أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العالي كركوب - محمد عابد الجابري: حياته، مؤلفاته، مماته.















المزيد.....

محمد عابد الجابري: حياته، مؤلفاته، مماته.


عبد العالي كركوب

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 20:09
المحور: سيرة ذاتية
    


محمد عابد الجابري: حياته، مؤلفاته، مماته
يعتبر محمد عابد الجابري من كبار مفكري القرن العشرين و كذا الواحد و العشري، و صاحب أبرز مشروع فكري نهضوي، مما يدعو للاهتمام بهذا المفكر، و بمشروعه الفكري. و انطلاقا من هذا ارتأينا إلى ضرورة التعريف بهذا المفكر و ذلك لرصد لحظات أساسية من حياته، و كذا رصد مسلسل مشروعه.
و إذا كان الأستاذ الجابري قد اهتم بالتراث العربي الإسلامي، فإننا بدورنا يجب أن نهتم بمفكرينا العرب. و لم يكن اهتمامنا بالجابري محض صدفة، و إنما بناءا على مكانته داخل الساحة الفكرية و الثقافية، و جدية المشروع الذي قدمه، و أهمية المواضيع التي تناولها.
ولد محمد عابد الجابري سنة 1935 بقصر سيدي لحسن ازناكة بمدينة فكيك (جنوب شرق المغرب)، و ترعرع عند أخواله نظرا لانفصال والدته عن والده، لكن هذا لم يمنع من تلقيه عناية فائقة من أبويه.
و كانت المراحل الأولى لتعلم محمد عابد الجابري على يدي جده من أمه الذي حرص على تلقينه بعض السور القصيرة من القرآن، و بعض الأدعية، ثم ألحقه فيما بعد بالكتاب ليتعلم القراءة و الكتابة و حفظ القرآن. و في سن السابعة انتقل إلى كتاب آخر حيث تزوجت أمه من شيخ الكتاب، و بذلك تعلم على يد زوج أمه لكن لفترة قصيرة، لأن عمه سيلحقه بالمدرسة الفرنسية التي سيقضي بها سنتين في المستوى الأول يدرس الفرنسية و الرياضيات... فكانت سمات التفوق و الذكاء بادية عليه حيث برع في الرياضيات، كما أتقن القراءة باللغة الفرنسية، علما أن الدراسة بالمدرسة الفرنسية تعد في ذلك الوقت عقوقا للوطن و الدين، مما كان يدفع العديد من الآباء يخفون أبناءهم و لا يسمحون بتسجيلهم في هذه المدرسة إلا تحت ضغط السلطات الاستعمارية الفرنسية.
إلتقى الجابري بالحاج محمد فرج و هو من رجال السلفية النهضوية بالمغرب، و من الإصلاحيين الذين جمعوا بين الإصلاح الديني و الكفاح الوطني و التحديث الاجتماعي و الثقافي، و الذي كان إماما بمسجد ازناكة الجامع آنذاك، فواظب محمد عابد الجابري و هو لا يتجاوز سن العاشرة حضور دروسه بعد صلاة العصر. بعد ذلك فكر الشيخ محمد فرج في إنشاء مدرسة حرة وطنية تحمل اسم "النهضة المحمدية" غير تابعة للسلطات الفرنسية و لا تطبق برامجها التعليمية، حيث كان رجال الحركة الوطنية هم الذين يشرفون عليها، و كانت بدورها مدرسة عصرية تشكل بديلا للتعليم الفرنسي بالمغرب، فالتحق الجابري بالمدرسة و تخرج منها بعد أن حصل على الشهادة الابتدائية سنة 1949.
و في أكتوبر 1953 و بعد إغلاق السلك الثانوي بالمدرسة المحمدية بالدار البيضاء على إثر نفي محمد الخامس، التحق محمد عابد الجابري بنفس المدرسة معلما في القسم التحضيري، ثم في أقسام الشهادة الابتدائية، و بعد ثلاث سنوات (1956) حصل على الشهادة الثانوية (البروفي)، كما حصل على شهادة الكفاءة في التعليم الابتدائي مما خول له الالتحاق بسلك التعليم بوزارة التربية الوطنية كمعلم رسمي ابتداء من فاتح أكتوبر 1957، و قد حصل في يونيو من نفس السنة على شهادة الباكالوريا كمترشح حر.
