أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قراءة في القصة القصيرة جدا :-حلاوة- لنزهة بلخير /إنجاز: عبدالله الواحدي















المزيد.....

قراءة في القصة القصيرة جدا :-حلاوة- لنزهة بلخير /إنجاز: عبدالله الواحدي


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 12:23
المحور: الادب والفن
    


(حلاوة)
قصدته ليرفع الظلم عنها، تحمس لشكايتها..
درس القضية من كل الجوانب تحت أضواء خافتة ووعدها خيرا.
عادت إليه، وجدته شرب (القهوة ) بسكر زيادة.
___________
العنوان باعتباره نصا موازيا لا يمكن استسهاله، فهو أول ما يستفز القارئ، فيثير فيه الافتتان والاشتهاء المعرفيين، وعليه مدار نجاح الكاتب في مخاطبة أفق انتظار المتلقي، وجعله يستجيب له، أو يخيبه، أو يغيره بعد أن يحدث له دهشة فنية وجمالية.ووظائف العناوين كثيرة، وأنواعها متعددة ليس المجال هنا لحصرها.
بعد هذه التوطئة سأحاول مقاربة العنوان/الرأس، وأعرج على المتن/جسد النص، لأخلص إلى القفلة/موطئ الإدهاش للقصيصة، وأذيل بخاتمة.
1/ حلاوة العنوان: التركيب والدلالة التناصية والوظيفية.
(حلاوة): عنوان خبري وموضوعاتي( (Titre rhématique et thématique، وهو عبارة عن جملة اسمية مكونة من خبر: "حلاوة" والعامل فيه المبتدأ المقدر هو: "هذه" والعامل في المبتدإ معنوي وهو الابتداء. ومشتقاته كثيرة نذكر منها الفعل الماضي: حلا، والفعل المضارع: يحلو...والشيء المحلى يكون بسكر أو عسل...ومما ورد في: "مختار الصحاح" لمحمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي: ح ل ا : الحُلْوُ ضد المرّ وقد حَلا الشيء يحلو حَلاَوَةً و احْلَوْلَى أيضا وقد جاء احلولى متعديا في الشعر ولم يجيء افعوعل متعديا إلا هذا وقولهم اعروريت الفرس قلت قال الأزهري احْلَوْلَيْتُ الشيء استحليته و أحْلَيْتُ الشيء جعلته حلوا و حَالاَهُ طايبه و تحَالَتِ المرأة أظهرت حلاوة وعُجبا وفي الحديث نهى عن حُلْوانِ الكاهن } وهو ما يُعطى على الكهانة{ و حُلْوانُ اسم بلد و الحَلْيُ حلي المرأة وجمعه حُلِيٌّ مثل ثدي وثُدي وقد تُكسر الحاء وقُرئ من حُليّهم } بضم الحاء وكسرها و حِلْيَةُ السيف جمعها حِلىً مثل لحية ولحى وربما ضم{ و حِلْيةُ الرجل صفته و حَلَيْتُ المرأة من باب رمى و حَلَوتُها من باب عدا جعلت لها حليا و حَلِيَ فلان بعيني وفي عيني وبصدري وفي صدري بالكسر حَلاَوةً إذا أعجبك وكذا حَلاَ بعيني وفي عيني يحلو حَلاَوةً وقال الأصمعي حَلِيَ في عيني بالكسر و حَلاَ في فمي بالفتح و حَلِيَتِ المرأة حَلْيا بسكون اللام صارت ذات حلي فهي حَلِيَةٌ و حَالِيَةٌ ونسوة حَوَالٍ و حَلاَّها غيرها تَحْليةً وصفت حليته و حَلّيتُ الشيء أيضا في عين صاحبه وحليت الطعام أيضا جعلته حلوا وربما قالوا حلأتُ السويق فهمزوا ما ليس بمهموز كما مر في ح ل أ و اسْتَحْلاهُ من الحلاوة كاستجادة من الجودة و تَحَلَّى بالحلي تزين يه وقولهم لم يحل منه بطائل أي لم يستفد كبير فائدة ولا يُتكلم به إلا مع الجحد و الحَلْواءُ كل حلو يؤكل يُمد ويُقصر...
و لعل وضع الكاتب لكلمة (حلاوة ) بين قوسين يبرز الإشتغال المهاري على علامات الترقيم، وكأني به يضمر معنى حافا آخر غير المعاني المعجمية التي أوردتها سابقا. فالحلاوة لها أكثر من معنى ضمن الملفوظات التداولية المغربية، ومنه ؛مثلا؛ الرشوة...وعلى مستوى التناص أجد العنوان يتقاطع في شق مع عنوان شريط سينمائي معاصر أثار جدلا كبيرا ووصلت قضيته إلى ردهات المحاكم بعد منعه من العرض لما قيل إن فيه ما يخدش الحياء العام، وأقصد به: "حلاوة الروح" التي تعني فيما تعنيه طيب النفس ومرحها...وللعنوان وظائف كثيرة أركز على اثنتين منها لما لهما من علاقة بعنوان القصة القصيرة جدا موضوع الدراسة:
-وظيفة تشديدية، وفيها يشدد العنوان على موضوع يعتبر جزءا منه، بل ونواة له، وهو عنوان مختصر فيه اقتصاد لغوي يثبت ما يحبل به جسد النص.
-وظيفة تقويضية، وفيها يقوض العنوان المعنى الظاهر، لينسج عن طريق المفارقة الساخرة معنى مضادا له، ذلك أن الحلاوة المؤشر عليها في هامة النص ما هي إلا مرارة تشعر بها الشخصية المحورية في النصيص المسرود.
