أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - 95% للدكتاتور















المزيد.....

95% للدكتاتور


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجري في هذه الايام حملتان انتخابيتان في كل من مصر وسورية، ستكون لهما أبعاد خطيرة على مستقبل الشرق الاوسط والربيع العربي. النتيجة صارت معروفة وهي تفوق ال90% للمرشحين بشار والسيسي، مما سيضمن لهما الصلاحية المطلقة للاستبداد. ومع اختلاف الظروف بين البلدين، الا ان القصد من هذه الانتخابات هو الحيلولة دون نجاح الثورة. السيسي مدعوم من السعودية والاسد من إيران، ورغم العداوة الضارية بين السعودية الوهابية السلفية وإيران الأصولية الشيعية، الا ان كلتا الدولتين متفقتان على محاربة الديمقراطية التي تهدد نظاميهما.
هدف بشار الاسد هو واضح المعالم. فبعد ان فقد كل شرعية للحكم وسُحب منه الاعتراف الدولي، قرر ان يرد لنفسه الاعتبار من خلال انتخابات شكلية تتم على أنقاض البلد الذي هدمه وقتل 150 الفا من ابنائه وشرد نصف شعبه دون ان يرف له جفن. لقد توحد المجتمع الدولي حول خطة لإخراج سورية من المأساة التي تعيشها على اساس تشكيل حكومة انتقالية لا يكون للأسد فيها مكان، فجاء الرد بهجوم عسكري دموي بمساعدة حزب الله والحرس الثوري الايراني والدعم الروسي، بهدف استعادة السيطرة على حمص وجبال القلمون وخلق منطقة خاضعة لسيطرة النظام، ثم من بعدها إجراء الانتخابات على النمط السوري. هذه الانتخابات تحمل رسالة واضحة مفادها أن الحل السياسي مات وليس أمام المعارضة سوى القتال حتى إسقاط النظام.
تختلف الصورة في مصر. فالنظام السابق المتمثل بالجيش والجهاز الامني والقضاء، استطاع استعادة نفوذه بسبب انشقاق المعارضة بين الاخوان المسلمين من جهة والقوى الليبرالية واليسارية من جهة أخرى. ويتحمل الاخوان المسؤولية الأساسية عن هذا الانشقاق بسبب استعجالهم لاحتكار الثورة ومنجزاتها لتغليب سلطتهم، ولأجل ذلك كانوا مستعدين لتقاسم السلطة مع الجيش على حساب الشباب الثوري والقوى الليبرالية واليسارية الذي تم استبعادهم عن موقع اتخاذ القرار.
كان واضحا ان الاخوان المسلمين هم القوى السياسية الاقوى لأن الاحزاب الليبرالية واليسارية كانت ضعيفة ونفوذها محدود. ولكن سعيهم لاحتكار السلطة استنادا للاعتقاد بان الشعب المصري يميل فطريا الى الاسلام ومن هنا فالله هو الذي أوصلهم إلى الحكم، قد عزلهم عن الشرائح الشبابية التي تصدرت الثورة تطلعا للتغيير الجذري وعصرنة المجتمع وليس من اجل تطبيع عقيدة الاخوان المسلمين.
اليوم تجري في مصر انتخابات لا قيمة حقيقية لها بسبب إقصاء الكتلة السياسية الأكبر التي فازت سابقا بالسلطة بمنافسة حرة نزيهة، وتم الزج بكل قادتها في السجون وحظر نشاطها السياسي والاجتماعي والاعلان عنها حركة إرهابية. المنافسة اليوم هي صورية وتتم بين جناحي الانقلاب، بين المؤسسة العسكرية التي يمثلها السيسي والمدعوم من فلول نظام مبارك، وبين الجناح المدني وممثله حمدين صباحي.
الجناح المدني نفسه منشق بين مؤيدي السيسي وعلى رأسهم عمرو موسى، ومؤيدي صباحي من القوى اليسارية مثل التحالف الشعبي الاشتراكي برئاسة عبد الغفار شكر. ويدل هذا الانشقاق على ضعف وانتهازية هذه القوى التي منحت، باسم الثورة، الغطاء المدني للانقلاب العسكري، والآن تشارك في مسرحية الانتخابات لإضفاء المزيد من الشرعية لحكم العسكر وعمليا لعودة نظام مبارك.
لا يمكن فصل الانتخابات الحالية عن أحداث 30 يونيو. فقد تبين ان حركة تمرد الشبابية ليست حركة شباب عشوائية أتت للدفاع عن الثورة، بل حملة ممولة ومدعومة من قبل الجيش ورؤوس الاموال وكجزء من الخطة للانقلاب العسكري الذي تم في 3 يوليو والإطاحة بالرئيس الإخواني المنتخب محمد مرسي.
محمود بدر، احد أبرز مؤسسي تمرد، اصبح متحدثا رئيسيا في حملة السيسي، مما يكشف النوايا الحقيقية وراء حركة تمرد. فقد أخرجت الناس للشوارع ليس لإعادة مصر من الاخوان للديمقراطيين بل لاسترجاعها من المدنيين للعسكر. وراء المخطط يقف رأس المال المصري والقوى الليبرالية، والتي لا تثق بأحد سوى بالجيش، ولكنها احتاجت للدعم السعودي لإنجاز الانقلاب على مرسي.
