أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب محسن - أنتخابات البرلمان العراقي ، دروس قديمة















المزيد.....

أنتخابات البرلمان العراقي ، دروس قديمة


غالب محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 14:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نقد الذات قبل نقد الواقع / تأملات


هو الذي رأى كل شئ فغني بذكره يا بلادي
وهو الذي خبر جميع الأشياء وأفاد من عبرها
وهو الحكيم العارف بكل شئ

هكذا كان ينظر شعب أوروك الى زعيمه جلجامش . لكن ماذا عن أحفاده ؟

ربما سبتسم صديقي أبو ماريا وهو يقرأ هذه الكلمات فلم يكن عندنا شغلاً شاغلاً ، مثل كثيرين غيرنا ، سوى الحديث عن أنتخابات البرلمان العراقي التي جرت في 30 أبريل من هذا العام ، ونحن خبراء بالطبع في التحليل السياسي . أما لماذا سيبتسم فلها قصة ثانية حيث أخبرته أنني حفرت قبراً منذ عدة أشهر قبل موعد الأنتخابات . و حتى لا أُتهم بالسوداوية والتشاؤوم المفرط عاهدته أنني سأنتظر نتائج الأنتخابات قبل البدء بمراسيم الدفن لعلي أكون مخطئاً فأنا لا أمتهن السياسة على أية حال رغم أنها ما زالت تجري في عروقي منذ سنوات الصبا . ويا ويلي ! لقد ربحت الرهان كما تعودت ، لكنها المرة الأولى التي لم أبتسم فيها لأنني " ربحت ".

عندما سرت أشاعة قبل الأعلان الرسمي للنتائج أن التحالف المدني الديمقراطي حصل على حوالي 10-12 مقعداً ، لم يصدّق أحداً من الجمهور حتى من بين أكثرهم تفائلاً ، لكن قوى التحالف ، خصوصاً أصحابي ، كانت لهم " تمنيات " أخرى . هذا بحد ذاته ذو دلالة بليغة بل يبدو التعليق عليه نافلاً .

كتب رفيقي وصديقي جاسم الحلفي (أبو أحلام) على موقعه في الفيسبوك ( وهو المرشح الرئيسي للحزب الشيوعي العراقي في قائمة البديل المدني الديمقراطي ، رقمه 2 في بغداد) ما يلي " فالأنتخابات هي في أحد جوانبها تمرين عملي على أشراك المواطنيين في تقرير مصيرهم ، ولا ريب أننا سنتعلم من هذ التجربة ودروسها البليغة ..." ثم يضيف لاحقاً " كما بينت أن ساحة البرلمان لن تكون الساحة الوحيدة لنشاطنا ، أنما هي أحد ى الساحات .... "

السياسة علم أم فلكلور وكلام

عشية الأنتخابت البرلمانية الماضية 2010 وتقريباً مباشرة عقب انتخاب مجالس المحافظات (2009) نشرت مقالاً تضمن العديد من التأملات الأنتقادية التي أشعر برغبة شديدة في أعادة التذكير بها ليس تشفياً ( شنو گلت ) ، فأنا وأصدقائي هم من خسر هذه الأنتخابات ، وإنما مستلهماً حكمة ما جاء في مطلع ملحمة جلجامش و تعليقاً غير مباشراً على بعض ما كتبه الرفيق أبو أحلام في موقعه (بعد أعلان النتائج) .

