أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سيف الدين عفانة - ننتظر من المربّي التونسي... أن يكون رسولا














المزيد.....

ننتظر من المربّي التونسي... أن يكون رسولا


سيف الدين عفانة

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 15:29
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لن أطيل. فالموضوع يعرفه الكلّ. ولكن لماذا لا نتجرّأ ونفضح هذه الفئة التي أطمح أن أكون بينها ولكن ليس بنفس الصفات.
ومن البداية أقول وأنبه أني لا أعمّم ولكن وجب علينا ألا نتجاهل هذه المسائل في مرحلة أولى ومن ثم وجب علينا الوقوف ضدها بكل شكل من الأشكال.
يقول أمير الشعراء في قصيدته الشهيرة:

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا ********* كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي *********يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا

إذن فالمربي والمعلم والأستاذ... وكل من من واجبه تربية العقول نراه يرتع في المعاهد والمدارس لا يربي إلا كسله ولا يبغي إلا انتهاء الشهر كي يقبض معلوم أجرته كأنه عامل عادي بمصنع تربية مواشي يتقاضى ما ينتجه بالساعات.
ومن مصائب الدهر أن أعيننا لا تلاحظ كم أصبح هذا المربي لا يليق بإسمه. فكيف نسميه مربي وهو يكسب أضعاف خلاصه العادي من الدروس المشبوهة؟ وهنا أنبه الأولياء المغفلين إلى نقطتين: الأولى أنهم بدخولهم في منظومة الدروس الخصوصية يصبحون مرتشين. وإن تسائلوا أجيبهم أنهم يدركون تماما أن ذلك المعلوم يسمى رشوة لأنه يظهر في النتائج بسرعة البرق فكأن الدروس الخصوصية سحر. وهي في حقيقتها ليست سحرا وإنما تسريبا للفروض والإمتحانات. والراشي والمرتشي في جهنّم. النقطة الثانية والغريبة في مجتمع عربي ومحافظ أن الأهالي لا يهمهم أن تخرج ابنتهم إلى السيد المربي الساعة التاسعة ليلا وهم لا يدرون أذهبت لتدارك دروس اللغة أم تدارك دروس في الفنون الجميلة.. ولا أخشى هنا لومة لائم فمن حقّي أن أرى الأشياء من الزاوية التي أختارها كما أني لا أتهم أحدا ولا أستثني أحدا.
يضيف شاعرنا أحمد شوقي:
إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم ********* من بين أعباءِ الرجـالِ ثقيـلا
فأين ثقل الأعباء أيها السادة ؟ وهل هي ثقل صباحية أم ليلية؟ جولوا المعاهد واسألوا عن تحرّش الأساتذة وستسهرون على بطولات يندى لها الجبين. أدخلوا أسوار الكليات وابحثوا عن دكاترة لا يعترفون إلا بتأطير الباحثات.
أين هي وزارة التربية ووزارة التعليم العالي؟ ألم تصلها تقارير عن بشاعة تلك الأفعال؟ بلى، قد جائتها كل الأخبار ولكن عين ترى والأخرى... حتى مع الدليل القاطع يرفت واحد من مائة والباقي يرسكل بتغير مقر العمل ثم يعود كأن شيئا لم يكن.
وفي هذا الخضمّ نقول الوزارة تعرف خبث هؤلاء ولكنها لم تحرك ساكنا فهي بذلك تشارك في الجرائم. ولن تفعل شيئا مادام الأولياء أيضا مشاركين في تلك الجرائم سواء في إطار الرشوة وهو ما يسمى بالدروس الخصوصة أو بالسكوت على أي عملية تحرش تتعرض لها بناتهم.
وبعد كل هذا، وهو الأمر المضحك حقا، يطالب المعلمين والأساتذة والدكاترة كل فترة بزيادة في الأجر... من حقهم ذلك ولكن من أجل ماذا؟ من أجل شراء سيارة جديدة للدكاترة لتمتيع طالباتهنّ أم لبناء شقق جديدة للأساتذة لتخصيصها للدروس الليلية؟ حتى المتقاعدين يحاربون من أجل الزيادة وهم يرون أنّ العاطلين عن العمل والمتحصلين على شهائد عليا لا يحلمون هم بها معطلين ومقبورين تحت خط الفقر.
ما كلّ هذا البؤس؟ وما كلّ هذا الظلم؟ أكذا سنبني الوطن وبهؤلاء؟
أعيد مرّة أخرى أني لا أعمّم ولا أجرّم أحدا ولا أستثني أحدا ولكن أشير إلى ضرورة استفاقتنا قبل أن نهدم أنفسنا بأنفسنا.
وأخيرا أتمنى من كل قلبي أن يصبح المربي التونسي رسولا.



#سيف_الدين_عفانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشّباب العربي... وبيع الأعضاء
- عاجل : وزارة التربية تسحب ترشح حوالي 70 ممن تقدموا لمناظرة ا ...
- البغايا: بنات الشّعب المفقّر
- رجال الأمن والسّلاح... كيمياء للتّرهيب أم ضرورة قوميّة ملحّة
- المهدي جمعة للشعب التونسي : شدوني لا ن... عليكم
- الشباب التّونسي قادر... آخر رهان قبل فوات الأوان


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سيف الدين عفانة - ننتظر من المربّي التونسي... أن يكون رسولا