أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - إعادة ضبط ذاتى لزوايا الرؤيا















المزيد.....

إعادة ضبط ذاتى لزوايا الرؤيا


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت أود كتابة رد على أحد الأصدقاء الأعزاء جدا والمقربين لقلبى عن سؤال ظل فى الفترة الأخيرة يردده ساخرا مما أبديته من ملاحظات من قبل حول اللحظة الراهنة وعلاقة ذلك بانتخابات الرئاسة ، وظل فى الفترة الأخيرة يرسل لى موضوعاته مشفوعة بعبارة ( ايه رأيك بقى فى التناقض الرئيسى ) - وكأننى انا الذى اخترعت قصة التناقضات الأساية والرئيسية والثانوية - ، وكنت أريد ان اكتب فعلا مقالة بعنوان ( الأساسى ، والرئيسى ، والثانوى ياصديقى ) ولكننى تراجعت إذ اننى أرى انه ليس من حقى استخدام منبر عام من أجل مناوشات وحوارت ثنائية حتى ولو كانت تتناول شئنا عاما ولكن صديقى هذا قد أثار داخلى نقاشا وحوارا داخليا وترتيبا للأفكار بما يجعلها فرصة لإعادة تعميق بعض الأفكار وضبط زوايا الرؤى لبعض الأفكار ، وهذه دائما قيمة النقاش والجدل فى إطار المودة التى لاغنى عنها ..
1 - من المفروغ منه تماما أن شخصى - الغير مميز على الإطلاق - لست من أنصار ان التناقض الرئيسى الآن هو التناقض بين ( الدولة ) و (الثورة) وبالتلى لست مع مايذهب اليه البعض - وهم يسيرون خلف الجماعات الإرهابية دون أن يدرون - الى هدم الدولة لكى تنتصر ( الثورة ) ..
2- كنت من الذين خرجوا فى 25 يناير والمرددين لأهم شعارتها ( عيش - حرية - عدالة اجتماعية - كرامه وطنية ) ، وكذلك كنت من الذين تواصل خروجهم للميادين ابتداء من الأعلان الدستورى الأخوانى وحتى 30 يونيو 2014 ..
ولكننى لست من هؤلاء الذين توهموا ان هناك ثورة حقيقية قد أنجزت ولم أسمح لنفسى وحتى تاريخه بأن أطلق إصطلاح ثورة على 25 هبة يناير 2011 الشعبية العظيمة ولا على هبة 30 يونيو 2013 الشعبية النبيلة .. لأننى أومن بأن هناك خللا هيكليا يشبه العيب الخلقى كان يصيب من البداية هذه الإصطفافات التى خرجت منذ 25 يناير و30 يونيو وهو غياب القيادة الثورية والمشروع الثورى البديل وتصور مسبق مصطف عليه لما يتم على أساسه إدارة الدولة بعد نجاح المشروع الثورى .. وبما أننى لست من انصار مدرسة الثورات البرتقالية ولا من آكلى ( أونظة ) الريع العربى .. أنا - كشخص غير مميز - من انصار الثورة الحقيقية التى لن ترى ( بضم التاء ) قبل ان يتبلور مشروعا ثوريا حقيقيا لإدارة الدولة المصرية يكمن فى جوهره مشروعا وطنيا لإدارة وإنتاج وتوزيع الثروة والحفاظ على الإستقلال الوطنى وتحديث الدولة وعصرنتها ، يحمله إصطفاف ثورى منظم يلتف حوله الشعب بقناعة ... وهذا لم يحدث حتى الآن ..

