أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أسامة مساوي - بَولُ خُفَّاشَة أَرمَلَة..هَذَا هُو دِينُهُ!














المزيد.....

بَولُ خُفَّاشَة أَرمَلَة..هَذَا هُو دِينُهُ!


أسامة مساوي

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 23:58
المحور: المجتمع المدني
    



حينما نتحدث عن الحرية كمفهوم,فالأمر ليس سهلا كما قد يظن البعض,بل هو مفهوم يتسع ويضيق بحسب النقاشات الفكرية الرزينة,والتواضعات السياسية الحقيقة,ولم ولن يكون في يوم من الأيام مفهوما مثمرا لو هو سقط في مطب الميولات والإشتهاءات السيكلوجية أو البيولوجية الفئوية المحضة,دون إشراك وتشارك مجتمعي مسؤول. فمثلا أنا من المؤمنين إيمانا ما بعده إيمان بحرية المعتقد,وهو شكل من أشكال الفعل الحر النابع عن الإرادة والإختيار.

لكن هل مجرد الإقرار بهذا يفتح الباب أمام أي كان, باعتناق أي كان,حتى ولو كان المُعتَنَقُ بقرة أو نعجة أو عُشبا تأكله معزة مثلا؟

مبدئيا هذا هو ما يجب أن يكون دون حجر أو قسر,لكن دعونا نفكر,ما الفرق هنا بين كائن يمتلك عقلا ويعتنق نوعا من العُشب كدين له,وكائن-قد يكون بقرة- يعتنق نفس النوع من العُشب ليأكله ’’الكازو’’ مثلا؟

ماذا لو اختار شخص -باسم حرية المعتقد- أن يعتنق بول ’’خُفَّاشَة’’ أَرمَلَة كدين له؟

هناك اليوم من يقول بالحق في المثلية الجنسية والزواج المثلي وربما-مستقبلا- الزواج من العِصِّي والأفاعي وأعمدة الكهرباء وأي شيء طويل.. باسم الحرية!

كحق في إبداء الرأي هذا لا يمكن أن يناقشه أحد,لكن ألا يبدو الأمر مُهينا للبشرية التي نشتركها مع هؤلاء وإنزالا من قدر الكائنات العاقلة بعد أن خرجت من التوحش للتحضر؟وهل يمكن أن نؤسس ’’للحق’’ كمفهوم سياسي سامي من منطلقات رغباتية ونعتبر ذلك من صميم الحرية؟ أليس هذا ضربا في كل الأعمال الفلسفية العملاقة التي أنجزها فلاسفة الأنوار...كإعادة الاعتبار للعقل البشري الذي كانت قد سرقته الكنيسة وصادرت الحق في إعماله؟ هل سنعود من جديد لنصادر هذا الحق الكوني تحت طائلة إنحرافات منافية للطبيعة البشرية,فنجدنا كائنات تحت رحمة الغريزة والشهوة والميل والنزوة الشاذة ,أكثر مما نحن كائنات عاقلة كما عرفنا أغلب الفلاسفة والمفكرين؟ هذا مؤلم للإنسانية بعض الشيء..ومؤلم للعقل الذي نتقاسمه معها! الأكثر إيلاما هو أن يحدث هذا تحت يافطة مفهوم أُحرِق من أجله الفلاسفة والمفكرين,مفهوم ضحى في سبيله الشهداء بأرواحهم,مفهوم ثارت لبلوغه شعوب بأكملها...مفهوم الحرية. مؤلم أن يُوَظَّف -شبقيا- من طرف بعض الفئات اليوم,لحشو ثقوبيهم بعصي ما,بعدما تعطَّلت أصابع بطونهم مثلا من يدري!


-------
أنثى الخفاش إسمها بالعربية الفصحى ’’أم نور’’,وقد استعملتُ كلمة خُفَّاشة لدلالتها الفكاهية فقط وإنصافا للخفاش!



#أسامة_مساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السَلف ’’الصالح’’ يُجَوِّزُونَ إتيَانَ المَرآة من دُبُرِها.. ...
- الكِيتشُوب والمَايُونِيس..ونُكرَان وُجُودِ الله!
- هام جدًّا..عن إمتحانات بكالوريا فلسفة!
- مِيكيَافِيلي ومُحمَّد رَسُول الله!
- إيمَانويل كَانط فِي مأزِق مِسكِين!
- بول الشيطان
- رسالة ’’تِلميذ’’ إلى رئيس الحكومة المغربية!
- وجَعلناكم شُعوبا وقَبائِل لِتعارفُوا..الله عَلماني!
- شُذوذ جِنسي مَصدَره المَساجد!
- هل يستقيم الظِّل والغصن أعوج؟
- دعها تَمُر دعها تعمَل!
- سألني تلميذ بالأمس!
- لا فرق بين ’’الدِّين’’ و’’التَّديُّن’’..لماذا؟
- قليل من سيكولوجية كائن أحمق
- إغتيال مسمار جحا وثمانية قصص مثيرة
- نقاش مع ’’شيعي مغربي’’ حول الرَّبيع ومشتقاته
- حوار مع ’’رفيق مغربي’’ من زمن 2014
- الله الوطن الملك...لماذا في المغرب؟
- أربعة مفاهيم ملغومة
- إذا كان الأمر هكذا فإني أفضل أمي على العدالة!


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أسامة مساوي - بَولُ خُفَّاشَة أَرمَلَة..هَذَا هُو دِينُهُ!