أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سمير الأمير - اليسار وانتخابات الرئاسة















المزيد.....

اليسار وانتخابات الرئاسة


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 22:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يبدو أن رفاقنا فى اليسار المصرى مصرون على إكمال دورة الانقسام حول أى شىء دون النظر لكونه تكتيكى أو استراتيجى ، وعلى الرغم من كثرة ما صدعنا به أنفسنا من كلام - لا يجاوز الشفاه- حول الصراع الرئيسى والصراع الثانوى ،ورغم دقة توصيفنا لمراحل الثورة الوطنية الديموقراطية وموقفنا من انتفاضتى يناير ويونيه اللتين كانتا تعبيرا عن التوق للحرية فى موجتها الأولى ورفض الإرهاب والتخلف فى موجتها الثانية تلك الموجة التى عبرت عن احتشاد كل المصريين من كافة الطبقات والاتجاهات ، ولا أغالى حين أقول مصر بكل أبنائها النبلاء والمناضلين وبكل أبنائها الريعيين الفاسدين الذين أوصلونا لما حدث فى انتفاضة يناير،
أى أن انتفاضة 30 يونيه ضمت تناقضات ربما تكون فى غالب الأمر رئيسبة وتعبر عن مجمل الصراع الطبقى فى سياقات كثيرة أخرى ، لكن ذلك تم تجاوزه عمليا أمام دخول عنصر جديد هو الرغبة فى النجاة من مصير سبقتنا إليه دول كبيرة كالسودان والعراق وسوريا ودول صغيرة كليبيا والصومال أى أن الطوفان كان جارفا لدرجة جعلت الرغبة فى تجاوز حكم الإخوان رغبة عامة جارفة لجموع المصريين ،بالإضافة إلى مؤسسات الدولة التى تم التآمر عليها لحساب المشروع الأمريكى وطبعا كان الجيش المصرى فى مقدمة تلك المؤسسات من حيث كونه العمود الفقرى للبلاد بحكم احتفاظه النسبى بنظم وتراتبية جعلته يشكل نواة صلبة نتيجة لإدراكة المعنى الحقيقى للدولة المصرية الحديثة ، اذ كان له الدور الأساسى فى انشائها منذ نشأته فى عهد محمد على ،ثم ثورة عرابى ومرورا بناصر و نكسة 67 التى وجهت ضربة إلى الجيش مستهدفة القضاء على مشروع الدولة بأكمله ، وكان انجاز الجيش والشعب فى حرب أكتوبر انذارا لقوى الهيمنة بعودة الدور المصرى مما دفع بالتعجيل بإنهاء هذا الدور عبر السيطرة على القيادة السياسية المصرية فى إطار كامب ديفيد ثم ما جرى فى عهد مبارك إذ شهد ذلك العهد البائس عدوانا من جانب طغمة مبارك وعائلته على الروح والثقافة والتاريخ وكل ما يمكن أن يشكل ملامح هذا البلد العظيم ،
فى هذا السياق علينا أن نعلم أن اتجاه القوات المسلحة لبناء قاعدة اقتصادية --وهو الأمر الذى أقلق بعض قصيرى النظر-- لم يكن سوى مقاومة من جانب هذه المؤسسة الوطنية لما أوقعته فيها الإدارة السياسية للبلاد التى باعت القطاع العام وهو القطاع الذى لولاه ما أنجز الجيش معركة العبور ، من ثم فإن بناء مؤسسات الجيش الاقتصادية كان عبقرية مصرية لمحاولة البقاء فى عالم تباع فيه كل إمكانات البلاد بدعوى الاستثمار ( لا علاقة هنا لكلامى بمن يراقب النشاط الاقتصادى ومن يحصل على مكافآت كبيرة أوصغيرة لأن ذلك فى تقديرى ليس هو جوهر الموضوع ) ولكن خلاصة الأمر أن الإخوان تعهدوا للأمريكان بما لم يفعله حسنى مبارك نفسه ( القضاء على الجيش وهى مصلحة مشتركة) ومن هنا كان التحام الجيش والشعب بكل طوائفه وطبقاته ومتناقضاته دفاعا عن البقاء و تلكم هى حكمة البسطاء المصريين الذين يفشل اليسار المصرى دائما فى التعلم منهم رغم أنه من المفروض أن يكون معبرا عنهم! ، لقد تخلص شعبنا من حكم كان سيجعلنا نعوى فى الصحراء بحثا عن مأوى أو عما يقيم الأود بعد أن يكون المصريون قد خاضوا فى دماء بعضهم فى شوارع القرى والمدن ، لا أريد أن يتهمنى أحد بالمبالغة لأن أى متابع للمجريات يعلم أنه لولا تدخل الجيش فى 3 يوليو ومع وجود الحشود هنا وهناك كان لابد وأن تحدث الكارثة ، إذن نحن نحتاج لتلك الرؤية التى تحترم اختيارات