أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنطونيوس نبيل - المزامير المحذوفة














المزيد.....

المزامير المحذوفة


أنطونيوس نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 08:27
المحور: الادب والفن
    




إلى سامية العاصي:
دُخْانُ سَجَائرِكِ شِعْرٌ تَخَفَّفَ مِنْ أنْيَارِ اللُّغَةِ وأصْفَادِها

المزمور 152

مِن بين أنيابِ الريحِ
ألتقطُ دبابيسَكِ الصَدِئة تباعاً
أثقبُ حباتِ المطرِ
وبينما تنسالُ الرمالُ مِن جَوفِها
أتحسسُ عينيَّ
أمتنعُ عن سَمْلهما
حيث بعيداً في أغوارهما المعتمة
تسبح تقاطيعُ وجهكِ الحاني:
وجهُكِ المشغوفُ بالرحيلِ
-والذي أسدلَ عليه الفراقُ أسجافاً
من نارٍ لها خريرُ المشايمِ-
حجابٌ أصْلُبُ عليه ترانيمَ فراشاتي
قبل أن تمحقها أحذية الخريف

المزمور 153

حين خَطَوْتِ مبتعدة
تساقطَ على الأرضِ العَاقِر
من إبطيكِ نبيذُ العَرَقِ
فنبتَتْ منه العصافيرُ
احتشدَتْ حولي تُعابثني
فضَحِكتُ وبعدما انسلخَتْ
عن بشرةِ الأفقِ
آخرُ ذرَّةٍ من ظلكِ الرهيف
ذهبتُ أنا والعصافير
إلى حِضنِ المرآةِ:
هناك رأيتها نسوراً تنهشُ لحمي
فلم أنفضها عني
كانت مناسرُها –المغروسة
بتأنٍ لَهُومٍ حتى نسغِ العظامِ-
رماحاً أَصْدُفُ عن اقتلاعِها
خشيةَ أن أنزُفَ ما تبقى
في دمي مِن ثُمالةِ عطركِ

المزمور 154

يمشقونَ خاصرةَ الأرضِ
ضافرين من ندوبِها خنادقَ
ليمكثوا في أحشائها يتجرَّعون
نُغْباتِ الفرحِ الآسن آمنين
-أما أنا فخندقي وهُدنتي
وفرحي كانوا بين نهديكِ
همسُكِ اللافحُ المُجنَّحُ
كان نافذتي على فِردَوسٍ
لم أعرفه طوال غُربتي-
وهأنذا الآن وحيداً بينهم
أجترُّ نكهةَ غيابكِ:
إلى فحيحِ أنفاسي الخَمولِ
وإلى لُهاثِ الدمِ في شراييني
أُصيخُ السمعَ شَزْراً
فأَحُسُّ بأنني أقترفُ ذنباً
تضيقُ دونه سوابغُ الرَحْماتِ
فمَن يتشدَّقُ دوماً بالهُيُومِ
جاهراً بأن موتَ العاشقِ
اكتمالٌ سَخِيٌّ لعشقِه
كيف له أن يظلَّ حيَّاً؟
مَن وَجَأتْ أنفاسُ المحبوبِ
بنصالِ أريجِها لحمَ رُوحِه
كيف له ألا يصيرَ
حشرجةً في حَلْقِ القبر؟
ومَن أدهقَتْ أناملُ الحلمِ
كأسَ وجهِه بفيوضِ الظمإِ
كيف له ألا يدعوَ
لِفَافَاتِ الكفنِ حبلاً سُرِّياً؟



#أنطونيوس_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفر الحكمة
- الموعظة على المعبر
- ألفريد نويس: الحصن المزدوج
- فولفجانج بورشرت – تحريض
- نص السيف وخمر الهامش
- جثة منزوعة الموت
- سجناء الأيقونة: جيفارا والمعري
- مناجاة هاملت الغفاري
- حديث البذرة والأشباه
- انتحار المرايا
- لثماتٌ لا تندمل
- نحو قصيدة جنائية
- لو ترونج لو - صوت الخريف
- الصليل القاني
- بصقات فلسفية في وجهِ طوفانٍ فاتن
- أحذية الموتى دائماً نظيفة
- ثلاث قصائد ل تومي تابرمان
- الأراجوز يُصلب من جديد
- مناجاة ملحد من زمن المنصور
- انتحار منفضة سجائر


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنطونيوس نبيل - المزامير المحذوفة