أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - البقّال والفشل الأمني المستديم















المزيد.....

البقّال والفشل الأمني المستديم


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 02:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية أود القول من أن العمل ليس عيبا مهما كان نوع العمل الا تلك الاعمال التي تدخل في خانة العيب حسب نظرة الشعوب المختلفة لمعنى العيب، كأدارة أندية القمار ودور الدعارة حتى المقننة منها تلك التي ترتبط بزواج القاصرات والأتجار بالبشر والمخدرات وتهريب آثار البلد والتجسس لحساب الاجنبي وغيرها من المهن أذا ما كانت مثل هذه الاعمال القذرة مهنة. وقد عانينا كعراقيين من مختلف القوميات والاديان والمذاهب والمشارب السياسية من الآثار المدمرة لسياسة البعث الساقط، تلك التي دفعتنا الى مختلف المهاجر أما تبعيدا أو هروبا من بطش نظامه الفاشي.

من الطبيعي ونحن في تلك المهاجر فرادى أو مع عوائلنا أن نبدأ بالبحث عن عمل شريف لنعيش منه وعوائلنا بكرامة، ولا أجافي الحقيقة شيئا أن قلت بأن اغلبنا قد عمل في أعمال هي ليست من أختصاصه، فشخصيا كنت أفترش ارصفة طهران لأبيع فيها بعض الحاجيات التي تدر عليّ بعضا من مال يسير أضافة الى العديد من الاعمال الشريفة الاخرى، وكان معي العديد من العراقيين المهجرين ومنهم أساتذة وموظفين بل وكان من بيننا رجال يعتبرون من ذوي الثراء قبل أن يهجرهم نظام العهر البعثي مصادرا كل ما يملكون. أذن فالعمل ليس بعيب فالنبي محمد "ص" مثلا كان راعيا فتاجرا والمسيح عيسى "ع" كان نجارا وغيرهما العديد، كما ونحن نعيش غربتنا القسرية على رغم رحيل البعث الى مزبلته نرى الكثير من الطلبة يدرسون ويعملون في غسل الاطباق بالمطاعم ليوفروا لهم مالا يعينهم على تحمل بعضا من نفقات دراستهم. أذن أين يكمن العيب؟

العيب يكمن في أن يتبوأ المرء عملا فوق طاقته ويفشل فيه بأمتياز سنة أثر أخرى، ويتحول هذا العيب الى جريمة أن كان هذا الفشل يؤدي بحياة الالاف من البشر ويساهم بتدمير ممتلكات المجتمع. ويتحول نفس هذا العيب الى كارثة وطنية أن استمر نفس الشخص بمنصبه من جديد. فالسيد وكيل وزارة الداخلية البقّال "عدنان الاسدي" والذي يسمى اليوم بالعراق بـ "عدنان ألنكي بعد حديث الألنكي والجدران المفتوحة في فلم كارتون أفتح يا عدنان أو يا سمسم" والذي يدير الملّف الامني في البلد، يثبت فشله في كل دقيقة من حياة المواطن والبلد منذ أن استلم منصبه نتيجة نظام المحاصصة الى يومنا هذا. فالحجي "ابو حسنين" فاشل في تأمين بغداد وغيرها من المدن من أرهاب قوى الجريمة، والحجي فاشل في منع تهريب وتبييض الاموال المنهوبة من قبل أزلام الاسلام السياسي وغيرهم من أزلام نظام المحاصصة على الرغم من معرفته الدقيقة بعمل بعضها، والحجي فاشل في مكافحة الرشوة حتى داخل عرينه، وهو ليس فاشلا فقط بل مساهما فاعلا في ترويج الرشوة وما رشوته للبسطاء في السماوة لكسب اصواتهم الانتخابية الا دليلا على فساد وزارته فأن كان "وكيل الوزير للدف ضارب .. فما شيمة أعضاء وزارته سوى الرقص". وفشل الحجي "ابوحسنين" وللأمانة يقابله نجاحات علينا التأكيد عليها كي يستمر الحجي في تعزيزها، ومنها منعه للتظاهرات وعدم منحها التراخيص وفق ما جاء به الدستور لأنها مخترقة بنظره!! ونجاحه في استيراد أجهزة كشف المتفجرات التي بسببها ينعم البغداديون بالهدوء ولا يستمعوا الى أصوات الانفجارات الا صوت مدفع الافطار في شهر رمضان من كل عام وأصوات الالعاب النارية التي تغطي سماء بغداد بين الحين والحين !!! و..و ..و ..و.. ومنها أيضا قطع الطرق على المواطنين عن طريق نصب السيطرات الثابتة والمتحركة مما يعيقهم بالوصول الى أعمالهم ودوائرهم وجامعاتهم ومدارسهم، والسماح للسيارات المفخخة من التجول بحرية لتنفجر مخلفة مئات القتلى والخراب في ممتلكات الناس، وآخر تلك الانفجارات كانت قبل أيام دون ان يتحرك لبقّالنا ومن جعله في منصبه وأعضاء حزبه جفن.

