أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا وادي - السينما الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان التمويل















المزيد.....


السينما الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان التمويل


دينا وادي

الحوار المتمدن-العدد: 1262 - 2005 / 7 / 21 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


إنني عدت من الموت لأحيا واغني ، إنني مندوب جرح لا يساوم ، علمتني ضربة الجلاد أن امشي وامشي وأقاوم هذه الأبيات للشاعر الفلسطيني محمود درويش نطق بها أحد الجرحي اللذين فروا من إحدي المذابح الإسرائيلية في فيلم كفر قاسم لمخرجة برهان علوية .
السينما صناعة ويمكن للسينما أن تصنع وطنا هي كذلك عند الفلسطينيين الذين أغمضوا أعينهم وتخيلوا وطنا وحولوه إلي حقيقة عن طريق الشاشة السحرية بل واستخدموا السينما كسلاح للدفاع عن وجودهم وهويتهم.
السينما هي الفن الوحيد الذي يمكنه أن يصل إلي عدة ثقافات من خلال شاشة واحدة وعلي سبيل المثال فأمريكا صنعت سينما لكل الشعوب ما عدا شعبها حتي تصنع شعبا لها في كل مكان من العالم وإسرائيل قررت أن تضع نفسها علي خريطة العالم عن طريق السينما بل وإثبات إنها كيان ديمقراطي بطرحها لقضية الصراع العربي- الإسرائيلي وإدخال عناصر فلسطينية في الفيلم خاصة من عرب ال48 وبالرغم من اختلاف هدفي الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني عند الاشتراك في فيلم واحد إلا انه يبدو في النهاية لصالح الهوية الفلسطينية التي تحاول إسرائيل محوها بشتي الطرق لان وجود عناصر فلسطينية في الفيلم الإسرائيلي يجعل من سيشاهده يشعر بالوجود الفلسطيني الذي لم تنجح الآلة العسكرية في محوه ولا حتي السينما الإسرائيلية الجديدة التي لا تخلو من الشيزوفرينيا وتحاول أن تقول إن إسرائيل ديمقراطية عكس سياساتها خاصة بعد عام 1982 والاجتياح الإسرائيلي لبيروت وبدء ثقافة جديدة مليئة بالغموض والتناقض يمثلها جيل الصابرا فقط وهذا الجيل حصل علي دعم رسمي من حكومته وأحبطت هجوم النقاد لأفلامهم التي تصور الآخر - الفلسطيني- كضحية لكن من الصعب إن نتخيل مثل هذا الدعم لفيلم يتناول نفس الموضوعات لمخرج فلسطيني يحمل جواز سفر إسرائيلي
وإذا تحدثنا عن السينما الفلسطينية نستطيع إن نقول إنها تحاول إن تصنع وطنا فهي سينما أدواتها حجارة ودمعة صامتة حينا وصارخة حينا آخر قمع ونزاع يومي مستوطنات ومخيمات وبهذه المشاهد النمطية والكثير من الملامح الذاتية الجديدة روت السينما الفلسطينية قصتها وطرحت أفكارها عن طريق سلسلة من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة منها والطويلة أحدث البعض منها جدلا منذ بدأت علي يد مجموعة من الشباب الفلسطيني في ذلك الوقت من بداية الثلاثينات بالتحديد عام 1932 وكان أول فيلم وثائقيا ومدته 20 دقيقة وقام بتصويره إبراهيم حسن سرحان عن زيارة الملك عبد العزيز آل سعود لفلسطين وأول عرض له كان في سينما أمير في تل أبيب ومن أفلامه الأخري شمس وقمر و صراع في جرش كما قام بصنع فيلم أحلام تحققت بمساعدة جمال الأصفر.
ومنذ هذا الوقت انشأ إبراهيم حسن سرحان ستوديو فلسطين أسس شركة للإنتاج السينمائي وكان أول مشروع لها فيلم بعنوان ليلة العيد إلا إن الفيلم لم يستكمل بسبب أحداث الثورة الفلسطينية.