2/جسد النص: مفاصل بنياته الجملية اللاحمة.
يتكون جسد النص من مفاصل جملية متسقة فيما بينها، وقد انسابت بسلاسة على الشكل التالي:
-الجملة الأولى: "قصدته"، وهي جملة فعلية ماضية عدتها الفعل(قصدت) و الفاعلة/الشخصية الخيالية المحورية الأولى المضطلعة به، والمفعول به/الشخصية الخيالية الثانية وهي المتوجه إليها. ولا يخفى أن فعل القصد له معنيان: التوجه في المكان والزمان قصد تحقيق غاية ما، ثم التوجه بقصدية ونية مسبقة لتحقيق تلك الغاية. وعليه فهذه الجملة/الاستهلال تكشف عن جنس الشخصيتين: القاصدة أنثى، والمقصود ذكر...
-الجملة الثانية:" ليرفع الظلم عنها"، وهي جملة فعلية مضارعة تعليلية لحمت لام التعليل بينها وبين الجملة السابقة عنها، وتشكل الجملة/الغاية، ذلك أن "البطلة" المنكسرة نفسيا واجتماعيا قصدت "البطل" لما يتمتع به من سلطة وقوة ونفوذ من أجل أن يرفع الظلم عنها، وقد يكون هذا الظلم نفسيا أو عاطفيا أو اجتماعيا أو سياسيا، أو اقتصاديا...مما يعني أن هناك في الكواليس طرفا ظالما لها لم يفصح عنه السارد ولا المظلومة.
-الجملة الثالثة: "تحمس لشكايتها"، وهي جملة فعلية ماضية تبرز الاستجابة المبدئية والعاطفية المبالغ فيها لتبني "البطل" لشكاية "البطلة"، على الأقل نظريا وصوريا.
-الجملة الرابعة: "درس القضية من كل الجوانب تحت أضواء خافتة ووعدها خيرا "، وهي جماع لجمليتين فعليتين ماضيتين إحداهما عاطفة، وثانيتهما معطوفة عليها. وهذه الجملة مراوغة إذ تدس في جنباتها دلالة ماكرة مكر الدارس للقضية ! يبدو أن "البطل" انتقل من الاستجابة الحماسية الانبهارية إلى الاستجابة الفعلية بانتقاله إلى مستوى التنفيذ: دراسته للقضية من كل الجوانب تحت أضواء خافتة، مما يشي بأن القضية التي تؤرق البطلة وهي رفع الظلم عنها، تمت مساومتها عليها بثمن تؤديه من عسيلتها في جو رومانسي تؤشر عليه تلك الأضواء الخافتة. هل كان الأمر حبا؟ قطعا لا ، إنما هو ابتزاز من "بطل" ذي سلطة رمزية أو فعلية و"بطلة" منكسرة منهزمة يخدعها بصيص من النور ظانة أنها كاسبة لقضيتها...وجملة العطف: "ووعدها خيرا" باعتبارها جملة فعلية إنجازية تسويفية غير مححقة على مستوى الواقع تفتح المجال لِتَأوُّلِ واستباق القفلة الصادمة والمدهشة في الجملة الأخيرة كما سيتبين لاحقا.
-الجملة الخامسة: "عادت إليه"، وهي جملة فعلية ماضية تبرز أن ما بين الوعد بالخير في الجملة السابقة، والعودة إلى المدافع الماكر، فترة زمنية مسكوت عنها، وقد تكون هذه العودة بموعد أو بدونه، وتحتمل أنها عادت إليه مرات متتاليات...هل كانت عودتها ميمونة ومظفرة؟ الجواب تميط اللثام عنه الجملة/ القفلة الصدمة فنيا ونفسيا: فنيا بالنسبة للكاتب، ونفسيا بالنسبة ل" البطلة " غير المتوازنة سيكو-دراميا واجتماعيا.
-الجملة السادسة: " وجدته شرب (القهوة ) بسكر زيادة"، وهي جملة متضمنة لجملتين إحداهما جملة فعلية ماضية (وجدته) والثانية جملة حالية (شرب (القهوة)بسكر زيادة)، والمتأمل لهذه القفلة الصادمة يربطها ؛لا محالة؛ بالعنوان: (حلاوة)، ويمكن تعديل القفلة بشكل مبسط وفاضح وتقريري: "وجدته مرتشيا من خصومها أو ظالميها" إذا فكلمة حلاوة تعني "قهوة" أي رشوة موصوفة بالمعنى المتداول في الملفوظ المغربي. هنا نتساءل ماذا بقي من الحلاوة ؟ ألم أقل إن العنوان هو من النمط التقويضي الساخر يشير إلى المعنى المضاد: إنها مرارة تتجاوز الكائن الفرد "البطلة" إلى كينونة مجتمع تنخره هذه الآفة وتجعل العدل فيه غير مستقيم...
تجميعا لما تم ذكره، يتطرق النص إلى "حلاوتين": حلاوة الجسد وحلاوة المال، ويبدو أن الغلبة كانت للحلاوة الثانية، إذ أن البطلة خسرت قضيتها رغم أنها دفعت "الحلاوة" من حلاوة جسمها البض، لأن الكلمة الأخيرة كانت لخصومها أو ظالميها لأنهم يملكون "حلاوة" المال. وقد صيغ هذا النصيص المخاتل بلغة فيها تدفق وانسياب للأفعال السردية التي وصلت إلى ثمانية أفعال منها سبعة ماضية وثامن مضارع. وقد لعبت الروابط الشكلية والمنطقية دورا كبيرا في اتساق القصيصة (حروف العطف، والضمائر بأنواعها، وعلامات الترقيم...)مما جعل حبكتها السردية مقنعة، وحعلني أنا ؛أيضا؛ أستمتع بحلاوتها.



