أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - بين سبيلك و ميركه سور 13














المزيد.....

بين سبيلك و ميركه سور 13


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 20:23
المحور: الادب والفن
    


بين اسبيلك و ميركه سور 13
( اوراق على رصيف الذاكرة)
 
امه فرس وابوه حمار او بالعكس !! حملت وولدت بغلا .. هكذا .. لكن الغريب ان صبر الحمار ليس له حدود ، بينما يتفجر فجأة غضب البغل المكتوم فينتحر !! ...
سحب ساقيه الطويلتين من تحت الطاولة ومدهما باتجاه الشباك وراح يتأمل الجبل ويحكي وكأنه نصف نائم ..
اشتهر القائد سعيد حمو بولعه بالبغال حتى سمي بالبغل .. أسس سرية سماها سرية البغال وقام بتزويد الوحدات المقاتلة بعدد من تلك الحيوانات لاستعمالها كوسيلة لصعود الجبال واجتياز الطرق الضيقة والوعرة الممتدة نحو الربايا البعيدة ... أمتطيت للمرة الاولى بغلا وامتطى الجندي الذي رافقني بغلا اخر .. أمضينا نصف النهار بتسلق الجبل ونحن نسلك دروبا ضيقة لا يتجاوز عرضها محط حافر البغل وآخر كان يسير فيها مسرعا وكانه يحث السير نحو الربية التي يبدو انه يعرفها جيدا !! احسست بالنشوة وانا أتطلع بين الحين والآخر نحو الأسفل حيث تصغر الاشياء والأماكن شيئا فشيئا وتبتعد .. تذكرت المعراج !! ضحكت وانا أتطلع نحو الغيوم التي أخذت اقترب منها .. فجأة وبعد انتشلني صوت البغل وهو يمخر وكأنه يزمجر !! كنت منشغلا بأفكاري التي راودتني عن قصة المعراج !! كان قد توقف وأخذ يهز رأسه حينا ويتطلع نحو اسفل الوادي حينا آخراً !! كانت أمامه أحجارا متراكمة لا يستطيع اجتيازها والطريق الذي نقف عليه كان على حافة قطع حاد وهائل ينزل شاقوليا نحو الهاوية !! صرخ الجندي الذي يتبعني برعب وهو يحذرني : اقفز سيدي بسرعة اقفز !! في اللحظة التي القيت بنفسي على الجانب اليمن لاتكوم فوق حجرة كبيرة تدحرجت منها على حافة القطع ، القى البغل بجسده من فوقي وراح يتأرجح كأنه سلحفاة تغطس عميقا في البحر وراحت اطرافه ممتدة الى جنبيه تتحرك بلا هدى وكانها تدفع الهواء .. لاحضت  اغراضي و عفشي تتبعه وقد فكت حبالها .. نسيت رعبي في تلك اللحظات التي مرت بدون ان اعي خطورة وضعي المزري ..كنت متعلقا بحجرة وجسمي يتأرجح في الفضاء وأنا أراقب ذلك البغل في رحلته نحو الهاوية  حاسدا إياه على تلك الشجاعة وذلك القرار..!!أمسك الجندي بذراعي وهو يشدني الى أعلى .. حين استقر جسدي على حافة القطع ، كنت لا ازال اراقب البغل وقد راح يصغر ويتلاشى حتى ضاع بين تضاريس الوادي العميق واشجاره ..
نادى على النادل وطلب منه ان يجلب لنا العشاء .. أضاف : هات لنا كسر اخمارية !! قنينتي بيرة !! لكي ندفع بها الطعام نحو امعائنا !! التفت الي متسائلا : لا ادري ان كنت تحب الكرد ام تكرههم ؟! أردف : انهم قوم يختلفون كليا عنا نحن العرب..من الصعب ان تكسب ثقتهم لكنهم ما ان يطمئنوا لك حتى تصير واحدا منهم ويصبحون لك أهلا ، وهذا ما حدث لي حين تهت في كورك ..كنت هائما في الوادي.. مضى علي خمسة ايام كنت اقتات خلالها على الخوف والأعشاب وأحيانا على ما اجد من الجوز ..قلت ما الفرق بيني وبين الحيوان الذي يقتات على العشب .. لم استسيغه في البدء ثم اعتدت على تناوله .. وفي يوم .. مر قرب أذني خفيفا مسرعا تلاه صوت إطلاقة ورطين كردي بدى لي غاضبا .. ادركت أني قد وقعت في يد البيشمركة !! بدون ان التفت رفعت يدي مستسلما وانا أشعر بالخلاص !

يتبع



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين سبيلك وميركه سور مرة اخرى 12..
- من لي سواك
- انت...
- قسم
- اه يا وطني
- يا..كمر
- أصدقاء
- الثور مرة اخرى
- الانتخابات تقترب ..ذيج السنه !!
- الانتخابات تطرق الأبواب ...
- التغيير ...!!!
- الأوغاد ...
- الكصاص .. عيد سومري
- السباع
- الى ..أنت !
- شقشقة ...
- ليلة غجرية
- ياوطن
- قطط وأشباح ...3
- وشم


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - بين سبيلك و ميركه سور 13