كذلك يوجد محمد صالح الكيالي الذي صنع شريطا قصيرا قبل أن ينزح عام 1948 كما تمكن من إخراج فيلم روائي طويل عام 1969 في سورية بعنوان ثلاث عمليات في فلسطين .
ما أريد قوله إن الثورة الفلسطينية أيقنت أهمية السينما باعتبارها الأداة الأقوي والأمضي في مخاطبة الجماهير وهناك بعض المخرجين العرب عملوا مع الثورة وصنعوا أفلاما قصيرة ووثائقية مثل المخرج العراقي محمد توفيق ومن أعماله صانعة الأجيال و يوميات مقاتل وكانت أول نواة لإنشاء مؤسسة سينما فلسطينية عام 1969 حيث بدا نشاطا بسيطا ضمن إطار قسم التصوير الذي تم تخصص مكان له ورصد بعض الإمكانيات المادية وكانت تستخدم آلة تصوير سينمائي 16مم لتسجيل وتوثيق ما يمكن تسجيله من دون خطة عمل محددة وتسجل ما يدور من أحداث ليكون بعد ذلك في المستقبل - الحاضر حاليا- مادة وثائقية نادرة توضع في متناول السينمائيين والمؤرخين والباحثين.
واستطاع شباب السينمائيين في ذلك الوقت أمثال سلافة مرسال والشهيد هاني جوهرية ومصطفي أبو علي إنجاز وصنع عدد من الأفلام الوثائقية مثل فيلم لا للحل السلمي وفيلم بالروح بالدم لمصطفي أبو علي عام 1970 والذي اعتبر بعد ذلك بمثابة المؤشر للطريق الذي سارت فيه السينما الفلسطينية.
واستطاع هؤلاء السينمائيين تصوير أحداث لها علاقة مباشرة بالحياة الفلسطينية ضمن الإمكانيات المتواضعة المتوفرة في حوزتهم ثم تمكنوا من الحصول علي معدات وإمكانيات افضل بعد نزوحهم للبنان لكن كانت وحدة أفلام فلسطين قد أنتجت 15 فيلما كان منها الوثائقي والروائي القصير وفي عام 1973 ساعدت هذه الوحدة في إنشاء وتأسيس جماعة السينما الفلسطينية بانضمام أفراد آخرين وشملت هذه الجماعة أعضاء كافة التنظيمات والسينمائيين التقدميين العرب وانطلقت من هدف تجميع الجهود من اجل سينما فلسطينية ترافق نضال الشعب الفلسطيني وانضمت بعد ذلك إلي مركز الأبحاث الفلسطينية وأنتجت هذه الجماعة فيلما واحدا هو مشاهد الاحتلال في غزة ثم توقفت وحدة أفلام فلسطين عن العمل ضمن إطار الأعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أولت اهتماما كبيرا بالسينما وعبرت عن نضال هذا الشعب داخل وخارج وطنه خاصة في الدول العربية والغير عربية التي تواجد بها الشعب الفلسطيني وعن آماله وطموحاته كبشر لهم الحق في هذه الحياة وإثبات وجودهم بها.
ويظل فيلم سجل شعب لغالب شعث من أهم الأفلام الوثائقية التي أنتجتها وحدة أفلام فلسطين ويحكي قصة القضية الفلسطينية من نهاية القرن ال19 وحتي عام 1973 تحديدا عند زيارة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات لمنظمة الأمم المتحدة. وبالتركيز علي مصطلح أو مفهوم السينما الفلسطينية نستطيع أن نقول أنها ليست فقط من إنتاج وصنع الفلسطينيين لكن هناك بعض الدول العربية ساهمت في صنع سينما فلسطينية وكذلك أصدقاء الشعب الفلسطيني وأصدقاء ثورته من غير العرب.
