أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المذهب الماركسي اللينيني باعتباره جوهر الدياليكتيك الماركسي















المزيد.....



المذهب الماركسي اللينيني باعتباره جوهر الدياليكتيك الماركسي


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 20:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إذا كانت الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية فإن المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل الدياليكتيك الماركسي باعتباره نتاج الثورة الإشتراكية/عشية الإمبريالية، ولا يمكن تجاوز المذهب الماركسي اللينيني إلا بتجاوز المرحلة الإنتقالية بين الإمبريالية والشيوعية أي الإشتراكية وبالتالي تجاوز الدولة "نتاج ومظهر استعصاء التناقضات الطبقية"، لهذا أكد لينين على أهمية بناء دولة ديكتاتورية البروليتاريا في علاقتها بالثورة والديمقراطية الثورية والديمقراطية البروليتارية نقيض الديمقراطية البورجوازية.

المذهب الماركسي اللينيني باعتباره
جوهر الدياليكتيك الماركسي

حاول الماخيون دحض النظرية الماركسية انطلاقا من اللاعرفانية حيث انطلاق ماخ وأفيناريوس من الكانطية مرورا بالهيومية وصولا إلى البركلية، في محاولة منهما لوضع أسس المذهب النقدي التجريبي لمحاربة المذهب الماركسي. وقد سبق لماركس وإنجلس أن قاما بنقد أفكار فورباخ المادية وبالتالي الفلسفة الألمانية الكلاسيكية، وذلك بإدخال "مقياس الواقع العملي في أساس النظرية المادية للمعرفة" كما قال لينين. حيث يقول ماركس عن العلاقة بين النظرية والممارسة:"إن اعتبار التفكير البشري يتطابق مع الحقيقة الملموسة (أي الموضوعية) في معزل عن الواقع العملي إنما هو سكولاستيك."(1) ويقول إنجلس عن الممارسة العملية:"إن أفضل دحض للاعرفانية الكانطية والهيومية، وكذلك لشتى الشعوذات الفلسفية إنما هو الواقع العملي".(2) وأكد لينين على أهمية جدال لافارغ ضد الكانطيين وهو تلميذ إنجلس الذي انتقد كانط من اليسار انطلاقا من المشترك بين كانط وهيوم، ليس فقط بانتقاده لمنظوره حول "الشيء في ذاته" بل كذلك على "النظرة المادية الناقصة إليه" لدى كانط، وحاول البورجوازيون دحض مادية ماركس من منطلقات الكانطية. وقال عنهم لافارغ: "أنكروا الفلسفة الفولتيرية، ومن جديد صارت الكاثوليكية دارجة، على الموضة، وزخرفها شاتوبريان بالأصبغ الرومنطيقية، واستورد سيباستيان مرسيه مثالية كانط لكي يقضي على مادية الموسوعيين التي كان روبسبيير قد أعدم دعاتها على المقصلة".(3)

فخلال القرن 19 عمل البورجوازيون على محاولة دحض المذهب الماركسي بعد قيام الثورات البروليتارية بألمانيا، وبروز التناقضات بين الرأسمال والعمل وانكشاف أكاذيب البورجوازية حول الحرية والديمقراطية، ولم تجد البورجوازية إلا فلسفة كانط للجوء إليها من أجل محاربة الماركسية. وقال لافارغ عن ذلك :"في أواخر القرن 19 الذي يسمى في التاريخ بقرن البورجوازية، يحاول المثقفون أن يسحقوا مادية ماركس وإنجلس بواسطة فلسفة كانط. وقد بدأت هذه الحركة الرجعية في ألمانيا ـ ونحن لا نقول هذا لإهانة أصحابنا الإشتراكيين ـ التكامليين ـ الذين يودون أو ينسبون الشرف إلى مؤسس مدرستهم ، مالون، أما في الواقع، فإن مالون نفسه قد خرج من مدرسة هوخبرغ وبرنشتين وسائر تلامذة دوهرينغ الذين أخذوا يصلحون الماركسية في زوريخ".(4) وعملت البورجوازية بعد سيطرتها على السلطة السياسية والإقتصادية والعسكرية على محاربة الماركسية باعتبارها مذهب البروليتاريا الثورية، الذي بإمكانه كشف زيف ادعاءات الشعارات البورجوازية التي تم رفعها أثناء الثورة البورجوازية، والتي سرعان ما انكشفت مع بروز الرأسمالية كنظام يسعى إلى الربح بشكل جشع عبر استغلال الطبقة العاملة، مما دفع باحتداد التناقضات بين الرأسمال والعمل التي أسفرت عن قيام الثورات البروليتارية خلال القرن 19، التي ساهمت بشكل كبير في وضع أسس المذهب الماركسي، عبر تطور الحركة العمالية الثورية التي أفرزت الفكر الماركسي خلال النصف الثاني من القرن 19، والذي طوره لينين في العقديين الأولين من القرن 20 عبر نقده للرأسمالية الجديدة/الإمبريالية التي اعتبرها "أعلى مراحل تطور الرأسمالية"، وبرزت الماركسية اللينينية باعتبارها النظرية المادية لعصر الإمبريالية والثورة البروليتارية.

لقد حقق لينين انتصارا باهرا على المذهب النقدي التجريبي الذي حاول عبره الماخيون الألمان والروس دحض المادية الجدلية، وأسس النظرية الماركسية اللينينية ببلورة المنظور الدياليكتيكي الماركسي في مجال المعرفة. وحاول الماخيون دحض الماركسية عبر نقد المادية التاريخية لماركس سعيا إلى تفنيد استنتاجاته حول الإقتصاد السياسي، التي باشر فيها نقد المنطلقات الأخلاقية في الإقتصاد السياسي عند ريكاردو، والتي سماها "تطبيق الأخلاق على الإقتصاد السياسي" مما جعلها "غير صحيحة شكلا من الناحية الإقتصادية"، وقال عنها إنجلس:"لقد باشر ماركس دراسة الإشتراكية الفرنسية والإقتصاد السياسي انطلاقا من العقيدة الإشتراكية، وكان هدفه العرفاني إعطاء هذه العقيدة "تعليلا نظريا" لأجل "تأمين" قيمتها الإنطلاقية. ولقد وجد ماركس عند ريكاردو قانون القيمة، ولكن...استنتاجات الإشتراكيين الفرنسيين من ريكاردو لم يكن بوسعها أن ترضي ماركس لأجل "تأمين" قيمتها الإنطلاقية، الموضوعية في حالة التنوع الحياتي، أي في حالة "عقيدة"، لأن هذه الإستنتاجات قد دخلت كقسم في مضمون قيمتها الأولية، بصورة "الأستياء من سرقة العمال"، وإلخ... وقد نبذت الإستنتاجات بوصفها "غير صحيحة شكلا من الناحية الإقتصادية"، لأنها مجرد "تطبيق للأخلاق على الإقتصاد السياسي". ولكن ما هو غير صحيح بالمعنى الإقتصادي الشكلي قد يكون صحيحا بالمعنى التاريخي العلمي. وإذا كان وعي الجماهير الأخلاقي يعلن واقعا اقتصاديا معينا غير عادل، فإن هذا برهان على أن هذا الواقع نفسه قد ولى عهده، وأنه ظهرت وقائع اقتصادية أخرى أصبح هذا الواقع يحكمها واقعا لا يطاق ولا يمكن إبقاؤه. ووراء الخطأ الإقتصادي الشكلي يمكن بالتالي أن يكمن المضمون الإقتصادي الحقيقي".(5) ويقول لينين عن الماخيين وعلى رأسهم ف.بلي الذي تناول في كتابه "الميتافيزيقا في الإقتصاد السياسي"، ما جاء في القول السابق لإنجلس، ومن أجل دحض استنتاجات ماركس المادية التاريخية، عمل الماخيون على:

ـ نعت ماركس ب"الميتافيزيقي" وغير ملم بالعرفانية وبالتالي فالماركسية "ميتافيزيقا" مثل علم الطبيعيات/الفيزيولوجيا.
ـ إعتبار الماركسية "الفرد" مقدارا لا شأن له.
ـ إعتبار نظريته "لابيولوجية" حيث لا تعرف ولا تريد أن تعرف أية "تنوعات حياتية".
ـ إعتبار نظريته حزبية.
ـ و سخروا من الحقيقة "الموضوعية".