ان وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو الخطوة الصحيحة لتقدم العمل، فمن غير المعقول وضع شخص ذو مؤهلات بسيطة ليقود رجال أكاديميين، كما وليس صحيحا أن نضع عالم بالطب مثلا مسؤولا في أحدى البلديات، وليس صحيحا أيضا أن نجعل أستاذا للغة الانكليزية مثلا أن يدرس مادة الرياضيات أو الفيزياء في أية جامعة أو صرح علمي. أذن فالمؤهلات التي يمتلكها الشخص هي التي تمنحه السيطرة على منصبه، وعلى المسؤول الذي يمنحه منصبه هذا أخذ هذه المؤهلات بعين الاعتبار في مثل هذه الحالة. وكمثال أسلامي "لاننا نتحدث الى "حُجّاج" على مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب، فأنه يروى عن النبي محمد "ص" أنه قال للصحابي الجليل أبي ذر الغفاري بعد أن سأله توليته " يا أبا ذر، أنك لضعيف. وأنها لأمانة، وأنها يوم القيامة خزي وندامة، الا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيه".

هل فكر الحاج "ابو أسراء" وهو يولي "الحاج البقّال" منصبه الخطير هذا ولو لبرهة بحديث النبي محمد "ص"، وهل أدى الحاج "أبو حسنين "الامانة"؟ وهل أدى الذي عليه فيه، أم أنها خزي وندامة في الدنيا قبل الاخرة، وهل أرواح أبناء شعبنا وهم يتناثرون في سماوات الوطن نتيجة التفجيرات شبه اليومية أهم، أم منح أحد الدعاة وأن كان بقّالا منصبه الخطير هذا أهم؟ أن محاربة الارهاب بالعراق بحاجة الى الابتعاد عن الكذب المستمر وتخدير الناس بوعود لا تتحقق حتى بعد سنوات من أطلاقها، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ومواجهة الارهاب بتدريب كادر محترف متسلح بالعلم والخبرة والمال والاجهزة الحديثة "ليس بالضرورة أن يكون من حزب الدعوة القائد" قادر على ضرب الارهابيين قبل تنفيذ خططهم الشيطانية. وهنا بودي أن أنهي مقالتي بتصريحين أحدهما للحاج "أبو أسراء" والاخر للحاج أبراهيم الجعفري "أبو أحمد"، لنتعرف على سذاجتنا نحن العراقيين، وكيف نتقبل كذب المسؤولين وفشلهم المستمر بأنتخابهم مرة بعد أخرى.

"الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقواتنا الأمنية تمسك بالأرض " من خطاب متلفز في أواخر آيار/ مايس سنة 2010. "الحاج نوري المالكي"

"أن الاعمال الاجرامية مؤشّر على أن الارهاب بدأ يلفظ أنفاسه الاخيرة، وهو يجر أذيال الهزيمة مذموما مدحورا" 10/9/2012 " الحاج أبراهيم الجعفري".

قال الامام الباقر "ع" (آية المنافق ثلاث، أذا حدّث كذّب، وأذا وعد أخلف، وأذا أؤتمن خان) ووالله لقد حدّثتم فكذبتم، ووعدتم فأخلفتم، وأؤتمنتم فخنتم".



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامام علي -ع- وخوزيه موخيكا وشيعة الخضراء
- دولة -دولة القانون- تستورد الكهرباء بدل تصديره
- أول غيث نواب البرلمان القادم... رشوة
- نداء الى أعضاء حزب الدعوة الاسلامية
- سأنتخب كي لاأساهم في بيع وشراء وأغتصاب القاصرات -قانونيا-
- تموتين ما لبسچ خزّامة
- قرچ نيسان ... حنان الفتلاوي مثالا
- فهد في عيد حزبه الثمانين
- هل السيد المالكي ولي أمر أم ولي دم؟
- الدم بالدم عرف بدوي أيها السيد المالكي
- أختطاف الطائرات وأرهاب الاحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد
- المسؤولين العراقيين وأبنائهم -ع- شلّة -هايته-
- أنتخابات كربلاء وداماد الوالي *
- على مرجعية النجف الاشرف ان لاتسيء لنفسها مرة اخرى
- المالكي وتظاهرات التحرير والكيل بعشرة مكاييل
- الدواعش في البرلمان والحكومة العراقيتين
- انقلابي 8 شباط و 28 مرداد وما بينهما
- هل ستكون معركة بغداد آخر معارك القادسية؟
- وهل فتحتم الحدود امام الارهابيين يا بثينة شعبان أم لا؟
- ناغورني تلعفر وقره باخ خورماتو


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - البقّال والفشل الأمني المستديم