وبالتأكيد فان العرب وغير العرب عرفوا مأساة هذا الشعب عن طريق السينمائيين الفلسطينيين أنفسهم وبالتالي أصبحت القضية الفلسطينية من أهم الموضوعات والقضايا المطروحة في الخارج إلي درجة أن البعض احبها بالرغم من عدم حبة للفلسطينيين أنفسهم كما قالت إحدي شخصيات المخرج المصري يسري نصرالله في فيلمه الأخير باب الشمس الذي يمكننا اعتباره أحد روافد السينما الفلسطينية بالرغم من جنسية صانعيه ومنتجيه وممثليه إلا أنه يتناول حياة الإنسان الفلسطيني دون وضع شريط صوت للهتافات الزاعقة بل استطاع النفاذ بجماليات السينما المتقنة إلي عمق الموضوع الذي أراد توصيله لمن يشاهد الفيلم.
ومن أوائل الأفلام الفلسطينية التي صنعها مصريون فيلم فتاه من فلسطين لــ محمود ذو الفقار عام 1948 و نادية لــ فطين عبد الوهاب عام 1949 والله معنا لاحمد بدرخان عام 1955 و ارض السلام لــ كمال الشيخ عــام 1957 التي تدور احداثه علي ارض فلسطين في مكان عبارة عن بقايا دير ياسين التي تعرضت للمجزرة الشهيرة.
أما فيلم المخدوعون الذي أخرجه توفيق صالح عام 1972 فيعد من افضل الأفلام السينمائية التي تناولت القضية الفلسطينية وكانت تدور قصته حول ثلاثة من الفلسطينيين يمثلون ثلاثة أجيال متتالية يبحث كل منهم عن حل لازمته الحياتية خاصة بعد نكسة 1948 حيث تدور أحداثه عام 1958 وينتهي المشهد الختامي له بالفلسطيني العاري فوق جبل من القمامة وهو يقبض علي الهواء كمن يقبض علي تربة الأرض التي ضاعت منه.
أما الأفلام التي صنعها أوروبيون فكان لها دور كبير في كشف المعاناة الفلسطينية بعيون أوروبية اتهمت دوماً بالانحياز للفلسطينيين مثل الفيلم الوثائقي الفلسطينيون لمخرجه الهولندي يوهان فان ديركوكين وفيلم هنا وهناك لــ جان لوك بودار وكذلك فيلم هانا. ك الذي قام ببطولته الممثل الفلسطيني محمد بكري ومن إخراج الفرنسي من اصل يوناني كوستاجافراس ويتناول هذا الفيلم حياة أحد الفلسطينيين المهجرين ويعيش في المنفي دون أي إضافات مبالغ فيها أوضحت كيف هي حياة المنفي.
وكانت مجموعة الأفلام الفلسطينية التي صنعت بأيد أوروبية تقف في مواجهة أفلام أخري صنعتها أمريكا أو إسرائيل تقوم بالدعاية للدولة الصهيونية وكيف أن اليهود ظلموا واضطهدوا فمن حقهم اليوم كل ما يفعلوه من مذابح وذل للفلسطينيين مثل الفيلم الدعائي (قائمة شندلر).
هل المطلوب من السينما الفلسطينية سواء التي صنعها فلسطيني او عربي أو حتي أوروبي بالرد علي فيلم مثل (قائمة شندلر) بفيلم دعائي مماثل يوضح كيف أن الفلسطينيين يواجهون قائمه من الذل المتنوع يومياً وهذا ما نجده كمشاهدين يوميا في نشرات الاخبار ام المطلوب صناعة افلام توضح من هو الفلسطيني وماذا صنع بعد ما خرج وعاش في المنفي ليس كاله لا يحاسب او كإنسان تحسب له خطواتة بل كانسان طبيعي يعيش وينتج وينجح وكلما حقق نجاحا يثبت ان فلسطين لا زالت موجودة علي الخريطه ولن يستطيع احد ان يمحوها.
وسأعود مره أخري لفيلم باب الشمس الذي اخرجه المصري يسري نصر الله وأنتجه مجموعه من الاتحاد الاوروبي وقام بالتمثيل فيه عدد من الممثلين العرب لاني اعتبره محاوله عالميه للرد علي بعض الأفلام الدعائيه التي تظهر اسرائيل واليهود في موضع البطوله سببها اختيار مخرجة لرواية اللبناني الياس خوري المعقدة والمليئه بتفصيلات ظهرت لمده 4 ساعات علي شاشة السينما مفادها ان الفلسطيني انسان طبيعي يحيا بيننا ويعرف الحب.