ولذلك أنا غير مقتنع بمحاولات البعض - هنا أو هناك - من تسويق لأى من مرشحى الرئاسة على أنه حفاظ على الثورة ..
أية ثورة على وجه التحديد ؟
وبالتالى لست من هؤلاء البعض الذين صدقوا انفسهم كصناع ثورة لمجرد انهم شاركوا فى تلك الحالة الإحتجاجية المحمومة التى انتابت الميادين منذ 25 يناير ويطلقون من حين لآخر - وعلى عمال وبطال - تحذيراتهم من ضياع الثورة فى حال اتخذ القرار العلانى أو تم تعيين الوزير الفلانى أو تم الحكم على الناشط الفلانى أو تمت تبرأة فلان الفلانى أو إذا لم ينجح مرشح بعينه فى الإنتخابات .... وهكذا ..
وأسوء فى مافى هذه المسألة هو تحول دماء الشهداء النبيلة والآم المصابين فى الهبات الشعبية الى تجارة سياسية وإنتخابية موسمية الرواج والمضاربة والمزايدة ..
3 - أن أرى أن التناقض الأساسى هو لازال مع الرأسمالية الإستعمارية وشركائها فى الداخل من تحالف الرأسمالية الكبيرة الذى أحكم قبضته على حكم مصر منذ آواخر السبعينيات وحتى تاريخه ..
وكل ماحدث انه بعد هبة الشعب المصرى فى 25 يناير ( على كل المسالب التى صاحبت تكوينها ) نجح الجناح الدينى من التحالف الطبقى المهيمن على الأمور ونجح فى إزاحة اطراف التحالف الرأسمالى عن السلطة بفعل تسويات تمت فى واشنطن وكان طرفها الفاعل على الأرض هو المجلس العسكرى ..
فى الوقت الذى أطاح فيه بكل أطراف 25 يناير وهى فى الحقيقة كانت بالهشاشة واغلبها كان بالغفلة التى مكنت الجناح الدينى من إتمام انجاز هيمنته على السلطة ..
وتغير الوضع بحكم الخروج الشعبى ومساندة قيادة الجيش له واستجابته لإرادته التى كانت لاتملك التنظيم ولا القوة لإسقاط الاخوان دونما تدخل الجيش .. ولم يكن سرا ان أغلب من كانوا فى الميادين من قوى ثورية حتى يوم 28 يونيو 2013 يتسائلون ( لماذا لاينزل الجيش ؟ ) ..
واصبحنا بعد 30 يونيو أمام تكثيف جديد لتعقيدات اللحظة الراهنة التى تكر بها مصر فقد خرج الجناح الدينى من السلطة لكنه إزداد شراسة ودموية وأرهابا فى سبيل العودة اليها ،
وكنتيجة منطقية لهشاشة الوضع الثورى من حيث عدم تبلور ملامح لقيادة ثورية حقيقية منظمة يلتف حولها اصطفاف وطنى منظم يحمل رؤية واضحة للخروج من مأزق الخلل الثورى الذى نشأ منذ ماقبل 25 يناير 2011 واستمر الى مابعد ذلك ..
، و نتيجة تصاعد التناقضات الثانوية داخل التحالف الطبقى الذى يحاول إحكام قبضته على الأوضاع واستحالة تسوية هذا التناقض فى الوقت الراهن ..
.. فقد أصبحنا أيضا أمام باقى اجنحة النظام الطبقى المسيطر التى رأت فى مسلك الجماعة الإستحوازى خطرا عليها وتهديدا فى نفس الوقت لكامل النظام الطبقى المسيطر ..
كذلك أصبحنا أمام تدخل خارجى لقوى المركز الرأسمالى العالمى التى كانت ترى ان الجناح الدينى هو الأكثر انحيازا وفائدة لرؤى استراتيجية جديدة ترتب أوضاعا جيو استراتيجية تخدم مصالح المركز الرأسمالى العالمى فى المنطقة ..
وأصبحنا أمام جماعات أرهابية دموية تتمتع بدعم معنوى ولوجستى خارجى فى ظل هشاشة الدولة المصرية وتعقد أوضاعها ارتباطا بتأزم مجتمعى محتدم عبر تراكم مشكلات مجتمعية وإقتصادية بل ومشكلات تمس المصالح الوطنية العليا ( مشكلات أطراف الدولة المصرية ومنابع النيل ) ..
لقد اصبحنا أمام لحظة تاريخية بالغة الحرج والتأزم .. تناقض رئيسى أداته الرئيسية فى الداخل جماعة أرهابية تمثل خطرا رئيسيا على مستقبل الشعب المصرى ، كيانات ورموز سياسية للفساد والإستبداد تحاول الوصول الى وضع سلطوى أقرب الى ماقبل 25 يناير 2001 ، ووطن كجزء من وضع إقليمى محيط يتعرض لخطر التفكك والتقسيم وعمق جغرافى أفريقى لايؤمن لنا - أو له - أسباب الحياة الآمنة وشعب يعانى من تأزم أقتصادى ومجتمعى ..
علينا - من وجهة نظرى كشخص متواضع وغير مميز على الإطلاق - أن نرتب جدول أعمالنا الوطنى وأولوياتنا وان نجدد اصطفافتنا بناء على تلك الأخطار وان نتعامل بوعى تام لايخلط بين الأولويات ولاينسى تناقضتنا الأساسية حين يفرض علينا الواقع اشتباكا مع تناقضات فرعية ..
والأهم من ذلك كله ان نبنى حوار بيننا - نحن المهمومون باستكمال حلقات الثورة الوطنية المصرية - نستبعد فيه شوائب المزايدة والرغبة لدى بعضنا بالخروج دائما من الحوار بمظهر الأكثر ثورية من الآخر وكذلك التخلص من بعض ممارسات التشيع والتخندق عند بداية مناقشة أى فكرة وأى رأى ...
حتى لانقع فى خطأ تغليب تناقضاتنا التى تحل بالحوار والنقاش الموضوعى على حساب جدول أعمالنا الوطنى ..




#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بااعتبارى من الهنود الحمر ..(( 4- قصائد غير معروفة لشاعر ساب ...
- الرائع عبد المجيد الدويل
- ملاحظات على خطاب السيد حمدين صباحى
- للسندريلا حكايه تانيه .. (( 3- قصائد غير معروفة .. لشاعر ساب ...
- وحتى ( السلميين ) منها ... ياسيد حمدين
- من بنى آدم مصرى الى السيد زوكربيرج
- فالس ليلى مراد ( 2- من قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغمور )
- تعقيب مبدئى على حلقتى الحوار مع المشير
- فى هجر الأصولية الإتباعية اليسارية
- هاينسى انه قطر بضاعه ..( من قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغمو ...
- لست من هذه القبيلة ولا من تلك ..
- ما ليس فى إستطاعة جابرييل
- الأمر الحيوى بالنسبة للإستحقاق الرئاسى
- من تجليات المحنة
- كيف سأختار الرئيس القادم
- اللحظة التى اشتعلت فيها أحداث أسوان
- قبل الإختيار مابين السيسى وحمدين
- وقد لاينفع الندم
- المصالحة مع الإخوان .. لماذا , وكيف ؟
- عن أى نساء سنتحدث , وكيف ؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - إعادة ضبط ذاتى لزوايا الرؤيا