أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس داخل حبيب - مِفتاحهُ أكبر من الباب ، لمْ يتعرف بَعدُ على المفاتيحِ الصغيرة .















المزيد.....

مِفتاحهُ أكبر من الباب ، لمْ يتعرف بَعدُ على المفاتيحِ الصغيرة .


عباس داخل حبيب
كاتب وناقد

(Abbas Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 02:20
المحور: المجتمع المدني
    


هو الذي لم يرَ أي شئ . فعلام تغنين له يا بلادي؟ بكامل بدلته السوقية يخطو في الأسواق. من خشية أملاق ، يسترق السمع ويوشي للأبواق . تموت رجالٌ يُخلّفون ورائهم حطاما من أراملٍ وعوانسٍ وأيتام فتَحلُّ عليه اللعنة . يَرْحلُ وتُمزقهُ الكواسجُ والأشواق . وتبتلعه الحيتانُ مرارا . ولن يتوبَ حين تتلقفه الشطآن . يُقارعُ الغرباءَ فيخسر ، ويزجونَ به في السجنِ الأفقر . يُغامرُ في التهريبِ ويُقامِر ، ويعْرِضُونهُ بالتلفاز ويُوصِمُونه بالخزي الأكبر . ويَدمِنُ النكباتَ ومنها المُخدرات ، والأَلعنُ يتزوجُ مِنْ هي أكبر مِنّهُ سناً وأَعْسَنْ . يهجرُها ويعود لبلاده خاوي القُدرة والمُقدرات بلا مال ولا حلال ولاتعليم ، وبعد طول تفكير قد ينفعه التزوير . وليس كالمُعتاد بالأعمال تُعرف النيّات بل بدُعاء الأمهات يفوز كل مرة بالإنتخابات وها هو نائب ووزير . وبالإجتماع يصرخ وبهدوء يُنادي . لماذا لاتغنين لي يابلادي؟
العلمُ نفّاعُ . وكما أكد المناؤون: نحن لسنا بصددِ تعليمه ، أنه أخٌ كبيرٌ وإذا إحتاج فالحاجة كما يقول هو أُم الإختراع . وإذ نرى باب الأذى به مفتوح على مصراعيه فليس له حقٌ باختيارنا وليس لنا حقٌ بتقزيمه . ولأن هذا المقال لايَحتمِل الحديث به عن الإستشارة أوتعيين مُستشار ، تجْدِرُ به الإشارة لعطبِ الإستخارة بإلتياع لإنه لايعرف بعد هذا العمر أنه لايحتاج تعليمهم . فأنه مُعَلّمٌ عاللمسِ فطحلُ ومعلِمٌ لاسلكيَ نحرير . لنْ أنفخه فينفجر ثم جميعا تنهمر أشلاؤه فتندثر . هذي وقائِعُه التي قدْ سُطّرَتْ مِنَ الأمرْ بين القاف والميمِ - قُمْ – وغادر بابهم الموسوم فهي أولى بالقعود على الشروخ جذريا الى ترميمه .
يبدو عَصيّ الفهم شيمته الإرتخاء للبلاءِ ويميل حيث ما يميل الكَسالى الأدعياء ويقول رباهُ أنا مَنْ حَشّدَ الدّاعين إليك فالْحِقْ صباحي بالمساء ، ولاتُعجِّلْ يوم دائي بالدواء ولا تُريني الأسبرين ، فإنني أرنو اللقاء . ويقولون: لقاء ماكان يُسمّيه لقاء ليائسٍ مُتحزّم مُتحزّب على تفجيرِ سحنتهِ البسيطة ، ببساطةٍ ملحوظة ، بأنفاس الأبرياء ملفوظة.
أفٌ لتلك التعاليم التي ما أثمرتْ به . لاتقتلْ فقتَل ، لا تزنِ فزنى، لاتسرقْ فسرق ، لاتكذبْ فكذب . لا لا لا لا - نعم نعم نعم .
ويرددون نعم : يبدو بلا ضمير هذا المُرائيُّ الحقير . وأين ، أين هو الضمير؟ وكيف يكفينا الضمير.
يبدو فيخطو بخبب ، لنفسِ السبب أعلاه ، مُتلبسا الى الركب بجرمه ، يَفُوتُ قانون شارات المرور على طريقةِ مَنْ نَطرْ شرطي المرور ولنْ يُبالي بالخطر، هاوي بَطرْ ، يَرمي بأنفاسه على ذقنِ الزمنْ ويَعضُّ أسنانَ الندم .عكسُ المسير عادة مذروقة ، الشرطيُ حقير ذو البزّة المفتوقة إياه منّي كما يقول شرقا وغربا وإن إنطمرتَ في الحُفر فَليّ عشيرة . وهم يقولونَ هذا جزاءُ كُلُ مَنْ يُقدِّمُ لِمشاكلهِ حلولا عسيرة ويضنُ أفكاره وأدواتها وآلياتها كونيةٌ وهي فوق المُستحيل ويعصي التعاليم الصغيرة للتمدن والحضارة للأمم المرموقة .