كذلك فيلم يد إلهية لمخرجة الفلسطيني ايليا سليمان والذي يشرح كيف ان العداء والنقمة والحقد والعنف المتبادل تحول إلي مساله عاديه في الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني العادي رغم رفضه لكافة اشكال العنف لكنه عندما يضطر للعيش بين القصف والحصار والقيود فانه يطور امكانياته للتعايش معها حتي تزول .
هنا تعرض المخرج لافكار انسانيه فلسطينية بعيدا عن الهتافات الزاعقه وهذا ما احدث جدلاً حول الفيلم الذي عرض في البداية ضمن فعاليات مهرجان موسكو السينمائي الـــ25 وكان هذا اول فيلم يعُرض في روسيا كرد علي الافلام المؤيدة لاسرائيل التي احتكرت الساحه الروسيه طيلة 15 عاماً وكل العالم عرف فيلم يد إلهية من الضجه التي احدثها في مهرجان كان عام 2000 وكاد ان يحصل علي الاوسكار لولا تزرع القائمين علي المهرجان بعدم وجود دوله اسمها فلسطين ومع دلك تجاوز الفرنسيون هذه العقبه ومنحو الفيلم جائزه خاصه ساهمت في الترويج له وتحويله الي حدث في السينما العالميه ووصفت احدي الصحف المخرج الفلسطيني بانه واحد من نجوم الاخراج العالمي الجدد.
وهذا يضعنا امام اشكالية كبري في السينما الفلسطينية هي جدلية الانتماء ومشكلة التمويل الذي حاول معالجتها السينمائيون في فلسطين بالحصول علي تمويل اوروبي حتي الان فما حدث مع ايليا سليمان برفض لجنة تحكيم مهرجان كان اعطائه الجائزه لكونه فلسطيني بحجة عدم وجود دوله اسمها فلسطين وما يواجهة الفلسطينيون من عرب الــ48 اللذين يحملون الجنسه الاسرائيليه برفض بعض المهرجانات العربية لاستقبالهم لكونهم يحملون ورقة اضطروا لحملها مكتوب عليها اسرائيلي وهذا ثمن يدفعه في كل دقيقه في حياته مقابل ألا يخرج من أرضه.
اعتقد ان الفلسطينيين تعودوا رفض الاخر لهم حتي لو كانوا عربا مثلهم , بحجة جواز سفر اسرائيلي لا يمثل لمن يحمله سوي جواز مرور الي العالم يجب علينا ان نفرق بين الإسرائيلي حتي النخاع ومن هو إسرائيلي لأنه لم يجد أمامه إلا هذا الاختيار واضعف تهمه توجه لهؤلاء الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية إنهم عرب الـــ48 أي نحذف من عليهم تهمة الهوية الفلسطينية , ونرفض احتضانهم وعندما تقوم إسرائيل الديمقراطية باحتضانهم نتهم نحن بالخيانة العظمي وننسي دورهم الرئيسي في القضية الفلسطينية بأنه لازال هناك فلسطينيون يعيشون في الداخل الإسرائيلي ويفرضون هويتهم في كل المجالات ولو ذكرنا السينما الإسرائيلية سنجد أن هناك فلسطينيون يظهرون علي الشاشة في تحد للعالم يقول إننا لازلنا موجودين , ومالا يعرفه الكثيرون انهم يعانون من اضطهاد اسرائيل لهم في كل مكان , فهناك بعض الأفلام الإسرائيلية (الفلسطينية) تجد صعوبة في تصويرها بسبب مضايقه قوات الاحتلال الاسرائيلي لهم لوجود ممثلين فلسطينيين من عرب الــ48 بالفيلم وهناك بعض الاسماء الفلسطينية المعروفه ويحملون جوازات سفر اسرائيليه مثل يوسف ابو ورده و مكرم خوري و سلوي حداد وهذا واقع تم فرضه ويجب مواجهته بحكمه وهي ان تكون او لا تكون وهي تنطبق علي أي فلسطيني سواء يحمل الجنسية الإسرائيلية أو يحمل أي جنسيه أخري ولم ينس انه فلسطيني ونجاحه يفرض الوجود لفلسطين علي خريطة العالم .