وعلق لينين على استنتاجات بلي بقوله:"وإذا ما تبرأ أصحابنا الماخيون من بلي (وسيتبرأون منه على الأرجح)، فإننا سنقول لهم: لا تلم المرآة إذا... وإلخ. فإن بلي مرآة تعكس بصدق وأمان ميول المذهب النقدي التجريبي، في حين أن تبرؤ ماخيينا يشهد فقط على نواياهم الطيبة، وعلى سعيهم الإختياري السخيف للجمع بين ماركس وأفيناريوس".(6)

لقد أسس لينين المذهب الماركسي اللينيني بعد تطويره للدياليكتيك الماركسي على مستوى المعرفة مما ساهم في تطوير المادية الجدلية والمادية التاريخية، وتمت بلورة الدياليكتيك الماركسي في أوساط العلماء الروس الذين حققوا بفضله إنجازات باهرة على مستوى البحث العلمي، الشيء الذي أهل الإتحاد السوفييتي ليصبح قوة اقتصادية عالمية، نتيجة تطور الصناعة وتصنيع الفلاحة وتطوير بلدان الإتحاد في ظل النظام والإقتصاد الإشتراكي. ويقول ستالين عن اللينينية :"إن اللينينية هي ماركسية عصر الاستعمار والثورة البروليتارية. وبتعبير أدق اللينينية هي نظرية وتاكتيك الثورة البروليتارية بوجه عام، ونظرية وتاكتيك ديكتاتورية البروليتاريا بوجه خاص".(7) واللينينية تطوير للماركسية على جميع المستويات الفلسفية والإقتصادية والسياسية والتظيمية لهذا سماها ستالين "ماركسية عصر الإستعمار والثورة البروليتارية"، لكونها نتاج الحركة البروليتارية الثورية في مواجهة الإمبريالية في علاقتها بحركة التحرر الوطني العالمية بالبلدان المستعمرة، وتعتبر تطويرا لماركسية ما قبل الثورات الإشتراكية، تطوير في اتجاه البناء الإشتراكي وبناء المجتمعات الإشتراكية وعهد السوفيات. يقول ستالين :"ناضل ماركس وأنجلس في المرحلة السابقة للثورة (نعني الثورة البروليتارية) حين لم يكن الاستعمار قد تطور بعد، في مرحلة تهيئة البروليتاريين إلى الثورة، تلك المرحلة التي لم تكن الثورة البروليتارية فيها قد غدت بعدُ، ضرورة مباشرة عملية لا مناص منها. أما لينين، تلميذ ماركس وأنجلس، فقد ناضل في مرحلة الاستعمار المتطور، في مرحلة الثورة البروليتارية الآخذة في النمو، وفي وقت انتصرت فيه الثورة البروليتارية في قطر واحد فحطمت الديمقراطية البرجوازية، ودشنت عهد الديمقراطية البروليتارية، عهد السوفيات.هذا هو السبب في أن اللينينية هي تطور الماركسية إلى أمام".(8) فاللينينية تطوير للماركسية و ليست فكرا جامدا كما يدعي الماخيون الجدد في القرن 21 أو الماركسية التقليدية كما يقول التحريفيون الإنتهازيون الجدد (الماويون)، وقد عمل ستالين على تطبيقها وتطويرها في الإتحاد السوفييتي نظريا وممارسة، في ظل دولة ديكتاتورية البروليتاريا باعتبارها الممارسة العملية للينينية، من خلال البناء الإشتراكي وتطوير قوانين الإقتصاد الإشتراكي ووضع الدستور الإشتراكي.

لقد عمل لينين على استكمال بناء نظرية الثورة الإشتراكية انطلاقا من دراسته للواقع الموضوعي للرأسمالية في عهد الإستعمار وفي مرحلة متقدمة منه، وليس انطلاقا من أوضاع روسيا الخاصة حتى يمكن نعت اللينينية بالتطبيق العملي للماركسية بروسيا كما يدعي التحريفيون الإنتهازيون الجدد. وساهم الصراع الأيديولوجي والسياسي الذي خاضه لينين ضد الماخيين الألمان والروس في ترسيخ أسس اللينينية. ويقول ستالين :"يقول بعضهم أن اللينينية هي تطبيق الماركسية على الظروف الخاصة بالوضع الروسي. إن في هذا التعريف جزءاً من الحقيقة، ولكنه بعيد عن أداء الحقيقة بكاملها. فقد طبق لينين الماركسية فعلاً على الواقع الروسي، وفعل ذلك ببراعة المعلم. ولكن لو أن اللينينية لم تكن غير مجرد تطبيق الماركسية على وضع روسيا الخاص، إذاً لكانت حادثاً قومياً محضاً وقومياً فقط، روسياً محضاً وروسياً فقط. بينما نحن نعلم أن اللينينية حادث أممي، له جذور في مجموع التطور الأممي، وليس حادثاً روسياً فقط. ولذا أرى أن عيب هذا التعريف هو أنه تعريف وحيد الجانب."(9)

في المجال الإقتصادي سعى التحريفيون الإنتهازيون إلى التأثير على الجماهير بما كانوا يسمونه ب"المعطيات الجديدة في التطور الاقتصادي"، زاعمين أن تمركز الإنتاج وإزاحة الإنتاج الكبير للإنتاج الصغير لا يظهر في الزراعة في الوقت الذي يجري ببطء في مجال التجارة والصناعة، واعتبروا أن الكارتيلات والتروستات تخفف من حدة أزمات الرأسمالية إلى حين زوال الأزمة تماما، والتناحر داخل النظام الرأسمالي أخذ يقل مما جعل نظرية الإفلاس خاطئة، لذا وجب إدخال تعديلات على النظرية الماركسية وفق هذه المعطيات الجديدة بما في ذلك نظرية القيمة.

وواجه لينين البرينشتينيين بصرامة بدءا بالإقتصاد الذي يحاولون من خلاله تركيز الآراء البورجوازية لبوهم- بافيرك معتمدا على الوقائع والأرقام التي تبين ضعف نظريتيهم، حيث أن الإنتاج الضخم يتفوق على الإنتاج الصغير في جميع المستويات الزراعية والصناعية والتجارية، إلا أن الإنتاج البضاعي في الزراعة ضعيف بالنسبة للإنتاج الصناعي لذا لا يظهر التمركز في الزراعة بنفس الحدة كالصناعة. فالتقدم العلمي المطرد يؤثر تأثيرا سلبيا على الإنتاج الصغير في المجتمعات الرأسمالية وكان على علم الإقتصاد الإشتراكي أن يوضح ذلك بالتحليل المادي، وأوضح لينين أن الإنتاج الصغير لا محل له في النظام الرأسمالي، وعلى الفلاح تبني النظرية البروليتارية الثورية عكس دعوة التحريفيين الإنتهازيين للفلاح بتبني وجهة نظر الملاك التي تعتبر نظرية بورجوازية.

