أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين الرواني - الواقع العراقي.. الشسمه















المزيد.....

الواقع العراقي.. الشسمه


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 10:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أين كان كل هذا القبح مخبوءا عني؟ تحت اي خدعة؟ وخديعة بأي اسم؟ وكم اسم؟ أي شيء كنت افتقده فخفي عني هذا القبح؟ ما الذي كان يجب عليّ فعله لأبصر بأم عينيّ هذا القبح جهارا ونهارا؟
أمط من شفتي هزءا بكل ما استطيع من سخرية واستهزاء الى درجة اني اغم نفسي وثرثراتي عن المقاييس، امتلأ استهزاء كل ما شخصت في ذهني فكرة المراحل العمرية، والشروط الموضوعية للنضج، والمناطق الزمنية في عمري، ومناطق الاشتغال المعرفي قراءةً وكتابة، واتجاهات الاهتمام بالبحث والاستقصاء، والتحليل ومتابعة الفكرة الى جذورها، ومقايستها مع نظائرها من الفكر، وتحشيد المناهج البحثية، والحقول المعرفية، في محاولة دؤوبة، فردية، شخصانية، لتأسيس نظام معرفي ابستمولوجي، يقلب الواقع رأسا على دبر، ليفهمه، ويهضمه، بعمليات تجزئة وترشيح في المخاريط ( جمع مخروط) النظرية، والدوارق التأملية، فجميعها لا تصلح ان تكون مبررا لقبح هذا الواقع، ولا لعميي عنه، وأنا حيث أنا.
أين كان متخفيا عني كل هذا القبح، الذي تبادل لعبة الصناعة، لعبة الصانع والمصنوع، مع البيئة أولا، فصنعها، ثم صنعته، بيئة العقل العربي المملوءة برمال الصحراء من العراق الى تطوان واراضي بربر الجزائر وأمازيغ المغرب العربي الشريف، ثم صنع مؤسسات البيئة، بأجمعها، لتعود بدورها تصنعه، وتسابق دول العالم المتحضر، في تجريب اطور وسائل التكنولوجيا وتقنيات الاشياء لتستمر في أداء واجبها التأريخي، ومهمتها الوجودية، في إعادة تكرير ما يتقادم من الشسمه، وما يتساقط منه وهو في ثواني حياته ودقائقها، متجها بالحركتين الخطية والدورانية معا، خارقا قوانين الفيزياء، وساحقا على كل موانع الحركة، وعوامل مقاومة الوسط الناقل في الحركة الشروعية للأجسام الصلبة، متجها الى افناء كل اشياء الوجود، كل موجودات عالم المادة، عالم الطبيعة والعناصر، شاملا بدماره جزئي الموجودات الممكنة، الهيولى – المادة، والصورة، الاثر الخارجي للمكنات في الخارج ومتن الواقع.
متجها الى افنائها، ليعمر ما يتهالك من ذاته، التي سيفنيها في لحظة ما أيضا، شأنها شأن ما تفني يداها، وحين سينتهي من افناء جميع ما تطاله الحواس الخمس، وما تحدس بوجوده قوى الادراك البشري، مع الاستعانة بوسائل الشسمه الخاصة في الادراك، والتنبوء، والطيران الخفي على المدن والمحافظات، والتسلل السري، الى ما بين افخاذ النساء، وشوارب الرجال، بعدها سيفني ذاته.
أبطل قبح هذا الواقع، ثاني أبده قاعدة فلسفية في الفكر البشري، انها واحدة من المحالات العقلية، التي دليل بطلانها واستحالتها معها، استحالة الدور، حين تصل اي مشكلة فلسفية عويصة، الى واحد من محذورين، يستغلق البحث، وتتكسر الاقلام، وتجف الصحف، وتتراشق عقول ارسطو وافلاطون وسقراط وابن سينا والميرداماد وصدر المتألهين، وديكارت واسبينوزا وباركلي برتراند راسل ومايكل انجلز وهايدغر، رشقات من العفاط الفكري المنقع بخل العجز، والازياج ( جمع زيج) مطولة الصوت على الطريقة العراقية. والمحذوران المحالان هما التناقض، والدور.
ثم صنع الشعب، العراقي، الذي يفترض انه اصطلاح سيااجتماعي، يصلح للانطباق على كل مصاديقه في خارج الذهن، الا ان دائرة الشمولية هذه، التي تبدو صارمة، غير قابلة للتقعر، او الاحديداب، او التقاصر، او اي شكل من أشكال التقلص المساحي، والتصاغر الحجمي، والتناقص العددي في مصاديق المفهوم، الا ان هذا الاصطلاح، يصطدم ويتعثر بتاريخ القوميات والاديان والاعراق، التي اصبح يطلق عليها بعد دخول عصر الجنرالات ربوبية السلطة، ضرورية الجلوس والاسترخاء على عرش العرش، وكرسي ملكوت العراق، ثم عصر حكومات الشهر الواحد، ثم حكومات الضرورة ثلاثية الولايات، اصبحت تدعى الاقليات، في عهر جماعي، من داخل العراق وخارجه، يصطدم التعميم في مصطلح الشعب العراقي، بحاضرها أيضا، رغم ان حاضرها اصبح خارج الحدود العراقية بشكل كامل تماما، كما هو الحال مع اصحاب نجمة داوود، او بشكل جزئي، كما هو مع أبناء يسوع.
ثم تستمر هذه الاطلاقية الوصفية، في كلمة الشعب العراقي، بالتقلص أكثر ليخرج عن دائرة انطباقها الكرد، فالتركمان، ثم الاشوريين، والكلدان، والسريان والصابئة المندائيين، حتى يستقر المصطلح اعلاه، على تجمع بشري أصبح أكثريا، حين شاءت رغبة لاعبي شطرنج الشعوب، والقوميات، والاديان، والطوائف، أن يصبح هذا التجمع البشري، هو الاكثرية، اقتضت ذلك السرعة في تغيير مواضع احجار الشطرنج، واختلاف اتجاهات المريدين في السلطة العالمية، الحكومية الكونية، الارادة الدولية، وعوامل واسباب على ارض الواقع.
ليس هذا التجمع البشري تكتلا واحدا، هو طرفان، قطبان، قطبان تدميريان، افنائيان، كانا وما يزالان، يمارسان مهنتهما، في الانتحار التاريخي، بضريبة تبدو لها سهلة في حساباتهما، ضريبة احراق اجيال كاملة، من الاطفال والنساء، تيتيما، وترميلا، وتعنيسا، وحرمانا من محض حق العيش، حفاظا على الشرف الرملي، ذي الرائحة البعرانية، المنفوخة بالشوارب الغليظة.
ورغم الاختلاف الواضح، في نسبة مشاركة كل من هذي الافنائيين، في صناعة قبح الواقع العراقي، بحيث ان الشائع بعد 2003، هو اعطاء احدهما نسبة 80 %، والاخر 20%، تبعا لطول المدة الزمنية التي تولى فيها كل طرف قيادة القطعان، وشرف تقطيع الرقاب، ونقابة احراق الاجيال، ومفخرة نفي الاخر وانهاء وجوده من خارطة الكائنات الحية، رغم الاختلاف هذا، الا أن الحقيقة المروعة، التي تلف المخ الذي يتذهنها، بيأس ليس كمثله شيء، هي انهما الان، في أشد مراحل صراعهما، وهيجانهما، وثورانهما، يتجه كل منهما كثور عُيّر بالجبن، بقرون من تسليح القرن الواحد والعشرين، الى نقطة المركز في جمجمة الاخر، ليقسمها الى قسمين، ليحدث فيها ثقبا كافيا لنزول كل شرايين الحياة واوردتها، واعضاء الوظائف الحيوية.

