أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - مجسات حزبية














المزيد.....

مجسات حزبية


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 21:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقوم الشركات المسؤولة عن إصدار كبريات الصحف في البلدان المتقدمة بتكليف فرق وجهات بالنزول الى الشارع بغية الوصول الى مستوى انتشار ومقبولية ما تصدره من صحف ونشرات ودوريات , ولا شك ان هكذا عملية إنما تصب في صالح تلك الشركات العملاقة حيث يتم رفع عدة ملاحظات وتوصيات من قبل تلك الفرق, لغرض رصد اتجاهات الرأي العام مع أو ضد متبنيات هذه الصحيفة أو تلك , وهكذا هو الحال بالنسبة للشركات ذات الطابع الاقتصادي , حيث توجد أقسام مختصة للاطلاع على مستويات استهلاك منتجاتها حجم ومقدار مبيعاتها مما يسهم مساهمة فاعلة في ترصين سمعة هذه الشركة أو تلك .
والحقيقة ان ما ينطبق على تلك الجهات والمؤسسات الإعلامية والاقتصادية ينطبق ومن باب أولى على الأحزاب والكتل السياسية , لكننا وللأسف الشديد وعلى امتداد تجارب أحزابنا العراقية بشتى توجهاتها ونوازعها وإيديولوجياتها , لم نلمس أي اثر لهكذا توجه من قبل اغلب تلك الأحزاب , حيث تتقوقع أحزابنا , داخل شرنقة ضيقة , لتبقى بعيدة كل البعد عن أي إجراء من شانه ان يتعرف على اتجاهات وتوجهات وملاحظات الإطراف ذات الصلة (الجماهير ) ومدى مقبولية تلك الأحزاب داخل المجتمع .
ولا شك ان بقاء مثل تلك الأحزاب والتنظيمات السياسية ضمن هكذا اطر ومحددات إنما يعرضها الى الابتعاد عن نبض الشارع وتطلعات الجماهير وأمالهم وطموحاتهم وما يحملونه من رؤى وبرامج , بل ان هكذا تقوقع , إنما يبلور حالة من الفتور والتراخي بينها وبين جماهيرها على المستويين السياسي والمعنوي .
إننا اليوم نلتقي ونتحدث مع الكثير من المثقفين والمطلعين بين وقت واخر ممن يبدون جملة من الآراء والملاحظات الهامة والدقيقة حول عدد من النقاط التي يجب ان تخضع للمراجعة والتقويم, من قبل قيادات الأحزاب وكوادرها الفاعلة , إلا ان تلك الآراء والملاحظات وللأسف الشديد لم تلق اذانا صاغية من قبل من ينتمي لتلك الكيانات السياسية , هذا اذا لم يتهم أصحابها بشتى النعوت والاتهامات .
أرى من الضرورة بمكان ان تعمل جميع الأحزاب على رعاية جهاز رقابي يعمل كمجسات تقدم على انجاز عمليات إحصاء واستبيان حول ما يدور داخل صفوف الجماهير من امال وتطلعات , سواء على صعيد الجماهير المنتظمة حزبيا أو تلك الجماهير, المتعاطفة وغير المعارضة لتوجهاتها وأهدافها .
فهذا احد الأحزاب السياسية العريقة والتي كانت الشمس لا تغيب عن جماهيره ليس على مستوى العراق فحسب , بل على مستوى العالم بأسره ,إبان خمسينيات وستينيات القرن المنصرم , ما يزال ذلك الحزب العريق , يرفع ذات الشعار ويلتزم ذات التسمية ويخط لافتاته بذات اللون ويتمسك بذات المقررات الكلية والجزئية , بل انه لم يزل يحتفظ بقيادات لم تغادر مواقعها لعقود من الزمن , في حين كان يفترض به وهو الحزب اليساري الراسخ , ان يجدد صفحاته ويراجع مقرراته ,بين آونة واخرى, وان يحرص كل الحرص على ان يظهر بمظهر المتوائم مع شتى المتغيرات التي تشهدها الساحة المحلية والإقليمية والدولية لا ان يظل يرتدي ذات الجلباب الذي ارتداه اباؤه الأولون ومؤسسوه الأقدمون , وإلا فما الذي يميزه عن سائر الأحزاب التي يعيب عليها ذلك الحزب تحجرها وجمودها ,بالرغم من ان بعض أحزاب الإسلام السياسي اليوم قد أخذت بالعمل بمبدأ التجديد والتطوير فيما يخص كل ما يتعلق بثوابتها ومتبنياتها وكوادرها فضلا عن شعاراتها وتسمياتها وألوان لافتاتها .