إن ما دفع التحريفيين الإنتهازيين إلى محاولة تعديل المذهب الماركسي هو انبهارهم أمام ما حققته الصناعة من تقدم خلال السنوات الأخيرة من القرن 19، جازمين من أن الأزمات قد تجاوزتها الرأسمالية بذلك المستوى الطفيف من تطور وسائل الإنتاج غافلين أن وراء كل ازدهار للرأسمالية أزمة باعتبار الرأسمالية تلازمها الأزمات، وتوحيد إنتاج الكارتيلات والتروستات لم يزد إلا فوضى الإنتاج وتفاقم الأوضاع المزرية للبروليتاريا في ظل طغيان الرأسماليين، والرأسمالية في تطورها تسير نحو الإفلاس عبر مختلف الأزمات السياسية والإقتصادية للوصول إلى الإنهيار التام، ووضع الأسس العلمية للرأسمال المالي المهيمن على الرأسمالين التجاري والصناعي في ظل الرأسمالية الإمبريالية التي سماها أعلى مراحل تطور الرأسمالية.

لقد شكل الاستعمار والحرب في الأطروحة اللينينية عنصرين ملازمين للرأسمالية الإمبريالية ويتجلى ذلك في اعتماد دراسة لينين لعصر الإمبريالية على هذين العنصرين، وذلك لتحديد ملامح تطور الرأسمالية خلال العقدين الأولين من القرن 20 والأزمات التي تلاحقها، والتي شكلت فيها سيطرة الرأسمال المالي على التجارة العالمية عنصرا أساسيا في الاقتصاد، وذلك انطلاقا من الدياليكتيك الماركسي الذي يحدد تطور المجتمعات انطلاق من العلاقة الجدلية بين القوى المنتجة الجديدة وعلاقات الإنتاج القديمة والتي يشكل فيها الاقتصاد الأساس المادي للتطور. واعتبر لينين أن أساس الصراع بين الإمبرياليات ليس دبلوماسيا إنما يرتكز على التنافس الاقتصادي الذي أفضى إلى الاحتكارات الكبرى واستعمار الدول الفقيرة، وبالتالي بروز الاحتكار الاقتصادي الذي يرتكز على تصدير الرساميل وتقسيم العمل عالميا وأن الحرب الإمبريالية ما هي إلا نتيجة هذا الصراع، وهكذا اكتشف أن الإمبريالية ما هي إلا أعلى مراحل تطور الرأسمالية التي لا يمكن لها أن تحقق هذا الكم الهائل من وسائل الإنتاج إلا باضطهاد الشعوب الفقيرة، واعتبر أن تطور وسائل الإنتاج في الدول الإمبريالية أدى إلى اضطهاد الشعوب الأخرى وتعتبر السكك الحديدية من بين هذه الوسائل التي سخرتها الإمبرياليات لاضطهاد الشعوب خاصة في ذلك العصر. ويقول لينين:"يبدو مد السكك الحديدية أمرا بسيطا وطبيعيا وديموقراطيا وثقافيا وتمدنيا، وهو يبدو كذلك في عيون الأساتذة البرجوازيين الذين تدفع لهم الأجور لكيما يجملوا وجه العبودية الرأسمالية، وفي عيون البرجوازيين الصغار التافهين الضيقي الأفق. أما في الواقع فإن الخيوط الرأسمالية التي تربط بألوف الشباك هذه المشاريع بالملكية الخاصة لوسائل الإنتاج بوجه عام قد جعلت من مد السكك الحديدية أداة لاضطهاد مليار من الناس (أشباه المستعمرات إضافة إلى المستعمرات)، أي لاضطهاد أكثر من نصف سكان الأرض في البلدان التابعة، وعبيد الرأسمال الأجراء في البلدان «المتمدنة»."(10)

إن التطور الهائل لوسائل الإنتاج المادية و الثقافية إنما تسخره الرأسمالية الإمبريالية للظفر بمزيد من الاحتكارات عن طريق تصدير الرساميل وجلب المواد الخام من البلدان الفقيرة، والذي نتج عنه سيطرت المال على التجارة العالمية التي تعتبر فيها السكك الحديدية "حاصل جميع الفروع الرئيسية في الصناعة الرأسمالية" كما يقول لينين عن ذلك العصر، نظرا للدور الذي تقدمه للرأسمالية الإمبريالية عبر تسهيل الاتصال بين جميع فروع الصناعة الرأسمالية وتطور التجارة العالمية. وناضل لينين ضد تحريف المادية التاريخية من طرف الماخيين وعلى رأسهم بتسولدت الذي استعمل كلمة "الإستقرار" لتفسير علاقات الإنتاج، في كتابه "مقدمة إلى فلسفة التجربة الخالصة" محاولا إرجاع كل ما يقوم به الناس أثناء الإنتاج إلى السعي وراء "الإستقرار"، معتبرا أن "التطور البشري ينطوي على هدفه" وهو يسير نحو "الحالة المستقرة الكاملة". يقول لينين عن منظوره هذا:"إن الناس غير الملمين بالفلسفة لا يدركون كل سعة مباديء استقرار أو إقتصاد التفكير. وعلى هؤلاء يعرض بتسولدت "نظريت"ه بالتفصيل. "الشفقة هي تعبير عن حاجة طبيعية إلى حالة مستقرة" كما قال بتسولدت. (11)