و بهذا نكون قد تتبعنا حياة الجابري إلى حدود بلوغه 22 سنة، و ما سيأتي من حياته يمكن تقسيمه إلى عدة مجالات، فمنها ما هو ثقافي، و منها ما هو سياسي.
بالنسبة لحياة الجابري الثقافية فقد بدأت في وقت مبكرة، و تمثلت في كتاباته و اشتغاله بالعديد من الجرائد، إضافة إلى مجموعة من القراءات التي تعتبر من أبرز مؤلفاته، هذا إلى جانب اشتغاله بسلك التدريس.
ففي سنة 1957 عمل الأستاذ بجريدة "العلم"، و لكنه سيتوقف في أكتوبر من نفس السنة إلى يونيو 1958 حيث أخد تفرغا للتعليم، و قضى السنة الأولى في دمشق، و حصل على شهادة "الثقافة العامة"، ثم عاد من جديد في صيف 1958 إلى جريدة العلم.
و انطلاقا من أكتوبر 1958 التحق الأستاذ بكلية الآداب قسم الفلسفة لمتابعة الدراسة الجامعية. كما التحق في نفس السنة بمعهد ليرميطاج بالدار البيضاء كقائم مقام مدير، و في سنة 1959 توقف عن العمل به.
و في ربيع 1960 سافر الأستاذ إلى باريس بغرض الالتحاق بالسوربون، لكنه تخلى عن الفكرة لعدة أسباب.
حصل الأستاذ على الإجازة في الفلسفة سنة 1961، كما حصل على شهادة السنة الرابعة (الإضافية) سنة 1962، و في نفس السنة قرر العودة إلى التعليم، و متابعة الدراسة العليا، و قد عين أستاذا للسلك الثاني ثانوي ابتداء من أكتوبر، و ذلك على إثر تأميم المعهدين البلديين و إدماج العاملين بهما في سلك موظفي وزارة التعليم.
و في أكتوبر 1964 عين الجابري أستاذا للسلك الثاني ثانوي في ثانوية مولاي عبد الله بالدار البيضاء، و في يناير 1965 اشتغل كقائم مقام مدير في ثانوية المقاطعة السادسة بالدار البيضاء.
و في نونبر سنة 1966 قام الأستاذ الجابري إضافة إلى أحمد السطاتي و مصطفى العمري بتأليف كتاب "دروس الفلسفة" لطلاب الباكالوريا في جزأين: الجزء الأول في الأخلاق و الميثافيزيقا، و الثاني في مناهج العلوم و علم الاجتماع و علم النفس، ثم تبعه بعد ذلك مؤلف أخر و هو: "الفكر الإسلامي و دراسة المؤلفات" في يناير 1967 و قد أقرت الوزارة بهذين الكتابين.
و رغم انشغالات الأستاذ المتعددة فهو لازال يتابع دراسته، حيث سيحصل في يونيو 1967 على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة، و سيلتحق في أكتوبر بكلية الآداب الرباط كأستاذ مساعد، بالإضافة إلى عمله بالجامعة فقد تولى في سنة 1968 مهمة مفتش الفلسفة في التعليم الثانوي المعرب بالمغرب كله. و في سنة 1969 ترقى إلى درجة محاضر بنفس الكلية...
إن كل ما رأيناه لا يؤرخ إلا للقليل من الحياة الثقافية للأستاذ محمد عابد الجابري، لأن البداية الحقيقية ستنطلق فعليا في سنة 1970 حيث سيحصل الأستاذ على شهادة دكتوراه دولة في الفلسفة، و كانت لجنة المناقشة مزدوجة:مغربية – فرنسية، فقد كان من فرنسا الأستاذين : هنري لاووسون و روجي أرلنديز، و من المغرب، الأساتذة: نجيب بلدي و أمجد الطرابلسي و ابراهيم بوطالب عميد الكلية آنذاك.