اصاب هذا القبح، محلي الصناعة، المبارك بالأكف البيضاء قطنية الملمس، اصاب كل خلية من خلايا جسم حياتي، بالعطب الابدي الذي لا شفاء منه، وسد على كل كرية في دمي مسارب الهواء، والشمس، والضوء والتفكير، احرق جميع سنين عمري بأبعاده الثلاثة: الماضي، والحاضر، والمستقبل، ولن اقتنع بغير هذا، لن أخدع بغيره ما حييت.
أتلفني، وصيرني محض كائن عدمي، عبثي، يشتهي الموت كأمنية قرر بتصيم وحزم، انه لن يتنازل عن تمنيها كما فعل مع غيرها من امنياته، كائن تتشطب أيامه من تقاويم السنة كما تمحي اثار الجمال في رمال الربع الخالي.
انا واحد من ملايين الضحايا، لهذا الشسمه، الواقع العراقي، وجميع من حوله، صنعوه، ويصنعونه، وسيظلون سيصنعونه حتى بعد ان تمل ديدان الارض من امتصاص عظامي بعد قرون طويلة من اكلها لحمي.



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يفعله البهاضمة.. يتكرر ج 4
- ما يفعله البهاضمة يتكرر ج 3
- ما يفعله البهاضمة يتكرر ج 2
- ما يفعله البهاضمة.. يتكرر
- من وحي ليلة أمس
- قصيدة - في مفترق عامين-
- ثائر ضد الإسفلت
- منير بشير ليس عربيا
- حنين الى الريف
- رمتني بالطائفية وانسلت
- شيعة العراق.. طائفيون بلا فائدة
- الفرد والدولة العراقيان .. لمحات في التاريخين.. قبل 2003 وبع ...
- النقاء الصوتي النغمي في موسيقى منير بشير
- عبدت العقل .. فتأنسنت
- دراسة الموسيقى الاوروبية.. عقدة نقص أم سعي للعلم؟
- الزمن الموسيقي وكيفية تطبيق التمارين عليه
- بياني الشخصي الى الامة الاسلامية العظيمة
- براءتي من الطائفتين العظيمتين
- أزمة التنظير في بعدها البروليتاري


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين الرواني - الواقع العراقي.. الشسمه