وتناول لينين منظور بوغدانوف الذي يسميه تطوير الماركسية محاولا كشف العلاقة بين الوعي الإجتماعي والوجود الإجتماعي، في مقال له تحت عنوان "تطور الحياة في الطبيعة وفي المجتمع" يقول فيها بوغدانوف عن ماركس:"العالم لاإجتماعي الأعظم، أسس المادية التاريخية"، متهكما على خلاصات ماركس حول التطور الإجتماعي وعلاقته بالأساس الإقتصادي، وقال عنها:"الصياغة القديمة للأحادية التاريخية لم تعد ترضينا تماما مع أنها لا تزال صحيحة في أساسها". ويرد بوغدانوف "الأشكال الإجتماعية" إلى "نوع التكييفات البيولوجية" ويرجع التطور إلى الوعي الإجتماعي ويقول أن "الوجود الإجتماعي والوعي الإجتماعي، بمعنى هاتين الكلمتين الدقيق، متماثلان".(12) وهكذا يعتقد أنه طور الماركسية، وقد طورها بتشويه استنتاجات ماركس التي تقول بأن الوجود الإجتماعي هو الذي يحدد الوعي الإجتماعي، وأن مصدر أفكارنا هو الصراع بين القوى المنتجة الجديدة وعلاقات الإنتاج القديمة، وما أن يتغير الأساس الإقتصادي حتى تتغير البنية الفوقية أي أفكارنا. ويقول لينين عن الماخيين الروس:"إن مصيبة الماخيين الروس الذين يريدون "التوفيق" بين الماخية والماركسية، تتلخص على وجه الضبط في أنهم وثقوا بأساتذة الفلسفة الرجعيين فانزلقوا على منحدر. إن شتى محاولاتهم لتطوير ماركس وتكميله ترتكز على أساليب في غاية البساطة. لقد قرأوا اوستفالد، وآمنوا باوستفالد، وعرضوا اوستفالد، وسموا هذا بالماركسية. قرأوا ماخ، وآمنوا بماخ، وعرضوا ماخ، وسموا هذا بالماركسية، قرأوا بوانكاره، وآمنوا ببوانكاره، وعرضوا بوانكاره، وسموا هذا بالماركسية! عندما يدور الكلام حول الفلسفة، لا يمكن تصديق أية كلمة من أي من هؤلاء الأساتذة مع أنهم يستطيعوا تدبيج مؤلفات ذات قيمة كبيرة جدا في ميدان خاصة من الكيمياء والتاريخ والفيزياء. لماذا؟ لنفس السبب الذي يحمل على عدم تصديق أية كلمة من أي أستاذ الإقتصاد السياسي عندما يدور الكلام حول نظرية الإقتصاد السياسي العام، مع أن يستطيع تدبيج مؤلفات ذات قيمة كبيرة جدا في ميدان الأبحاث العملية، المختصة، وذلك لأن هذه النظرية، شأنها شأن علم العرفان، هي علم حزبي في المجتمع المعاصر. وليس أساتذة علم الإقتصاد، بوجه عام، سوى خدم متعلمين لطبقة الرأسمالين، وليس أساتذة الفلسفة سوى خدم متعلمين للاهوتيين".(13) ويسمي لينين هؤلاء الأساتذة خدم الرأسمالية، ويوصي كل الماركسيين بمعرفة كيفية معاملة هؤلاء الخدم باستيعاب ومعالجة مكتسباتهم، وذلك بالقطع مع كل ما تحتويه من "ميل رجعي" بتطبيق الخط الماركسي ضد جميع "خطوط القوى والطبقات المعادية"، ذلك ما لم يستطع الماخيون القيام به وساروا وراء "الفلسفة الأستاذية الرجعية".

واعتبر لينين أن الماخيين بإنكارهم "الواقع الموضوعي المعطى لنا من خلال أحاسيسنا" إنما يغرقون في الإيمانية وينزلقون إلى اللاعرفانية أو الذاتية، لأن العالم مادة متحركة ويجب دراستها "إلى ما لا نهاية" إذ لا يمكن أن يكون ثمة شيء آخر خارج هذه المادة، والعداء الرائج ضد المادية في أوربا "المتمدنة والديمقراطية" وهو ما زال قائما حتى يومنا هذا يخفيه الأساتذة الرجعيون على الجماهير باعتبارهم خدما للرأسمالية. ويقول لينين عن الماخية :"أنظروا إلى موقف الماخية، بوصفها تيارا فلسفيا، من علم الطبيعيات، مطلقة هذه التسمية على المادية الطبيعية التاريخية، أي الإقتناع العفوي، غير الواعي، غير المتشكل، للاواعي فلسفيا، لدى الأغلبية الساحقة من علماء الطبيعيات بواقعية العالم الخارجي الموضوعية، التي يعكسها وعينا. وهذا الواقع يلزم أصحابنا الماخيون الصمت حوله زيفا ونفاقا، طامسين أو مشوشين الصلة التي لا تنفصم عراها بين المادية العفوية لدى علماء الطبيعيات وبين المادية الفلسفية بوصفها اتجاها معروفا من قديم الزمان وأكده ماركس وإنجلس مئات المرات". (14)

وقام لينين بالمقاربة بين الأسس النظرية للمذهب النقدي التجريبي اللاعرفانية والدياليكتيك الماركسي المادي، وأجرى محاكمات فعلية للفلسفة الماخية، ووقف على "المسائل العرفانية الرجعية التامة" التي تلازم هذا المذهب الذي استعمل كلمات سماها ب"الجديدة"، وارتكب عبرها الماخيون الأخطاء القديمة للمثالية واللاعرفانية حيث لا يمكن الجمع بينه وبين المذهب الماركسي، كما سعوا للوصول إلى ذلك بطريقة لاعرفانية لجهلهم بالدياليكتيك الماركسي مدعين أنهم يطورون الماركسية. وحدد لينين موقع المذهب النقدي التجريبي باعتباره مدرسة فلسفية صغيرة بين المدارس الفلسفية الأخرى في العهد المعاصر، فانطلق ماخ وأفيناريوس من كانط في الإتجاه المعاكس للمادية نحو هيوم وبركلي في محاولة فاشلة لتطهير "التجربة"، ولم يقوما بغير تطهير اللاعرفانية من الكانطية ورسخا المنظور المثالي في الفلسفة الماخية في وحدة مع الكمونية الأشد إغراقا في الرجعية. وأقر لينين أن الماخية في صلة وثيقة مع مدرسة في فرع من فروع العلوم الطبيعية الحديثة التي تضم مجموع علماء الطبيعة خاصة في الفيزياء، الذين عجزوا أمام أزمة الفيزياء فانزلقوا عبر مفهوم النسبية نحو المثالية بحكم جهلهم بالدياليكتيك الماركسي، وتشبثوا بالمثالية الفيزيائية شأنها شأن المثالية الفيزيولوجية فيما قبل.

وأكد لينين أن المذهب النقدي التجريبي يتسم بالسكولايستيك العرفاني الذي يحدد صراع الأحزاب في الفلسفة، من خلال صراع الطبقات المتناقضة في المجتمعات المعاصرة عبر أيديولوجيتها المتناقضة، واعتبر الفلسفة الحديثة حزبية مثلها مثل الفلسفة منذ القدم باعتبار المادية نقيض المثالية وهما في صراع دائم إلى الأبد. ويقول لينين عن المثالية واللاعرفانية:"وما المثالية غير شكل متفنن، منعم للإيمانية التي تقف على كامل التأهب، وتملك منظمات هائلة، وتواصل التأثير أبدا ودائما في الجماهير، مستغلة في صالحها أقل تاريخ في الفكر الفلسفي. وأن دور المذهب النقدي التجريبي، دوره الموضوعي، الطبقي ينحصر كليا في خدمة الإيمانية بخنوع ومذلة في نضالهم ضد المادية على العموم وضد المادية التاريخية على الخصوص".(15) واستنتج لينين عبر نقده للمذهب النقدي التجريبي منظوره حول الدياليكتيك الماركسي الذي أعطاه بعدا أدق وأشمل، بتحديد أسس "الحركة الذاتية" عبر قوله:

ـ إن إزدواج ما هو واحد ومعرفة جزأيه المتناقضين يشكلان جوهر الدياليكتيك.
ـ إن تماثل الأضداد هو إقرار بميول متناقضة، متضادة، ينفي بعضها بعضا في جميع ظاهرات الطبيعة والمجتمع وتفاعلاتها.
ـ إن إدراك "الحركة الذاتية" لتفاعلات العالم، من حيث تطورها العفوي، من حيث واقعها الحي، ينبغي إدراكها من حيث هي وحدة من الأضداد، ويعطينا التاريخ مفهومين أساسيين للتطور:
ـ إن التطور هو نضال الأضداد، التطور بوصفه نقصانا وزيادة، بوصفه تكرارا.(المفهوم الأول).
ـ إن التطور بوصفه وحدة الأضداد ( إزدواج ما هو واحد، إلى ضدين ينفي أحدهما الآخر، وعلاقات بين الضدين). (المفهوم الثاني).
ـ المفهوم الأول جامد، عقيم، جاف، والمفهوم الثاني طافح بالنشاط و الحياة، وهو يعطينا مفتاح "الحركة الذاتية" لكل ما هو موجود (القفزات، الإنقطاع في الإستمرار، تحول الشيء إلى ضده، تدمير ما هو قديم، ولادة ما هو جديد).
ـ إن وحدة الأضداد مشروطة، مؤقتة، نسبية، و نضال الأضداد التي ينفي بعضها بعضا، هو مطلق، كما هو عليه التطور، كما هو عليه الحركة.

