أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم الجوهرى - نقاط الترجيح السياسى بين النظام القديم ومعارضته















المزيد.....

نقاط الترجيح السياسى بين النظام القديم ومعارضته


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 21:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نقاط الترجيح السياسى بين "النظام القديم" ومعارضته

المواقف الحدية والمواقف البينية
السيسى والصباحى أنموذجا


الثورة والمعادلة السياسية الراهنة:

رغم أن الشعب المصرى قدم تضحيات وبطولات فارقة تستحق أن تسجل معها ثورته فى 25 يناير 2011 كأروع وأعظم ثورة شعبية جماهيرية فى التاريخ الحديث؛ إلا أن الثورة لم تتول الحكم بعد، ولم يكتمل التطور السياسى لنخب جيل الثورة، ولم يفرز الوعى لديهم الاختيار المفترض بضرورة تقديم البديل والممثل السياسى المعبر عن الثورة. وهو ما جعل التنافس السياسى يدور حتى الآن على قديمه؛ بين أقطاب اللعبة السياسية: النظام القديم ومعارضته.. وأصبحت المعادلة كالتالى: تنجح المعارضة كلما صنعت – أو ربما استغلت – موقفا سياسيا يحدث استقطابا ثوريا (موقفا حديا)؛ وينجح النظام القديم كلما نجح فى صنع مشهد أو موقف سياسى يخلق استقطابا أمنيا أو تناقضا مجتمعيا يستلزم حلا توافقيا (موقفا بينيا)؛ بما يجعل الظروف تصب فى صالحه.

النظام القديم والمرحلة السابقة:

وذلك ما حدث تماما فى المرحلة السياسية السابقة؛ حيث استطاع النظام القديم استدراج الإخوان وتوظيفهم سياسيا لصالحه عن طريق الغواية، وبعد أن استهلك غرضه منهم، استغل النظام القديم حالة التناقض بين نظام الإخوان الموجود فى السلطة، وبين الحالة الثورية الموجودة فى الشارع، ليقبض على الموجة الثورية فى 30/6 ويعود للمشهد بقوة، مقدما نفسه فى دور المنقذ والحارس الأمين لدولة التناقضات.

أخطاء المعارضة فى موجة 30/6:

إذا قمنا بتحييد "الدور السياسى" للثوار الذى لم يعبر عنه أحد بالشكل الأمثل حتى الآن؛ لوجدنا أن المعارضة التاريخية لنظام مبارك وقعت فى عدة أخطاء مفصلية، أهمها كان سحب البساط من تحت أقدام حركة "تمرد" والقفز على دورها السياسى وتهميشه (ومعاملتها كالإخوان الذى انتهى دورهم)؛ وذلك برز فى لحظة مفصلية وتاريخية كان يجب أن يعترضوا عليها باستماتة، لكن المشكلة أن المعارضة لا تملك الظهير الجماهيرى لتأييد ذلك الموقف لو اتخذوه. فلقد أصدرت تمرد بيانا ( البيان رقم 1 لتمرد ) أعطت فيه مهلة للرئيس المنتخب فى ظل حكم المجلس العسكري الأول: محمد مرسى للتنحى، لكن بداية السيطرة الفعلية وعودة "المجلس العسكرى" الثانى، كانت عندما أعلن المجلس العسكرى الثانى بيانا بعد بيان تمرد، ألغى فيه مهلة تمرد، وأعطى فيه مهلة جديدة تزيد على مهلة تمرد بيوم واحد فقط تقريبا.. وسكت الجميع وربما كانت لديهم حجتهم، فالنظام القديم كان قد صنع معادلة سياسية شديدة التناقض باستخدام الإخوان كأداة فى مواجهة المطالب الثورية، واحتفظ لنفسه بفرصة العودة مجددا للمشهد فى دور الحارس على دولة التناقضات، والصدام الوشيك بين جمهور الإخوان وبين الحراك الثورى.

