أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - شفاهيات الدرويش شيردل-كان زمان/1














المزيد.....

شفاهيات الدرويش شيردل-كان زمان/1


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم
شفاهيات الدرويش شيردل-كان زمان/1

أحمد الحمد المندلاوي
** سألت يوماً الدرويش شيردل و هو رجل من المتصوفة الزاهدين ..يسكن في محلتنا ،يمتاز بالهدوء و قلة الكلام، بهندامه الأنيق الذي يتناغم بالصفاء مع لحيته القصيرة البيضاء و عمامته .و أنا في الحسينية التي اعتدنا على ارتيادها لاسيما أيام محرم و ليالي رمضان و هو يخدم الحاضرين بتوزيع الماء البارد و نحن جالسان على حافة الحوض الذي يتوسط الحسينية :
- يا درويشنا العزيز كيف أنت و الزمان؟؟.
نظر الدرويش ألي بهدوء،و بعد صمت خفيف،قال:
- سؤالك لطيف يا بني، له جوانب كثيرة.منها:حين يافعاً تمنيتُ أن أحصل حاجة ما،و بعد اقتنائها هدأت نفسي ؛وواجهت سؤالاً من أعماق الذات :
- و ماذا بعد يا شيردل هذا حصانك الرشيق اقتنينه بعد الحاح الطلب على أبيك؟
توقف عن الكلام،وأنا أنتظر المزيد من هذا الكلام حيث يناسب المرحلة العمرية التي أنا فيها – أنذاك كنت في الصف الثالث المتوسط- و كنت أتمنى أن أبتاع دراجة بخارية؛ حين رأى الدرويش انتظاري للمزيد ،واصل حديثه:
- فإذا بالأمر أصبح شيئاً عادياً جداً، هنا أخذتُ أفكر بأمور أخرى أكبر،فإذا كلُّ ذلك أشبه ببقعة يابسة من الدبس تحوم حولها نملة مسكينةو هي فرحة بها أشدّ الفرح ؛لقد أهملها حتى الذباب ؛لكنها تصورت بأنها السعادة المثلى لها في هذه الحياة. توقف الدرويش شيردل مرة أخرى عن الكلام.وأنا في اشتياق لسماع نهاية هذا المحور..نظر الدرويش اليَّ بلطف و كأنما يريد مني أتهيأ لسماع الشوط الأخير من الحديث ، فبادرته قائلاً:
- أجل يا درويشنا العزيز ، مثالك رائع بل لوحة فنية رسمتها في ذهني !!و ماذا بعد؟؟ الدرويش:
- الآن بعد هذه السنين من العمر و كأنها ساعة .. كلّ ما كان لي من هواجس و أحلام وردية تدغدغ الحشايا ..أصبحت في خبر كان ، بل بلا طعم و لا نكهة و لا لون .. و المؤسف جداً لهثتُ خلفها كثيراً ،و ضاع مني أجمل الأوقات كان مفروضاً مني إستغلالها بأشياء أثمن بكثير من تلك الأمور كمن يجهد نفسه في جمع علب مستهلكة فارغة حتى فقدت بريق لونها الزاهي..
و اليوم ليس لي من شيءٍ أسعد به الا النظر الى الأعلى،الى السماء و من بناها ..الى الملكوت الذي يهب السعادة الكبرى للذات،و يغذي الروح بعطر النعيم الدائم الذي لا يُمل و لا ينفد!!
نظرت الى الشيخ الدرويش و كأنه يحلق في غير فضاء الدنيا و بقربه البراق المهيب..و أحس بانه يريد أن يطير بثيابه البيضاء ،و أنا أكاد أغرق في شيء أجهله تماماً لكنه مريح جداً للقلب،فانتبهتُ و ازداد مقامه في قلبي مرات عديدة أكثر من قبل ،و إذا بالناس يأتون الى رواق الحسينية زرافات ووحداناً،و هم الدرويش بالمحور التالي.
فاجأته بالقول:
- لا يا درويش احتفظ به لنفسك لا أريد إزعاجك به ..وحان وقت المجلس.أخذ إناءه الكبير و المملوء بالماء المثلج متجهاً نحو الرواق..
هذا الكلام بقي في ذاكرتي ،و ها يجدُ طريقه للنشر بعد نصف قرن من العمر.


احمد الحمد المندلاوي
[email protected]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخطوطات المندلاوي : نفثات إنسان في العالم الرابع/ 3
- مالي أراكَ حزيناً أيها الجسرُ!!.
- الصعلكة و المملكة!!.
- ثلاث ترانيم وردية..
- مخطوطات المندلاوي : برقيات الى الألفية الثالثة/ 2
- قالت زوبا..
- هزار وته – ألف تغريدة / القسم 3
- الإمام علي ( ع ) : وليد الكعبة وشموخ الانسان . .*
- مخطوطات المندلاوي : راز فروش / 1
- مركز مندلي و دعوة هادئة
- ذريني..
- مثل كوردي و شعر عربي/1
- حاي يوسف :أماكن من مندلي / 7
- البجلي :أماكن من مندلي / 6
- باقوج القلندري :أماكن من مندلي / 5
- ئيسبازياا
- هَزار وته - ألف تغريدة/ القسم 2
- هَزار وته - ألف تغريدة/ القسم 1
- رحلة نوروزية الى مندلي
- الجيب بين الأمثال والأقوال


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - شفاهيات الدرويش شيردل-كان زمان/1