أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تغريد عبد الرزاق نوري - فليصحو العراقيين















المزيد.....

فليصحو العراقيين


تغريد عبد الرزاق نوري

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فليصحوا العراقيين
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد بت’ أسأل نفسي وأنا اراقب القنوات الفضائية العراقية عبر شاشة التلفاز عن سبب هذا التوافد الهزيل الى مراكز الاقتراع داخل العراق وخارجه وسألت نفسي ما الذي حصل للعراقيين بالضبط .....؟؟؟ وماللذي فقدوه عبر هذه السنين الطويلة التي تعرضوا فيها للظلم والحصار و المعاناة والحروب والدمار والقتل وسيول الدماء التي اغرقت البلاد والعباد من 1981 الى يومنا هذا...... هل فقدوا مشاعرهم ام فقدوا قدرتهم على الحب او بمعنى ادَق واشمل هل فقدوا احساسهم بالوطنية والواجب الوطني واصبحت ولائاتهم كحاكميهم أسسها الطائفية والمذهبية والمنفعة الشخصية.. ام انهم فقدوا الأمل وتراكم في نفوسهم عبر هذه المحَن كمَ من التشاؤم واليأس أفقدتهم القدرة على الحركة والسير الى مراكز الأقتراع .
أم تقمصتهم اللامبلاة حتى اصبحت السخرية والاستخفاف جزءاً من شخصية العراقي والضحك والتطنيش جزءا من ثقافته .. فالعراقيين يضحكون ويتندَرون في كل امور حياتهم حتى آلآمهم ومعاناتهم ومستقبل اجيالهم .... والموت ايضاً ؟؟؟؟.لان الموت اصبح جزءا من روتينهم اليومي.
أم غادر الأمان بلدهم ومدنهم وشوارعهم وبيوتهم وحتى قلوبهم ؟؟؟؟ فلم يعد يأمن أحد لاحد وأختفت المصداقية من تعاملاتهم ومُحيت هذه المفردة من قواميسهم واصحبوا جميعا مؤمنين بأن سوء النية من حسن الفَطن ألا مارحم ربي منهم.
فمن خلال تعاملي اليومي مع العراقيين الموجودين بالخارج وتواصلي مع الموجودين بالخارج عبر وسائل التواصل الأجتماعي ومن خلال تحاوري والدخول معهم في نقاشات تبيَن لي بأن الذين ذهبوا لمراكز الاقتراع ذهبوا من أجل كيان سياسي اوكتلة اوطائفة او مذهب هم منتمين لها بغض النظر هل مرشحيها اشخاص كفؤ او نزيهين او مخلصين للعراق والعراقيين.فهذا الشيئ لايهمهم كثيرا بقدر مايهمهم ان يفوز الحزب الفلاني او الطائفة او المذهب الفلاني فالهدف هو :انا وليس نحن .
اما ألاشخاص الذين لاينتمون الى فئة او كيان ولا يفرقون بين المذاهب والاديان وهم طبعاً القلة القليلة حسب الثقافة الجديدة السائدة في البلد فقد قرروا المكوث في منازلهم والالتزام بالحيادية ومراقبة اخبار القنوات العراقية وتكرار جملة واحدة بأن الأنتخابات ليست سوى مسرحية وأن النتائج محسومة من قبل الأنتخابات والذي حصل في 2010 سوف يتكرر وان الفوز سيكون لصالح الوجوه القديمة لانها ستزوَر .ولاا دري بالضبط لماذا كل هذه السلبية وهم الذي يشهد لهم التاريخ بالشجاعة وثبات الرأي والعقيدة ونبذهم للأضطهااد والقيود ومالذي جعلهم سلبيين في مواقفهم !! أمعَيين في تصرفاتهم !! ومتنطعَين في دينهم !!.
فعند زيارتي للعراق قبل سنتين تفاجئت كثيراً من وجود كثير من الثقافات المستحدثة في تصرفات العراقيين ووجدت ملامحهم هي نفسها ولكن النفسية والشخصية والأفكار مختلفة ولاحظت فيهم التزعزع والخوف من كل شيئ فهم يخافون من بعضهم البعض ويخافون من الحسد بشكل مخيف فهم يتجنبون البوح بأبسط أمورهم اليومية خوفاً من العين والحسد وأصبح الحسد والحساد هو هاجس حياتهم والمسيطر على جميع امورهم وكأن المولى عزوجل لامقدرة ولاتصرف له وعين الحاسد هي المتصرف الوحيد وانا في اعتقادي ان هذا ضرَب من ضروَب الشرك بالله.ولاحول ولا قوة الا بالله.