ويقول لينين عن النسبية والمطلق :"إن الذاتية (الريبية والسفسطائية، إلخ) تختلف عن الدياليكتيك، فيما تختلف عنه، بما يلي:

ـ إن الفرق بين النسبي والمطلق هو أيضا نسبي بنظر الدياليكتيك (الموضوعي).
ـ بنظر الدياليكتيك الموضوعي يوجد مطلق في النسبي.
ـ بنظر الذاتية والسفسطائية، فالنسبي ليس سوى نسبي، وهو ضد المطلق."(16)

وأكد لينين أن ماركس تناول في كتابه "رأس المال" أدق الجزئيات في الحركة داخل المجتمعات الرأسمالية، أبسط الأشياء، الأشياء العادية، أكثرها شيوعا، الأشياء الأساسية، تبادل البضائع، وقام بتحليلها وبين لنا "في هذه الظاهرة البسيطة جميع تناقضات المجتمع المعاصر"، وكذلك يجب أن يكون الدياليكتيك بشكل عام في تناوله لجميع القضايا، تناول أبسط الجمل العادية، وأكثرها تواترا، لكن المادية "الميتافيزيقية" تعجز عن تطبيق الدياليكتيك "على مجرى المعرفة وتطورها" كما قامت بذلك المادية التاريخية. ويقول لينين عن الدياليكتيك :"الدياليكتيك، بوصفه معرفة حية، متعددة الجوانب (إذ أن الجوانب تتكاثر بلا انقطاع)، مع ما لا حد له من الأشكال والألوان، بغية مجابهة الواقع، بغية الإقتراب من الواقع (مع نهج فلسفي ينبثق من كل شكل ولون ليشكل كلا واحدا)، ذلك هو محتوى فائق الغنى بالنسبة للمادية "الميتافيزيقية"، التي مصيبتها الكبرى أنها غير أهل لتطبيق الدياليكتيك على Bildertheorie(نظرية الإنعكاس )، على مجرى المعرفة و تطورها".(17)

وسار ستالين على نهج لينين في تناوله للدياليكتيك الماركسي وتطبيقه على طبيعة الحركة الذاتية في الحزب الشيوعي، في التعاطي مع تناقضاته الداخلية، في تطوره عبر تطبيق المادية التاريخية، ومن خلال دراسة وتحليل الإرث النظري الذي خلفه لينين، وأعطى ستالين تعريفا أبعد للدياليكتيك في علاقته بالتطور التاريخي للحزب الماركسي اللينيني. ويقول ستالين:"المادية الديالكتيكية هي النظرة العالمية للحزب الماركسي اللينيني. وهي تدعى مادية ديالكتيكية لأن نهجها للظواهر الطبيعية، أسلوبها في دراسة هذه الظواهر وتفهمها ديالكتيكي بينما تفسيرها للظواهر الطبيعية، فكرتها عن هذه الظواهر، نظريتها مادية. والمادية التاريخية هي امتداد مبادئ المادية الديالكتيكية على دراسة الحياة الاجتماعية، تطبيق مبادئ المادية الديالكتيكية على ظواهر الحياة الاجتماعية وعلى دراسة المجتمع وتاريخه."(18)

وأكد ستالين أقوال لينين حول الحركة الذاتية وعلاقتها بالواقع الموضوعي، في علاقتها بقوانين العالم الموضوعي، بأحد أهم هذه القوانين أي التناقض في ظل الوحدة، في علاقتها بالخاص والعام، النسبي والمطلق، الذاتي والموضوعي. حيث يقول لينين:"هكذا يجب أن تكون أيضا طريقة عرض الدياليكتيك بوجه عام، سواء بدأ بأية جملة من أبسط الجمل المادية، وأكثرها تواترا، ففيها يوجد الدياليكتيك: فما هو خاص هو عام، وهكذا تكون الأضداد (الخاص ضد العام) متماثلة: فالخاص غير موجود إلا في العلاقة التي تؤدي إلى العام. والعام غير موجود إلا في الخاص، عبر الخاص. كل خاص له طابعه العام (بهذه الصورة أو تلك) ، وكل عام هو (جزء أو جانب أو جوهر) من الخاص. وكل عام لا يشمل جميع الأشياء الخاصة إلا على وجه التقريب. وكل خاص لا يشترك تمام الإشتراك في العام، إلخ... إلخ... كل خاص يرتبط عبر آلاف الدرجات الإنتقالية بعناصر خاصة من طبيعة أخرى (أشياء، ظاهرات ، تفاعلات)، إلخ... حتى هنا توجد عناصر وأجنة مفهوم الضرورة، عناصر وأجنة العلاقة الموضوعية في الطبيعة إلخ، فالعرضي والضروري، والظاهرة والجوهر، موجودة حتى هنا ..."(19) واعتبر ستالين أنه لا يمكن تناول الظواهر بمعزل عن الواقع الموضوعي، ويمكن فهم هذه الظاهرة عندما نأخذها بذاتها ، فهي في ترابط مع غيرها من الظواهر المحيط بها، مع الظروف المحيطة بها. ويقول ستالين:"على العكس من الميتافيزيقا، لا يعتبر الديالكتيك الطبيعة تراكما عرضيا من الأشياء، أو الظواهر، لا ترتبط أحداها بالأخرى، أو منعزلة ومستقلة إحداها عن الأخرى، بل يعتبرها كيانا كليا مرتبطا ارتباطا لا ينفصم، تكون فيه الأشياء والظواهر مرتبطة ارتباطا عضويا وتعتمد إحداها على الأخرى وتقرر إحداها الأخرى. وعليه فإن الأسلوب الديالكتيكي يعتبر أنه لا يمكن فهم أية ظاهرة طبيعية إذا أخذت بذاتها، منعزلة عن الظواهر المحيطة بها، إلى حد أن أية ظاهرة في أي مجال من الطبيعة قد تصبح عديمة المعنى لنا إذا لم تدرس بالترابط مع الظروف المحيطة بها، بل بالانفصال عنها، وإنه على العكس من ذلك يمكن تفهم أية ظاهرة وتوضيحها إذا درست في ارتباطها الذي لا تنفصم عراه مع الظواهر المحيطة بها، كظاهرة تقررها الظروف والظواهر المحيطة بها."(20)