هذه مقتطفات من مقالي المشار له أعلاه عن نقد الذات قبل نقد الوقائع ( منشور في حلقتين وفي موقعي الحوار المتمدن * والناس وملخصاً له في كتابي الأول تأملات) مع بعض التعديلات الطفيفة (غالباً بين قوسين) وهي في الواقع تأملات تطرح أسئلة أكثر مما تقدم إجابات ، أسئلة أنتظرت أربع سنوات ولم تقدم هذه الأنتخابات أجابات حاسمة لها ، كما أظن :

" يكثر الحديث هذه الأيام في أوساط الحزب الشيوعي العراقي وأصدقاءه ، وطبعا كل الجمهور العراقي ، عن الإنتخابات البرلمانية القادمة (2010) وكيفية تجاوز النتائج " المخيبة للآمال " لإنتخابات مجالس المحافطات الأخيرة (2009). فالهزائم المتكررة تهدد بتحولها الى عقدة " أوديب " بل وتبدو وكأنها شوكة في خاصرة الحزب ..... إن تحليل ما حدث لا يحتاج الى ذكاء أو موهبة خاصة وقد ملّ العوام من الإستماع الى تحاليل مكررة تشبه التداعيات .... القصد واضح ، لست عدواً للصياغات المُحكَمَة والتحليل " العلمي " للواقع ، لكن الحِكمة والذكاء تكمن في إستباق الأحداث وصنعها وليس " تحليل ما فات " وكأنها سياسة رد فعل ، التي تعني فيما تعنيه تأخر وتخلف في مواكبة تطور الأحداث .... إن آفاق التطور القريبة في المشهد السياسي العراقي لا تبشر بالخير إطلاقاً و تشير الى أستمرار التدهور في مسألة الديمقراطية ، والإلتزام باحكام الدستور الأعرج أصبح في خبر كان وغيرها الكثير من مظاهر الأنتكاس . وأكثرها دلالة أحكام سيطرة الإسلام السياسي ليس على مقاليد السلطة فحسب بل وعلى عقول العوام .... ولا تخطر ببالي اليوم طبعاً فكرة أقتناع الجمهور بالشيوعية كفكر ومفهوم أو هدف رغم أنني شاهدت بنفسي صور ماركس وأنجلس ولينين في صحراء الربع الخالي ( اليمن الجنوبي سابقاً ) وربما كانت تُدَرَّس مبادئ الشيوعية العلمية في كهوف التورا بورا قبل أن يُشنق ال"نجيب" والحالم بها على يد قوات طالبان (موضوعة تغيير أسم الحزب) ... الموضوع لا يتعلق ، إذن ، بمواعظ أخلاقية في السلوك والسياسة بل مبادئ في العمل . فبعد ثمان سنوات من العمل العلني " هذا هو ما مضى" ، علينا " الإعتراف الصريح " بفشل تجربة الحزب في النضال الإنتخابي والوصول الى البرلمان / السلطة التي هي غاية كل حزب (وألا كيف ننجز البرنامج) . هذا ما ينبغي التركيز عليه " الحاضر " لا على المضايقات والظروف الصعبة الي واجهها الحزب بما فيها إلقاء اللوم على النظام الأنتخابي والتزوير وغيرها كثير وهي كلها صحيحة بالطبع (وقد أثرت بالتأكيد وإن بدرجات على بعض القوى بما فيها البديل المدني الديمقراطي ) لكنها ستبقي موجودة على الأرجح في الأنتخابات القادمة أيضاً ، أليس كذلك ؟.... ما أقصده هو تركيز الجهود على ماذا ينبغي و نستطيع نحن عمله (في ظل مثل هذه الظروف ) لنصل للهدف لا على ماذا تفعله " الأقدار " بنا . هذا هو المستقبل . أن تكون عملية إعادة بناء الحزب و تجديد فكره طويلة و مستمرة وشاقة وقد تبدو بطيئة أمر لا مفر منه ، لكن كما قال كونفوشيوس: لا يهم أن تكون مسيرتك بطيئة ما دمت لا تتوقف. ... "

