أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - اليسار ونكبة العرب















المزيد.....

اليسار ونكبة العرب


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 15 ايار/ مايو مرت الذكرى السادسة والستون لنكبة العرب في فلسطين. كالعادة صدرت بيانات سياسية من منظمات فلسطينية معدودة، كررت ما قالته منذ تأسيسها عن ذكرى النكبة. ونامت غيرها في بلدان عربية كان صوتها عاليا يوما عنها، عن القضية المركزية للأمة. انشغلت عواصم بنكباتها الداخلية وتركت ذكرى النكبة لأهلها او على الاصح لبعضهم ممن لا يزال يمسك جمرها ولا يتوانى عن حمل الحجر. ملفت للانتباه هذا الهجر شبه الجماعي من قوى الامة، من الاحزاب السياسية في العالم العربي. اين التظاهرات والاعتصامات والقرارات بالمقاطعة للعدو وآلاته وأدواته ومؤسساته؟. اين العرب؟ وين العرب.. وين؟ كما غنت جوليا بطرس يوما!.
مرت الذكرى حزينة كما حصلت اوانها. ماكو اوامر!. صمت ملعون ومخجل يقدم للعدو ما حلم به يوما ايضا. ولكن ما رفع العتب ان اليسار في لبنان لم يفوّت الفرصة، متجاوزا على اغلاط تاريخ والتباسات زمن ماض. هذا اليسار اعتصم امام الاسكوا في قلب عاصمة الحرية.. بيروت. نشروا صورا لهم وبيانا مختصرا. لم تعن وسائل الاعلام الناطقة باللغة العربية بكل انواعها بهذا الحدث وهذا التجمع وهذا اللقاء. هل هو موقف ام انشغالات بأمور اخرى لم يكن هذا الخبر بمقامها او اهميتها الاخبارية والإعلامية؟!. انها نكبة العالم العربي، تعيش ذكراها بأيامها وسنواتها ومحنتها وآلامها وقسوتها وحزنها وصبرها ووو..
كي لا اجحد حقها اعيد نص البيان: "بمناسبة الذكرى السادسة والستين لنكبة فلسطين، نظّمت أحزاب "اللقاء اليساري العربي" في لبنان اعتصاما سياسيا أمام الاسكوا. شارك في الاعتصام ممثلات وممثلون عن الحزب الشيوعي اللبناني والحزب الديمقراطي الشعبي وحركة الشعب والتنظيم الشعبي الناصري والتيار الوطني الحر، اضافة الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني وجبهة التحرير الفلسطينية.
بدأ الاعتصام بكلمة للأستاذ ربيع بيرق حول المناسبة. بعد ذلك تحدّثت السيدة خالدات حسين باسم اليسار الفلسطيني، فأكّدت على حق الشعب الفلسطيني في النضال من أجل العودة، رافضة ما يحاك ضده عبر المشروع الاميركي الجديد المسمى "الاتفاق – الاطار"، كما دعت الدولة اللبنانية الى تأمين الحقوق المدنية والاجتماعية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين. ثم تحدث الأستاذ أسد غندور باسم أحزاب "اللقاء اليساري العربي"، مركزا على تواطؤ الأنظمة العربية مع المشاريع الاستعمارية الجديدة ضد شعب فلسطين والشعوب العربية عموما، لافتا النظر الى "مشروع الشرق الأوسط الجديد" التفتيتي ومؤكدا على مجابهته.
أخيرا، تلا السيد أيوب غراب المذكرة الموجهة الى الأمين العام للأمم المتحدة (مرفقة)، وجرى تسليمها الى ممثل الاسكوا.
اللقاء اليساري العربي، بيروت في 15 أيار 2014" (يراجع موقع الحزب الشيوعي اللبناني)
اين الاحزاب الاخرى؟ اين الشخصيات الوطنية والقومية؟ اين..؟ اسئلة .. أسئلة تتكرر دون اجوبة وبلا عقبى ضمير وخشية من حساب التاريخ وعقابه. كلنا يعرف ان الشعب يمهل ولا يهمل وان التاريخ يسجل ولا يصفح في صفحاته لمن ينسى دوره وموقعه ومكانه وواجبه. هل نكتفي بما حصل وننام بانتظار الذكرى السنوية القادمة؟. ان ما جرى مؤشر وإشارة الى ما يتوقع وما يراد له ان يكون.
