أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - صفقة حمص في الميزان















المزيد.....

صفقة حمص في الميزان


محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



- عندما نضع شيئاً ما على كفّة ميزان لنتعرّف على وزنه الحقيقي علينا قبل كلّ شيء ضمان صلاحية الميزان ودقته ، أو سلامة الصنجات التي نستخدمها وتطابقها مع المعايير المعتمدة .. وبمعنى آخر يجب أن يتصف الميزان بالحيادية والموضوعية فهو بمثابة القاضي النزيه الذي يحكم وفق قانون عادل ، بعيداً عن الأهواء والعواطف والرغبات ...وهذه الجوانب المشار إليها من المفروض أن تنطبق إلى حدّ كبير على أيّ محلّل ومراقب سياسي أو سياسي موضوعي ، دون انتظار شعبوية رخيصة خاصّة ، أو جزاء وشكور من أحد ... وعلى الرغم من صعوبة وآليّة تحقيق هذه المواصفات لكوننا بشراً ونعمل في حقل السياسة ، فمن واجبنا بذل كلّ الجهود الممكنة الصحيحة لتحقيق الغاية التي ننشدها ، وتسخيرها وتوجيهها لصالح الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا ...
- لن نعود للماضي ، ونستعرض استبداد النظام وفساده وسلبيّة معالجاته، ومشروعية الانتفاضة ، وصيرورتها بعد حرفها وتشويهها ، واحتوائها ... وإنّما يجب رؤية الواقع الراهن للحرب المجنونة التي تعيش جماهير شعبنا فصولها ومآسيها ، وتكتوي بلظاها كلّ ساعة ، والتي تركت ظلالها السوداء على كافّة نواحي حياتنا ...
وهنا، يرجى عدم التسرّع في الحكم على ما نعرضه بأنّه تعبير عن موقفنا السياسي .. وإنّما هو توصيف ميداني موضوعي لتحديد معالم اللوحة التي نراها بكافّة أبعادها حتى نستطيع الحكم عليها ...
- شكّلت إعادة سيطرة القوات السورية وحلفائها على منطقة القلمون بكاملها ، ومنطقة قلعة الحصن وفرار ماتبقّى من المسلّحين باتجاه مدينة حمص أو غوطة دمشق نقطة تحول استراتيجية في الحرب المجنونة لصالح النظام في المنطقة الوسطى ، وتركت إنعكاسات هامة على المنطقة الجنوبية ، والشمالية ، وكان المتواجدون في مدينة حمص أكثرهم تلقّياً لما جرى ، وتأثّراً بنتائجها ، لأنّها قطعت الطريق على إمدادهم بالرجال والذخيرة والعتاد من الحدود اللبنانية بشكل شبه كامل .. كما أنّ تمزّق المجموعات المسلّحة وتعدّد مرجعياتها القيادية ، وتباين وتناقض مصالحها ، وخيبة الأمل من نجدتها من فصائل مسلّحة قريبة من حمص فاقمت الأمر سوءاً بالنسبة لها.. ومن جهة أخرى ، كانت كلّ الاحتمالات تصبّ باتجاه أنّ معركة مدينة حمص قادمة لا محالة .. وفي هذا السياق ابتدأت القوات السورية وحلفاؤها بحشد وتجميع القوى والوسائط اللازمة لبدء المعركة الهجومية على أماكن تواجد المسلّحين في أحياء حمص القديمة ، وكانت الخطوة الأولى تطويق المدينة من مختلف الجهات لمنع وصول أية مساعدات بالأفراد والذخيرة ، وثمّ المباشرة في استنزاف المجموعات المسلّحة وقضم بطيء للأبنية والشوارع المتواجدين فيها ، وهذه كلّها معطيات عسكرية تشير إلى أنّ المعركة القادمة ستكون خاسرة بالنسبة لهذه المجموعات ... كما أنّ أخبار ودروس وعبر المصالحات التي تمت في المعضّمية ، وبرزة ، وببيلا .. الخ كانت مغرية للبعض منهم ، ومن المحتمل أن يكونوا قد سوّقوها بين صفوف المسلّحين أنفسهم ، ومن المرجّح والطبيعي أيضاً أن تكون الأجهزة الأمنية قد استطاعت تزيين وتسويق ما جرى في تلك المناطق بهدف بث البلبلة في صفوف المسلّحين من جهة ، وإغرائهم وتشجيعهم على تقبّل فكرة المصالحة التي تقلّل الخسائر البشرية والمادية في حمص القديمة من الطرفين عند بدء الهجوم الواسع النهائي من جهة ثانية...
- وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر والأجهزة السورية كانت قد نجحت سابقاً في التوصّل إلى اتفاق بين السلطات السورية والمسلّحين على إخراج معظم المدنيين والمصابين والمرضى من الأحياء القديمة ، وهذا الاتفاق يغري القيادة السورية على اتخاذ قرار الهجوم على حمص القديمة ، وإعادة السيطرة على ما تبقّى منها ... وهكذا، وبتأثير مختلف المعطيات التي عرضناها استطاع الجيش السوري أن يربح المعركة قبل حدوثها .. ويجبر المسلّحين على قبول فكرة الانسحاب من حمص والتوجّه شمالاً، ولكنّ المفاجأة كانت بتعدّي الصفقة حدود حمص لتشمل نبّل والزهراء في ريف حلب ، وإعادة المختطفين في منطقة كسب التابعة لمحافظة اللاذقية ...وهذا كلّه يقودنا إلى إبداء الملاحظات والاستنتاجات التالية :
1 - إنّ حالة من الإرهاق واليأس بين صفوف المسلّحين داخل حمص من جهة ، وتفكير عسكري صحيح دفعهم لاتخاذ قرار الموافقة على فكرة الصفقة وشروطها لأنّ المواجهة المسلّحة المباشرة مع قوّات نظامية متفوّقة بشريّاً وناريّاً ستكون خاسرة بالنسبة للمجموعات المسلّحة من جهة ثانية ، ولذلك فالتملّص من خوض المعركة مع المحافظة على السلاح الفردي والانتقال إلى منطقة الدار الكبيرة الواقعة خارج سلطة النظام يحفظ شيئاً من ماء الوجه ، ويفتح الطريق لخيارات عديدة قد تشمل استئناف القتال في ساحات وأماكن أخرى ، أو الخروج من القطر السوري واعتماد الخلاص الشخصي خيارها النهائي ...
