أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الرواني - العراق.. بين الرمل والطين














المزيد.....

العراق.. بين الرمل والطين


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 10:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه البيئة مملوءة بالملح والاستبداد، عصية على الخروج من رمال الصحراء المشبعة ببعر الجمال، والكتب المزبورة على عظام الماعز وجلود الشاء والإبل، ستظل هذه البيئة منتجة للطغاة، والسرسرلوغية السياسيين، ولوطية المضايف والدواوين والزناجيل، وشيوخ العشائر، والقداسات، وسرطانات الوحدة، من الفكر الواحد، والحزب الواحد، والقائد الواحد، مضت اربعون عاما على هذا المنوال، ثم جاءت برازات الديمقراطية، براز زناة المحارم لبّاسي القوط والرباط، مصاصي سكائر الجروت واصابع اقدام الراقصات الحمراء في المملكة الخضراء، وبراز الدستور وعلكة القانون المطاطية، وصناعة طريقة الجلوس والقيام، والسكوت والكلام، واستخدام الإشارات باليد، براز ألوان الطيف العراقي وما يطفح من بالوعات ثارات التيارات، ثارات عُبّاد التاريخ من عبّاد الزيتوني، ثارات اصحاب الصحاح من اصحاب النكاح، وثارات اهل النجمة من اهل الزوري والسياح، وثارات مجاهدي رمال الصحراء من عباد القساوسة وايقونات القديسين، وثارات ورثة البلاطين الاموي والعباسي، من ابناء الطين، وبين الرمل والطين، وبين ما ينتجه كل منهما، من تكتلين بشريين، تاريخ من الذحول، ومؤتمرات الوحدة، والتوحيد، والرسالة الخالدة، وبيع البترول، وسرقة حليب الاطفال، والزيارات الدبلوماسية المتبادلة، ومباحثات سبل التعاون المشترك، وموائد الخمر والمازة الأوروبية، والبخور والشموع، والنحيب والتبتلات والابتهالات، وحبال الاعدام ومشانق مفاجآت العسكر، ومقاصل عباد موسكو، وعباد التاج الساساني، ورثة المناذرة، وسلالات الغساسنة ما بين دمشق وبغداد، وقبة البرلمان، وقبة العرافات، ومنيكة سانت ليغو، وقيء الصحف والفضائيات، والصحفيين المتكاثرين كالعثاء في خرائب الجاموس، والانتخابات، واستنكارات الامم المتحدة، وجماجم مئات الالاف المقذوف بها الى تحت المقابر الجماعية، وأشلاء مئات الالاف الفائضين عن حاجة الشرق الاوسط، المنذورين قرابين للضرورات، ضرورة البعث الصدامية، وضرورة الدعوة المالكية، والضرورة النجيفية، وضرورة قناة العراقية، والاسواق الشعبية وبسطات المطرودين خارج حدود الحقوق الحيوانية، بصواني البهارات ولفافات حب الشمس، والشوارع الخاكية، المنقوعة شتاء بمياه البلاليع الخرائية، والعاجّة صيفاء بعواصف تراب الشوارع الجرداء، العامرة بمزابل شعب الزبايل، وطنين ذباب الوطن، وخيسة ارض الحضارات، وجيف بقايا البزازين والجرذان والحمير المتروكة جثثها في ازقة بلاد ما بين النهرين.
يتغوط على هذا الشعب، تاريخ من السياسة، وثعالبها، وخفافيشها، والمعابد، وكهنتها، ومبخريها، وجباة أعراق جباه الناس، ومصاصي أقوات العمال، والأصنام، ورجالها، ونساء، وصبيان كان أحدهم ولي عهد، وعاهرات من ذوات الافخاذ العريضة، ومدمني الشذوذ الجنسي، وباعة المحابس والمسابح، وقراء وادي السلام، وشبكات المتسولين الكاذبين، ولصوص الكلى والأعضاء البشرية في أزقة البتاوين بعد منتصفات الليالي، والمثقفين جلاس المقاهي، وكوادر قيادات الاحزاب، والكتب الممنوعة، والاغنية السبعينية، وصراخ عربانات اللبلبي، والبياتين على أرصفة التمرد، والهروب، والجنون، ومخرفي الفنجان والعجائز قرّاءات الكف، تاريخ كامل بكل قرونه الطويلة، من الغائط الذي يتوارث هذا الشعب التمرغ فيه كل صباح ومساء.
لم أقل كل شيء.
حسين الرواني

هو قدرنا المبتور الأصابع بفعل سواطير المتخلفين المتطرفين من أصحاب البدلات المملوءة جيوبها بالرصاصِ والمال الحرام.
حسام محمد علي



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع العراقي.. الشسمه
- ما يفعله البهاضمة.. يتكرر ج 4
- ما يفعله البهاضمة يتكرر ج 3
- ما يفعله البهاضمة يتكرر ج 2
- ما يفعله البهاضمة.. يتكرر
- من وحي ليلة أمس
- قصيدة - في مفترق عامين-
- ثائر ضد الإسفلت
- منير بشير ليس عربيا
- حنين الى الريف
- رمتني بالطائفية وانسلت
- شيعة العراق.. طائفيون بلا فائدة
- الفرد والدولة العراقيان .. لمحات في التاريخين.. قبل 2003 وبع ...
- النقاء الصوتي النغمي في موسيقى منير بشير
- عبدت العقل .. فتأنسنت
- دراسة الموسيقى الاوروبية.. عقدة نقص أم سعي للعلم؟
- الزمن الموسيقي وكيفية تطبيق التمارين عليه
- بياني الشخصي الى الامة الاسلامية العظيمة
- براءتي من الطائفتين العظيمتين
- أزمة التنظير في بعدها البروليتاري


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الرواني - العراق.. بين الرمل والطين