#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظائف الخطاب السردي والوصفي في القصة القصيرة جدا (اختيار ) ل ...
- لقاء مفتوح مع القاص المغربي : حسن البقالي على صفحة رابطة الق ...
- لقاء مفتوح مع القاص المغربي : حسن البقالي
- أ.د المصطفى سلام يكشف لنا عن غواية من غوايات القصة القصيرة ج ...
- قصص قصيرة جدا تحت عنوان :رسالة
- هي...في قصصي القصيرة جدا
- قراءة في نص (إشباع) لنجية نميلي /إنجاز: المصطفى سلام
- لم أكبُر
- النظم المفقود
- الصوت المشاكس
- صلاة عاشقة
- قصة قصيرة جدا للقاص :عبد الرحيم التدلاوي تحت مجهر الأستاذة:س ...
- قراءة في نص -بطل- لنجية نميلي /إنجاز :المصطفى سلام
- قراءة في نص المصطفى سكَم / إنجاز محسن حزيران لفقيهي
- قراءة في نص -زيارة- لنجية نميلي /إنجاز :حيدر لطيف الوائلي
- لقاء مفتوح مع الناقدة الجزائرية : هداية مرزق
- جينات ...تحليق ...لولا...نسبية...العورة...الحل.(من بعض قصصي ...
- بفحولة النار أكتبك قصيدة
- اللحمة الطرية (قصة زجلية مستوحاة من واقع تلميذتي)
- سلطة السرد :تجليات اللفظ ومستويات المعنى /قراءة في نص أحمد إ ...


المزيد.....




- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قراءة في القصة القصيرة جدا :-حلاوة- لنزهة بلخير /إنجاز: عبدالله الواحدي