2 - إنّ معظم المسلّحين هم من أبناء حمص الذين انضمّوا / للجيش السوري الحر / لدوافع شتّى ، ومنهم من تركه والتحق بجبهة النصرة أو غيرها لأسباب عقائدية ومالية ، أو لخيبة الأمل بقيادة / الجيش السوري الحر/.. وهؤلاء لم يكن لهم ولاية على ريف حلب أو اللاذقية ، وبالتالي من غير المعقول أن يلتزموا بتنفيذ صفقة تتجاوز مدينة حمص ، وهذا ما يؤكّد وجود مساع خليجية وتركية وإيرانية وروسية وبرضى أو علم أمريكي أنضجت الصفقة ...
3 - لا تتوفّر مواصفات المصالحات التي تمّت في مناطق غوطة دمشق في هذه الصفقة ، فالذين سوّوا أوضاعهم مع السلطات السورية واندمجوا مع اللجان الشعبية كان قليلاً ، و الانسحاب المنظّم وتحت إشراف عناصر تابعة للأمم المتحدة ، ووجود شخصيات إيرانية وروسية ، ولجنة شعبية محلية وبالتنسيق مع السلطات السورية ، وبتوقيت واحد محدّد مرتبط بإيصال المساعدات الإنسانية لبلدتي نبّل والزهراء ، وإطلاق مختطفين من منطقة كسب يعطيها سمات الصفقة ببعدها المحلي والإقليمي والتي تتجاوز قدرات مسلّحي حمص ومواصفات المصالحة ...
4 - سيترك نجاح تنفيذ الصفقة انعكاسات هامة على أوضاع المسلّحين المتبقين في حيّ الوعرالمجاور لمدينة حمص والمكتظ بالسكان والنازحين ، ويضعهم في موقف صعب نتيجة الضغط الشعبي المباشر عليهم الذي يطالب بصفقة جديدة في حيّهم تجنّبهم ويلات الحرب ، وينسحب الأمر على منطقتي تل بيسة والرستن ، وهذا ماسيفتح الباب لإنجاح صفقات أخرى في هذا العام ،( وقد تكون هذا الصيف ) ...
5 - إنّ نجاح الصفقة واستقرار الأوضاع في حمص سيفسح المجال لعودة آلاف من أبناء حمص النازحين إلى مساكنهم مباشرة أو بالقريب العاجل ، ويساهم في إنهاء معاناتهم من النزوح والتشرّد ، كما ستخلق إعادة إعمار حمص الكثير من فرص العمل التي تخفّف من المعاناة المادّية للآلاف من أسرها ...
5 - إنّ نجاح صفقات جديدة في الرستن وتل بيسة ، سيسمح للجيش السوري بتوفير القوى والوسائط اللازمة ، والشروط الملائمة للتقدّم شمالاً على الطريق الدولي باتجاه محور خان شيخون - المعرّة بهدف فتح هذا الطريق وكسر الحصار المفروض عل معسكر وادي الضيف ، والتقدّم باتجاه حلب من محور جديد ..
6 - إنّ النجاحات التي حقّقها الجيش السوري وحلفاؤه في القلمون والمنطقة الوسطى شكّل عاملاً إضافيّاً لتصعيد القتال في المنطقة الجنوبية ، والشمالية من قبل المجموعات المسلّحة بمختلف تسمياتها بهدف تحقيق إنجازات مقابلة ، وهذا ما نلمسه من بعض النجاحات التكتيكية للمسلّحين في محافظات القنيطرة ودرعا ، وحلب ، وإدلب ، ومن عمليّات الكرّ والفرّ بين الأطراف المشتبكة في الحرب المجنونة ، واللجوء لكلّ شيء متاح مهما كان سيّئاً حتى شمل قطع المياه عن المواطنين في حلب ..وبالمقابل فإن نجاحات الجيش السوري أنعشت السلطات السورية وموالاتها ورفعت من معنوياتهم ، وصعّدت من خطابهم السياسي ، وزادت من غرور البعض وصلفهم ، وتسويق فكرة الانتصار الموهوم ، وتجاهل التغيير الديمقراطي المطلوب ، وكأنّ شيئاً لم يحدث خلال السنوات الماضية ..
7 - إنّ ماتمّ ترك بظلاله على كافّة التشكيلات السياسية ، وخلق نوعاً من الحيرة والارتباك عند اتخاذ المواقف السياسية الجديدة عند البعض ، كما شكّل عامل ضغط نفسي على البعض الآخر جعلهم يفقدون جادة الصواب أكثر فأكثر ، ويلقون خشبة الخلاص بيد الكيان الإسرائيلي ويجاهرون بوقاحة بهذا الخيار الخطير ، أو يصمت قسم منهم عن هذا الانحراف الخياني كعلامة رضا عن قناعة ، أو لأغراض تكتيكية انتهازية .. وفي الوقت نفسه ، سيدفع ببعض المسلّحين الإرهابيين والتكفيريين للتفكير بمغادرة سورية والعودة إلى بلدانهم ، أو التوجّه إلى ساحات أخرى ...
8 - ستترك هذه التطورات انعكاسات على الوضع العربي والدولي بهذا الشكل أو ذاك ، وتترك بصماتها على مواقفها من الأزمة المستعصية في سورية ..
- وأخيراً ، كيفما حدثت صفقة حمص ، أو غيرها من المصالحات فإنّ الموقف منها يجب أن يرتكز على الخيارات السياسية المعتمدة ، فمن رفض العنف والعسكرة ودعا إلى الحلّ السياسي ( ونحن منهم ) لا يستطيع أن يرفض مثل هذه الصفقات أو المصالحات وإلّا سيكون متناقضاً مع نفسه ، وغير صادق مع غيره .. ولكن يجب عليه في الوقت نفسه ، أن لا يقرّ بأيّ شكل من الأشكال أنّ ماتمّ هو غاية الغايات ، والبديل عن الحلّ السياسي المضمون دوليّاً الذي هو وحده القادر على إيقاف العنف ووضع سورية على سكّة التغيير الوطني الديمقراطي الشامل المنشود وتحقيق النصر الحقيقي للشعب السوري ..
في : 16 / 5 / 2014



