أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي-الأخيرة-














المزيد.....

لن أبيع لحمي-الأخيرة-


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 12:23
المحور: الادب والفن
    


من وقتها عرفت أن هذا هو الحب... إحساس جديد تماما عليّ... فقد تصورت سابقا أنني أحببت و ما كان أبدا حبا كهذا الحب. لقد حدث أن أغرمت ببعض أساتذتي لما رأيت من كبير اهتمامهم بي كتلميذة متفوقة لكنها كانت عواطف آنية تبرد سريعا بمجرد أن أنتقل إلى القسم الموالي أما هذا الذي أحسه الآن فلا يمكن أن يكون إحساسا عاديا... إنه شيء ساحر يجعلني أشعر أنه بحق توأم روحي الذي قد يكون انفصل عني في زمن غير هذا الزمن و لكن إرادة الله شاءت لنا اللقاء في هذا العهد دون سواه، فما أرحم الله و ما أسعدني بوعد السماء.

صحيح أنه لم يبادلني الحب صراحة لكن النظرة التي كان يلاقيني بها لا يمكن أن تكون إلا نظرة عاشق حقيقي و في الحب الحقيقي تكون النظرة أبلغ ألف مرة من الكلام... لقد كانت نظرة في ملمس الحرير و لقد لمستها و أحسستها وقتها بجميع حواسي و هي إلى هذه اللحظة تسكن روحي و تعطر أنفاسي و لأجل ذلك سأنذر لها كل ما بقي لي من عمر و لن يعنيني أبدا كل ما سيحل بي بسببها... إنها طريقتي في الوفاء لإحساسي.
أعرف أن عائلتي لن تقبل طويلا إعراضي عن الزواج دون سبب واضح و خاصة أمي التي تريدني أن أعجّل بالزواج من أحد المتقدمين لي من العائلة و أهمهم قريبها الطبيب فهي لا تفهم كيف أنني أرفض طبيبا و كأنني سأتزوج مهنة و ليس رجلا...أنا فعلا حائرة معها فكيف لي أن أفهمها أنني أعيش على أمل وضاء يملأ قلبي نورا و حبورا و أنني أهوى رجل قد يأتي و قد لا يأتي لا بل أنني لا أدري حتى أين يوجد هو الآن...لكنني مصممة على انتظاره و لقد جعلت قلبي حديقة مسيّجة له دون سواه فلم يدخلها مذ عرفته سوى طيفه الساحر الجميل.
سأنتظر إلى أن ألتقيه في يوم ما و سأبحث عنه إن لم يأتيني في كل مكان لكنني لا أريده أن يلتقيني إلا بعد أن أحقق النجاح الذي أرتضيه لنفسي و أجمع من المال ما يجعلني أكبر في عينيه فقد فهمت بعد أن عرفته أن للمال دور و تأثير في العواطف و إن ليس له كل الدور. لذلك سأعمل بكل جهدي حتى أكون بمستوى انتظاراته.
لا أريد للفقر أن يذلني مرة أخرى أمامه...
أنا واثقة أنني سألتقيه... إحساسي الذي لم يكذبني يوما يؤكد لي ذلك إلا أن أكثر خشيتي أن لا يحل هذا اللقاء إلا بعد ذهاب خصوبتي و هو أمر كلما فكرت فيه يفزعني...إنني على أبواب الثلاثين و عمر الخصوبة صار بعد قصير...يا ربي إنني مستعدة أن أنتظره لآخر العمر و يكفيني منه لحظات قليلة من الزمن أقضيها بين أحضانه لكنني أريد بكل عنف الحب أن أنجب منه ما يطيل عمر هذا الحب ...ما يديم حب العمر...
لكم أدعو الله أن يعجل لي بالنجاح و بهذا اللقاء حتى يهنأ قلبي الذي لم يعرف في بعده غير الشقاء...لكم أتمنى أن أسعد أمي قبل رحيلها الذي أوشك لكنني عاجزة عن القبول بأي زوج لمجرد أن الزواج يتحتم لمن هي في مثل سني أو لأن صفات الزوج المتقدم لا تُرفض كما تقول أمي فأنا لا أستطيع أبدا أن أفعل ما تفعل أكثر النساء عن يأس أو عن طمع...لا يمكنني أبدا أن أذبح مشاعري و أسلخ حسي لأبيع لحمي لأي رجل في مقابل ورق المال أو ورقة الزواج...لا أستطيع هذا أبدا...أبدا...
إن جسدي ليس ملكي فهو ملك لقلبي و قلبي ليس ملكي إنه ملك لعشقي فكيف أكون أنثى لغير رجل أودعته سرا كل عمري... إنه حلمي الذي طالما داعبني في نومي و في صحوي...لن أكون أبدا لغيره فلن أنتهي أنثى إلا على يديه.
سامح الله أمي... كيف تريدني أن أظلم رجلا لا أبادله عاطفة...أنا لا يمكنني أبدا أن أظلم أحدا يرغبني و يطرق بابي ليبني معي بيتا فتتكسر من بعد رغباته على عارضة نفوري و جفائي.
إن المحبين لا يظلمون أبدا فإن ظلموا فما سوى قلوبهم يظلمون.
لن أكون ما حييت إلا له...لن أكون امرأة إلا... لمُراد.



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أبيع لحمي-17-
- لن أبيع لحمي-16-
- آمال كربول...أنتِ رجلُ المرحلة‼-;-
- لن أبيع لحمي-15-
- لن أبيع لحمي-14-
- لن أبيع لحمي-13-
- لن أبيع لحمي -12-
- لن أبيع لحمي-11-
- لن أبيع لحمي -10-
- و لن أجيبك
- و لكنّه الغدر...
- بلعيد هو أنا
- و الرصاص و ما جنى
- لن أبيع لحمي -9-
- و خلف الشفاه...
- دعاء الإنتقام
- لن أبيع لحمي -8-
- لن أبيع لحمي -7-
- لن أبيع لحمي -6-
- لن أبيع لحمي -5-


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي-الأخيرة-