وللسينما الفلسطينية الجديدة نكهة جديدة قام بها مجموعة كبيرة من الشباب السينمائيين أبرزهم ميشيل خليفي و رشيد مشهراوي و أبليا سليمان الدين شرعوا في البداية يمارسون صنعتهم من خلال الفيلم التسجيلي او الوثائقي مثل فيلم الذاكرة الخصبة لميشيل خليفي وأيام طويلة في غزه لـــرشيد مهراوي ومقدمة في بدايات جدال لايليا سليمان .
والسينما الوثائقية أو التسجيلية لها نصيب كبير في تاريخ السينما الفلسطينية واذكر أن المخرج الفلسطيني عبد السلام شحاده روي لي ذات مره أن الفيلم الوثائقي اصدق واكثر تعبيراً عن الحقيقة في ظل الواقع والظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني لان الأفلام الروائيه تحتاج الي طاقات بشريه وفنيه عاليه جدا بالاضافة الي مهنيين ومعدات تصوير واضاءة وصوت وان بعض الزملاء المخرجين نجحوا في صناعة سينما فلسطينية روائية متميزة لكنها بمساعدة جهات تمويلية في معظمها من الخارج وهذا يعتبر في حد ذاته عائقا لانه وضع غير مستمر في كل الأوقات .
وما قالة لي شحادة يعكس مدي صعوبة عمل سينما فلسطينية من الألف إلي الياء وبالرغم من ذلك نجد أن فيلم عرس الجليل لميشيل خليفي يعتبر بداية انطلاق لسينما روائية فلسطينية من صنع مخرج فلسطيني وحصد نجاحاً ساحقاً عندما عرض لاول مره في مهرجان كان وتكمن أهميته القصوي من أن محنة الفلسطينيين لم تكن فقط نتيجة للاحتلال الإسرائيلي وإنما تفاقمت بشكل أساسي كامتداد لمشكلات مزمنة يعاني منها المجتمع العربي في أواخر القرن العشرين ليجد المتفرج نفسه يشاهد عرس الجليل لوحة عاكسه لحياه فلسطينية محاصره في إشارات مختلفة تؤكد حقيقتها الوضع الراهن . أما رشيد مشهراوي وفيلمه حتي إشعار آخر يحكي فيه كيف تعيش أسره فلسطينية في غزة عندما تفرض قوات الاحتلال حظر التجول وتعتقل الابرياء في الشارع وتهدم البيوت علي رؤس أصحابها دون شعارات ثورية عودتنا الأفلام النضالية الفلسطينية في الستينيات .
ولكن في النهاية تظل الأفلام الروائية قليلة بالمقارنة بالأفلام التوثيقية والقصيرة في السينما الفلسطينية ودلك بسبب مشكلة التمويل الحاضرة دوما .
وكنت أتناقش مره مع المخرجة والأديبة الفلسطينية ليانه بدر ومما أذكره أنها قالت لي أنها عندما تصنع فيلما تسجيليا او وثائقيا تحاول جاهدة أن يكون ذا مواصفات دولية من حيث الصورة والصوت حتي لو كانت الميزانية ضعيفة ففيلم الطير الأخضر الذي يدور موضوعه حول حياه الأطفال الفلسطينيين تحت الحصار قامت بتمويله مؤسسة سيدا السويدية التي تدعم الطفولة الفلسطينية وأنها حاولت استثمار هذا المبلغ للحصول علي مستوي دولي من الإخراج والصوت والصورة وحتي الموسيقي المعبرة عن الفيلم .
وبذكر ليانة بدر أستطيع أن أقول إن المرأة الفلسطينية لهل دور أيضا في صنع سينما فلسطينية بالاضافة إلي دورها في صنع الثورة بنظرتها التي تختلف عن الرجل محاولة التركيز علي الأطفال وعلي المرأة الفلسطينية .
