أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امجد ابراهيم - المنوفوبيا















المزيد.....

المنوفوبيا


امجد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 15:14
المحور: كتابات ساخرة
    


(( هناك شبح يطارد ديمقراطية العراق. انه شبح المالكية!)) وهنا لا يسعنا الا التقدم باعتذارنا الشديد للدكتور كارل ماركس ( لان جدا عيب انكَول ماركس حاف من دون لقب ) على تحديث مطلع بيانه (لأنه مايصير توكَف جدلية الحياة، خصوصا بعد ان مر 150 عاما على ذاك البيان الذي يحتاج الى تجديد) بما يتلاءم وطبيعة المرحلة التي نعيش احداثها الجسام. فكان ولا بد من ان نختار مطلعا للبيان الجديد الذي يحمل عنوانا اوحدا، مثل وحدانية الكون، لا لا لا لولاية ثالثة ولتسقط الى الابد المالكية!! فأنت لا تعرف ايها العزيز د. ماركس، ان البعض قد اصابهم هوسا، يبدو ان لا شفاء منه، فبدؤوا يسيرون على رؤوسهم حتى لا يكرروا غلطة ذلك الفيلسوف الذي يرى العالم بالمقلوب ... ولان العالم يسير بالمقلوب فعلا، لذلك سارع هؤلاء الافذاذ الى السير على رؤوسهم، حتى يروا العالم يسير على قدميه!
اما تعريف مصطلح المنوفوبيا ، فهو بكل بساطة : علم جديد تخيُلي يقوم على إرعاب الذات، ويتكون من مقطعين الاول منو : كلمة عراقية تعني اي كان، وفوبيا : شوية خوف ورعب، وحينما نقوم بخلط المقطعين، سينط امامنا مباشرة دراكولا صغير فنصاب بالرعب ( يا يمه!). ومن حسنات هذا المصطلح سهولة وضع اي اسم بدلا عن ال (منو) فيصبح على سبيل المثال " المالكيفوبيا" وهو مرض معدي يجول في فيافي العراق في هذه الايام، وما على الجميع سوى التكاتف من اجل الحد من آثاره التدميرية ... لكن انتبهوا جيدا فلهذا المرض قدرة انمساخية في شخص آخر كأن يكون عادلفوبيا او صولاغفوبيا او برزانيفوبيا ، لا، لا هذا الجسم لا يمكن اختراقه فهو محصن بالله ومحروس .... يعني باختصار اي منو فوبيا.
يا سادتي الكرام، منذ ان انتهت حفلة " عرس الواويه " والتي اتخذت لها اسما رائقا " اتفاقية اربيل " حتى جن جنون منظموها لأنهم خرجوا من العرس بدون حمص! فقد انقلب عليهم شريكهم ( كما يدعون ). ومنذ تلك اللحظة بدأت تترى على رؤوسنا ( جواكيج) التحليلات السياسية، حتى افقدت البعض منا صوابه. ولكنها في الواقع، هي عبارة عن قطع من تحليلات يتم رتقها من اجل تلفيق بذلة لا تليق إلا "بالمكَرود" المالكي. حتى اصبح عن حق، ذلك الشبح الذي يطاردنا في صحونا ونومنا، وينغص علينا عيشنا الهني جدا، ويفرط بوحدتنا الوطنية، ويمزق نسيجنا الاجتماعي، ويتحالف مع الشيطان من اجل ان لا يدعنا (مستراحين منه ومن فتوكَه الكَشرة ولو ليوم واحد) ، وهو الوحيد الذي يقرب اقرباءه فجعل العراق دولة تتناهبها بطانته (والبقية كلهم اشرف من الشرف، لأنهم لا يتكرمون بالمناصب إلا على اولئك الذين يختلفون معهم في التوجهات السياسية والطائفية والقومية، حتى لا يجرؤ احد ويتهمهم بالباطل، بااااااطل! واذا تريدون ان نأتي بأسماء كل واحد منهم ترى ابدا مو صعبه). في الواقع، انك اذا اردت التربص بشخص ما، ما عليك سوى البدء بتفصيل بذلة اكبر كثيرا من مقاسه واحرص على ان تزينها بكل النياشين. ثم ابدأ بتعليقها بتؤدة وهدوء، مع مزيد من (البوليش) لتلميعها ، حتى تستقر عميقا في لا شعور الناس. ولا تنسى ان تضيف اليها يوميا بهارات من تصرفات وأقوال وفلتات لسان ذلك الشخص، ولا يهم ان كانت تلك الاقوال