أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم القيّم - نظام الكوتا النسائية .. و نتائج الأنتخابات














المزيد.....

نظام الكوتا النسائية .. و نتائج الأنتخابات


هيثم القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نــظام الـكــوتا النسائية ... ونتائج الأنتخابات

كل ما يتعـلّـق بالنساء جميل .. حتى نظام الكوتا .. أوّل خرَق لـنظام الكوتا حصل عندنا في البيت ، لـدي ثلاثة نسوان يشكـلـّن أغلبية بسيطة ، النصف زائد واحد .. وهذا الواحد زوجتي .. و نـُشكـّل نحن صنف الرجال أقلـّية في البيت .. عليه النظام السائد عندنا هو الكوتا الرجالية ..!
مفردة الكوتا ( quota ) تعنـي حصـّة أو نصيب ... و النصيب هنا ليس مرتبطاً بقسمة الزواج و نصيبه .. بل هو مصطلح سياسي أستـُعمل لـزجّ المرأة (عـنوة ) في الحياة السياسية .. لمعالـجة إشكالية ضعف مشاركة النساء في العملية السياسية ومواقع صنع القرار و تواجد المرأة في المجال العام ، وهو إقرار بحقوقها في العالم أجمع ، حيث تختلف نسب المشاركة من دولة لأخرى حسب الطبيعة الاجتماعية والثقافية والقوانين المقرة في كل بلد. ويعد تمثيل المرأة في مواقع صنع القرار وسيلة لدعم النساء للمشاركة في الحياة العامة والسياسية لبلادهن على اختلاف خلفيات تلك النساء الطبقية والسياسية والاجتماعية والثقافية .. كان نظام الكوتا أو تخصيص حصص للنساء إحدى الآليات المقترحة في المؤتمر الرابع العالمي عن النساء، في بكين عام 1995 كحل مرحلي لمشكلة ضعف مشاركة النساء في الحياة السياسية ومراكز صنع القرار، لما طال النساء من تهميش وإقصاء أدى إلى عدم تمثيلهن أو على أقل تقدير ضعف هذا التمثيل ، وعزوفهن في كثير من الأحوال عن المشاركة في مراكز صنع القرار.

هناك ثلاثة أشكال للكوتا : وهي الكوتا القانونية أو الدستورية التي يتم من خلالها تخصيص نسبة محددة من المقاعد في المجالس التشريعية للنساء، مثل الكوتا المطبقة في العراق حيث ينص الدستور العراقي على نسبة 25% من المقاعد أن تكون مخصصة للنساء في مجلس النواب .. وأيضاً في الأردن حيث خصص القانون 10% من المقاعد للنساء ..!
والشكل الآخر للكوتا هي الكوتا الترشيحية التي قد تكون مُـقـننة فـتـُجبر الأحزاب على ترشيح نسبة محددة من النساء على قوائمها مثلما هو الحال في فلسطين حيث نص قانون الانتخاب في عام 2005 على أنه : ( يجب أن تتضمن كل قائمة من القوائم الانتخابية المرشحة للانتخابات حداً أدنى لتمثيل المرأة لا يقل عن امرأة واحدة من بين كل من : 1.الأسماء الثلاثة الأولى في القائمة، 2.الأربعة أسماء التي تلي ذلك، 3. كل خمسة أسماء تلي ذلك )..!
والشكل الثالث للكوتا هي الكوتا الطوعية التي تتبناها الأحزاب و القوائم الأنتخابية في لوائحها دون وجود نص قانوني مُـلزم مثلما هو الحال في العديد من الدول الاسكندنافية كالسويد والنرويج ..!
وتعتبر الكوتا النسائية حلاً مرحليا للمشاركة الضئيلة للنساء في الحياة السياسية .. حيث يعتبر بعض المعارضين لنظام الكوتا و أنا أوّلـهم ، أنه أحد أشكال التمييز في تمثيل النساء ، وقد لا يعبر عن إرادة الناخبين بشكل حقيقي أو أنها تحدّ من خيارات الناخبين خاصة عندما تخصص مقاعد مُحدّدة للنساء في المجالس التشريعية .. و يجب أن تبقى الكوتا إجراءاً مؤقتا لحين القضاء على المعوقات التي تواجه النساء في الحياة السياسية ولحين تمكينهن بشكل فعلي ، كما أن الواقع الفعلي يقول أن النساء فرصهن أقل في الترشح والانتخاب نتيجة لعدة عوامل من بينها العوامل الاجتماعية والثقافية للعديد من المجتمعات التي يحكمها الطابع الذكوري السلطوي، ويظهر هذا جليا في نسب تمثيل النساء في العالم العربي.