(نستطيع أن نلمح هذا الدور في فيلم باب الشمس أيضا)
و ليانه بدر لها فيلم وثائقي أو تسجيلي باسم زيتونات تحكي فيه عن أمثلة حيه من النساء الفلسطينيات اللواتي يبحثن عن دواتهن وسط كل هذه الصراعات ومنهن المرأة البسيطة ومنهن ذات المكانة من ضمن الأمثلة التي تناولها الفيلم الفنانة التشكيلية الفلسطينية سامية حلبي والمقيمة في أمريكا وتذهب لفلسطين حتي ترسم شجرة زيتون وتعطي دورات في الفن التشكيلي للفتيات الصغيرات في فلسطين هذا بالاضافه إلي فيلم وثائقي عن فدوي طوقان شاعرة فلسطين ويتناول حياتها الاجتماعية بعيداً عن حياتها الأدبية .
وتوجد سينمائيات فلسطينيات شابات لهن محاولات جاده وناجحة سواء في الداخل او الخارج فالسينمائية الفلسطينية عزه الحسن قامت بإخراج فيلم تسجيلي اسمه 3 سنتيمتر اقصر بلغه سينمائية تجمع بين الريبورتاج والتصوير الحميم باستخدام تقنيات السينما في محاولة الخروج من دائرة الايدولوجيا ومعظم الأفلام التي يضعها الشباب تحاول ان تتخطي الحصار المفروض عليهم من خلال التعامل مع شركات انتاج وتوزيع اجنبيه ليتمكنوا من تسويق افلامهم ومحاولة اقناع هذه الشركات بان هذه الأفلام ليست تجاريه حتي لا يطلبوا من المهرجانات ثمناً عالياً مقابل عرض الفيلم الواحد.
اما في الخارج فهناك اشكالية اخري ايضاً تواجه الفلسطينيين ويوجد سينمائية فلسطينية من اب فلسطيني وام روسية ولدت في بيت لحم وتعيش في لندن منذ طفولتها وقضت مراهقتها كلها في الخارج اسمها ليلي صنصور ولم تنس جذورها وقضيتها الام رغم بعد المسافات ومرور السنوات ولم تصنع سوي فيلم وثائقي واحد هو جيريمي هاردي ضد الجيش الإسرائيلي بلغه سينمائية عالية جعلت منه فيلماً جماهيرياً في دور العرض السينمائي بلندن بعد تهرب شاشات التليفزيون من عرضه , والفيلم يسجل لقطات حية مما يجري في أرض فلسطين من ظلم وتعسف من خلال حركة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني المكونة من أجانب من دعاة للسلام وكان جيريمي هاردي الممثل الكوميدي والصحافي الإنجليزي هو بطل الفيلم الذي وافق علي خوض هذه التجربة بعد قائمه طويلة من الفنانين العالميين رفضوا دعوة المخرجة الفلسطينية بالمشاركة في فيلمها التي قامت بصنعه حتي لا تكون مجرد متتبعه للأخبار وتقف سلبية في مواجهة ما يحدث في وطنها فكانت فكرة الفيلم الوثائقي عن دعاة السلام وما يواجهونه من عنف من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي لا تفرق بين من يقف أمامها في تحدي لقوتها دفاعاً عما يحدث للفلسطينيين وبعد نجاح تجربة ليلي صنصور .
في فيلمها الذي اعتبرته سينما مستقلة ساعدها في إنتاجه بعض الدعم من أصدقاء لها بالاضافه إلي بعض المال الخاص بها , سعدت بخبر أنها تنوي أن تستمر في صنع وإنتاج أفلام مستقلة لا تتدخل أي جهة في فرض وجهة نظرها في الفيلم الذي تقوم بإخراجه ومحاولة ليلي صنصور ليست آخر محاولة في السينما الفلسطينية التي يصنعها فلسطينيون وغيرهم ليكملوا تاريخ هذه السينما التي بدأت مع تاريخ قضيتها ووالتي يعني استمرارها استمرار الوجود الفلسطيني علي خريطة العالم.



#دينا_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخت القمر
- احمد زكي : اضحك الصورة تطلع حلوة


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا وادي - السينما الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان التمويل