البسطاء والتى تعبر عن حكمة البقاء واليسار هو اكثر المدارس احتياجا لذلك إذ عليه أن يكون أمام جماهيره لتطوير مواقفها فى الاتجاه الصحيح وليس فى مفارقتها والتعالى عليها ويتوقف عن عشق الانقسام حول كل مسألة بغض النظر عن أهميتها ويؤمن بتعدد الرؤى فلدينا من يرى أن انتخاب عبد الفتاح السيسى يشكل دعما لعودة النظام السابق ( وهو ما يعبر عن سذاجة واضحة إذ أن النظام السابق لم يسقط أصلا، فضلا عن أن النظام السابق هو الذى قاد الانتفاضتين لأن كبار منظرينا كانوا يتشدقون بعبقرية عدم وجود قيادة ( للثورة المصرية) ولدينا من يرى أن انتخاب صباحى يعيد الإخوان لصدارة المشهد!! ولدينا صباحيون يخونون سيساويين وسيساويون يخونون صباحيين وتلك هى الكارثة الكبرى التى تثبت أن طبيعة الاستبداد لا تخص الحاكم فقط بل إنها سابحة فى الدم كالبلهارسيا،
فى ضوء هذه الرؤية التى أعتقد أنها صحيحة ولكنى على استعداد طبعا لتعديلها إن ثبت أنها قاصرة، فأننى أجمل الأمر فى أن الانتخابات الرئاسية هى فى حد ذاتها خطوة بالغة الأهمية والمشاركة الكثيفة فيها واجب وطنى عظيم ومهم ولكن الانقسام حولها لا يعبر عن الصراع الطبقى فى جوهره وإنما هو امتداد لمسالة ( النجاة) من المصير الذى تحدثت عنه – ولكن للأسف انقسمت أحزاب اليسار المصرى حول أمر كان من المفترض أن يكون الخلاف حوله خلافا ثانويا ومن هنا فأننى أرى أن الأحزاب والقوى السياسية والمثقفين لا يجب أن تستغرقهم مسألة من سيأتى رئيسا إذ أنه لا يهم من سيأتى ليحكم مصر طالما سيكون ذلك من خلال الدستور والقانون فالدستور ( حصريا)هو المكسب الوحيد لانتفاضتى يناير ويونيه حتى الآن ،إذ لم تتحقق أى من أهدافهما وبالفعل هناك بعض الإشارات الدالة على نية لتعديل بعض المواد التى تحد من سلطات رئيس الجمهورية بعد الانتخابات البرلمانية و فى هذا الصدد فإن الانتخابات البرلمانية أهم بكثير من الانقسام حول اسمى المرشحين وموقف اليسار المصرى هنا يذكرنى بقول محمود درويش " أكلما نهدت سفرجلة نسيت حدود قلبى والتجأت إلى رصيف كى أحدد قامتى؟ " من هنا فإن معركتنا هى الحفاظ على الدستور الجديد الذى يجرى بالفعل انتهاكه بينما نشغل أنفسنا بتحديد قامتنا بطفولة مضى وقتها لمعرفة من أطول من من ؟ وفى هذا الصدد يصبح تشكيل جبهة عريضة لحماية الدستور تكون حاكمة فى تشكيل التحالفات فى الانتخابات البرلمانية وبناء المنظمات الجماهيرية هو الضمان الرئيس لعدم العودة لحكم الفرد وفى تقديرى كمواطن يدرك حاجة مصر ليسار قوى وموحد أن اليسار عليه أن يعبر منحنى الانتخابات الرئاسية بأقل الخسائر الممكنة لأن هناك ما ينتظره فى المستقبل ، إن كان راغبا أن يكون فاعلا فى المستقبل؟.



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الرئاسية .... خنادق القتل المعنوى على الهوية
- آمال عبد الباقى
- رسالة السكرتير العام لجمعية الإخوة الإسلامية
- أحداث دهشور...دماء عماد عفت ومينا دانيال
- حزب الدستور........ طموح الجماهير وضعف البدايات
- الإخوان هم الإخوان .. و-الصيف ضيعت اللبن-
- عودة الإبن الضال
- ثورة يناير ووزارة الداخلية المصرية
- الدودة فى أصل الشجرة
- الجيش والشعب يدُُ واحدة – بعد مضى عام هل لازال الشعار صالحا؟
- مشروعان فى مصر
- الإسلام السياسى بين فساد الاقتصاد وفساد الأخلاق
- الأقباط المسلمون والأقباط المسيحيون
- أزمة اليسار المصرى .... دوائر الخروج
- الثقافة وثورة يناير
- الثورة المصرية بين الأفراح والمآتم
- عودة -القولبة- بعد الخامس والعشرين من يناير 2من 2
- ماذا نفعل بعد عودة المكفراتية؟ 1 من 2
- اأنا أخاف من العوا... مع الاعتذار للدكتور سليم!!
- محنة الدستور


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سمير الأمير - اليسار وانتخابات الرئاسة