فعلى سبيل المثال فان مفردة ( الشيوعية )ولأسباب عدة تثير داخل منظومة الفرد العراقي النفسية والفكرية والعقائدية والسياسية جملة من الإشكالات والملابسات وتنفتح به على عقود غابرة مليئة بالفتاوى والصدامات والمماحكات والاستهدافات والتصفيات وحملات التشويه التي حرصت على القيام بها الاحزاب السياسية ( البعث ) وبعض الجهات الإسلامية المتخلفة , مفردة ( الشيوعية ) كان من الضرورة بمكان ان تخضع لمزيد من عمليات المراجعة والفلترة ليتم بعد ذلك صياغتها بشكل يتلائم وأذواق ومخيلة وميول الجماهير بشكل عام , إذ لا يمكن لحزب من الأحزاب ان يعتمد ذات المسميات ويرفع ذات الشعارات التي كان يتبناها في مراحل زمنية سالفة دون ان يخضعها لجملة من عمليات التمحيص, لا يمكن لحزب من الأحزاب ان يتوقف عن عملية المزاوجة بين آخر إرهاصات الفكر السياسي والاجتماعي وبين ما كان يتبناه من أفكار وطروحات .
لا يمكن لحزب ان يبقى فاعلا مؤثرا في الوسط الشعبي والجماهيري وهو يحكم بذات الأدوات في تسيير قافلته التي تمخر عباب محيطات وبحار مترامية في عالم الحكم والإدارة .
لا شك ان المنخرطين في صفوف تلك الأحزاب التي لا ترغب بإجراء ادنى تعديلات على متبنياتها, لا شك إنهم سوف يمتعضون من هكذا أمر اشد الامتعاض وان كانت تلك الملاحظات تصب في خانة الرأي والرأي الأخر, الذي يتشدقون به طوال الوقت ,ولعل سبب امتعاض هؤلاء يكمن في إنهم لا يريدون ان يعوا ان الأحزاب والكتل والتنظيمات السياسية , شأنها شأن الإنسان , فهو يمر بعدة ادوار ومراحل حيث ينتقل من مرحلة الضعف والقصور الى مرحلة القوة والظهور لينتهي بما ابتدأ به من ضعف , وهذا ما ينطبق على سائر الأحزاب والكتل السياسية , الا ان ما يختلف بشأن تلك الأحزاب إنها تمتلك المساحة الأكبر والقابلية الأعظم للبقاء والاستمرار ,شريطة ان يواظب أفرادها على مواصلة عمليات المراجعة والتدقيق والتعديل , أما خلاف ذلك الأمر فان تلك الأحزاب والتنظيمات الحزبية والسياسية سوف يكون مكانها وسط احد المتاحف التاريخية لتروي قصص وإحداث أكل الدهر عليها وشرب .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستويات الوعي السياسي لدى الناخب العراقي
- المشكلة أكبر من ذلك
- دولاب الانتخاب
- هل يتوحد العراقيون أمام جلاديهم ؟
- عندما يصبح الإعلام أداة للتسقيط السياسي (البغدادية انموذجا )
- صور الله
- إلى أين سينتهي المطاف بالعلوي ؟
- القانون المثير للجدل
- قبور ومعاجز
- عجبي لهؤلاء المتشيخون
- البهلول العليل
- هل أنا حقا علماني ؟
- هكذا تكلم اليعسوب
- في ذكرى غزوة 1991 -المباركة - !
- تاملات في الخطاب السياسي للسيد عمار الحكيم
- اصوات مهاجرة
- كل عام وانتم بخير سادتي القراء
- هل يكفي ان يكون الطرح صحيحا ؟
- ليس دفاعا عن العمامة
- رسالة الى جريدة المدى


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - مجسات حزبية