في مخاطبة الامين العام للأمم المتحدة، التي اصدرت قرار التقسيم ومئات القرارات الاخرى التي لم تطبق كما التزمت هي وادارة الولايات المتحدة الامريكية بقرار تأسيس النكبة، معلومات ومواقف سياسية معلومة، وتناقضات سياسية مكررة، وشهادة للتاريخ بأداء الواجب وضرورة العمل على انقاذ شعب وارض تنتهك ابسط الحقوق المشروعة والمعروفة له وفيها.
ست وستون سنة ومازالت محاسبة اليسار على الهرولة وراء ما قاله اندريه غروميكو في الامم المتحدة حينها، اعترافا بقرار التقسيم، وتفسيرا له. ولكنها لم تطالع ما قدمه فهد، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ( اعدم عام 1949)، رغم كل ما حصل وتناقلته الاخبار والإشاعات والوشايات ومراكز المخابرات والثقافة والتجنيد لتلك المهمات والصفقات. انها سخرية القدر اللئيمة في زمن غادر. لم يشر غروميكو لهذا الحدث الجلل في مذكراته، بينما افرد فصلا عن ازمة "الشرق الاوسط" في الستينيات وتأكيد موقف الاتحاد السوفييتي من القضية المركزية والسلم والأمن في العالم.
اما فهد فقد حدد الموقف بسطور واضحة في اكثر من رسالة له، لاسيما بعد تأسيسه لعصبة مكافحة الصهيونية عام 1946، ومنها مذكرة مفتوحة الى الحكومة العراقية مؤرخة في 21/11/1945، كتب في فقرة تحت عنوان موقف الحكومة تجاه الصهيونية، ما يلي: "تدعي الحكومة القائمة انها تناصر عرب فلسطين ضد الصهيونية، لكن الشعب العراقي لا يلمس هذه المناصرة واختباراته اليومية تبرهن انه على ان الحكومة العراقية تمنع الشعب العراقي من مناصرة عرب فلسطين، تمنعه عن مكافحة الصهيونية وبهذا تسهل على الصهاينة وعلى القوى الرجعية –الاستعمارية وغيرها- السير بخططهم.. ان الحكومة منعت وتمنع الشعب العراقي من اقامة اجتماع في سبيل فلسطين، انها منعت عصبة مكافحة الصهيونية من اقامة اجتماع في يوم وعد بلفور الاسود، انها احتلت نقابات العمال في ذلك اليوم لكي لا يجتمع العمال فيها، انها منعت المظاهرات في سبيل فلسطين.." وأكد على: " ان الحكومة العراقية تحاول ان تخفي المسؤولين الحقيقيين عن نكبة شعبنا العربي في فلسطين، تريد ان تستر الاستعمار البريطاني المسؤول الاول، ان تخفي الصهيونية، باعتبارها تمثل مصالح الشركات اليهودية الكبرى في بريطانيا وأميركا فتظهر اليهود العرب الذين لا صلة تربطهم بالصهيونية الاستعمارية والذين عشنا وإياهم اجيالا عديدة من دون تصادم بيننا كأنهم المسؤولون فتوجه النقمة ضدهم". (يراجع كتاب سالم عبيد النعمان، نصف قرن من تاريخ وطن، ص 281 وما بعدها). وأكد ذلك في منهاج الجبهة الوطنية (لعام 1946) الذي كتبه ووزعه على القوى السياسية ودعا فيه الى نصرة فلسطين ضد الاستعمار والصهيونية وضد دعاة الخطط الاستعمارية المبيتة لها وتأييد الشعب الفلسطيني في مطالبه التالية:
1- الغاء الانتداب ووعد بلفور وتصفية حكومة الانتداب وجلاء الجيوش الاجنبية عنها.
