أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود احمد المرضي - قاموس ترجمة الأشواق ..أو نهج صارم في تربية الأجيال














المزيد.....

قاموس ترجمة الأشواق ..أو نهج صارم في تربية الأجيال


محمود احمد المرضي

الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 21:27
المحور: الادب والفن
    


منذ أن كان صغيراً ، لم يتعلم ممن حوله إلا كيف يخاف ! الطفل يبكي كما الأطفال ، فيأخذ درساً في الخوف ( أسكت و لا أنادي ليك العسكري ) !
يقفز كما الأطفال يمرحون (أسكت و لا أنادي ليك الحرامي ) !
يضحك كما الأطفال يبتهجون ( إخرس لتحترم الضيوف ) !
فكان الناتج رجلاً بخصية واحدة لا يعرف إلا السمع و الطاعة و الذل و الوضاعة ...
إنها صرخة و نهجٌ صارم في تربية أطفال ، غدهم حافلٌ بالكرامةِ و النضال ، في ملامحهم نرى "غيفارا " ، الاسلحة حوله و النيران تقتربُ لتُنهي حياته ...
قيقول بهدوء الوائق بلا رعشة أيادي أو شفاه كلاماً فيما معناه (أطلقوا النار علي أيها الجبناء فإنكم لن تقتلوا إلا رجل ! )

يا بني ، كن أنت الصواب
و تمرد ، الاستاذ بنظارته المكسورة
في يده السوط ، حملق في عينيه
فإن الخوف سيُسيطر على قلبه الجبان
فإن جلدك يا بُني ، و أنت صامد ثابت القلب
فلن ينام مستريحاً ، ستكون أنت الكابوس
الذي يُفسد عليه لذة المنام

يا بني ، لا تخف من شئ
الكلبُ ، ينبح و يركضُ خلفك
لأنه يشم ، رائحة الخوف في رجليك
لا تخف من الكلب ، كن صديقه
إمسح على ظهره ، و ألعب بأذنيه
و إن عضك اليوم فسيحبك غداً
فهذا المخلوق يبحثُ عن الحب
و يكره ، من منه يخاف

يا بني ، إحترم الضيوف
لكن أياك أن يتحول هذا الإحترام
إلى خوف و رهبة
فأنت صاحب الدار ، و هم الزوار
قدم لهم كوب العصير ، بحب و إكرام
و أنت تتقدم نحوهم ، كن منتصب القامة
مرفوع الجبين مشرق الإبتسامة
ضيفنا العجوز ، صاحب الطاقية
التي تشبه قبة المهدي ...
لا بأس إنزعها عن رأسه و إلبسها
و أفهمه أنك لا تريدُ إلا أن تجربها ،
و تدور حول نفسك كالصوفي في المسيد
لن يغضب منك يا بني ، و إن غضب
سأطرده من البيت لأنه بيت أبيك ،
و ليس بيت أبوه !

يا بني ، و أنت تلعبُ
مع أبناء الجيران ، إحرص
على أن تقضوا يوماً ممتعاً
ملئ بالمرحِ و السرور
لا تكثرت بطفل السمين
شبيه بابابرو فيل ،
فهو يُحاول تقليد عنترة
فكن أنت أبو الطيب المتنبي
الخيل و اليل و البيداء تعرفه
و السيف و الرمح و القرطاس و القلم
إن دفعك يوماً و إستبد ،
فخير سلاحٍ الطوب ،
فهو ما سيجعله يتوب
إضربه و إصفع و إركل
دمر أكوام الشحم التي عليه

يا بني ، أحب المدرسة
و أرغب في التعليم
حباً للمعرفة ، لا خوفاً
من سوط المعلم

يا بني ، كن أنت الصواب
و تمرد ، علي أنا
نعم علي أنا تمرد لأحترمك
إعصي أوامر أمك الخاطئه ...
لتكون واثقة من أنك
ستكبر رجلاً و تكون ،
لها سنداً في سني ،
شيخوختها

يا بني ، التدخين ضار بالصحة
و لكن أن تدخن خفية فهذا سلوك ،
ضار بالشخصية ،
و الشخصية أهم من الصحة

يا بني كن أنت الصواب
قدس الكتاب ،
فهو نور يضئ ،
فكرك عندما يشتد
ظلام الدنيا في عينيك

يا بُني ، جارك كوالدك
إن قال لك مثلما أقولُ أنا
و حرص على بناء ذاتك
أما إن أرادك أن تكون مؤدباً
ضعيف الشخصية ، مثل ولده
الذي يخافُ من الأرنب
فأخرج هذا المخفي ،
خلف سروالك و تبول على كرامته


يا بنيُ لك محبتي
و إن لم تأتي ، فهذا قاموس
نترجم به أشواقنا
لتكون بيننا
في هذه الحياة



#محمود_احمد_المرضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال حائر ؟
- زخرفي بالحناء أطراف البنفسجِ
- الممرات العسليه


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود احمد المرضي - قاموس ترجمة الأشواق ..أو نهج صارم في تربية الأجيال