أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد الحسين شعبان - - سبايا- بوكو حرام!















المزيد.....

- سبايا- بوكو حرام!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 18:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



أقدمت منظمة بوكو حرام على خطف 223 طالبة شمال العاصمة النيجيرية أبوجا وهدّدت بمعاملتهن كسبايا، إن لم يتم إطلاق سراح بعض معتقليها، ولا يزال مصير الطالبات مجهولاً ولم يجل حتى اللحظة، الأمر الذي يعكس عجز الحكومة النيجيرية برئاسة غودلاك جوناثان عن صد هجمات منظمة بوكوحرام التي قامت بطائفة من التفجيرات وأعمال العنف والارهاب، خصوصاً استهداف سكان مدنيين في حافلات عامة على مشارف العاصمة، حيث راح ضحية تلك الأعمال أكثر من مئتي مواطن أعزل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
ومن جهة ثانية فإن أعمال العنف والإرهاب التي تقوم بها منظمة بوكو حرام، تعكس تدهور الوضع الأمني، خصوصاً إستفحال دور المتطرفين وضعف الدولة واشتداد التعصب الديني، بما له من تأثيرات على عموم نيجيريا باعتبارها أكبر البلدان الأفريقية، ومن أكثرها موارداً وقوة اقتصادية، اضافة إلى التنوّع الديني، حيث هناك نسبة تكاد تكون متوازية من المسلمين والمسيحيين.
تعتبر منظمة بوكو حرام حسب التصنيفات الدولية أكبر منظمة إرهابية بعد تنظيم القاعدة، وكانت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بينيسودا قد أعلنت في شباط (فبراير) 2014 أن المحكمة بدأت بجمع أدلة عن جرائم الحرب التي يعتقد أن جماعة بوكو حرام النيجيرية ارتكبتها خلال الأعوام الماضية ضد المدنيين، وإن المحكمة ستتابع عن كثب التطورات الأمنية فيها معربة عن بالغ قلقها لأعمال الارهاب التي قامت بها الجماعة وخصوصاً في شمال شرق نيجيريا.
تعتبر منظمة بوكو حرام حسب التصنيفات الدولية أكبر منظمة إرهابية بعد تنظيم القاعدة، وكانت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بينيسودا قد أعلنت في شباط (فبراير) 2014 أن المحكمة بدأت بجمع أدلة عن جرائم الحرب التي يعتقد أن جماعة بوكو حرام النيجيرية ارتكبتها خلال الأعوام الماضية ضد المدنيين.
وأضافت إلى ذلك بالقول إن المحكمة في حال تأكدها من أن هناك أدلة تثبت تورطها في ارتكاب جرائم حرب، فإنها ستقوم باتخاذ الاجراءات اللازمة ضد أفرادها وتقدّمهم إلى القضاء الدولي وتقوم بإدانتهم.
وقد أدرجت العديد من البلدان الغربية منظمة بوكو حرام على لائحة المنظمات الارهابية، وقد قررت كندا مؤخراً إعلان الجماعة كمنظمة ارهابية كما أعلنت قبلها واشنطن مجموعتي بوكو حرام وأنصار، النيجيريتين منظمتين ارهابيتين.
تعتبر منظمة بوكو حرام «جماعة إسلامية» أو تزعم انتماءها إلى الاسلام وبلهجة قبائل الهوسا «النيجيرية» فإن كلمة بوكو تعني الغرب أو التعليم الغربي الذي يعني حسب عرفها حرام، وتزعم هذه المنظمة أنها تريد تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية على نيجيريا. وقد تأسست هذه الجماعة العام 2002 في ولاية بورنو بشمال نيجيريا بزعامة رجل الدين المعلّم محمد يوسف، لكن وجودها الفعلي بدأ في العام 2004، لاسيّما بعد انتقالها إلى ولاية يوبي على الحدود مع النيجر حيث بدأت عملياتها المسلحة ضد المؤسسات المدنية والعسكرية النيجيرية.
يمكن اعتبار أهداف حركة بوكو حرام أقرب إلى أهداف طالبان، أو حتى أنها طالبان النيجيرية أو القاعدة النيجيرية، وتركّزت على منع التعليم الغربي والثقافة الغربية عموماً، وتبرّر ذلك بأن الثقافة الغربية تفسد المعتقدات الإسلامية وأنها تريد فرض تعاليمها الإسلاموية حتى على ولايات الجنوب النيجيرية ذات الأغلبية المسيحية، ويتكون التركيب الاجتماعي للحركة من طلاب وشباب، ترك معظمهم مقاعد الدراسة والتحق بالحركة، كما أن لها امتدادات خارجية، لاسيّما في تشاد وحتى لو كانت أهدافهما واحدة ،بوكو حرام والقاعدة، لكنه لم توجد صلة واضحة بينهما.
وكان اغتيال زعيم الحركة محمد يوسف في 30 تموز (يوليو) العام 2009 ضربة موجعة للحركة، وقد سقط المئات من أعضائها في أشد مواجهة مع الحكومة في التاريخ المذكور، مثلما ألحقت هي الأخرى خسائر كبيرة في صفوف قوى الأمن والشرطة النيجيرية، لكنها استعادت قوتها خلال السنوات الثلاث وبدأت بهجوم مضاد.