وكما أن الظواهر غير مستقلة عن بعضها البعض، فإنه لا بد من اعتبار حركتها وتغيرها وتطورها، في نشوئها وزوالها بارتباطها مع تناقضاتها وعلاقاتها، وتناقض الأضداد في صراعها ونضالها من أجل نفي بعضها لبعض، وتناول ستالين مفهوم التطور الذي أعطاه لينين بعدا أدق "التطور هو نضال الأضداد... التطور بوصفه وحدة الأضداد"، وهو ليس عملية بسيطة باعتباره يجري في ظل الحركة. ويقول ستالين :"على العكس من الميتافيزيقا، لا يعتبر الديالكتيك عملية التطور على أنها عملية نمو بسيطة، حيث لا تتحول التغيرات الكمية إلى تغيرات كيفية، بل على أنها تطور يجتاز من تحولات كمية تافهة غير محسوسة إلى تحولات أساسية مكشوفة، إلى تحولات كيفية، يعتبرها تطورا لا تحدث التغيرات الكيفيه فيه بصورة تدريجية، بل بصورة سريعة ومفاجئة، تتخذ شكل طفرة من حالة إلى حالة أخرى، لا تحدث بصورة عرضية بل نتيجة طبيعية لتراكم تغيرات كمية غير محسوسة وتدريجية. وعليه فإن الأسلوب الديالكتيكي يعتبر أن عملية التطور يجب تفهمها ليس كحركة في دائرة، ليس كتكرار بسيط لما كان قد حدث فعلا، بل كحركة إلى الأمام وإلى الأعلى، كتحول من حالة كيفية قديمة إلى حالة كيفية جديدة، كتطور من البسيط إلى المركب، من الأدنى إلى الأعلى."(21)

والدياليكتيك الماركسي هو نتاج الحركة المعرفية للمادية الجدلية والمادية التاريخية في صراعهما مع المادية الميتافيزيقية، في نظرتها الذاتية للوقائع التاريخية باعتبارها نتاج الفكر، مستقلة عن الواقع الموضوعي، باعتبار الظواهر مستقلة عن الجوهر، عكس الدياليكتيك الماركسي الذي ينطلق من المادة باعتبارها الواقع الموضوعي للوصول إلى الفكر، وأن قياس المعرفة لا يكمن إلا عبر العلاقة الجدلية بين الفكر والواقع الموضوعي، ومعرفة قوانين التطور الطبيعي والإجتماعي أمر ممكن التوصل إليه، كما يمكن تطويع هذه القوانين وتسخيرها في سبيل تطور الأنظمة الإجتماعية. ويقول ستالين عن المعرفة والتطور:"ثم، إذا كان العالم قابلا للمعرفة وكانت معرفتنا لقوانين تطور الطبيعة معرفة موثوقة لها صحة الحقيقة الموضوعية، ينجم عن هذا أن الحياة الاجتماعية، تطور المجتمع، هو الأخر قابل للمعرفة وأن المعلومات العلمية بخصوص قوانين تطور المجتمع معلومات موثوقة لها صحة الحقائق الموضوعية. وعليه يمكن أن يصبح علم تاريخ المجتمع، رغم تعقد ظواهر الحياة الاجتماعية، علما دقيقا لنقل مثل علم الأحياء، علما قادرا على الاستفادة من قوانين تطور المجتمع للأغراض العملية. لذا على حزب البروليتاريا ألا يتبع في نشاطاته العملية الحوافز العرضية، بل يتبع قوانين تطور المجتمع وبالاستدلال العملي من هذه القوانين."(22)

والمادية التاريخية تستند إلى العلاقة بين الوجود الإجتماعي والوعي الإجتماعي، بين الواقع الموضوعي والإدراك، باعتبار أفكارنا وتصوراتنا انعكاسا للواقع الموضوعي عبر إحساساتنا، التي يمكن أن تعكس الوجود الإجتماعي في وعينا بشكل يقترب من الحقيقة، إذا كان هناك وجود للوعي، والبحث عن الحقيقة لا يتم عبر الأفكار والتصورات السياسية والأيديولوجية، إنما يكون انطلاقا من الوجود الإجتماعي ومعرفة هذا الوجود بواسطة الدياليكتيك. ويقول ستالين:"وعليه، فان مصدر تكوين حياة المجتمع الروحية، أصل الآراء الاجتماعية، النظريات الاجتماعية، الآراء السياسية والمؤسسات السياسية يجب ألا نبحث عنها في الآراء أو النظريات أو وجهات نظر المؤسسات السياسية ذاتها، بل في ظروف الحياة المادية للمجتمع، في الوجود الاجتماعي الذي تشكل الآراء والنظريات ووجهات النظر الخ... انعكاسا لها... وعليه، لكي لا يخطئ حزب البروليتاريا في سياسته، لكي لا يجد حزب البروليتاريا نفسه في وضع الحالم التائه، ألا يؤسس نشاطاته على "مبادئ العقل البشري" المجردة، بل على الظروف الحقيقية لحياة المجتمع المادية باعتبارها المقررة الحقيقية لتطور الحياة المادية للمجتمع."(23)

وهذا لا يعني عدم أهمية الأفكار في التطور الإجتماعي، فالعلاقة الجدلية بين النظرية والممارسة لها أهمية قصوى في حركة المجتمع. ويقول لينين:"لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية".(24) وأكد ستالين أن مصادر الأفكار والنظريات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والحقوقية والفلسفية والفنية وغيرها، إنما يكمن في شروط الحياة المادية للمجتمع/شروط الوجود الإجتماعي. وتعتبر الأفكار والنظريات انعكاسا لشروط الحياة المادية للمجتمعات البشرية وهي تمارس بدورها تأثيرها على تطور شروط الحياة المادية للمجتمعات البشرية/الوجود الإجتماعي والقاعدة الإقتصادية للمجتمع. ويقول ماركس:"إن النظرية تصبح قوة مادية عندما تتغلغل في الجماهير."(25)

وللنظرية دور فعال في تحريك التاريخ عبر الصراع الطبقي، عندما تكون هذه النظرية في مستوى المهام المطروحة على قوى التغيير الإجتماعي، وحينما يتم بلورتها نضاليا وتنظيميا في أوساط الجماهير. ويقول ستالين:"إن الآراء والنظريات الجديدة لا تنشأ إلا بعد أن يكون تطور حياة المجتمع المادية قد وضع مهام جديدة أمام المجتمع. إلا أنها ما أن تنشأ إلا وتصبح أشد القوى التي تسهل تنفيذ المهام الجديدة التي خلقها تطور حياة المجتمع المادية، قوة تسهل تقدم المجتمع. هنا بالضبط تظهر نفسها الأهمية الهائلة لتنظيم وتحريك وتحويل الآراء والنظريات الجديدة ووجهات النظر الجديدة والمؤسسات السياسية الجديدة. إن الآراء والنظريات الجديدة تنشأ بالضبط لأنها ضرورية للمجتمع، لأن من المستحيل تنفيذ المهام الملحة لتطور حياة المجتمع المادية بدون نشاطها التنظيمي والتحريكي والتحويلي. ولدى نشوء الآراء الإجتماعية الجديدة عن المهام الجديدة التي يتطلبها تطور حياة المجتمع المادية، فإنها تشق طريقها وتصبح ملكا للجماهير، تحركهم وتنظمهم ضد قوى المجتمع المحتضرة، وبهذا تسهل إسقاط هذه القوى التي تعيق تطور حياة المجتمع المادية."(26)