استمرار الخوف من الاخوان المسلمين الذي دفع بالقوى المدنية الى أحضان النظام السابق، عاد مرة أخرى ليحكم المشهد السياسي المصري، وحسبه يحكم ازلام الجيش والفساد وتقف بالمقابل المعارضة الاسلامية المحظورة.
ولكن المشهد هذه المرة يختلف نوعيا، فبين النظام وبين الاخوان المسلمين هناك قوى ثالثة تصر على البقاء وتعتمد على تجربتها الثورية التي أطاحت بنظام مبارك. هذه القوى التي تقاطع الانتخابات تتعرض الى ملاحقة سياسية وامنية ويتم الزج برموزها الاساسية في السجون لأسباب واهية، مثل خرق قانون التظاهر. نفس الشباب الذين كانوا في الصفوف الأمامية إبان الثورة يقبعون اليوم وراء القضبان، وعلى رأسهم احمد ماهر من مؤسسي حركة 6 ابريل. اما مرشح الرئاسة في الدورة السابقة والناشط العمالي المحامي خالد علي فقد أعلن مقاطعته للانتخابات، كذلك فعل مرشح آخر في الانتخابات الرئاسية السابقة، عبد المنعم ابو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية. وقد شبّه خالد علي الانتخابات بالمثل الشعبي "العروسة حامل وبيعملوا فرح علشان كتب الكتاب"، مؤكدا "رفض الدول الدينية والبوليسية بكل مكوّناتها"، ومعلنا تمسكه بالخيار الثالث، وهو الخيار الثوري.
الفوز المضمون لعبد الفتاح السيسي لا يعني نهاية المطاف. فالثورة المصرية لن تتوقف لأنها لم تندلع أصلا لمحاربة الاخوان المسلمين بل بهدف تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهذا ما لا يمكن للجيش المصري تحقيقه. واذا اراد الشعب المصري الخروج من الوضع الاقتصادي والاجتماعي المزرى الذي يعيشه، سيكون عليه إعادة النظام الديمقراطي من خلال الغاء المحاكمات الهزلية ضد الاخوان المسلمين وكل معارضي الانقلاب الدمقراطيين. منافسة الاخوان لن تكون بالقمع والارهاب بل من خلال صندوق الاقتراع.
على الاخوان المسلمين أيضا إعادة حساباتهم، خصوصا بكل ما يتعلق بسياسة التحالف مع الجيش والدعم الخارجي من قطر على حساب التعاون مع القوى الثورية والمدنية. فلا بد من توحد كل القوى السياسية على اساس دستور يجمع بين كل الأطياف والتيارات السياسية كما حدث في تونس، وذلك لتعود ثورة 25 يناير الى مسارها الصحيح.
لا فائدة من المشاركة في انتخابات تجري في ظل نظام فرض نفسه بالقوة ويضمن النتيجة من خلال كم الافواه وسجن قيادات المعارضة. فوز كل من بشار الاسد وعبد الفتاح السيسي ب95% من الاصوات لا يعني ان الثورة انتهت بل العكس، فوزهما يؤكد ان كل الاسباب التي ادت لاندلاع الربيع العربي لا تزال قائمة ولا بد لهذه الانظمة من الزوال.
تجربة الربيع العربي نقلت الشعوب العربية وعلى رأسها الشباب والعمال الطامحين للعيش والعدالة الاجتماعية الى مستوى جديد من الوعي السياسي الثوري، ولا يمكن من خلال القمع والدمار اعادة الامور لسابق عهدها.
ان سياسة ايران والسعودية وقطر التي حولت الربيع العربي الى رهينة من خلال نفوذها واموالها سعيا للحفاظ على أنظمتها، ستفشل وستدفع هذه الانظمة ثمن سياستها التي شجعت التطرف الديني من ناحية والانقلابات العسكرية من ناحية ثانية. الشعوب في القرن ال21 لم تعد تحتمل حكم الملوك والامراء ولا ولاية الفقيه بل تطمح للحرية والديمقراطية كما انها باتت تعرف السبيل الى تحقيق هدفها.



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة إسرائيلية أم يهودية؟
- المصالحة مناورة فاشلة
- مهزلة التفاوض حول الأسرى الفلسطينيين
- ما سر حب نتانياهو لبوتين؟
- سوريا، أوكرانيا ومصير الأسد
- كيري يتلاعب بمصير سورية وفلسطين
- يهودية الدولة والسلام عليكم
- نعم للثورة - لا للدستور
- امريكا تتراجع وإسرائيل تنعزل
- الانتخابات المحلية تكشف عمق الكارثة في المجتمع العربي
- أوباما تائه والأسد ضائع
- على الأسد الرحيل!
- عباس يقود الفلسطينيين الى الجحيم
- انقلاب بغطاء ليبرالي
- مصر أضاعت طريقها
- يسقط يسقط حكم العسكر!
- المستوطنات هي -شظيّة في المؤخّرة الإسرائيليّة-
- انتصار الأسد في القصير يعجّل في تفكّك سورية
- الربيع التركي يخلط كل المفاهيم
- وزير الماليّة الاسرائيلي لپيد ضدّ العمّال


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - 95% للدكتاتور