أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - .سامي فريدي - أيّها السّودانيّون.. انتصروا لأنفسكم وقيمكم الانسانية!.. انتصروا للمرأة.















المزيد.....

أيّها السّودانيّون.. انتصروا لأنفسكم وقيمكم الانسانية!.. انتصروا للمرأة.


.سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 16:22
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


سامي فريدي
أيّها السّودانيّون.. انتصروا لأنفسكم وقيمكم الانسانية!..
انتصروا للمرأة..

" مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّئةٍ، فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!."

لا توجد في دولة السّودان مشاكل ولا أزمات ولا حروب ولا انقسامات ولا مطالبات دولية وقوائم إرهاب. والحكومة السّودانية أنجزت كلّ مستحقاتها والتزاماتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولا يوجد في طول دولة السّودان وعرضها مريض أو جائع أو عطشان إلى مياه صحية غير ملوثة أو مشرّد أو محتاج سكن لائق في القرن الحادي والعشرين. هذه الحياة الفردوسيّة والرتابة التي تواجه المسؤولين، لا يكدّرها غير فتاة حجابها لا يطابق المواصفات (الشرعية)، أو اثنان تزوّجا وهما من - ديانتين مختلفتين-.
هل يوجد حكم في العالم يعاقب على الزواج، وهل يعقل أن تصل العقوبة حدّ الموت؟..
لماذا يجري الحكم على (المرأة)، ولا يجري على الرجل؟..
والسؤال الآخر: هل القتل والعنف والارهاب يصنع دولة أو مجتمعا أو مدنية؟..
*
أهل السّودان هم من المدنيّات العريقة في التاريخ، ومن الشعوب الحيّة المنتجة والمحبّة للحياة، والمعتزّة بقيمها الحضارية والانسانية عبر الزمن. ولعلّ من أعظم ما يستحق الذكر والتسجيل للشعب السّوداني، صمودهم واستمرار اعتزازهم بقيمهم وحضارتهم الانسانية في وجه الغزو العروبي الاسلامي لبلدهم. وأن حقيقة ما يجري في السّودان منذ اعتزال جعفر النميري هو إعادة أسلمة المجتمع السوداني وقيمه الانسانية وتقاليده الاجتماعية العريقة. وهذا هو سبب المشاكل والأزمات في هذا البلد.
برنامج تطبيق الحدود (الاسلامية) البدوية ليس في جوهره غير وجه من وجوه (صراع الثقافات) التي تستخدم شعار [الدين/المُقدّس] لفرض تقاليد بدوية متخلفة عنصرية على مجتمعات أكثر تحضرا وعراقة محيطة بهم، بدء من محيط الهلال الخصيب واستكمالا بالهلال الأفريقي!.
كلّ من يعرف أهل السودان يعجب بقيم التسامح والانفتاح الاجتماعي والحضاري السائدة بينهم. ويعرف كذلك أن أكثر السّودانيين ما زالوا محافظين على دياناتهم وعقائدهم وتراثهم القديم حتى اليوم، بعد مرور أكثر من أربعة عشر قرنا على ظهور الاسلام. وأن من آثار دخول العرب وديانتهم في البلاد واختلاطهم ببقية السكان، حصول الزواج بينهم وبين السّكان الأصليين.
هذا الزواج الذي يمثل رابطة اجتماعية انسانية تجمع البشر وتؤسس للمدنية والسلام، يختلف النظر إليه، بحسب اختلاف ثقافة الناظر أو صاحب العلاقة. وفي حين يبدو اختلاف الأعراق أو الديانات والعقائد مسألة عاديّة عند السكان الأصليين، فأن موقف الغازي الحاكم يعتبره جزء من سياسة فرض الهيمنة والتعريب والأسلمة والمسح العرقي والثقافي للسكان، كما حصل في شرق المتوسط، وبدرجة أقلّ في الشمال الأفريقي.
ارتبط بدء حكم الشريعة في السودان المعاصر بثمانينيات القرن الماضي، على قدم المساواة مع الشعارات الايمانية للسادات وصدام والقذافي ونتائج الحرب الأهلية الاصطناعية في لبنان لتدمير هويتها المسيحيّة العريقة. ومنذئذ تم تحويل السودان إلى بؤرة للتخلف ومركز للارهاب الدولي في أفريقيا.
تطبيق الشريعة لم يكتفِ بعزل السّودان عن المحيط الاقليمي والدولي، وانما زاد من حدّة الانقسام داخل المجتمع السّوداني والعائلة السّودانية. وانفصال دولة الجنوب مثال ومجرد بداية لنتائج تدمير الوحدة الاجتماعية والمدنية السّودانية. هذا الانقسام وجملة الأزمات الداخلية هي شهادة لحجم الرفض الشعبي الداخلي لنظام الشريعة الحاكم منذ أكثر من ثلاثة عقود. وهو شهادة لفشل حاسم وعارم مهما حاول تحدّي ضمير العصر والجماهير.
العقود الثلاثة الأخيرة أنتجت أرقاما قياسية بأعداد ضحايا القتل والرجم والجلد والتقطيع الجسدي والتمزيق الاجتماعي وتدمير المدنية والنبضات الانسانية. لم يخطر لرواد مشروع الأسلمة ومجازرهم علاقة تطبيقات مشروعهم بالارتفاع المذهل لمعدلات الهجرة الشرق أوسطية نحو الشمال والهروب من بلدان الاسلام.
*
موقف الاسلام من الديانات الأخرى
ان الضمير الاخلاقي والثقافي العالمي والأقليمي والمحلي مدعوّ لمعاودة النظر في التطبيقات الاسلامية المتنافية مع الحضارة والمدنية ولغة العصر. بل أن الشخص المسلم معني قبل غيره للتحقق مما يجري –باسم دينـ/ـه- وموقفه الفكري والانساني المحتكم لضميره الأخلاقي.