وعلى الحزب البروليتاري البحث عن القوة الرئيسية في تطور المجتمع، ذلك ما يمكن أن يحدده عبر تحريكه للصراع الطبقي، باعتبار هذا الأخير المحرك الأساسي للتاريخ، وهو يكمن في التناقض بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج. ويقول ستالين:"ولهذا فإن مفتاح دراسة قوانين تاريخ المجتمع يجب ألا نبحث عنه في أدمغة الناس، في نظرات وآراء المجتمع، بل في أسلوب الإنتاج الذي مارسه المجتمع في أية فترة تاريخية، علينا أن نبحث عنه في الحياة الاقتصادية للمجتمع. ولهذا فإن المهمة الرئيسة لعلم التاريخ هي دراسة وكشف قوانين الإنتاج، قوانين تطور قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج، قوانين تطور المجتمع الإقتصادي. ولهذا إذا أراد حزب البروليتاريا أن يكون حزبا حقيقيا، عليه فوق كل شيء أن يتوفر على معرفة قوانين تطور الإنتاج، قوانين تطور المجتمع الاقتصادي."(27)

إن للأساس الإقتصادي أهمية قصوى في التحولات المعرفية فكلما طرأ عليه تغيير إلا وتغيرت المعرفة التي تلازمه، ولا يمكن البحث عن جذور حدث فكري معين وعن مصادره الإجتماعية بالاكتفاء بمستوى تطور القوى المنتجة، بل يتم ذلك بالمعرفة الكاملة للنظام الإقتصادي للمجتمع ككل، وذلك بالبحث عن التوافق أو عدم التوافق بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج، ويجب البحث عن مصادر الأفكار الجديدة في الصراع بين القوى المنتجة الجديدة وعلاقات الإنتاج القديمة ولهذا:

ـ فالأفكار التقدمية مصدرها القوى المنتجة الجديدة في صراعها مع علاقات الإنتاج القديمة.
ـ التناقض بين علاقات الإنتاج في النظام الإقتصادي السائد والقوى المنتجة الجديدة هو مصدر النزاعات الإجتماعية وتنامي الصراع الطبقي وبالتالي مصدر الثورات الإجتماعية.

لقد عبد لينين الطريق للماركسيين اللينينين بتطويره للدياليكتيك الماركسي على مستوى المعرفة برفعه إلى مستوى أعلى، وسار ستالين في نهجه بتطبيق خلاصاته حول الدياليكتيك الماركسي على مستوى تطوير الحزب الماركسي اللينيني وقيادته للثورة الإشتراكية والحرب ضد الإمبريالية، واستفاد ماو من أعمال ستالين حول الدياليكتيك وأسس اللينينية، وأكد على ضرورة إخراج مسألة الدياليكتيك الماركسي من إطاره الفلسفي ليصبح أداة للتحليل في متناول الجماهير الشعبية. يقول ماو:"برأيي يجب أن يبتعد الجدل عن حلقة الفلاسفة ليتجه نحو أوسع الجماهير الشعبية".(28)

وعمل ماو على تيسير الدياليكتيك الماركسي حتى يصبح في متناول الجماهير الشعبية التي لا تحمل ثقافة عالية، محاولا ربط خلاصاته بإدماج الثقافات الشعبية الصينية التي يتداولها أوسع الجماهير الشعبية، من أجل بلورة الدياليكتيك الماركسي في الحياة اليومية للطبقة العاملة والفلاحين، خاصة داخل الحزب الشيوعي الصيني الذي يجب أن ينفتح على أوسع الجماهير. ويقول ماو:"من الضروري الدخول في حملة إعلامية واسعة النطاق حول مفهوم وحدة المتناقضات وحول الجدل."(29) ولكن بعض الرفاق الماركسيين اللينينيين لا يدركون كنه أعمال ماو وعلاقتها بالمستوى الأعلى للدياليكتيك الماركسي عند لينين، وهو هذه الصيغة الجماهيرية لممارسة الدياليكتيك الماركسي التي يسعى إليها ماو و التي أكد عليها لينين في كتاباته، وهؤلاء يريدون تحميل أعمال ماو أكثر مما هي عليه، وبذلك يعملون على قلب الدياليكتيك الماركسي ويسمون أنفسهم "ماويين". فهم لم يفهموا مقولة ماو حول الحزب التي استنتجها من أعمال لينين "في مسألة الدياليكتيك"، ويقولون أن ماو دفع بالدياليكتيك إلى مستوى أعلى من المذهب الماركسي اللينيني، وبذلك خرجوا من نطاق الحركة الماركسية اللينينية إلى الحركة التحريفية الإنتهازية الحديثة. ويقول ماو:"الواحد ينقسم إلى اثنين إنها هنا ظاهرة كونية وهذا هو الديالكتيك."(30) إن مقولة ماو هذه هي من صلب خلاصات لينين حول الدياليكتيك الماركسي، وقد سبق لماو أن استشهد بهذه الخلاصات في أعماله حول فهم العالم، باعتبار الدياليكتيك الماركسي أداة لضبط قوانين الطبيعة والمجتمع. ويقول ماو:"خلال تاريخ المعرفة البشريَّة كله كانت هُناك وجهتا نظر حول قوانين تطوُّر العالم، هما وجهة النَّظر الميتافيزيقيّة ووجهة النَّظر الدِّيالكتيكيّة اللَّتان تُشكلان نظرتين متضادتين إلى العالم. ويقول لينين:"إن وجهتي النَّظر الأساسيّتين (أو الممكنتين؟ أو المُشاهدتين تاريخياً؟) عن التطوُّر (الارتقاء) هما:التطوُّر كنقصان وازدياد، كتكرار؛ والتطوُّر كوحدة الضدَّين (انقسام الواحد إلى ضدَّين متعارضين تربط بينهما علاقة متبادلة)". إن ما يعنيه لينين هنا هو هاتان النَّظرتان المُختلفتان إلى العالم."(31)

وكان هاجس ماو مثله في ذلك مثل ستالين، هو تطوير الحركة داخل الحزب الماركسي اللينيني الذي يعتبر أداة لتنظيم البروليتاريا وحلفائها وبالتالي تنظيم الجماهير الشعبية وقيادة الثورة، من خلال ضبط التناقضات داخل الحزب التي تلعب دورها في تطوير حركة الحزب في علاقاتها بالتناقضات في الواقع الموضوعي، فتناقضات الحزب ما هي إلا نتاج صراع التناقضات الموضوعية في المجتمع، لذا وجب على الحزب أن يطور أيديولوجيته وفق تطور التناقضات داخل المجتمع، على اعتبار أن الوجود الإجتماعي هو الذي يحدد الوعي الإجتماعي كما قال ماركس. ويقول ماو:"وينبغي النَّظر إلى كل اختلاف في مفاهيم الإنسان على أنه انعكاس لتناقض موضوعيّ. إن التَّناقضات الموضوعيّة تنعكس في التَّفكير الذاتي، فتشكل حركة التَّناقض في المفاهيم، وتدفع التَّفكير نحو التطوُّر، وتحل دون انقطاع المشاكل التي تقوم في فكر الإنسان. إن تضاد الأفكار المختلفة والصِّراع بينها في صفوف الحزب ينشأ على الدَّوام، وهو انعكاس داخل الحزب للتناقضات بين القديم والجديد في المجتمع. ولا شك أن حياة الحزب ستتوقف إذا خلا من التَّناقضات ومن الصِّراع الأيديولوجيّ من أجل حلّ هذه التَّناقضات."(32)