2- تأليف حكومة وطنية ديمقراطية مستقلة.
3-وقف الهجرة وانتقال الاراضي من حوزة العرب وعرض قضيتها على مجلس الامن."
في ضوء توجيهات فهد، وإثر تطور الموقف بعد اقرار التقسيم. أصدرت القيادة الميدانية نشرة داخلية اوائل كانون الأول/ ديسمبر 1947، بينت فيها موقف الحزب. جاء فيها أن: "موقف الإتحاد السوفيتي بخصوص التقسيم وفّر للصحف المرتزقة ومأجوري الإمبريالية فرصة لا للتشهير بالإتحاد السوفيتي فقط، بل أيضا بالحركة الشيوعية في البلدان العربية.. ولذلك، فإنه يجب على الحزب الشيوعي تحديد موقفه من القضية الفلسطينية حسب الخطوط التي إنتمى اليها والتي يمكن تلخيصها بالتالي:
أ ـ إن الحركة الصهيونية حركة عنصرية دينية رجعية، مزيفة بالنسبة الى الجماهير اليهودية.
ب ـ إن الهجرة اليهودية... لا تحل مشكلات اليهود المقتلعين في أوروبا، بل هي غزو منظم تديره الوكالة اليهودية... واستمرارها بشكلها الحالي... يهدد السكان الأصليين في حياتهم وحريتهم.
ج ـ إن تقسيم فلسطين عبارة عن مشروع إمبريالي قديم ... يستند الى استحالة مفترضة للتفاهم بين اليهود والعرب...
د ـ إن شكل حكومة فلسطين لا يمكنه أن يتحدد إلا من قبل الشعب الفلسطيني الذي يعيش في فلسطين فعلا، وليس من قبل الأمم المتحدة أو أية منظمة أو دولة أو مجموعة دول أخرى...
ه ـ إن التقسيم سيؤدي الى إخضاع الأكثرية العربية للأقلية الصهيونية في الدولة اليهودية المقترحة.
و ـ إن التقسيم وخلق دولة يهودية سيزيد من الخصومات العرقية والدينية وسيؤثر جدياً على آمال السلام في الشرق الأوسط.
ولكل هذه الأسباب فإن الحزب الشيوعي يرفض بشكل قاطع خطة التقسيم."(يراجع كتاب حنا بطاطو عن العراق، الكتاب الثاني، ص 256-257(
مراجعة هذه الصفحات لا تثني عن التذكير بالنكبة وأزلامها، وفي هذه الذكرى الحزينة والإشارة فيها لموقف اليسار لابد من الاشارة ايضا الى ما تقوم فيه "قوى الرجعية العربية" من تكرار لمواقفها ذاتها، وحسب تطور ادواتها ووسائلها، فتفرغ امكاناتها المالية الكبيرة في شراء المؤسسات الاعلامية والكتاب و"المفكرين" لإنكار تلك النكبة او تشويه سجل التاريخ فيها وحولها. ولكن اليسار في وقفته هذه رد عليها بإمكاناته وقدراته ولغة المواجهة ضد كل لغات الصمت والاستبداد والعار. اذ لابد من تصعيد لغة اليسار والتغيير الآن.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الرئاسية استحقاق أم رد فعل!
- في الاول من ايار/ مايو *
- صفحات من التاريخ السياسي/ مظاهرة شباط/ فبراير 1928
- وثبة كانون الثاني 1948*
- الاسلام السياسي والثورات الشعبية
- دور العسكر في السياسة
- من يفخخ السيارات؟
- تشويه المفاهيم هدف مرسوم
- استطلاعات الرأي وكلاب الحرب
- قبعة موفق
- العراق: جيش وسياسة
- العراق: البعبع! *
- العراق: تحالفات سياسية*
- العراق: أحزاب وسلطة *
- العراق: البحث عن استقرار
- الاسلمة السياسية في العراق
- دروس من تركيا
- التحديات الامنية في المنطقة
- وصمة عار لا تمحى
- الاول من ايار.. عربيا


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - اليسار ونكبة العرب