ان الخطأ في ما يجري لنساء السودان والكرد واليزديّة والمسيحيّات والقبطيّات، يتجاوز الاطار القضائي أو البدوي ووحشيته، إلى مبدأ اعتبار غير المسلم/ المسلمة وثنيين وكفارا، جراء عدم اعتناق الاسلام. يستخدم الزواج كأحد الوسائل لتجحيش الديانة وذلك حسب ديانة الزوج الناكح. الزواج لا يعمل على مسح ديانة الزوجة الأصليّة فحسب، وانما يجعلها وعاء لتوليد عدد أكبر من المسلمين بحسب الأب. وهذا ما يحدث في برنامج خطف القبطيّات القاصرات وتزويجهن من رجال مسلمين لمدّة من الزمن بعد اجبارهن أو تغريرهن (لا خيار لخطيفة) بدخول الاسلام لغرض الزواج، لتوليدهن أطفال من غير ديانتها!.
بعد ذلك.. إذا نجحت الفتاة الخطيفة في الهروب والعودة إلى ديانتها الأصليّة، يتم اعتبارها - مرتدّة- من جهة، وزانية إذا تزوجت ثانية أو عرفت شخصا آخر. فالحاصل هنا هو جريمة تعددية/ مضاعفة، جريمة مركّبة معقّدة. جريمة خطف، جريمة قهر وتغيير عقيدة، جريمة زواج قهري، (مسألة زواج القاصرات جريمة دولية أيضا)، جريمة القصاص الجسدي، جريمة المحاسبة على ممارسة المرء لحريته واتباع قراره الشخصي.
هل يحتمل المسلمون أن يعانوا من العقوبات والضغوط التي فرضوها على غير المسلمين وما زالوا يفتخرون بممارستها في ظل غياب العقاب الدولي؟.. عليك أن تعامل الناس كما تريدهم أن يعاملوك، ولا تجعل عليهم ما تكرهه لنفسك!. ولكلّ شيء وقت.. ولا دوام لجور مهما طال!.
*
ارجو من الجهات المدنية والقضائية المعنية التحقق من تفاصيل قضية السيّدة (مريم يحيى ابراهيم)، والتاكد من بياناتها الأصلية في مجال الديانة والعائلة وكونها خطيفة أو مغرر بها، لاستكمال الأوراق الجنائية الكافية لاعادة النظر القضائي فيها خارج دولة السودان. ووضع حدّ للصمت والخنوع وعدم التحرك الحضاري للانتصار للفرد والانسانية والحريّات والحقوق المدنية!.



#.سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - .سامي فريدي - أيّها السّودانيّون.. انتصروا لأنفسكم وقيمكم الانسانية!.. انتصروا للمرأة.