والأفعال مقصودة من قبله ام لا. فأنت من يجري لها عمليات التبشيع بزرقها مزيدا من مادة البوتوكس ، وعندها سوف تجد بين يديك شيطان صغير. وكن حريصا على تسويقه كصورة نمطية لذلك العدو الذي شكلته وفق القياسات التي وضعتها، فتسهل عملية التخلص منه! هكذا نفخوا في صورة المالكي – الشيطان الكلي القدرة !.. وهنا تحضر امامي صورة ذاك الهذيان الذي انتجته مصانع الميديا الغربية الديمقراطية، حينما تحدثت وفصّلت وخوَّفت وأرعبت الناس من الجيش الرابع عام 1990، فكان ان ارجعت العراق الى عصر ما قبل الصناعة ... حينها لم يتساءل احد : ترى من هي الجيوش الثلاث الاولى؟ ولا اريد الدخول في متاهة السقوط القيمي لدى الغرب الرأسمالي الذي كان البعث الفاشي احد اطفاله المدللين.... اذن هو الهذيان بعينه لكنه هذيان مغرض بلا شك.
لنأتي الان الى " زفة اتفاقية اربيل " التي استولدت لنا "فزعة" تحمل شعار المرحلة الجديدة : لا لولاية ثالثة للمالكي، فالديمقراطية في خطر!
لقد عايشنا جميعا مأزق تشكيل حكومة المالكي الثانية، وكان المشوار طويلا جدا الى ان تكللت المساعي بولادة حكومته. حينها تواضع الجميع على تسميتها ب "حكومة المشاركة الوطنية". وقد جاءت عقب اتفاق او بالأحرى عبر طبخة ( الفت عنايتكم لكلمة " طبخة " لان الجماعة يحبون كثيرا هذه الكلمة منذ مؤتمر لندن " المهجوم "حينما تحدث السيد عادل عبد المهدي عن مطبخ سوف لا يقبل "شيفيته" ان يشارك فيه اي " شيف" من القوى التي لم تدخل تحت خيمة هذا المطبخ الامريكي حينها !) لم يكشف عن مكوناتها وقتئذ مستغفلين بذلك "الشريك" الاخر واعني به العراقية وامتدادها الطائفي، حتى وان حاول الطرفان التنطع بأنهما لم يغفلا المصلحة الوطنية العليا! (مع عدم نسيان تلك المحاولة البائسة لفبركة مؤسسة على قياس السيد علاوي، محاولة لاسترضائه، والتي كان من الممكن لو قيض لها التحقق ان تدخلنا في متاهة دستورية لا يعرف لها مخرج حتى اعظم فقهاء الدستور في العالم) هذا عدى عن كونها قد استغفلت، في الاساس، الشعب الذي ينوحون اليوم على حقه في معرفة ما يدور والإطلاع على ما يجري في الكواليس. وبعد ان " شاطت" تلك الطبخة وملأت الاجواء رائحة احتراقها. عرفنا لاحقا انها كانت عبارة عن مساومة ليس لها اي صلة بالوطنية او ببناء النظام الديمقراطي التعددي. انها في الحقيقة مساومة سوقية بحتة : ماذا تعطينا وماذا نقدم بالمقابل؟ الامر الذي انفضح حينما بدأت تسريبات احد اطرافها تتحدث عن انهم لم يخالفوا ما جرى الاتفاق عليه، ولكنها ( اي الاتفاقية) كانت مشروطة بعدم تجاوزها على الدستور ( وما ادراك ما الدستور ). وهذا يعني ان النقاط التي يرى المالكي انها فرضت عليه في تلك اللحظة التساومية قد انتهى مفعولها بعد ان تشكلت حكومته!
وألان ، لنفترض جدلا ان كل بنودها كان سليما ويتماشى مع بناء نظام ديمقراطي الذي ننشده جميعا، او على الاقل كما هم يدعون... فمن اين جاء الخلاف اذن ؟ يقول احد الاطراف انه لم يجري الالتزام ببنود الاتفاق وان بنوده تراعي الدستور. فيما ينفي الطرف الاخر متشبثا بالقول انه طبق البنود المتفق عليها، مع عدم اغفال ان كل ما جرى الاتفاق عليه كان ضمن مرجعية الدستور كحكم الفيصل! وهذا يعني ان اصل الخلاف يرجع الى الدستور. وبذلك وصلنا الى جوهر لعبة " الغميضان " التي لعبها الطرفان كل وفق تفسيره! اما الحديث الاخلاقي عن الالتزام بالكلمة ومواثيق الشرف والعفة ... الخ فهي مجرد عض على الاصابع ندما لأنهم لم يحسنوا اللعب.
