أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كيف يولى عليكم .. تكونوا !














المزيد.....

كيف يولى عليكم .. تكونوا !


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تكثر هذه الأيام لغة تصغيرالشعب العراقي وتسفيهه وحتى تحقيره وكأنها عودة مقررة إلى نظرية (نحن شعب لا يستحي). وأجزم أن كثيرا منا يتطفل على علم الإجتماع, وحينما ندخل إلى هذا العلم من خلال السياسة يصبح إرتكاب الهفوات أمرا طبيعيا, لأن تفسير الكثير من الأمور يصبح حكرا على المنتج السياسي في تلك اللحظة, في وقت ربما نكون فيه بأمس الحاجة إلى من يفسر لنا طبيعة تلك اللحظة, لا أن يصفها فقط, وذلك لكي يبين لنا طريقة الخروج منها إلى أخرى أفضل منها.
واليوم فإن البعض منا يجد ان إعادة إنتخاب الفاسدين من النظام السياسي الحالي يؤكد بشكل لا رجعة عنه أن شعبنا هو بالفعل ورقة خاسرة وأن من الخطأ المراهنة عليه, ولا ينسى هذا البعض أن يتمنى له سوء المصير وشدة العقاب ويظهر له في نفس الوقت الشماتة, وأية شماتة !.
ويبرز من بيننا من يعيد علينا قصة الغدر بالإمام الحسين فيؤكد من خلالها على الصفات الدونية الخالدة التي تتحكم بالسلوك العراقي !! لتجعل منه شعبا منذورا للخطيئة. وناس كهؤلاء لا ينسون بطبيعة الحال الإستشهاد بما قاله الإمام علي حول (العراق بلد النفاق والشقاق) ويتعاملون مع ذلك القول كقانون من قوانين الطبيعة التي تفسر طبيعة الأشياء وما يتأسس عليها من سلوكيات ثابتة. ولأن القائل هو علي بن ابي طالب فلا بد ان يتحول, ما قالوا أنه قاله, وما أكدوا أنه عَناه, إلى قانون أزلي لا يمكن الإختلاف معه أو عليه.
وأجزم أن الإمام علي, حاشاه, لم يكن عَنِي ما عنوا من قوله ذاك, وإنما هو كان يتحدث عن سلوكيات سادت حينها, وكانت محكومة بظروف ذلك الحين, فهو كان يتحدث عن عراقي تلك المرحلة, وأجزم أن نسبة كبيرة من جيشه كانت من الحجازين, وأنهم كانوا الأغلبية بين العراقيين حينها. ولست أريد بذلك ان ألقي بالضلالة على الحجازين, فهم أيضا كما العراقيين, وكما هم بقية خلق الله, لا يخضعون إلى قانون السلوك الثابت والمقدس الذي يراد للعراقيين ان يتقولبوا به, وإنما هم يتغيرون مع تغير الظرف والحالة, وهكذا هي حال الأمم, تنهض وتكبو نتيجة قدرتها على منع طغينة الموروث على الراهن, او تركه ليتحول إلى سلفية لا تربطها بالمستقبل إلا العلاقة التي تمكنها على أن تجعله ماضيا.
ولو أن عليا عنى في مقالته تلك ما أراد له البعض أن يعنيه, لكان أصاب وصف الحالة, ولكان أخطأ الإستنتاج. فالشعوب ليست هي الخير المطلق, كما أنها ليست هي الشر المطلق. وإنما يتأسس سلوكها بشكل رئيسي على موروثها الثقافي اولا, وعلى معطيات ظروفها الآنية ثانيا. فإن كانت ظروفها الآنية قوية التأثير, سلبا او إيجابا, فإن التطبع يغلب الطبع, أي ان الموضوعي يتقدم على الذاتي, والآني يتقدم على الموروث. أما إذا كان الموروث أقوى, والآني ضعيف التأثير,فإن الطبع يغلب التطبع حتما, أي أن الموروث يتقدم على الراهن, والذاتي يتغلب على الموضوعي.