في سنة 1971 عين الجابري أستاذا للتعليم العالي، و ظهر له أول كتاب و هو أطروحته لدكتوراه الدولة، و قد طبع بعنوان: "العصبية و الدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي". و في سنة 1973 أصدر كتابا بعنوان: "أضواء على مشكل التعليم"، و في سنة 1976 ظهر له كتاب "مدخل إلى فلسفة العلوم" في جزأين: الأول بعنوان: "تطور الفكر الرياضي و العقلانية المعاصرة" و الثاني بعنوان: "المنهاج التجريبي و تطور الفكر العلمي". و بعد سنة نشر كتابا بعنوان: "من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية و التربوية". ثم في سنة 1980 أصدر كتاب "نحن و التراث". و انطلاقا من سنة 1981 توالت إصدارات الأستاذ و تنوعت مجالات اهتمامها، كما قام في سبتمبر 1997 بإصدار مجلة "فكر و نقد" إلى جانب محمد ابراهيم بوعلو و عبد السلام بنعبدالعالي، و في سنة 2002 أحيل الجابري على التقاعد.
و في إطار حديثنا عن الحياة الثقافية للجابري يجب أن نشير إلى نقطة أساسية و هي المتعلقة بالجوائز التي نالها، ففي يونيو 1988 نال جائزة بغداد للثقافة العربية التي تمنحها اليونسكو و قيمتها خمسة ألاف دولار، ثم الجائزة المغاربية للثقافة التي تمنحها تونس في ماي 1999 و قيمتها ستة عشر ألف دولار، و قد اعتذر عن جوائز أخرى، و عن ترشيحه لها، ففي الثمانينات اعتذر عن الترشيح لجائزة صدام حسين و قيمتها مئة ألف دولار و ذلك لأنها لم تكن تضم تخصص الفلسفة، كما اعتذر عن جوائز بالمغرب رغم إلحاح المسؤولين على ترشيحه.
و قد تم تكريم الجابري في الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة يوم 16 نونبر سنة 2006 من طرف اليونسكو بناءا على المشروع الذي قدمه "نقد العقل العربي"، و إلى جانب الجابري تم الاحتفال أيضا بالفيلسوفة الألمانية حنا آرندت (1906-1975) بمناسبة الذكرى المئوية لميلادها.
أما بالنسبة لحياة الجابري السياسية فتتمثل في كون الأستاذ شكل رمزا بارزا من رموز الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، و بالحديث عن الحياة السياسية للأستاذ، فإننا نتحدث عن عضويته في الإتحاد و أشغاله معه، و البداية كانت سنة 1959 حيث ساهم الأستاذ في انتفاضة 25 يناير، و التحق بجريدة "التحرير" منذ تأسيسها يوم 2 أبريل 1959 كسكرتير تحرير متطوع. و انتخب عضوا في المجلس الوطني للإتحاد الوطني للقوات الشعبية في المؤتمر الثاني مايو 1962، و في سنة 1963 قرر الإتحاد ترشيحه للانتخابات البرلمانية، لكنه اعتذر رغبة منه بمواصلة مساره الثقافي دون مشاغل إضافية، و في 16 يونيو 1963 تعرض للاعتقال مع باقي المسؤولين و أطر الإتحادية في مؤامرة تصفية الإتحاد، وتم إطلاقه بعد مضي أكثر من شهرين نظرا لفراغ الملف. و في يونيو 1964 صدرت جريدة "المحرر" كأسبوعية بصفة مؤقتة، ( و كانت "التحرير" قد توقفت بصفة نهائية في أكتوبر 1963) و كان الأستاذ ابراهيم الباعمراني أحد مناضلي الإتحاد الوطني البارزين، قد أخد مبادرة إصدار جريدة يومية باسمه هي "المحرر"، و بعد الانفراج النسبي الذي حدث في أعقاب حوادث 23 مارس 1965 بالدار البيضاء، و إطلاق سراح المحكوم عليهم في محاكمات اعتقالات 16 يوليوز 1963، أخدت "المحرر" تصدر مرتين في الأسبوع، لتصدر يوميا ابتداء من 10 سبتمبر 1965. و على إثر أحداث مارس 1965 تم اعتقال الجابري ضمن مجموعة من رجال التعليم، لكن تم إطلاق سراحه لفراغ الملف.
