أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حامد حمودي عباس - القضاء السوداني ، وشبهات إقامة الحد .














المزيد.....

القضاء السوداني ، وشبهات إقامة الحد .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 01:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مرة أخرى ، يطل القضاء السوداني الموغل في التخلف ، على العالم المتمدن ، معلناً قراره بقتل طبيبة مسيحية شنقاً كونها تزوجت بواحد من دينها رغم اصرارها امام المحكمة بكونها لم تكن مسلمة أصلاً .. حيث لم تنفع جميع الاحتجاجات الشعبية المنطلقة امام بناية محكمة جنيات ( الحاج يوسف ) في السودان صاحبة الاختصاص في القضية ، ولا مرافعات هيئة الدفاع عن المتهمة ، بأن يعدل القاضي المكلف بالنظر في الدعوى عن قراره المجحف ، وغير المستند لأي أساس قانوني مقبول .
مريم يحيى ابراهيم ، ابنة لرجل مسلم ، توفي أبوها وهي لا زالت صغيرة ، لا تملك مقومات الإقرار بدين ، وليست لديها القدرة على تبني أية فكرة عن محيطها الدنيوي غير ان لها أم مسيحية من أصل اثيوبي .. وقد ترعرعت تحت رعاية والدتها لتسير على نهجها التربوي ، وتتبنى عقيدتها الحاضرة معها على الدوام وهي المسيحية ، ولم تكن أية عقيدة اخرى تتواصل مع أواصر تفكيرها غير ما تدين به الأم المربية والقريبة منها قرب الأمهات .
نشأت مريم مسيحية ، واثقة من مسيحيتها ، كثقتها حين أجابت القاضي وبكل هدوء يوم المحاكمة .. ( أنا مسيحية ولم أرتد على الاطلاق ) .. وكان جوابها الثابت هذا قد قالته لرجل الدين الذي تحدث معها وهي في قفص الاتهام محاولاً اقناعها بالعودة عن ( ردتها ) للنظر باحتمالات الصفح عنها من قبل المحكمة .. انها مسيحية ولم تكن مسلمة في يوم من الايام .. وبذلك فان ( ما ذكرته مريم بأنها نشأت على دين أمها ، شبهة تدرأ الحد ) كما قال الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي بالسودان .. وقد طالب المهدي في بيانه حول هذه القضية ، بأن يصار الى تجميد المادة ( 126 ) من القانون الجنائي السوداني ولحين ( الاتفاق بين المسلمين حول الاجتهاد الصائب الذي يحقق مقاصد الشريعة ) .
الولايات المتحدة الامريكية ، وعن طريق ماري هارف مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية أبدت انزعاجها الشديد من طبيعة المحاكمة ، في حين قال مارك سيموند وزير شؤون افريقيا في الحكومة البريطانية (نحن مرتاعون بسبب هذا الحكم البربري ، والذي يسلط الضوء على الاختلاف الكبير بين ممارسات المحاكم السودانية ، والتزامات السودان باتفاقات حقوق الانسان الدولية ) .
منظمة العفو الدولية ( أمنيستي ) هي الاخرى هبت مذعورة من قرار الحكم ضد مريم يحيى ابراهيم ، وأبدت انزعاجها الشديد من هذا القرار اللاإنساني .
الملفت للنظر ، هو ذلك الصمت المزعج لجميع المنظمات العربية المعنية بحقوق المرأة واخفاقها في مساندة الضحية السودانية مريم ، واقتصار الأمر على الجماهير النسوية السودانية لوحدها ، حيث قامت وبمشاركة مبهرة من قبل الرجال المؤمنين بمباديء التقدم والمدنية ، بالتظاهر العلني والمطالبة باطلاق سراح الطبيبة المجني عليها فوراً ودون قيد أو شرط .
ان كافة المنظمات العربية والعالمية المعنية بحقوق الانسان ، والمرأة على وجه الخصوص ، عليها ان تقف رافعة صوتها عالياً ، لايقاف تنفيذ ابشع جريمة يشهدها العصر الحديث .. إذ أن ايقاف التنفيذ حالياً تم بذريعة كون مريم يحيى حامل في شهرها الثامن ، ولابد من الانتظار حتى تضع وليدها ، لكي يتم قتلها بعد ذلك وبدم بارد .
لترتفع اصوات الجميع ، من خلال حملات ضاغطة على النظام السوداني ، وارغامه على التراجع عن قراراته الظالمة بحق المرأة السودانية ، وحمايتها من عقوبات الجلد والسجن والرجم وبذرائع واهية ، ومن أجل اطلاق سراح الطبيبة المسيحية مريم يحيى ابراهيم فوراً ، وتعويضها عن الاضرار الحاصلة لها بسبب فترة الحجز الغير قانونية .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وهج البحث عن الراحة
- الثقافة النخبوية ، وحقوق المرأة .
- ويبقى النفط العربي .. هو المصير
- أفواه ... ودخان
- النهاية المحزنة اقتربت .. فهل ثمة من يسمع ؟؟
- رائحة القبور ..
- الهجرة المعاكسة للفلاحين .. هي الحل .
- اليابان .. وآمال شاكر الناصري
- مرة أخرى .. من أجل يسار موحد .
- حصار الثقافة .
- منظمات المجتمع المدني في العراق .. والدائرة المغلقه
- الأستاذ برهان غليون .. انه النبأ اليقين
- حقوق المرأة في اقليم كرستان .. الى أين ؟
- الحرب الطائفية في سورية .. وكذبة الأمة الواحدة
- حقيقة التدخل الدولي في سورية ( مداخلة مع الاستاذ سلامة كيلة ...
- فراشاتي الثلاثه
- هجرة الارياف الى المدن ، واحدة من الاسباب المهمة لظاهرة البط ...
- بذور عباد الشمس
- رمية في بحيرة الربيع العربي .
- كنت في القاهره ( تجربة في طيات مخيلة ممنوعة من السفر )


المزيد.....




- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حامد حمودي عباس - القضاء السوداني ، وشبهات إقامة الحد .