اعتقد ان حديث رافعي لواء " لا لولاية ثالثة " عن مصالح الشعب وبناء نظام ديمقراطي مؤسساتي يمكن بكل سهولة التشكيك به، لان من يرتضي بالمحاصصة ويصر على البقاء تحت خيمتها، لا يحق له التنطع ببناء نظام ديمقراطي ناجز. الم يكن من الاجدى بهم ان يطرحوا موضوع اصلاح الدستور ضمن سقف زمني محدد، وكذلك مؤسسة رئاسة الوزراء وبقية المؤسسات الاخرى، ووضع ضوابط قانونية للفصل بين السلطات بشكل واضح ودقيق؟ ولماذا لم يدعوا الناس الى المشاركة في هذا التوجه ودعمه، آلا يعرفون ان من اهم اسس بناء اي نظام ديمقراطي هو مشاركة الناس في بناء مؤسسات الدولة ام ان العمل خلف الكواليس وتمرير الاتفاقات من تحت الطاولة هو الذي يبني اليمقراطية؟ اما على صعيد مجلس الوزراء، الم يكن من الواجب الاصرار على ضرورة وضع نظام داخلي لمجلس الوزراء مع برنامج حكومي قبل تشكيل الحكومة ...الخ؟ ونكون بذلك قد فزنا جميعا، لأننا سنكون بذلك قد وضعنا اولى خطواتنا على طريق الالف ميل.
يحسن بنا ان نعيد قراءة المشهد لكي لا نستغفل ثانية ويتمكن القيمون على مطبخ العملية السياسية مجددا من تقديم طبختهم التي لا تجلب سوى عسر هضم واضطرابات تستمر لأربع سنوات. وبعد، ألا يحق لنا الاستنتاج بان هناك اشياء قد تم اخفاؤها في ذلك الاتفاق؟ خصوصا وان احد مهندسي ( فيترجية ) هذا الاتفاق تحدث لأحد خواصه عن ان الاتفاق كان من ضمنه الموافقة على مشروع الكونفدرالية ( والعهدة على ناقل الخبر ) وكأن الاقليم لا يتعامل الان كدولة مستقلة!
كما لابد لنا من القول : ان من يعتقد ان الاتفاقات السياسية تحمل صفات قدسية فهو ليس واهم وحسب، بل هو يريد ايهام الناس بأنه " كلش جنتلمان ولا يخالف الاتفاقات المعقودة "، علما ان التنصل عن التعهدات والاتفاقات يحدث في طول العالم وعرضه. وهذه مجرد محاولة للتذكير فقط وليست دعوة للتلطي وراء " براغماتية " لا تعير اي اهتمام للأخلاق والالتزامات... لذلك نرجوا من الجميع ان يكفوا عن ذرف دموع التماسيح على " الجنتلمانية " وشرف التعهدات، لان الصراع الدائر بين القوى المتسيدة على المشهد السياسي، لم يكن يوما منذ سقوط نظام البعث الفاشستي، يخرج عن دائر الاستحواذ على اكبر قدر ممكن من " فطيسة " الوطن الذي يدعون التتيُّم حد العشق !
واخيرا، اتمنى ان يكفوا عن استهزائهم بعقولنا ... كفوا عنا منوفوبياتكم فقد شبعنا من عويلكم ولطمكم على الديمقراطية المستباحة!... ولكن للتذكير فقط من هو صاحب الحظ السعيد ليكون هدفا للمنوفوبيا خلال الاربع القادمات؟ خصوصا ونحن على احر من الجمر ( شوية مبالغة) لمعرفة نتائج الانتخابات، التي تشير التسريبات الى فوز قائمة المالكي بفارق كبير عن اقرب منافسيه!



#امجد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوهام الامبريالية في السيطرة على الفوضى
- خطاب الامس هل سيجد صداه غدا!
- صورة طبق الاصل : هل تحتاج داعش لمن يبرر لها وجودها؟؟
- ورقة انصارية ثانية : يوم وقوعه في قبضة الجيش
- ورقة انصارية
- القوى الديمقراطية وماراثون الانتخابات!
- حينما يتسرب - التبرير - من بين سطور النقد !!
- قراءة في ورقة الحزب الشيوعي العراقي المقدمة للسمينار النقابي
- من وحي السمينار النقابي اليساري
- وقفة مع الحزب الشيوعي العراقي في لقائه مع المالكي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امجد ابراهيم - المنوفوبيا