أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - حين سار د. ايهاب بسيسو على الماء














المزيد.....

حين سار د. ايهاب بسيسو على الماء


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
حين سار د. ايهاب بسيسو على الماء
"حين سار الغريب على الماء" آخر إصدارات الدكتور ايهاب ياسر بسيسو، وقد صدر هذا الديوان في العام 2014 عن دار الشروق للنشر والتوزيع في رام الله وعمّان.
واللوحة الغلاف الأول للفنان حازم حرب تذكرنا منذ البداية بما قاله الرّاحل الكبير محمود درويش:" آه يا جرحي المكابر
وطني ليس حقيبةْ
وأنا لست مسافر
إنني العاشق، والأرض حبيبة" !
و سيجد القارئ للديوان أنّ اللوحة تتناسب مع مضمون الديوان، لكن شاعرنا يضعنا أيضا أمام تساؤلات كبيرة يحملها اسم الدّيوان، فهل هناك انسان يسير على الماء؟ وكيف يكون ذلك؟ والمتابع لمحتويات الديوان سيجده من خمسة فصول كلها تتحدث عن الغربة، وواضح أن الشاعر قد استوحى قصائده من غربته أثناء دراسته الجامعيّة في بريطانيا، مع التأكيد أن غربة الفلسطيني وبعده أو ابتعاده عن وطنه تختلف عن غربة أيّ انسان آخر، فالآخرون قد يختارون غربتهم بارادتهم في بحثهم عن حياة أفضل، أو في بحثهم عن مكان قد يجدون فيه تحقيق سعادتهم، فإن وجدوها أو لم يجدوها فإنهم يستطيعون العودة إلى أوطانهم الأصلية متى شاؤوا، على عكس الفلسطينيّ الذي أجبر على الغربة والاغتراب عن وطنه التاريخيّ، بسبب الهجمة الكولونيالية التي تستهدف أرضه، تماما مثلما تهدف إلى اقتلاعه من وطنه لإحلال غرباء مكانه. وحتى الفلسطيني المقيم على تراب وطنه التاريخيّ، إذا ما اضطر إلى مغادرة وطنه مؤقتا لسبب ما كالتعليم أو العمل أو غيرها، فإنه يبقى قلقا لأنّه يخضع لشروط غير انسانيّة ولا مثيل لها في العالم، قد تحرمه من العودة إلى أحضان أسرته ووطنه. إضافة إلى قلقه المستمر على ما يجري في وطنه أثناء غيابه.
وشاعرنا عاش الغربة مرّتين، مرة كانسان انتقل من مسقط رأسه في غزّة الى بريطانيا للدراسة، ومرّة أخرى كفلسطينيّ وطنه يتعرّض للذبح اليوميّ، لذا فإن معاناته وآلامه مزدوجة، ومن هنا جاءت لغته الشعرية النازفة والمثيرة للتساؤلات، لتعبّر عن صحراء التيه التي تهدّد بابتلاع الانسان الفلسطيني. وتزداد حيرة القارئ من خلال الكلمات المنتقاة لشاعرنا، والذي أجاد فيها العزف على جماليات اللغة، لتكون من السّهل الممتنع، والذي يثير تساؤلات فكرية وفلسفية لا مفرّ لقارئها من أن يتمعنّها ويستمتع بها. أو تجبره لقراءتها مرّات أخرى للبحث عن لآلئها المكنونة.
وإذا كان من المستحيل حصر الابداع في قوالب معينة، فإن القارئ لديوان الشاعر إيهاب بسيسو سيتوقف أمام قصائد لا يمكن أن ينتبه لمضامينها غير مبدع ذي عين ثاقبة، ولنأخذ على سبيل المثال قصيدة"أشتاق اسمي" ص 18 فعدا عن الأسئلة المعتادة في بلاد الغربة مثل:
"من أين أنت؟
كيف جئت؟
هل تحفظ الشّعر؟
هل تخبئ في معطفك بخورا
وشمعا وأحاديث مطر؟"ص 21
إلّا أ نّ الشاعر ينتبه إلى أن الغربة تضعه في حالة اغتراب مع اسمه، لأن العجم الذين يختلط بهم لا يحسنون لفظ اسمه:
"إياب...أياب...أهاب...
إيقاع لا يشبهني" ص24
وبما أنّ لفظ اسمه بهذه الطريقة مختلف ولا يشبهه، فإن تكراره بهذه الطريقة المغلوطة والمقلقة، يترك أثره عليه فيقول:
"أصاب بالدّوار
كلّما انكسر اسمي على شفتيها
وجلست أرمّم حروف اسمي المبعثرة
من الهواء بيننا."ص27
ومع ذلك فقد يكون له موقف آخر من الخطأ بلفظ اسمه:
"أبتسم لأسمائي المشتقّة منّي
لهذا الإيقاع" ص28
وهو يخشى من أن يعتاد على سماع اسمه محرّفا فيقول:
"عندما تخطئ لفظ اسمي مرّة أخرى
وأبقى وحيدا في صداي
كي لا أعتادني باسم جديد
مشتقّ من اسمي"ص29
إن قراءة سريعة للديوان لا تغني عن قراءته والتمتع بجمالاته، خصوصا وأنّه يشكل تموذجا لقصيدة النثر بما لها وبما عليها.
24-5-2015










#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-ليس دفاعا عن الحجاب
- قصص هناء عبيد في اليوم السابع
- رواية-العسف- في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة-ثقافة القتل والثأر
- بدون مؤاخذة-ثقافة الاشاعة
- بدون مؤاخذة-ثقافة الخزعبلات
- بدون مؤاخذة-ثقافة العمى الحزبي
- نداء يونس أكثر من شاعرة
- بدون مؤاخذة- ثقافة القتل دفاعا عن الشرف
- بدون مؤاخذة-ثقافة الطّوشة
- بدون مؤاخذة-ثقافة الموت
- بدون مؤاخذة-ثقافة الطبيخ
- بدون مؤاخذة-ثقافة المفرقعات
- بدون مؤاخذة- ثقافة الحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة الأبوية
- بدون مؤاخذة- ثقافة المحسوبيات
- بدون مؤاخذة- ثقافة القبيلة
- رانية حاتم تعزف همس الحياة
- بدون مؤاخذة- ثقافة التحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة وعبادة العجل


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - حين سار د. ايهاب بسيسو على الماء