يمكن أن تكون للمنظمة مواصفات أخرى، فهي أقرب الآن إلى دولة العراق والشام الإسلامية «داعش» وكلاهما في نظر المسلمين وغيرهم، شوّها الإسلام الحقيقي القائم على التسامح والمحبة والتآلف والتواصي والتآزر، وطلب العلم ولو في الصين، ومن علمني حرفاً ملكني دهراً كما تقول العرب.
لقد اهتزّ الضمير الإنساني لحادث خطف أكثر من 200 طالبة نيجيرية في شهر نيسان (ابريل) الماضي، وتداعت الكثير من الجهات والمنظمات الدولية والإقليمية لإدانة ما حصل مطالبة بالكشف عن مصير المخطوفات ووضع حد لظاهرة العنف والارهاب وملاحقة أعضاء منظمة بوكو حرام الارهابية. وقد عرض الرئيس الفرنسي هولاند استضافة قمة مع نيجيريا لمناقشة الوضع الأمني، وقال في تصريح له من باكو عاصمة أذربيجان حيث يقوم بجولة في دول القوقاز إن الاجتماع يمكن أن يعقد إذا كانت الدول المعنية موافقة عليه. جدير بالذكر أن منظمة الوحدة الأفريقية معنية بذلك مثلما هي بالتحديد نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجيريين، وقد وصل فريق خبراء فرنسيين وبريطانيين وأمريكان للمساعدة في البحث عن مصير الفتيات المغدورات الذي لم يحل حتى الآن. منذ اختطاف الطالبات في 14 نيسان (ابريل) الماضي وعدد الطلبة في المدارس النيجيرية في انخفاض ملحوظ، حيث امتنعت الكثير من العوائل عن إرسال أولادها إلى المدارس؛ خوفاً مما قد يحصل لهم من جانب بوكو حرام.
وقد نقلت بعض وكالات الأنباء أن بعض المخطوفات سيتم الزواج منهن من جانب الخاطفين وهي جريمة أخرى، فضلاً عن أن بعضهن عبرن الحدود باتجاه الكاميرون أو تشاد. ولم تنكر منظمة بوكو حرام ما قامت به من فعلة شنعاء، بل ان زعيمها أبو بكر شيكاو اعترف في رسالة فيديو قائلاً «أنا الذي اختطفتهن» مهدداً بهجمات أخرى.
إذا كان هدف منظمة بوكو حرام تطبيق الشريعة، فإن نصف سكان نيجيريا تقريباً هم من المسيحيين، ولتبرير مزاعم المنظمة وما قامت به مؤخراً فقد كان رأى زعيمها أبو بكر إن الأساس ليس ارسال الطالبات إلى المدرسة، بل كان ينبغي تزويجهن، ولا توجد مسألة في الغرب تشوّه سمعة الإسلام مثل هذه الأعمال المشينة.
إن مسألة اختطاف الطالبات لها بعد سياسي، ذلك أن الاستحقاق الرئاسي سيكون في العام القادم 2015 حيث يتعرّض الرئيس كمرشح للحزب الحاكم إلى ضغوط كثيرة، وتأتي هذه العملية بعد فشل الحوار مع المنظمة طوال الأعوام الثلاثة الماضية، الأمر الذي اعتبره البعض ضعفاً من جانب الدولة إزاء الجماعات الإرهابية.
وبغض النظر عن أعمال الارهاب التي قامت بها منظمة بوكو حرام فهناك بيئة خصبة لتفقيس بيضها منها، مناخ الفساد المهيمن وعملية التلاعب والنهب للمال العام ولأموال الدولة، ثم تركّز القدرات الاقتصادية لحكومة أبوجا وعوائد النفط بيد قلّة قليلة في حين تعاني الغالبية الساحقة من ضنك العيش، حيث يعيش ما يزيد على 60% من السكان البالغ عددهم 170 مليون نسمة دون خط الفقر، بأجور أقل من دولارين في اليوم. وقد فشلت الحكومة حتى الآن في معالجة قضايا المسلمين وأحتوائها، وكان قرار حظر ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية خاطئاً ومضرّاً، وهو القرار الذي صدر عن الحكومة في شباط (فبراير) الماضي. الإسلام بريء من بوكو حرام وأخواتها مثل براءة الذئب من دم يعقوب!



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدمير الهوية الثقافية العربية
- ضوء على رسالة جاسم الحلوائي- شبح عامر عبدالله ومكر التاريخ !
- هل ثمة مفاجآت في انتخابات الجزائر؟
- للانتخابات “فلسفة”
- المياه والسلام: الأمن المائي في الشرق الأوسط
- المبادرات الكونية والحوار الحضاري
- ماركيز: عزلة أمريكا اللاتينية وعزلتنا
- تراجيديا اختفاء المطرانين اليازجي وإبراهيم
- زمن الانتخابات!
- هيروشيما: الألم والجمال!
- - حالة حقوق الإنسان لا تسرّ أحداً-
- ديون العالم الثالث!!
- المصالحة الوطنية وتجربة إيرلندا
- مفارقات فنزويلا!
- أوباما – بوتين.. دبلوماسية القوة وقوة الدبلوماسية
- تونس: صراع ما بعد الاستعصاء
- الدستور والدستورية في الفقه العربي الحديث- استعادة مستقبلية! ...
- خليج ما بعد الأزمة
- ليس للحب من وطن!
- عندما تفقد روسيا أوكرانيا فإنها تفقد عقلها


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد الحسين شعبان - - سبايا- بوكو حرام!