله السرج والمرج حين التلولُ تمد له ظلَّها وصداها..
وله الصمت حين الينابيع تملأ قربته بالمياه البعيدة ثم ترش تراب الخيام وتفتح للزهو تلك الأغاني / العشيةَ إذ يلتقي العائدون حصائدهم في الحنين إليهن..أيضا إليهم..هنالك تبدأها نجمةُ الليل فاتحةً لمعَها للحكايات تسري بأضلاعنا للهناك صعيدا حمادتَها الحضنةَ الرائقه...
***
كان موسى مياهَ النعاج وأعشابَها..
وكان الغصونَ لماعزهِ..
كان يبدأ ظل نهاراته بالصباح على الهضبه..
كان جمعُ السنابل عادتَه الـ ألفت كيسَه وقرنونَ علك النساء..
وفي أمسيات الخميس يوزع ما أحضر السوقُ في كيسه للصبايا ..وللأمهات..وأيضا لنا نحن أولئك الواقفين على صوتهِ...
وقد يحضر اللحم / بعض الحشايا / رؤوس النعاج ، فيمتلئ الليل وهْجا ..
وتمتلئ الأرض بالنغمات التي يترجلها ناي بلقاسم جبرالصدى..
وحتما سنلعب نحن الصغارَ مطارقَ ظلمتها البارده..
إيه يا شمس موسى..يا ثمار يديهِ..ويا غيبة العمر فيه ..هنا حارقه...
***
من مياه يديه أمد الحقول على ظلهِ..
يابنتَ مسعودِها حضِّري قهوة الضيف، كسْرتَه، بعضَ تمر الصحاري التي زرتُها..
ويخرج إذ يسمع الإسم :موسى ،عمَّنا..
كان ذا دأبَه كل يومٍ..
وإذ يحضن الفرْحَ فيه يقول لها :حضري بعض سمن الفطير، غرائفَ أحلى كثيرا كثيرا..
ويحضن زائره..يفتح الباب: أهلا وسهلا..
يأكلان معا..يشربان معا .. يحكيان الكثيرمن النهرِ..او يحكيان النهارْ
كان أصغرُ أبنائه حاذقا..يتغير صوتا غريبا..
موسى،عمَّنا..ينادي..
يابنت مسعودها حضري..
ويخرج..لا ضيفَ..لا..
يتقصى الجهات هنا وهناك..هنالك أيضا..ولا ضيف..لا..
يدخل الحاذق الآن ..يأكل..يشرب..يسمع أيضا حكاية موسى..ويخرج مبتهجا بالحياة كثيرا كثيرا..
إيه يا شمس موسى..يا شعاء الصباحات فيك..وظهرا ..مساء..
ذاك أنت ..وتلكَكَ أيامك البارقه...
***
إيه يا عمنا..أين أنت؟..وأين هنا نحن؟ ..والنهرقد جف فينا ،ولم تعد الأرض غير الرمال التي نشرت حرها في الطريق ومالت بنا جهةً /صخرةً ناعقه...
إيييييييييييييييييييييييه،ياعمَّنا..أين أنت؟..وأين هنا نحن؟..أين يديك..خطاك..ابتسامتك الصادقه؟
سطيف:24/05/2014
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*المناصب: الأثافي: أحجار توضع تحت القدر أثناء إنضاج الطعام.



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا حكم الجن اليهود البلاد
- لماذا يصر العرب على البقاء في الماضي؟.. لماذا يلازمون باب ال ...
- هكذا نحن..هكذا هم
- انتخابات 17 أفريل الرئاسية في الجزائر
- العرب بين رمل العقول ولفح السماء قراء ...
- كناباست..الشجرة التي رأت...تجربة نضال ميدانية
- الدروس الخصوصية..أسبابها ومخاطرها
- العرب بين ثقافة الموت وثقافة الاستهلاك
- لا عيد هذه السنة..لا أضحية ....قصة قصيرة
- هل يعود عهد مبارك؟
- دعاة الدولة الإسلامية وإقامة الحدود
- أكل رمضان ومشاعر المسلمين
- نقاش فيسبوكي العرب والغرب..الإسلام والديمقراطية
- هل يحدث في سوريا ما حدث في الجزائر في تسعينات القرن الماضي؟
- الأبواب
- عن الشعر ولغته
- كيف يكون احترامنا لأنفسنا ورمضاننا؟..دفاعا عن المفطرين في رم ...
- يفتح البحر أعماقه
- الأديب الطيب طهوري : المرأة تمثل قوة انتخابية كبيرة لكن عقلي ...
- عن الانتخابات البرلمانية في الجزائر( 10 ماي ) ودور المثقف في ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - لعمي موسى ..لكرَمه