لقد حدد لينين صراع الأضداد في ظل الوحدة ودورها في تطور الحركة الذاتية في علاقاتها بالحركة الموضوعية، وتجليات الدياليكتيك في الطبيعة والمجتمع تتضح في الأشياء البسيطة كما تتجلى في الأشياء المعقدة، ومهمة الماركسيين اللينينيين هي تطبيق الدياليكتيك الماركسي على أوسع نطاق من البسيط إلى المعقد، في الحياة الخاصة والعامة، في ممارساتنا اليومية الشخصية والسياسية والتنظيمية، في الطبيعة والمجتمع، لضبط أسس التطور داخل الحزب البروليتاري الثوري في علاقته بالمجتمع. ويقول ماو:"ولقد أشار لينين أن ماركس قد قدَّم في كتابه "رأس المال" تحليلاً نموذجياً لحركة التَّناقض التي تجري خلال عمليَّة تطوُّر الأشياء من البداية حتى النِّهاية. وهذه هي الطَّريقة التي ينبغي أن تُطبَّق في دراسة عمليَّة تطوُّر كل شيء. ولقد طبقها لينين نفسه أيضاً بصورة صحيحة والتزم بها في جميع كتاباته. "إن أول ما حلله ماركس، في كتابه "رأس المال"، هو أبسط علاقة في المجتمع البرجوازيّ (السلعي)، علاقة اعتيادية أساسيّة مألوفة عادية أكثر من غيرها، علاقة تحدث مليارات المرات، ألا وهي تبادل السلع، وفي هذه الظاهرة البسيطة جداً (في هذه "الخلية" للمجتمع البرجوازيّ)، كشف التَّحليل جميع تناقضات (أو بذور جميع تناقضات) المجتمع الحديث. وإن العرض اللاحق يبين لنا تطوُّر (النمو والحركة على حدٍّ سواء) هذه التَّناقضات وهذا المجتمع في المجموع العام لأجزائه المختلفة، منذ بدايته حتى نهايته." يستطرد لينين قائلاً: "وهكذا ينبغي أن يكون طريقة العرض (والدِّراسة) للديالكتيك بصورة عامَّة." وينبغي للشيوعيين الصِّينيين أن يتقنوا هذه الطَّريقة، وعندئذ فقط يستطيعون تحليل تاريخ الثَّورة الصِّينية وظروفها الراهنة تحليلاً صحيحاً، وتحديد آفاقها في الوقت نفسه."(33)

لقد قسم لينين المراحل التاريخية لتطور المذهب الماركسي إلى ثلاث مراحل أساسية منذ صدور البيان الشيوعي وهي:

1 ـ مرحلة الثورات الممتدة ما بين 1848 و 1871، وفي بداية هذه المرحلة لم يكن مذهب ماركس سوى فرعا من فروع التيارات الإشتراكية، وفي أواخر هذه المرحلة مرحلة العواصف والثورات ماتت إشتراكية ما قبل ماركس بميلاد الأممية الأولى 1864ـ1872 والحزب الإشتراكي الديمقراطي الألماني.
2 ـ المرحلة ذات الطابع "السلمي" الممتدة ما بين 1872 و 1905 والتي تشكلت فيها الأحزاب الإشتراكية ذات البعد البروليتاري والتنظيمات الموازية لها في كل مكان في الغرب، حيث انتهى الغرب من الثورة البورجوازية ويتم تحضير الشرق لهذه الثورة، وعرفت هذه المرحلة انتصارا ساحقا لمذهب ماركس مما دفع الليبرالية إلى أن تعلن حربها ضد مذهبه تحت أقنعة الإنتهازية الإشتراكية، واكتسبت أنصارها في صفوف البرلمانيين الإشتراكيين والموظفين وفي الحركة العمالية والمثقفين.
3 ـ مرحلة الثورات الشرقية فبعد ثورة 1905 بروسيا قامت الثورة التركية فالإيرانية والصينية قبل أن ينتهي الإنتهازيون من التشدق ب"السلام الإجتماعي" و"الديمقراطية"، لتبدأ مرحلة العواصف و"تأثيرها بالإتجاه المعاكس" في أوربا.
وعمل على تطوير المذهب الماركسي من خلال دراسته لهذه المراحل التاريخية في علاقتها بتطور الرأسمالية إلى مرحلة الإمبريالية وبزوغ عصر الثورات الإشتراكية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ماركس كتاب :"موضوعات عن فورباخ" 1845.
(2) إنجلس كتاب:"لودفيغ فورباخ ونهاية الفلسفة الألمانية الكلاسيكية" 1888.
(3) بول لافارغ:"مادية ماركس ومثالية كانط"25/02/1900 بجريدة السوسياليست.
(4)
(5) إنجلس : مقدمة كتاب ماركس "بؤس الفلسفة".
(6) لينين كتاب: المادية و المذهب النقدي التجريبي.
(7) ستالين كتاب: أسس اللينينية.
(8) نفس المرجع.
(9) نفس المرجع.
(10) لينين كتاب: "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمال".
(11) كتاب المادية والمذهب النقدي التجربي.
(12) نفس المرجع.
(13) نفس المرجع.
(14) نفس المرجع.
(15) نفس المرجع.
(16) تفس المرجع.
(17) نفس المرجع.
(18) ستالين كراس :المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية.
(19) لينين كتاب: المادية والمذهب النقدي ا لتجريبي.
(20) ستالين كراس :المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية.
(21) نفس المرجع.
(22) نفس المرجع.
(23) نفس المرجع.
(24) لينين كتاب ما العمل؟.
(25) ماركس، .نقد الفلسفة الهكلية.
(26) ستالين كراس :المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية.
(27) نفس المرجع.
(28) ماو، المنهج الجدلي لتثبيت وحدة الحزب. النسخة الإليكترونية، ترجمة: أمين الخطابي.
(29) نفس المرجع.
(30) نفس المرجع.
(31) ماو، نظرات إلى العالم.
(32) ماو، المنهج الجدلي لتثبيت وحدة الحزب. النسخة الإليكترونية، ترجمة: أمين الخطابي.
(33) ماو، نظرات إلى العالم.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاعرفانية في علاقتها بالتحريفية الإنتهازية الحديثة
- نقد اللاعرفانية باعتبارها فلسفة التحريفية الإنتهازية
- دياليكتيك الجوهر والظواهر بين المادة والنظر
- ما معنى القول بثنائية القطب عالميا ؟
- الحرب الإمبريالية وسقوط الديكتاتوريات الإنقلابية العسكرية ال ...
- الوضع الثوري بتونس ومصر ومهام الماركسيين اللينينيين المغاربة
- الإتفاضة الجماهيرية الشعبية المصرية الثانية : ثورة أم انقلاب ...
- الوعي السياسي الطبقي والوعي القومي في الحركة الإجتماعية المغ ...
- الأسس المادية و الأيديولوجية للصراع الطبقي بالمغرب ومعيقات ا ...
- الأسس المادية و الأيديولوجية للصراع الطبقي بالمغرب ومعيقات ا ...
- رجلان بالمدينة وآخرون ... -كيف تم تقديم المدينة لمفترسين من ...
- رسالة مفتوحة لمراسل فرنسي شاب في مواجهة الظلامية العالمية : ...
- رسالة مفتوحة لمراسل فرنسي شاب في مواجهة الظلامية العالمية : ...
- ورقة تقديمية للمؤتمر الأول لفلاحي أولوز دورة شهيد حركة الفل ...
- المسألة الزراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 4
- المسألة الزاعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 3
- المسألة الراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 2
- البيان الختامي لليوم الدراسي حول العمل النقابي الفلاحي بتارو ...
- المسألة الزاعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 1
- القانون الأساسي للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين ال ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المذهب الماركسي اللينيني باعتباره جوهر الدياليكتيك الماركسي