القناعة والرضا أحلى الكلام

مما لا شك فيه أن الرفيق جاسم الحلفي قد حقق نتائج أنتخابية مهمة قياساً بما مضى (17575 صوت في بغداد ) ومن المؤكد أن الحزب سيقوم بتحليل مستفيض لهذه التجربة وأسباب تكرار فشله ولو في الحصول على مقعد واحد في البرلمان (وهو أعرق حزب سياسي في العراق) ومن ثم تعبئة قواه من جديد للحملات أو المعارك القادمة . ورغم أنني كررت بعض ما كتبته من أنتقادات قبل أكثر من أربعة أعوام ، لكنني لا أتمنى أطلاقاً أن يكرر الحزب ما خرج به علينا من تحليلات بعد فشله في الأنتخابات الماضية (وهي الأنتكاسة الثانية ) . لكن من المفيد جداً بالطبع مراجعة تلك التحليلات ومقارنتها مع ما آلت أليه هذه الأنتخابات مستلهماً حكمة شعب أوروك عن قائدهم" وهو الذي خبر جميع الأشياء وأفاد من عِبرها " .

وإذا كان للأفراد مسؤولية شخصية في هذا الفشل وعليهم تحملها فأن الثقافة السائدة في فضاءات الحزب ، السياسية والفكرية والتنظيمية هي الأخرى مما ينبغي تفحصه وربما كان هذا هو الأهم . وللتذكير اليكم ما كتبته قبل أربعة أعوام عن تقييم الحزب لتجربة فشله في أنتخابات 2010 :
" أن أعادة نشرالمقال الأفتتاحي لطريق الشعب المنشور بتأريخ 16-09-2009(بعد أنتكاسة الحزب في أنتخابات مجالس المحافظات) مرة أخرى في 6-4-2010 أي بعد هزيمة الحزب في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة (2010) لذو دلالة بالغة .... هذا النفس الدفاعي المقرون بهذه الثقافة ( الرضا عن النفس ) جسدته لنا في أحسن صورة هذه الإفتتاحية حيث أستخدم كُتّاب المقال كل براعتهم ومواهبهم لإقناع القُرّاء (يعني نحن جماهيره) بأن الحزب الشيوعي العراقي (اليوم يُمثل رقماً هاماً على الساحة السياسية العراقية، بغض النظر عن النتائج التي حصل عليها في الانتخابات ولأسباب معروفة. فدوره السياسي والمعنوي والتعبوي اكبر من ذلك بكثير) كما أكد المقال . "

آمل أن تثير كلمات الفريسيين وهم يردون على الناصري تأملاً أضافياً :
" ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلاً أنا نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمةِ بل يكون له نور الحياة . فقال له الفريسيون أنت تشهد لنفسك . شهادتك ليست حقا " أنجيل يوحنا 8 / 12- 13.


د. غالب محسن
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* للمزيد أنظر
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=185681

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=212838



#غالب_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعاويذ بدل العلم
- رَحَّالة ... تراجيديا النشيد الأخير
- رسالة الى المؤتمر السابع لرابطة الأنصار، دعوة من أجل تقييم ج ...
- وطن بلا مواطنين
- مرة أخرى ، التيار الديمقراطي / بين هَم الأمل وثقل العمل
- عِندَما تَوَهَّجَتْ السماءُ
- علمانية أم قرآنية
- حوافرالخيول أعمق من حكمة العقول
- وجهةُ نَظَرْ، لتَحليلِ المُتبدأ والخَبَرْ ، في وَثائقِ المُؤ ...
- تأملاتٌ في حَيرةِ نَصير
- زيوه ، لم تُطفئ الشموع
- عندما يكون الحضور أكبر من الحدث
- أنصار و مهاجرين / جزء 4
- أنصار و مهاجرين / خروج 3
- مهاجرين وأنصار / خروج 2
- أنصار و مهاجرين / جزء 1
- تأملات في بيان الحزب الشيوعي حول الذكرى 78 لتأسيسه
- في ذكرى رحيل المناضلة نعمي أيوب رمو
- مرة أخرى مع أطيب التحيات للمؤتمر التاسع
- محنة العقل في التوحيد / جزء 2


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب محسن - أنتخابات البرلمان العراقي ، دروس قديمة