و في 11 أكتوبر 1968 صدرت جريدة أسبوعية باسم "فلسطين" تولى إدارتها المناضل محمد الأسفي، و كان عمر بنجلون يشرف عليها و يحرر افتتاحيتها، كان الجابري من بين المساعدين فيها. و بعد مرور أربع سنوات (1972) كان الجابري من بين المساهمين في الإعداد لانتفاضة 30 يوليوز، إلى جانب عمر بنجلون و آخرون... و في خريف 1974 ساهم الجابري كذلك في الإعداد للمؤتمر الاستثنائي للإتحاد، و في كتابة التقرير الإيديولوجي الذي تولى صياغته النهائية، و بمناسبة انتخابات مجلس النواب سنة 1977 رشح الجابري لهذه الانتخابات لكنه اعتذر و أكد في اجتماع للمكتب السياسي على قراره منذ أوائل الستينات بعدم الانخراط في سلك النواب أو الوزراء. و في 8 أكتوبر 1978 قدم الجابري استقالته من المكتب السياسي، لكنها لم تقبل، و كان قد تولى الإشراف على سير أعمال المؤتمر الوطني الثالث للإتحاد الاشتراكي الذي انعقد أيام 8-9-10 ديسمبر من نفس السنة.
قدم الجابري استقالته للمرة الثانية من المكتب السياسي في 6 أكتوبر 1980 لكنها لم تقبل رغبة من أعضاء المكتب في بقاءه معهم، لكن في 5 أبريل 1981 قدم استقالته للمرة الأخيرة و أصر على موقفه، فخرج من المكتب السياسي، و رغم تفرغه للعمل الثقافي إلا أن علاقته مع أعضاء الحزب بقيت مستمرة، و من بينهم: الكاتب الأول للإتحاد عبد الرحيم بوعبيد، ثم عبد الرحمان اليوسفي، كما كانت له علاقات مع المهدي بنبركة و محمد اليازني و كذا الحبيب المالكي... و غيرهم من رموز الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
هذه هي إذن حياة محمد عابد الجابري السياسية، فهو لم يكن مناضلا و حسب بالحزب بل كان من أبرز المنظرين فيه، انطلاقا من قراءاته السياسية للواقع المغربي، و محاولة إيجاد حلول للمشاكل التي يعيشها المغرب بوضع مجموعة من البرامج و المخططات، و التي كانت في عمقها ذات حمولة إيديولوجية ثقيلة، خصوصا و نحن نتحدث عن الحزب الاشتراكي للقوات الشعبية الذي مثل أحد أبرز الأحزاب اليسارية في المغرب سابقا.
بعد تتبع مختلف المحطات التي عاشها الجابري ثقافيا و سياسيا، سنعرض فيما يلي عناوين أهم الكتب التي ألفها، و التي تتمحور ضمن مجالات مختلفة: منها ما هو سياسي، و منها ما هو تربوي، لكن الشق الأكبر يهم مسألة النهضة.
فإلى جانب المؤلفات التي ذكرناها سابقا هناك كتاب "الخطاب العربي المعاصر" و هو عبارة عن دراسة نقدية تحليلية، و قد صدر سنة 1982، و بعد سنتين صدر كتاب "تكوين العقل العربي" و بعده "بنية العقل العربي"، و بعد سنتين تم إصدار كتاب "إشكاليات الفكر العربي المعاصر" الذي حاول من خلاله مقاربة مجموعة من القضايا العربية، و دائما في إطار مسلسل المشروع النقدي فبعد "تكوين العقل العربي" و "بنية العقل العربي" صدر للأستاذ كتاب "العقل السياسي العربي" سنة 1990، و بعد سنة صدر كتاب " التراث و الحداثة: دراسات و مناقشات"، و في سنة 1994 تم إصدار كتاب "المسألة الثقافية"، تلاه بعد سنة كتاب "المثقفون في الحضارة العربية الإسلامية: محنة ابن طفيل و نكبة ابن رشد" و هو عبارة عن بحث في التراث الفلسفي العربي القديم، ثم كتاب "مسألة الهوية: العروبة و الإسلام... و الغرب"، و في سنة 1996 صدر كتاب "الدين و الدولة و تطبيق الشريعة"، ثم "المشروع النهضوي العربي"، و بعد سنة صدر كتاب "قضايا في الفكر المعاصر" و ناقش من خلاله الجابري مسألة العولمة، صراع الحضارات، العودة إلى الأخلاق، التسامح، الديمقراطية، نظام القيم، و قضية الفلسفة و المدينة... ثم كتاب "وجهة نظر: نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر"، و في نفس السنة أيضا (1997) صدر كتاب "حفريات في الذاكرة من بعيد" و هو عبارة عن سيرة ذاتية من الصبا إلى سن العشرين.