أهم تـغييّر جاءت بـه نتائج الأنتخابات التشريعية العراقية التي أُعلنـت أمس هو بدلة أنور الحمداني في برنامج الساعة التاسعة .. و عدد النساء الفائزات بدون كوتا .. 22 سيدة عراقية ( بغض النظر عن أسماء قوائمهن ) فــُزنَ بأصوات الناخبين ، بجهدهن و أسمائهن دون الحاجــة الى مـنـّـية رئيس القائمة او الحزب .. وهذا يعطيهن أمكانية التملـّـص من القائمة و الأصطفاف مع قوائم أخرى تبعاً للمواقف و المزاج و المصلـحــة ..!

هذه النتيجة تــُشير الى تنامـي وعي شعبي عام بأهمية دور النساء في الحياة العامة و مواقع القرار السياسي ، وفي نفس الوقت هو تشجيع لباقـي النساء للأنخراط في الحياة العامـة .. و الخروج من نطاق الطبخ و غسل المواعين .. الى رحاب المشاركة في صنع القرار و تفعيل دور النصف الجميل من المجتمع في تطوير الحياة السياسية و الأقتصادية و الأجتماعية .. كما تــُشير النتيجة الى رغـبة الناخب العراقي في أن يـرى في برلمانـه وجوهاً جميلة و منوّرة .. بدلاً من شوارب حسن السنيد أو خشم صالح المطلك ...!!

هذا يدفعنا الى القول ان نظام الـكوتا النسائية من النوع الأول و الثانـي قـد تـنتـفـي الحاجـة لـهُ في أنتخابات 2018 بعد عمر طويل لكم .. و نذهب الى النوع الثالث الـطوعـي .. لـكي تنفتح الآفاق امام المرأة العراقية لـتـأخذ مكانتها الطبيعية و حقوقها الأعتبارية .. و كذلك الأفلات من سطوة زعيم الكتـلـة السياسية أو الحزب ...! و لكـي نفلت أنا و أبني من التهميش و الأقصاء أيضاً ...!!

هيـثم القـيّم
[email protected]
20 / 5 / 2014



#هيثم_القيّم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تنتهي مظلومية الشيعة أذن
- مناقشة قانون التقاعد الموحد الجديد - 2 -
- مناقشة قانون التقاعد الموحد الجديد
- ستة أجراءات كفيلة بالقضاء على الفساد
- لن ينصلح حال البلد .. مالم ينصلح حال البرلمان
- ثقافة التصفيق
- كل طائفي مُتعصّب هو مجرم .. بالنتيجة ..!
- تظاهرات السنة والشيعة .. وضحكات أردوغان - نجاد - حمَد .. علي ...
- ما هي قصة حقوق الأنسان ..؟
- هل كان الربيع العربي ... مقدمة للخريف الأسلامي -2-
- هل كان الربيع العربي ... مقدمة للخريف الأسلامي
- مشاهد عراقية ... بعيداً عن السياسة - 13 -
- مشاهد عراقية ... بعيداً عن السياسة - 12-
- مشاهد عراقية -11-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -9-
- مشاهد عراقيّة .. بعيداً عن السياسة - 8 -
- مشاهدات عراقية .. بعيداً عن السياسة -6-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -5-
- الرقم و الوقت .. أين نحن منهما -2-
- الرقم و الوقت .. أين نحن منهما


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم القيّم - نظام الكوتا النسائية .. و نتائج الأنتخابات