وإني أرى هذه المعادلة الرابطة ما بين, غلبة الطبع وغلبة التطبع, هي التي تفسر معنى السلوك الإجتماعي وإختلافه في مرحلة عنه في مرحلة أخرى قد تحمل ظروفا موضوعية مختلفة. وأرى بالتالي ان (الشعب) هو حالة ظرفية متحركة أكثر مما هو حالة تاريخية ثابتة, وأن سلوكه خاضع بالتالي إلى مؤثرات اللحظة الراهنة حينما تكون هذه اللحظة شديدة الوطأة ومتغلبة أو متقدمة على الموروث, فيصير الشعب عندها هو شعب تلك المرحلة, أكثر مما هو شعب المرحلة التي سبقتها. وما أعنيه هنا يأتي ذا علاقة بسلوك الناس, أي الشعب, المختلف في مرحلة عنه في مرحلة أخرى, بحيث لا يجوز أن نشتق له قانونا أزليا ثابتا يحدد سلوكه, وإنما يجوز أن نخضعه, شأنه في ذلك شأن اي شعب آخر, إلى قانون التفاعل أوالتنازع ما بين الذاتي والموضوعي, وما بين الموروث وبين الآني والراهن.
والحال أنه ليس هناك (شعب) خارج تاثير فعاليات لحظته الراهنة, واللحظة العراقية الراهنة هي لحظة طائفية جاهلية وتجهيلية بإمتياز. وإن أولئك الذين يحاولون أن يؤسسوا نظرية على ما تنتجه الإنتخابات الأخيرة, والتي تتمحور حول ردة فعل قوامها الإحباط, هم أما جاهلون, قد يحسنون وصف الحالة لكنهم يخطئون الإستنتاج, أو أنهم يؤسسون لثقافة إستسلامية هدفها تسقيط المراهنة على إمكانية أن ينجب الشعب حالة أخرى نقيضة في ظرف آخر مختلف, وهذا ما نراهن عليه.
أما القول : كيف تكونوا يولى عليكم, فهو يقبل القراءة المعكوسة, ليصير: كيف يولى عليكم تكونوا.
وينسب للإمام علي انه قال : الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق.وهو لا يقصد هنا بكل تأكيد, من وصفه لحالة الأغلبية بالرعاع, أن يحتقر هذه الأغلبية وإنما هو يريد أن يصف الحالة بدقة تأكيدا على أن هذه هي الحالة الطبيعية التي إن جرى إستيعابها فسيتراجع حتما القدر الأكبر من الإحباط المترتب أساسا على الجهل بالسلوكيات الإجتماعية. بل أن ما يريده هنا هو التأكيد على أن الصراع الفعلي على كسب الأغلبية هو ذلك الذي يجري بين العلماء, وهم هنا السياسيون, بإتجاهاتهم المختلفة. ويصير الخطأ في حالتنا أننا نأخذ هذه الأغلبية بجريرة الخطأ, فنحمله وزرها. أما الطامة فتحدث حينما نؤسس نظريات الإدانة بهذا الإتجاه, وأتعسها تلك التي تقول .. نحن شعب لا يستحي.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم كنا لا نحتاج إلى كلمة سر
- النوم مع الشيطان
- الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد
- الإمتناع عن التصويت .. تصويت
- فرص الفوز العظيم ما تزال قائمة
- الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي
- فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة
- ضد الطائفية أم ضد طائفي
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- قارئ كف
- خندق بغداد
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. (ثالثا)
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. ثانيا
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا ..
- (السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي
- مرض الخرف المبكر
- صدام أراد أيضا أن (ما ينطيها) وليس المالكي فقط.
- مخاطر التمديد المفتوح لمنصب رئيس الوزراء
- مستحقات النادي الإقليمي ودور الضحية
- ثانيا .. صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كيف يولى عليكم .. تكونوا !