#محمود_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية : محرقة ومغرقة حتى إشعار آخر
- أكاذيب ممزوجة بحقائق حول صلاح جديد / الحلقة 6 /
- أكاذيب وحقائق حول صلاح جديد / الحلقة الخامسة /
- أكاذيب وحقائق عن صلاح جديد / الحلقة الرابعة /
- أكاذيب وحقائق عن صلاح جديد / الحلقة الثالثة /
- أكاذيب وحقائق عن اللواء صلاح جديد / الحلقة الثانية /
- أكاذيب وحقائق عن الشهيد صلاح جديد
- - غزوة الأنفال - في كسب : الدوافع والآفاق .
-     - طبخة جنيف 2 لم تنضج بعد ، وقد تحرقها المقامرات  وكثرة ...
-            مؤتمر جنيڤ-;- 2 محطة للحلّ أم للتصعيد ؟ 
- اتفاق جنيڤ-;-2 شرّ لا بدّ منه ، ومحطّة لكشف النوايا وا ...
- اختطاف رجاء الناصر سيناريو معكوس لاختطاف عبد العزيز الخيّر و ...
- الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة بالتقسيط على سورية ، ولا بدّ م ...
- وداعاً أبا أحمد ( الدكتور إبراهيم ماخوس ) ، أيّها الرفيق الغ ...
- أوباما بين التخبّط والتردّد والمراجعة
- جريمة الكيماوي اللغز
- إيقاف العنف المجنون في سوريّة واجب وطني وإنساني ملحّ
-   - وجهة نظر حول إقامة حكم ذاتي كردي في سوريّة - 
- هل الرئيس مرسي وحزبه مظلومان ؟
- 20 يونيو 1981: أضواء على كفاح عمالي وشعبي


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - صفقة حمص في الميزان