دولابٌ يفَرَّه بالدرابين العتيقة والدروب تدور حوله ، حولا بعد حول . بالذهاب و بالإياب ، أراهُ يذهبُ فقط ومن ثم يؤوبْ ، كأنه حولي ، ويُقال عنه فقير ويُقال عنه "مگرود" . تلك المگاريد التي ما أينعت يوما ثمارا بل تُريك بصمتها الفريدة للركود. ويقولون تفعيل قانون الركود أيسرْ للحكومات الصعبة على هذي الطريقة . ولِكُلِّ شيخ طريقة عريقة بأعراق الجدود. وعراق الأجداد خيرُ مَنْ يَعطيك أمثلة سخيّة مُنذ حشود التنابلة بين أفراد العرب والأكراد من عمق المحافظات البعيدة الى أطراف العواصم الشِداد وعمقها اللدود لتلك العشائر وكذا المحافظات التابعات لأم العواصم بغداد.
شمّر ساعداك فأنتَ ليس معي . ولنْ يُساعِداك سُواهُما أيُّها المَطي . ومِدّها طبعا إلى مَنْ تثقُ به . وشمّرْ: أي أسرِعْ في مَدّها . والمقصود مدّاً حسناً وهُنا على الأقلِّ لنفسك وكلُّ شيءٍ مَدَدْتَه فقد مَطَوْتَه؛ ومنه المَطْوُ في السَّيْر. ومَطا الرجلُ يَمْطو إِذا سارَ سيراً حسَناً؛ تتباهى في السير وإن كان على عكس المسير . لايلوموه بل يُفهِّمُوهُ إن التباهي يأتي بالتجنّي والجّناية على الشعوب . فهو في سِرّه قد يخفي عداوة . مُنذ آلاف السنين ولحد الآن يتباهى . ماذا جَنى؟ الجواب: غير الألمْ والحسرة . هل له أنْ يعرفَ كمْ بلغَ من العمر؟
(وِلَكْ شْگد عُمرك إيصير؟ ولو فيها فظاظة : عذرا ، هكذا تقال باللهجة العراقية )
كيف لي أن أقول لك لاترمي الأوساخ في الشارع غير أنك تفعل ولايوجد من يُحاسبك وأنتَ خِلّي وصاحبي وأخي الأصغر . كيفَ أقولُ لكَ لاتُدخِنْ في الأماكن العامة غير انك تفعل ولايوجد من يُحاسبك وأنتَ المِجَنَّ الذي في رأسي . كيف أقولُ لكَ إحضرْ في الموعدِ المُقرر وإحزّمْ بِحزام الأمان غير أنكَ لاتفعل ولايوجد من يُحاسبك وأنتَ كِسوة عيدي . كيف أقولُ لكَ لاتأخذْ حقكَ بيدِكْ أو بيدِ ابن عمك بَلْ إتصلْ بالشَرِطة غير أنكَ لاتفعلْ لأن الشَرِطة بدورها المشرّف: لاتفعل أيضا ، فهي مِنكَ طبعا ومحسوبة عليك . والحكومة التي لاتفعل هي مِنك طبعا ومحسوبة عليك . والأم والأب والمعلم والمربي والقاضي والمهندس والطبيب والمثقف والمفكر و(البرلماني بمناسبة الإنتخابات - سبب المقال) وكل مايَمتُّ لبناة الحياة بِصِلة . كل الإيجابيات يأخُذها بالمقلوب العكسي عكسا بإستثناء ماكان يُعدُّ من السيئات . كان العلامة علي الوردي يلقي باللّوم على جذوره البدويّة. فهل ياترى إن الورديَّ يكونُ مِنّه ومحسوبٌ عليه؟ وهل أنا منهُ أيضاً ؟ ولو كنتُ كذلك فإنني حتما مُتخلي عن هذا الطبع وأتسائل : أَ وَأنت أخي حقا ؟ وصاحبي وأخي الأصغر؟ والمِجَنَّ الذي في رأسي ؟ وكسوة عيدي كما يبدوا في أنكيدو العظيم الهابط في هذا المقال من ملحمة گلگامش المشرقة؟ هل أنت گلگامش ؟ والجواب: لا ، فأنت أنكيدو البائس وگلگامش اليائس: تفرط في النصح والجنس والأكل وتتقافز وتهبط ولاتلتزم الشرط إذا تشرط وتبول في الشوارع أمام الصبّية ، وترمي الزجاجات الفارغة من السيارات ، وتُعلّم الغش لإبنك في الإمتحانات كما فعلتها يوما . وترفعُ صوتَ المذياع عاليا ولاتعرف إن لجارك مريض ، وتترك أطفالك بالشارع يتهايصون بلا مُراقبة ، ويركضون خلفَ سيارات الحريق. وتبذّر في الكهرباء والماء والرغيف ، ولأنك بطبعك مُسّرِف ومُبذّر وليس بعفيف ، ترفعُ من سعرِ سِلعتك ذات المنشأ الهابط وتحتكرها هدف التعويض . وتنسَ المنديلَ وتنبش أنفك في اليمنى وترفعها لمصافحتي ، وتعطس بوجهي وتسترجع وتسعل وتتمنى تتفل . تُفٌ لكْ: أنت ليس أخي أنتَ منافسي اللدود الذي لاينمو في الحياة التي تنمو. أنتَ ماثلا مثلي بلا حدود . يا ليت ماكنتَ أنت مُنافسي يا گلگامش اليائس أو أنتَ الآخر يا أنكيدو البائس . متى يطويكما الظلام وترحلان فلا أراكما ولا أسمعكما بعد ، وبعد :
بالتأكيد هم ليسوا معك ، سوف يخطّون مع الإختيارات القادمة نغما للحرية الأكيدة وإن كانت بعيدة فهي أغنية جديدة لتجديد وجوه موسومة بعلامات التبريك مرسومة على اليافطات والحيطان المظلومة بأوساخ السنين .
أنا دائما بصدد تقدير عمرك الحقيقي لقد قيل لي إنه قد قُدر بـ ...................... ونيّف : وأقول إذا شعرتَ بأنك هو المخاطَب المقصود في هذا المقال فإنك حتما ستتخيل مقدار عمرك مكتوب في الفراغ أعلاه . فقط إغمضْ عيناك ثم إفتحْها - فلا أحد يراك- ومن ثم فأنت لو فعلتها حتما ستراه . أما أولئك الذين رَحَّلْتهم عنوة معك ورجعوا معك أو أبقوا على أنفسهم يقاسون مابقي من أمثالك . يا أسفي فإن عمرهم للآن آلاف السنين ونيف وها أنا معهم أقاسي من تعليمي. أي ماتعلمته أنا طوال هذي السنين العجاف منك أأبى به تعليمك . والفرق واضح بين الأمرين تريدُ ليّ الكبوة وأريدُ لك النهوض . وهذا ليس هو المهم بل مِنْ هُنا يبوحُ هذا المداد الذي أكتبُ به لك سرَّ بداياته التي أزعجَتكَ . سؤالي الأخير على هامش إنتخابات هذه الدورة هل سوف نكون مُستعدين كَيْما يكون لنا حظا أوفر ؟ عربا وكُرد ، سنة وشيعة ومسيحيون وصابئة وأزديون وكذا الشيوعيون وحتى الملحدون منهم مُتسلحين بقوله تعالى (وأعدّو لهم ما استطعتم من قوة ...الآية الكريمة) هو أن نغدو أناسا متمدنين قُبيل كوننا مسؤولين متحزبون ونصنع من عاداتنا الحميدة مفاتيح صغيرة تَليقُ بآمال البرلمان الكبيرة على أبواب الدورة القادمة. مثلما رأيتك تُصَغِّرُ يدَكَ بعد لملمة أصابعها وتدسّها في فمِكَ كلما تتربع على عرش "الدليمية" وهي أكلة عربية دسمة ومعروفة - لا تنكر - أنا رأيتُكَ بأُمِّ عيني تفعل هذا . ليتك تصنع مفاتيحا حميدة صغيرة تليق بأصابعك هذه لتواجهُ بها نمو الحياة واتساع تعقيداتها المُريعة فالحياة وإن طال زمانها ستواجهنا يوما ما ولايبقى سوى ذكرى عاداتنا الإنسانية الحميدة. فالمفاتيح مهما كبَرَت على الباب فهي - في كُلِّ شئ- لاتفتَحهُ.



#عباس_داخل_حبيب (هاشتاغ)       Abbas_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أُحبُ النصيحة ، لا تقفز أبداً ...
- قارب الشعر ومجداف الفلسفة في -بحيرة الصمغ- للشاعر جمال جاسم ...


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا
- حركة فتح: قضية الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين تحتل أولوي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس داخل حبيب - مِفتاحهُ أكبر من الباب ، لمْ يتعرف بَعدُ على المفاتيحِ الصغيرة .