أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسن محاجنة - إضرااااااب ..!!














المزيد.....

إضرااااااب ..!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 10:56
المحور: المجتمع المدني
    


إضرااااااب ..!!
ألإضراب هو "ألسلاح " الأخير الذي يلجأ إليه ، من يخوض نضالا سياسيا أو إقتصاديا ، كوسيلة ضغط للحصول على ما يعتقده ، بأنه حقه المسلوب ، أو لتحقيق مطالب مشروعة ، يرفض من يقف على الجانب الأخر والمُستفيد من الوضع القائم ، أن يلّبي هذه المطالب ، وقد تتطور الإضرابات لتصبح ثورة .
لكن وبالمُقابل وإلى جانب مشروعية الإضراب ومطالبه ، فإن فئة ما ، تتضرر بهذا الإضراب ، وقد تكون غير "شريكة " أصلا في الظلم والإستغلال الذي تعرض ويتعرض له المُضربون . فعندما يُضرب العاملون في المواصلات العامة ، مُطالبين بتحسين ظروف عملهم وأُجورهم ، فمن يتضرر أولا ، هي الفئات ألشعبية والفُقراء والذين تُشكل المواصلات العامة وسيلتهم الوحيدة للوصول إلى أماكن عملهم وتنقلاتهم الأُخرى .
وهكذا هو الحال مع باقي الإضرابات التي يُعلنها المُستُغَلون والمظلومون في كل مكان .
وكُلما كانت النقابات أكثر تأثيرا على شل حركة الحياة "الطبيعية " ، كانت الإستجابة لمطالبها أسرع ، فعندما يُعلن عمال الموانيء إضرابا ، ويمنعون تفريغ وتحميل السفن ، فإنهم يؤثرون في التصدير والإستيراد من وإلى دولتهم . مما يوجه ضربات موجعة للحكومات وشركاؤها من الرأسمال المحلي والعالمي ، فتقوم بالتفاوض سريعا مع المُضربين والتوصل إلى إتفاق معهم بهدف إعادة الأمور إلى مجاريها.
إذن وكلما كان بإمكانك توجيه ضربات موجعة في "المناطق الحساسة " ، وهي في حاتنا "جيوب " الحكومة والرأسمال (والتي لا تمتليء أبدا ) ، كان إضرابك أو مُجرد الإعلان عن إضراب وشيك ، قادرا على طرد النوم من عيون الحكومات وشركائها .
لكن ، ورغم أن المُتضررين من الفئات الشعبية ، هم أكثر من يعاني من تبعات إضراب ما ، فإن هذه الفئات ورغم محاولة "أسياد السلطة والمال " ، توجيه غضب هذه الفئات نحو المُضربين ، لكنها غالبا ما تفشل ، لأن وعيا طبقيا ما قد تطور ، ويحظى المُضربون بتعاطف كاسح من هذه الفئات ، رغم ما يلحق بحياتهم من تشويش وعنت جراء الإضراب .
لكن ، هل هناك إضرابات لا يسمع بها أحد ؟؟ أو لنقُل ، هل هناك خدمات أو سلع ، لا يحتاجها إنسان ؟؟
ذكرني هذا السؤال ، بجواب "عمي " المرحوم ( وهو صديق والدي المرحوم أيضا ووالد أحد أصدقاء العمر ) ،عندما سألتُهُ عن وضعه وأحواله ، فأجابني : حالي كحال مُعلم العمار في قبيلة تعيش في الخيام !! وهل يحتاج البدوي الذي يعيش في خيمة إلى معلم عمار ؟؟!!
يستطيع معلم العمار في "مضارب البدو " أن يُعلن الإضراب طيلة حياته ، ولن "يُفاوضه " أحد عن مطالبه "النقابية " !!
وهذا ما حصل معي ومع صغيرتي ، ألتي ألحت علي كثيرا ، بزيارة المكتبة العامة في المدينة العربية التي ولدتُ فيها وكبرت ، لكنني بنيتُ بيتي في قرية مُلتصقة بالمدينة إياها .
وبعد أن هيأت صغيرتي نفسها وخططت لما ستقوم به في المكتبة ، وطالبتني بحزم أن "تشترك " في المكتبة ، مما يعني رسوم إشتراك طبعا ، انطلقنا .....
كانت بوابة المكتبة الحديدية مُغلقة ، وشاهدنا عن بُعد ، لافتة مكتوب عليها وبخط كبير،إضراب .
لم أُصدق ما تراه عيناي ، وعدا عن خيبة الأمل التي أصابت صغيرتي ، وعودتنا أدراجنا خائبين ، توجهت بالسؤال إلى أحد جيران المكتبة ، مستفسرا عن هذا الإضراب ، فأجابني بأن الاضراب مستمر منذ اسبوعين على الأقل !!
أُطالع الصحف الورقية التي تصدر في منطقتنا بإنتظام ، وأتصفح كذلك مواقع الانترنت يوميا ، لكن ، لا أحد "غطى " هذا الإضراب . علما بان مدينتنا "تعج " بالحركات السياسية ، الثورية ، الإسلامية والنقابية كذلك ، لكنها وعلى ما يبدو ،أُصيبت بالطرش الطاريء ولم تسمع بهذا الإضراب .
أعيش بين الناس في قريتي ومدينتي ، ولم أسمع أحدا يتحدث عن إضراب "المكتبة العامة " !!
لكن لو أضربت شركات السجائر مثلا لقامت ثورة !! أو لو أغلق سوق الخضار أبوابه ، لتدخل المسؤولون في المدينة حالا !! ولو .......ولو ....
لو خرجت فتاة بمايوه لقامت الدنيا ولم تقعد !!
إضراب العاملين في المكتبة العامة لا يؤثر في شعب لا يقرأ .. فهذا الشعب يكتسب ثقافته من "السماع " فقط !! وليس به حاجة إلى مثل هذه الخدمات .
فحال المكتبة العامة ، كحال معلم العمار في مضارب البدو !!!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا صوت يعلو فوق صوت -القضية - ..!!
- 400 زهرة ، مُشاكسة أخيرة وكلمة وداع ...
- أنا وبيكاسو ..!!(4)
- ألنص -رهينة - ألشخصنة ..(3)
- ألكتابة ما بين ألشعبوية والنخبوية ..!!(2)
- لماذا يتوقف الكاتب عن الكتابة ؟؟
- كباقي الدول ؟! زواج السُلطة والمال ..
- دماؤهم على أكُفّهم !! عمال هاربون من الحصار ..
- كيف يتحول الإنسان إلى -وحش- ؟؟
- الحوار والتحوير !!المشاكسة قبل الأخيرة ..
- -عاموس عوز- : نيو- نازية يهودية !!
- يوم النصر على النازية !!
- -ألتسطيح- أفيون الجماهير ..
- إستقلالهم نكبتُنا ؟!ماذا عن التزمت والأوهام ، أيضا !؟
- دكتور جايكل ومستر هايد !!
- إنهم -يخترقون - جُدران ألخزّان . مُهداة إلى روح غسان كنفاني
- أهلا بكم في دولة الشريعة اليهودية .
- ألإلحاد ألسلفي (ألإسلامي) ..!!
- البيدوفيليا الدينية
- دافيد -النحلاوي - يُثير بلبلة في صفوف الجيش الإسرائيلي .


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسن محاجنة - إضرااااااب ..!!