ووجدتهم دائمي التذمر من صعوبة حياتهم اليومية ومشاكلهم الكثيرة ووضعهم الصعب ولكن بمجرد ان يعترض احد العراقيين الزائرين للعراق من خارج الحدود على اي موضوع او ينتقده تراهم يرمقونه بنظرة غريبة وكأنه شخص جاء لهم من كوكب اخر ولا يحق له الاعتراض او التذمر بما انه اختار العيش بعيدا عن الوطن وكأنهم لايعلمون بأنه أختار الابتعاد عن البلد مجبرا لابطلا ثم يبدأون بعَد المزابا والمحاسن التي اصبحوا فيها وانهم مًروا بظروف أسوأ ويلوموه بطريقة يفهم من خلالها بانه اختار العيش خارج الحدود ( اي في الجنة) والذي في الجنة ليس من حقه ان يتذمر من النار.
وفي اعتقادي ليس العراقيين هم الملامين على تغيير تصرفاتهم وشخصيتهم على هذا النحو ولكن عوامل التعرية السياسية الكثيرة التي تداخلت في هذا الموضوع ففقدان الأمان والارواح والمال وشظف العيش وحرمانهم من ابسط الخدمات اليومية التي تكفل لهم العيش والاهم من هذا كله فقدانهم الوطن فحتى اللذين يعيشون في داخل الوطن ولم يغادروه ولا لحظة عندهم أحساس بأن هذا الوطن لم يعد وطناً بالمعنى الصحيح فالوطن كألأم يوفر لك الحب والحنان والاستقرار والأمان ويبادلك بنفس الحب لتعيش في كنفه معزز مكرَم وبما ان العراق فاقد لكل هذا
فلم يعد العراقي يشعر بأنتمائه للعراق ولكنه يعيش في بلد مسمى وطنه فتغيرت شخصيته بتغير شخصية هذا الوطن ولعل رزوح العراقيين ولفترات طويلة تحت وطأة القهر والتسلط من قبل حكومات دكتاتورية جعلته شعب مغلوب على أمره وأصبح عنده عقدة الشعور بالخنوع وألاستسلام وبأنه شعب أبكم لاحول له ولا قوة.
حتى عند خروجه بتظاهرات سلمية تكون هزيلة وبائسة يستدر بها عطف الحكومة من أجل حقوق بسيطة المفروض تكون مكفولة له بشكل يومي وبدون عناء كتوفير الكهرباء والماء وخدمات صرف المياه( المجاري) وليست تظاهرات من أجل مكاسب أضافية
تضمن له العيش الرغيد لذلك اتساءل هل العراقيين الموجودين الان في العراق هم أحفاد الابطال الذين هزموا ألاستعمار بالفالة والمكوار في ثورة العشرين؟؟؟
وهنا السؤال المهم ؟؟؟ هل فقد العراقيين هويتهم بعدما فقد العراق هويته ؟؟ بعد أن كان بلداً عربياً عضوا مؤسساً في جامعة الدول العربية ولغته الرسمية هي اللغة العربية اصبح محكوماً من رئيس كردياً لا تقليلاً من شأن القوميات الأخرى ولكن الأكراد لهم الأن حكم ذاتي في شمال العراق ولهم حكومة ورئيس هل من المنطقي والمقبول عندهم بأن يتولى الحكم عندهم رئيس عربي؟؟!!!
وبعد أن كان العراق بلداً مسلماً ديناً .. ليس تقليلاًمن شأن الديانات الآخرى ولكن بالاغلبية العظمى من مواطنيه و لافرق بين مذاهبه أصبح الأن بلد المذاهب المتناحرة التي تدعوا الى التفكك والتشرذم تحت مسمى الفدرالية
وبعد ان كان العراق بلد السلام وبغداد مدينة السلام اصبح الأن بلد الحرب والأرهاب.اليست كل هذه أسباب
تدعوا العراقيين الى المكوث في بيوتهم .. فلماذا يكلف العراقي نفسه عناء الذهاب الى مراكز الأقتراع والموضوع برمته لايعني له شيئ ولمَ يعرض نفسه لمخاطر الطرقات والمفخخات... ناهيك عن الحواجز الكوكنريتية ونقاط التفتيش ... فليس له في كل الموضوع لاناقة ولاجمل فليترك مهمة البلد لله سبحانه وتعالى ويتوجه له بالدعاء لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا متناسيا قول المولى عزوجل ( أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسِهم ) فالله قادر على أن يغير الأحوال الى الأحسن فهو الذي يقول للشيئ كن فيكون ولكنه أشترط في ذلك أن يغيروا الناس مابأنفسهم وأن يكون التغيير منوطاً بالنفس أولاً فاذا أرادوا ألتغيير وسعوا لهُ بشكل جدي وغيروا من تصرفاتهم وأفكارهم جعلهم الله سبباً لذلك التغيير هذا الذي اكتفي بقوله واتمنى وادعوا العراقيين للنظر في أنفسهم وليصحوا صحوة حقيقية ... لا صحوة المحتضِر.. والله المستعان.



#تغريد_عبد_الرزاق_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تغريد عبد الرزاق نوري - فليصحو العراقيين