المزيد من الأخطاء: البرادعى وحمدين

الفترة التى تلت يوم 30 / 6؛ كانت فترة اختبار من النظام القديم للفصائل السياسية المشاركة فى المشهد؛ وبالتحديد كانت البؤرة مسلطة على حمدين والبرادعى؛ حيث أدى ضعف الخبرة السياسية للبرادعى لتورطه فى الفترة الانتقالية، معتقدا أنه سيكون جسر السلام الذى ستعبر من عليه معادلة التناقضات الحاضرة آنذاك! دونما أن يدرك أن الهدف من وراء استحضاره فى المرحلة الانتقالية، كان حرقه ووضعه فى معادلة صفرية تحرقه كبديل سياسى أمام الجماهير. أما حمدين صباحى فقد فقد الكثير من نقاط القوة فى هذه المرحلة الانتقالية؛ أولا: فقد دعم الناصريين، الذين كانوا يرون فيه الشخص الوحيد القادر على تقديم صورة الزعيم المعبر عن التيار الناصرى، فظهور السيسى فى المشهد؛ أظهر العداوات التاريخية والتنظيمية بين حمدين وبين العديد من الناصريين، واعتبروا السيسى إعادة إنتاج لتجربة دور المؤسسة العسكرية فى الدولة المصرية، وتصحيح مباشر مفترض للتجربة الناصرية، وبالتالي تخلوا عن دعم حمدين صباحى. أما مشكلة حمدين الأبرز فى هذه الفترة الانتقالية؛ فكانت غياب قدرته التنظيمية على تحريك الأحداث والتأثير فيها، فلم يظهر فى المشهد إلا كلما تطلب الأمر ذلك، وأعاقته القدرات التنظيمية والجماهيرية على أخذ المبادرة وإعادة توجيه المشهد وتشكيله.

الانتخابات والمواقف البينية والمواقف الحدية:

المواقف البينية هى المواقف التى تعتمد على التوافقية؛ وتستند فى الأساس على الفكرة الإصلاحية والإبقاء على معادلات دولة التناقضات، والوصول لحلول مؤقتة اعتمادا على انسداد المجال السياسى وضيق "الفرصة السياسية" باستمرار، والتى يتحكم فيها النظام القديم بمهارة. أما المواقف الحدية، فهي المواقف التى لا تقبل القسمة على اثنين، وتعتمد على التغيير الجذرى والموقف الثورى فى معالجة القضايا المتناقضة، وتقوم على الجرأة فى فك وإعادة تركيب البنية المجتمعية للتخلص من دولة التناقضات التى تنتج الاستبداد والتى ينتجها الاستبداد. النظام القديم يتحرك بالطبع من خلال معادلة المواقف البينية والحلول الوسط التى تستند لفكرة الاستقرار، وأن ما لا يدرك كله لا يترك كله. أما الثورة فتنادى بالمواقف الحدية وإعادة ترتيب البناء المجتمعى وفك شبكة العلاقات والمصالح الحالية وإعادة بنائها استنادا لقيم: العدالة والمساواة والإتاحة أمام الجميع.

مأزق حمدين فى السياق السياسى الحالى:
وهنا تظهر مشكلة حمدين فى الوضع السياسى الحالى، حيث استطاع النظام القديم خلق الظروف التى تدفع فى اتجاه المواقف البينية وفكرة الاستقرار والحلول الوسط، ولم تستطع البنية التنظيمية والجماهيرية لحمدين فى الفترة السابقة أن تقدم سياقا يقوم على المواقف الحدية وخلق مواقف تغير فى وعى الناس واختياراتهم! وهنا أصبح التنافس بين حمدين والسيسي منحصرا فى فكرة: البرنامج السياسي! والبرنامج السياسي يدور فى معظمه حول أطروحات اقتصادية واجتماعية فى الأساس! لكنه يقفز على المرحلة الثورية ومرحلة التطهير السياسي! أى أنه يورط حمدين فى التنافس مع السيسي حول الحلول البينية والتوافقية!


الكتل الانتخابية وتوجهاتها:

الثوار لن يجدوا فى السياق ككل ما يعنيهم؛ لأنه يقفز على مرحلة التطهير والعزل السياسى وإزاحة بقايا النظام القديم! وبالتالى معظمهم لن يجد فى الأمر ناقة ولا جمل، إلا من سيتعامل مع الأمر بنفس منطق التفضيل فى الانتخابات الرئاسية السابقة بين: مرسى وشفيق، بين الإخوان الذين انحازوا لجانب النظام القديم وبين ممثل النظام القديم نفسه، فالبعض سيختار حمدين لأنه سيقدم مرحلة إصلاحية لها الأفضلية بشكل ما؛ والبعض لن يشارك لغياب البديل المعبر عنه.
الأحزاب السياسية ستتباين مواقفها؛ بين من كان على تحالف مع نظام الإخوان السابق، وبين طامع فى نظام السيسي الجديد، وبين محايد ليس له مصالح مباشرة، وبين قلة تدعم حمدين، فى حين ستعارضه العديد من التنظيمات السياسية للتيار الناصرى نفسه.
جماهير الشارع، بما أن التنافس هو وفق معادلة المواقف البينية والحلول التوافقية، لذا فستميل الجماهير لممثل النظام القديم: السيسى، ولماذا عليها أن تختار بديلا يراهن على الانقلاب الإصلاحى إلى ثورى! إذا كان السياق أصلا سياق يقوم على التناقض والأزمة! لذا فستراهن معظم الجماهير على النظام القديم، هذا إذا لم يستطع حمدين أن ينتج مواقف ومعارك سياسية تسحب المشهد جهة ما هو ثورى وما هو حدى، ولكن الفترة القصيرة الباقية على الانتخابات تشكك فى تلك الاحتمالية، وتقول انه كان يجب عليه أن يدرك أن فرصته ليست فى اللعب على التناقضات القائمة، بل على تفكيكها مواجهتها والتحول لبديل فكرى وثورى حقيقى يعتمد على المواقف الحدية والثورية.
الإخوان؛ حتى الآن لم يكشفوا ورقهم بعد، هناك من يقول سيصوتون لحمدين، وإذا حدث ذلك سيعطونه كتلة تصويتية تعتمد على قرى الريف والصعيد ربما تمده بـ 10% أو 15 % من الأصوات فى هذه الحالة، وهناك من يقول بأنها ستمتنع ليفوز السيسى، بما يؤكد على رؤيتها للمشهد بأنه انقلاب عسكرى.
الكنيسة وأقباط مصر؛ معظم المؤشرات تقول بان السيسي سيحافظ على معادلة تناقضات وجود أقباط مصر، وبالتالى هناك مؤشرات وتصريحات تفيد بدعم الكنيسة لمرشح النظام القديم (الحارس للتناقضات وصانعها الأمهر).

الختام:

يسيطر النظام القديم على المشهد السياسى حتى الآن بحرفية عالية، وينجح فى خلق التناقضات التى تعيده للمشهد بذكاء. أما الثوار فما زالوا فى طور بناء نخب الثائر/ السياسى القادر على خلق وبناء السياق الثورى. فى حين فقدت المعارضة القديمة توازنها بشدة بعد سقوط رأس النظام، فلم تستطع أن تطور خطابا فعالا يتواكب مع المرحلة، ولم تستطع أن تطور من أدوات عملها، ومازال النظام القديم يتحكم فى فتح وإغلاق المسارات السياسية أمامها، ليوجهها لمصلحته كيفما شاء. ويظل الشارع المصري يتعامل مع البدائل المتاحة، يحلم بالأفضل سرا ويتمنى نجاح الثوار، لكنه سيصوت للبديل الذى تشكل أمامه حتى إشعار آخر.. وتبقى عوامل استمرار الثورة قائمة بشدة، والحرية تستحق أغلى الأثمان؛ والثوار يجب عليهم أن يدركوا أهمية التنظيم السياسي الثورى القوى، ربما بأشكال جديدة ستظهر فى حينه، وتبهر العالم مجددا.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطورة الدولة حارسة التناقضات: تاريخ صناعة آليات التنميط فى ...
- تفويض الجند، وتفويض السماء!
- اليمين واليسار وثالثهما: النظام القديم!
- العربي بين الضحية والمناضل في الشعر الصهيوني
- وليم بليك: خريف الطبيعة وربيعها
- وليم بليك: للحرية والإنسانية والتعايش
- وليم بليك: سيد الرومانتيكية
- وليم بليك: بين الإلهي والأرضي
- البدائل السياسية لمسار الثورات العربية
- دوافع وأشكال الثورة عند المصريين
- نظرية الثورة وتمرد 30/6/2013
- مراحل الثورة وسيناريوهات ما بعد الإخوان
- الثورة المصرية والنخب التاريخية
- معادلة الاغتراب في شعر المنجى سرحان
- ثالوث الصراع الثوري: المستبد- الثوار والمتكيفون
- جدلية الانسحاق والصمود فى أدب التسعينيات
- الثورة وصراع الأنماط البشرية: التصعيد والإزاحة
- انتصار الثورة القيمية ومجموعات المصالح
- حكايات غريب الثورة: عصام
- الدافع السياسي لأحداث بورسعيد الأولى والثانية


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم الجوهرى - نقاط الترجيح السياسى بين النظام القديم ومعارضته