و ما بين سنة 1997- 1998 أشرف الجابري على نشر جديد لأعمال ابن رشد الأصيلة مع وضعه لمداخل و مقدمات تحليلية و شروح، وضمت الكتب التالية:
-"فصل المقال فيما بين الحكمة و الشريعة من اتصال"
-"الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة"
-"تهافت التهافت"
-"الكليات في الطب"
-"الضروري في السياسة: مختصر سياسة أفلاطون"
في سنة 1998 كتب الجابري "ابن رشد، سيرة و فكر"، و هذا يدخل ضمن اهتماماته بالفلسفة العربية الإسلامية، وبابن رشد خاصة، و إكمالا لمشروعه الفكري نشر الجابري سنة 2001 المؤلف الرابع في سياق مشروع نقد العقل العربي و هو كتاب "العقل الأخلاقي العربي" الذي يعتبر دراسة تحليلية نقدية لنظم القيم في الثقافة العربية الإسلامية. و في سنة 2005 ألف كتاب "في نقد الحاجة إلى الإصلاح".
في أواخر 2006 قدم الجابري كتابا يمكن اعتباره بداية مشروع جديد يدخل ضمن المشروع السابق، و هو مشروع إعادة كتابة تاريخ الثقافة العربية الإسلامية، و بما أن المرجع الأساس في هذه الثقافة هو القرآن، فالكتاب كان عنوانه "مدخل إلى القرآن"، و بعد سنتين سيليه مؤلف آخر وهو " فهم القرآن: التفسير الواضح حسب ترتيب النزول" (القسم الأول و الثاني، أما القسم الثالث فكان في مارس 2009)
و هناك مؤلفات أخرى لا تقل أهمية ككتاب "السياسات التعليمية في المغرب العربي" الذي صدر سنة 1988، و كذلك كتاب "المغرب المعاصر: الخصوصية و الهوية... الحداثة و التنمية". بالإضافة إلى كتاب "حوار المغرب و المشرق، حوار مع حسن حنفي" سنة 1991، و كتاب "التنمية البشرية و الخصوصية الثقافية: العالم العربي نموذجا" سنة 1997.
إذن، و من خلال ما ذكرناه، نلاحظ أن الأستاذ محمد عابد الجابري كان شغوفا بالكتابة، و أن كل مواضيعه تناولت الواقع العربي: إشكالياته، قضاياه، همومه... كما أن السؤال الحاضر في ذهن الجابري دائما هو: ما السبيل إلى النهضة؟
و يمثل 3 مايو 2010 حدثا بارزا في تاريخ الفكر المغربي و العربي، بحيث استأثر اهتمام كل المتتبعين للساحة الفكرية، إنه حدث رحيل الأستاذ محمد عابد الجابري بعد أن قضى 75 سنة من عمره.
هذا العمل جاء بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاة الجابري (3-5-2010 == 3-5-2014) و أذكر بأنني نشرت سابقا مقالا عن مشروع الجابري و هو بعنوان: محمد عابد الجابري ومشروع نقد العقل العربي: الجزء الأول، مكونات و بنيات العقل المعرفي العربي.
عبد العالي كركوب
أستاذ الفلسفة



#عبد_العالي_كركوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة الجرذان
- إشكالية الجبر و التخيير من منظور الفكر الديني
- إشكالية الحرية في الفكر الفلسفي
- الفكر السوفسطائي و العدالة كممارسة سياسية، تراسيماخوس و كالي ...
- البعد الفلسفي لحقوق الإنسان
- المغرب بين المرتكزات الدينية و أسس العلمانية
- -هذا ليس مقتطفا من جمهورية أفلاطون و لا مدينة الفارابي الفاض ...
- دعوة إلى التسامح
- محمد عابد الجابري و مشروع نقد العقل العربي ، الجزء الأول: مك ...
- الوضع العربي الراهن و نقد مفهوم الثورة
- المشهد السياسي المعاصر: زمن بنكيران


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العالي كركوب - محمد عابد الجابري: حياته، مؤلفاته، مماته.